للعام الثاني على التوالي ينظّم مهرجان أيّام فلسطين السينمائيّة في دورته الخامسة المنعقدة من ١٧ حتّى ٢٣ تشرين الأوّل، ”ملتقى صناع السينما الفلسطيني” الهادف إلى جذب العاملين في قطاع السينما الفلسطيني من الهواة والمحترفين وكشفهم لندوات ودروس خبيرٍ، وقد قدِم إلى الملتقى عشرات الضيوف من أصحاب الخبرات والتجارب في مناحٍ مختلفة في عالم صناعة السينما والكتابة عنها، كمدراء مهرجانات عالمية، ونقّاد سينمائيّين، وصحفيّين ومخرجين ومؤلّفين موسيقيّين ومحاضرين يعملون على الأرشفة والبحث الأكاديمي في مجال السينما. كان لـ ”رمّان“ هذا اللقاء مع المخرج الفلسطيني مؤيّد عليّان مسؤول ملتقى فلسطين السينمائي ليكشف لنا عن دواعي وأهداف ومضامين هذا الملتقى الأوّل من نوعه في فلسطين.
بدايةً، نودّ أن نعلم ما هو ملتقى صنّاع الأفلام والرؤية من وراء إقامته؟
ملتقى فلسطين السينمائيّ منصّة أطلقناها في ”فيلم لاب: فلسطين“ كجزء من الدورة السابقة لمهرجان ”أيام فلسطين السينمائية“ لتكون مساحه يلتقي فيها صنّاع السينما من فلسطين والعالم لتطوير مشاريع الأفلام والبحث عن فرص شراكات وإمكانيات التعاون والإنتاج المشترك. يشكّل الملتقى أيضاً منصّة نطرح فيها سنويًا قضايا ونسلّط الضوء على التحديات التي يواجهها العاملون في كل مناحي التطوير والإنتاج والتوزيع السينمائي بهدف فتح النقاش حولها وإيجاد حلول أو إطلاق مبادرات لتحسين ظروف القطاع السينمائي في فلسطين.
ماذا عن تفاصيل الملتقى الثاني في الدورة الخامسة لمهرجان أيّام فلسطين السينمائيّة المنعقدة فعاليّاته من ١٧-٢٣ الشهر الجاري؟
تم التخطيط لبرنامج الملتقى هذا العام من قبل فريق المهرجان وعدد من الخبراء في المجال بالتركيز على محاولة تعزيز الإمكانيات لبقاء وازدهار السينما الفلسطينية ضمن الظروف الصعبة الحالية ولزياده المعرفة بكل ما يخص واقع الإنتاج السنمائي المستقل في العالم العربي والعالم بشكل عام، وكذلك على البحث في إمكانية خلق أنماط مغايرة وغير تقليدية في ما يتعلق في التمويل والإنتاج والتوزيع.
إحدى أهم الأولويات هي تعزيز وجود بيئة وحالة من مشاركة التجارب و المعرفة لتتوفر لنا جميعًا ولأي موهبة فلسطينية صاعدة، وبدون انتقائية وبدون استثناء، الفرصة للتطوير ولخوض التجربة و صناعة أفلام.
نحن سعداء جدًا بعدد الصنّاع الفلسطينيين الذين تقدموا بمشاريعهم للمشاركة والذين أكدوا مشاركتهم في الملتقى. وكذلك سعيدون جدًا بعدد الخبراء والمحترفين الذين يمثلون بعض أهم المهرجانات والمؤسسات السينمائية في العالم الذين سيحضرون إلى فلسطين للمشاركة في الندوات واللقاءات.
فمثلاً سيُفتتح الملتقى باستعراضٍ لمشاريع الأفلام الفلسطينيّة القصيرة والرّوائيّة المختارة وبذلك إتاحة مجال تواصل صنّاع السّينما مع الخبراء الدّوليّين والاستماع لآرائهم حول مشاريعهم. ستحضر أسماء ذو ثقل في المشهد السينمائي الدولي مثل بيرو باير المدير العامّ والمدير الفنّي في مهرجان روتردام السّينمائي الدّولي، ومن ضمن فعاليتنا نظّمنا ملتقى طاولة مستديرة يتناول توجّه ما بعد الكولونياليّة وتتحدّاه ضمن السّياق الفلسطيني والبحث في ممارسة مفكّكة للكولونياليّة للإسهام في استعادة الوكالة على الذّات وعرقلة حالات التطبيع من النظام الاستعماري بحضور د.أناندي رامامورثي، قارئة في الثّقافات ما بعد الكولونياليّة، جامعة شيفيلد هالام.
