مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكمل عامه الأربعين بـ “دورة الأحلام”

الممثلة المصرية رانيا يوسف التي هوجمت بسبب فستانها

وائل سعيد

كاتب من مصر

أثار تصريح رئيس المهرجان العديد من التساؤلات، وبخاصة أنه صدر قبل إعلان النتيجة بساعات، وهو إلغاء الجائزة المستحدثة في المهرجان "جائزة الجمهور" بسبب عدم التفاعل الجاد في التصويت من قبل المشاهدين علي الأفلام المعروضة.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

04/12/2018

تصوير: اسماء الغول

وائل سعيد

كاتب من مصر

وائل سعيد

ومدير تحرير مجلة "عالم الكتاب"

فلاش باك

في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وبالتحديد بعد حرب أكتوبر بثلاث سنوات؛ كانت مدينة القاهرة على موعد لاستقبال فعاليات الدورة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي على مدار أسبوع، بمبادرة من الكاتب الراحل كمال الملاخ مؤسس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما -المنظمة للمهرجان- ورئاسة الكاتب سعد الدين وهبة.

وقد تم الاستعداد للحدث الهام الجديد على الخريطة السينمائية المصرية بالتنظيم الحكومي، وشارك رئيس الوزراء آنذاك “ممدوح سالم” في حفل الافتتاح لاستقبال كبار الممثلين المدعوين من مختلف أنحاء العالم، والتي راعت إدارة المهرجان وقتها أن يحمل شيئاً من الروح المصرية حتى أنهم نشروا بعض الجرسونات في زي بائعي العرقسوس حاملين الإبريق الشهير يقدمون المشروب الفلكلوري للمدعوين.

وبحسب ذكريات الفنان سمير صبري التي أعلنها في حفل افتتاح الدورة الحالية -حيث كان هو من قدم حفل افتتاح الدورة الأولى- يتضح لنا الرعاة الأوائل للمهرجان قبل تدخل الشركات والمنظمات وهم: عبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية والراقصة نجوى فؤاد التي أقنعت بعض الفنادق الكبيرة باستقبال فعاليات الدورة الأولى، فيما تبرع كل من وردة والعندليب بأجر أحد الحفلات لحساب المهرجان.

انطلق المهرجان عقب نجاح دورته الأولى، ماراً بالكثير من المحطات والدورات المتعاقبة خلال أربعة عقود، في محاولات لأن يدخل ضمن تصنيف المهرجانات الكبرى الدولية، “وأورد تقرير الاتحاد الدولي لجمعيات المنتجين السينمائيين عام 1990 أهم ثلاث مهرجانات للعواصم، فجاء مهرجان القاهرة السينمائي في المركز الثاني بعد مهرجان لندن السينمائي، بينما جاء مهرجان ستوكهولم في المركز الثالث”.

وشأنه شأن كل فعل إنساني، فقد جانبه الصواب أحياناً، فنجح وفشل وحاول وأعاد التجارب، حتى أكمل المهرجان عامه الأربعين في دورته الجديدة المنعقدة مؤخرا بالقاهرة علي مدار تسعة أيام من ٢٠ إلى ٢٩ نوفمبر/تشرين الثاني واستقبلت دار الأوبرا المصرية “المسرح الكبير والصغير وسينما مسرح الهناجر ومركز الإبداع” فعاليات المهرجان بمشاركة بعض من دور عروض السينما، وحصلت سينما كريم علي النصيب الأكبر من العروض بعد أن اشترتها شركة مصر العالمية وتم افتتاحها من شهور قليلة بأسبوع لعرض الأفلام المُرممة للمخرج يوسف شاهين مؤسس الشركة مع جابي خوري.

دورة الأحلام

أوكلت وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم رئاسة هذه الدورة للمنتج السينمائي محمد حفظي، الذي تعرض للهجوم منذ تصريحاته الأولي بتكريم المخرج الفرنسي “كلود ليلوش” ثم التراجع عن ذلك حين تبين لإدارة المهرجان -على لسان يوسف شريف رزق الله- المدير الفني للمهرجان علاقة “ليلوش” بالكيان الصهيوني.

