عند الثامن عشر من أيار/ مايو 2018، سوف تُطلق الفنانة الفلسطينية هدى عصفور ألبومها الموسيقي الثاني والذي يحمل الاسم “كوني”، حيث يضمّ 9 أغنيات أهدتها إلى “كل اللواتي شكلنَ حياتها بطرق مباشرة أو غير مباشرة”، ويصدر الألبوم بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق.
من 9 أغاني الألبوم، هنالك 4 أغانٍ أعادت هدى عصفور صياغتها، وهي “تحت الياسمينة” لهادي الجويني، “مالي شغل بالسوق” و”طالعة من بيت أبوها” من التراث العراقي، “يا اللي بعدك” أغنية من كلمات وألحان خميس ترنان، وكان قد غنّتها صليحة، أما باقي الأغاني، فالأغنية الذي يحمل الألبوم اسمها؛ “كوني”، هي من كلمات وألحان هدى عصفور ولانا سلمان، “صدفة” كلمات فدوى طوقان وألحان هدى عصفور، “ليلى” و”مش غلط” من كلمات وألحان هدى عصفور، أمّا أغنية “مطر ناعم” فهي من كلمات محمود درويش وألحان خالتها سلوى جرّاح.
من “صدفة” إلى ألبوم موسيقي
بدأت فكرة الألبوم عندما قرأت هدى عصفور قصيدة “صدفة” للشاعرة فدوى طوقان، وتأثرت من القصيدة وجرأتها، عن هذا تقول: “وجدت في القصيدة جرأة كبيرة من التعبير عن مشاهد تلتقي فيها امرأة برجل، والمشاعر التي يحملها هذا اللقاء، بما في إهداء القصيدة له بكل وضوح وبلا خجل ومع شفافية بالمشاعر. بالإضافة إلى أن السياق الزمني والسياسي آنذاك الذي كان يفرض خطابًا ما على القصائد، أعطى بعدًا إضافيًا لأن تكون قصيدة من شاعرة عربية بمثل جرأة الحبّ هذه، وهذا قمة في الجمال”.
موسيقى جماهيريّة بلا خجل
بعدها، بدأت هدى عصفور تدرس إمكانية إنتاج ألبوم جديد، وتقديم مادة موسيقية جديدة بعيدة عن الألبوم الأول، “شعرت أني لا أريد أن أكون مصنفة ضمن الموسيقى التقليدية، لأنها ليست الموسيقى التي تعبّر عنها”، تقول، وتتابع: “كانت هنالك حاجة لأن أتحدى نفسي، لأن الموسيقى التقليدية لا تعبر عن ما بداخلي، تضم حدود تعبيرية لها علاقة بالمجتمع وكيف أرى نفسي كإمرأة لا تؤمن بالحواجز التي يفرضها المجتمع على الحبّ، وفي حديث مع الصديق الموسيقي المصري أيمن مبروك، كنا نحكي بسخرية عن تعقيد الموسيقى والإيقاعات، وقلت له بأني أرغب بكتابة موسيقى بوب بديل (Pop)، خاصّة في الوقت الذي ينتج فيه الكثير من الموسيقيّين موسيقى بوب، لكن بخجل، كأن هذا الجانر الموسيقي هو دون المستوى مقارنة بغيره”.
عندها، أخذت هدى عصفور قرارًا بكتابة موسيقى بوب بديل، بمفهوم البوب العربي وليس الغربي، عن هذا تضيف: بالنسبة لي عبد الحليم وبعض أعمال فيروز وبليغ حمدي، هي بوب، موسيقى جماهيرية إنّ صحّ التعبير، قادرة على الوصول إلى الناس بلا تعقيد”.
بين الموسيقى والشخصي
ترتبط سيرورة العمل على الألبوم كثيرًا بالمسار الذاتي لهدى، حسب تعبيرها، مما تجسّد هذا الارتباط باختيار الاسم “كوني”، عن هذا تقول: “صار معي تحوّل على صعيد شخصي خلال الألبوم، لأسباب مباشرة متعلقة به وأخرى لا، فجأة شعرت بأن الحدود التي منعتني أن أكون نفسي، وأن أُظهر من أنا من الداخل والخارج، اختفت تمامًا. بالنسبة لي، أنا قادرة اليوم لأن أكون نفسي بلا حدود للهويّة والخوف من أحكام الناس. بالسابق، أردت أن أكون مقبولة على الناس قدر الإمكان، اليوم، وبعد العمل على الألبوم، أريد أن أكون سعيدة، وما يجعلني سعيدة هو بأن أكون نفسي، وهذا يحدث عندما نكسر كل الحواجز”.
من الجدير بالذكر أن هنالك تجهيزات لجولة عروض لألبوم “كوني” خلال تموز/ يوليو وآب/ أغسطس في المنطقة العربية، منها مصر ولبنان والأردن، على أمل تونس أيضًا، حيث أهمية المدينة بالنسبة لهدى عصفور، عن هذا تقول: “لم أزر تونس منذ أن تركناها قبل 21 عامًا، وكأن العودة إليها هي العودة إلى الوطن على مستوى شخصي، لأني اكتشفت مؤخرًا أني لم أزرها منذ ذلك الحين لأسباب متعلقة بالبلد وكيف خرجنا منها”. أما فلسطين، فلا تعرف هدى إن كان يمكن لها الدخول إلى بلدها اليوم أم لا، لكنها قالت بأنها ستحاول بكل الأحوال.
لمزيد من التفاصيل:
H.asfour@gmail.com
http://www.hudaasfour.com