هنالك حلقات تحاول دراسة التجارب السابقة في تاريخ السينما الفلسطينية فمثلاً هنالك ملتقى حول الإنتاج المشترك ونظرة خلف كواليس التّعاون السّينمائي بن منظّمة التّحرير الفلسطينيّة وجمهوريّة ألمانيا الدّيموقراطيّة، ستوفّر هذه الدّراسة إدراكًا أفضل للمشاريع التّعاونيّة العابرة للحدود في يومنا هذا.
في ملتقى آخر يسعى لإعطاء لمحة مفصّلة حول خبايا أساليب عمل المهرجانات العالمية سيلتقي الصنّاع المحليون مع كل من جورج بولون، أحد مؤسّسي مهرجان كليرمون فيران الدّولي للأفلام القصيرة، مايكه ميا هون، منسّقة برنامج مهرجان برلين السينمائي الدّولي للأفلام القصيرة، كيڤا ريردون، مبرمجة في مهرجان تورنتو السّينمائي الدّولي ومهرجان هوت دوكس السّينمائي ومهرجان ميامي السّينمائي. وبطبيعة الحال هنالك ملتقيات تخص العاملين في المهرجانات العربيّة والمهرجانات الفلسطينيّة المنتشرة في العديد من دول العالم.
وتزامنًا مع الذكرى السبعين للنكبة تم ترميم بعض أفلام الثورة الفلسطينيّة وسيتم عرضها وإدارة حلقات نقاش حولها بحضور خديجة حباشنة، صانعة أفلام، وإميلي جاسر، صانعة أفلام وباحثة وفنّانة بصريّة. من هذه الأفلام على سبيل المثال: “زهرة المدائن” لعلي صيام، سينماتوغرافيا: هاني جوهريّة. و ”فلسطين في العين“، وحدة أفلام فلسطين لمنظّمة التّحرير الفلسطينيّة/مصطفى أبو علي.
من هو جمهور الهدف والمعايير/الاعتبارات من وراء اختيار الضيوف ومواضيع الندوات؟
الملتقى هو مساحه لكل صناع السينما الفلسطينية والمعنيين بها وذلك يشمل الصناع أصحاب الخبرة وطلاب السينما وكل المعنيين من قطاعات الفنون المرئية والمسموعة بشكل عام.
الاعتبارات وراء اختيار الضيوف والمواضيع مختلفة، منها ما يهدف لتعزيز المعرفة والفهم بصناعة السينما وواقعها الحالي حول العالم، و منها ما يهدف لفتح المجال لصناع الأفلام الفلسطينيين بعرض مشاريعهم على الخبراء الحاضرين بهدف فتح المجال والفرصة لهم ولمشاريعهم
ومنها ما يهدف للخروج بمبادرات تنطلق وتتشكل خلال أيام الملتقى و يستمر العمل عليها ومتابعتها خلال العام.
ما هي التحدّيات لدى إقامة ملتقىً من هذا النوع في فلسطين وما هي الآمال المعلّقة عليه؟
من أكبر التحديات هي قيود السفر التي يفرضها الاحتلال خصوصًا على صنّاع الأفلام الفلسطينيين في الشتات، من التحديات أيضًا العمل على برنامج متخصص كما خصوصية الواقع الصعب الذي تواجهه السينما الفلسطينية.
كيف نستضيف أكبر عدد من المحترفين العالميين أصحاب القرار في المؤسسات والمنصات العالمية لخلق فرص لصناع السينما في فلسطين وخصوصًا الذين لا يتمكنون من السفر للخارج لأسباب مختلفة،
وكيف نغطي خلال أيام الملتقى والمهرجان القليلة أكبر عدد ممكن من القضايا لتحفيز التغير نحو الأفضل في العديد من نواحي الإنتاج السينمائي.