إلا أن حفظي قابل كل الهجوم بالتوضيح أحياناً والصمت أحايين، ماضياً في طريقه وخطته مُطلقاً على هذه الدورة شعار “دورة الأحلام الكبيرة”، مؤكداً على أن تاريخ الدورة الحالية يجعله في مواجهة مستمرة لتحقيق أفضل النتائج من أجل التميز، وفي سياق أخر يُصرح حفظي بأنه حقق 80% من أهدافه خلال هذه الدورة منذ بدايتها.

كما أثير كلام حول توزيع شركة “كلينك” المملوكة لحفظي والموزعة للفيلم المصري المشارك في المسابقة الرسمية “ليل خارجي” وعدم قانونية ذلك حسب لائحة المهرجان، التي تمنع أن يتدخل رئيس المهرجان بالمشاركة بأي عمل يخصه من قريب أو بعيد، وأصدرت الشركة الموزعة بياناً على إثره توضح فيه تنازل الشركة عن حق توزيع الفيلم لرفع الحرج عن رئيس المهرجان.

جدير بالذكر أن “ليل خارجي” حصل على جائزة أحسن ممثل والتي ذهبت للفنان شريف دسوقي عن دور “مصطفي” في الفيلم وشاركه البطولة أحمد مالك وبسمة والمخرج مجدي أحمد علي وابنه أحمد مجدي، من إخراج أحمد عبد الله.

ضمت أقسام المهرجان العديد من المسابقات مثل: المسابقة الدولية ومسابقة آفاق السينما العربية، ومسابقة أسبوع النقاد، وسينما الغد للأفلام القصيرة، البانوراما الدولية، بالإضافة الي ورش عمل ومنتديات وتكريمات وانطلاق الدورة الأولى من برنامج “أيام القاهرة لصناعة السينما” والذي ضم عدة تجارب إخراجية من بلدان مختلفة وثقافات مغايرة للالتقاء تحت سقف السينما ومناقشة صناعتها الحديثة من خلال التجارب والخبرات المختلفة.

وصل عدد المتقدمين بطلبات للمهرجان ما يُقارب 2357 طلبًا للمشاركة -حسب المركز الإعلامي للمهرجان- منها حوالي 2200 طلبًا مستوفياً لشروط التقدم. توزعت بين 623 فيلماً روائياً طويلاً و167 فيلماً تسجيلياً طويلاً، 1300 فيلماً قصيراً.

وعلى مدار شهرين عملت لجان المشاهدة على تصفية هذا العدد حتى وصلت للنتيجة النهائية عدد الأفلام المشاركة في الدورة الأربعين 150 فيلماً.
 

جيل الوسط يمتنع وحسين فهمي يعتذر

أعرب الناقد يوسف شريف رزق الله عن اندهاشه من امتناع جيل الوسط -المُتمثل في أسماء مثل أحمد السقا ومحمد هنيدي وأحمد حلمي ومني زكي وأحمد عز وغيرهم- عن المشاركة في المهرجان؛ رغم حرص الإدارة على إرسال دعوات رسمية لهم عن طريق “الريجسير” لضمان الوصول.

بدأ رزق الله مشواره مع المهرجان عام 87 كسكرتير فني بعد عامين من تولى سعد وهبة رئاسته، وعقب ذلك يستمر كمدير فني لما يقارب الثلاث عقود حتى الدورة 38 التي أعقبت رحيل الناقد سمير فريد والتي اعتذر فيها شريف عن المشاركة وكرر الأمر في الدورة الحالية بالاعتذار عن رئاسة المهرجان.

وتكرر ذلك مع الفنان حسين فهمي الذي اعتذر عن عرض سابق من وزيرة الثقافة لرئاسة المهرجان بسبب انشغاله الدائم بمتابعة تصوير أعمال فنية تم التعاقد عليها مؤخراً، مؤكدًا على حضور المهرجان لدعم رئيسه محمد حفظي والمساعدة بقدر ما يستطيع، قائلا: “بعتبر حفظي زي ابني وأتمنى التوفيق للمهرجان”.

ترأس حسين فهمي لجنة تحكيم المسابقة الدولية في الدورة السابقة من المهرجان، كما سبق وأن قام برئاسة المهرجان لأربع سنوات متتالية من 1998 حتى 2001، وكان من أشهر المدعوين في حفل افتتاح الدورة الأولى من عمر المهرجان.

جائزة فاتن حمامة التقديرية

ريف فاينز.. بريطانيا: هو الابن الأكبر للروائية جنيفر لاش رشح مرتين لنيل جائزة الأوسكار وحصل على عدة جوائز منها، جائزة توني المسرحية، وجائزة الممثل البريطاني عن دوره في الفيلم الشهير “قائمة تشندلر”، وجائزة الفيلم الأوروبية أحسن ممثل عن فيلم “بريق الشمس”.

بيتر جرينواي.. بريطانيا: مخرج مسرحي وتليفزيوني وسينمائي وكاتب سيناريو وممثل، بالإضافة إلى عمله كمونتير ورسام ومصور سينمائي.

حصل على العديد من الجوائز منها، جائزة ساثرلاند وجائزة قائد وسام الإمبراطورية البريطانية، من أشهر أعماله “كوك اللص وزوجته وعشيقها”.

حسن حسني.. مصر: أطلق عليه الكاتب الراحل اسم “القشاش” فيما نعته المخرج خيري بشارة بـ “المنشار”، في إشارة من كليهما إلى إمكانية حسني في المشاركة المستمرة في أكثر من عمل وفي نفس الوقت، وبالتالي ومع كثرة هذه الأعمال يكون كالمنشار “طالع واكل.. نازل واكل” كالمثل المصري، حتى أن أحد المواسم الرمضانية شهد عرض أربع مسلسلات لحسني في نفس الشهر.

جائزة فاتن حمامة للتميز

هشام نزيه.. مصر: اشتهر اسم الموسيقار الراحل عمار الشريعي وارتبط بالدراما -السينمائية والتليفزيونية- في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، الأمر الذي يُعاد مرة أخرى مع الموسيقار الشاب منذ التسعينيات، حيث بدأ نزيه وضع الموسيقي التصويرية لفيلم “هستريا” من بطولة أحمد زكي، ثم تتالت أفلامه حتى دخل عالم الدراما التليفزيونية بوضع موسيقي مسلسلات حققت نجاحات كبيرة مثل، “ليالي أوجيني، أفراح القبة، العهد، السبع وصايا ونيران صديقة“.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي  يُكمل عامه الأربعين بدورة الأحلام

أثار تصريح رئيس المهرجان العديد من التساؤلات، وبخاصة أنه صدر قبل إعلان النتيجة بساعات، وهو إلغاء الجائزة المستحدثة في المهرجان “جائزة الجمهور” بسبب عدم التفاعل الجاد في التصويت من قبل المشاهدين علي الأفلام المعروضة.

وفي العموم، تُعد هذه الدورة من عمر المهرجان غير صالحة لغلق أربعة عقود وبداية عقد جديد؛ فالدورات المميزة التي يكتب لها أن تواكب فترات زمنية مميزة في عمر المهرجانات؛ يجب أن تعي حجم المسئولية المنوطة بها وحتمية أن تكون دورة غير عادية بما يليق بظرفها الزمني.

الأمر الذي لم تُحققه هذه الدورة علي أرض الواقع ومن خلال التواجد اليومي، وهذا لا يعني أنها دورة ضعيفة، فالهنات شيء لا بد منه في أي إدارة ولا تخلو فعالية من أخطاء، لكن في النهاية خرجت الدورة بعادية شديدة مثلها مثل أي دورة أخرى، ووسط ذلك بالطبع كانت هناك أشياء موازية لم تكن بالعادية على الإطلاق..

سينما الواقع الافتراضي..

ترى خبيرة تقنية الواقع الافتراضي “كامي لوباتو” أن ما يتم طرحه حالياً من “سينما الواقع الافتراضي” لم يأتِ ليحل محل السينما التقليدية على الإطلاق وأن كلاهما يمكن أن يسير جنباً إلى جنب.

ومن الواضح أن نبوءة كامي تتحقق ولكن لا يوجد سير جنبا إلى جنب؛ فلم يلقَ برنامج سينما الواقع الافتراضي سوى القليل من التفاعل والمشاركة بدورة المهرجان، والتي لم تخرج عن المتخصصين من دارسي السينما ومصممي الأفلام المتحركة. رغم تصريحات المشاركين الأجانب في البرنامج بأن صناعة سينما الواقع الافتراضي أصبح لها حضور متزايد ومشاركة فعالة في المهرجانات العالمية.

ورشة تطوير السيناريو.. (AAM)

تسعى “جمعية أميركا للإعلام الخارجي” إلى دعم جميع أنواع السرد الفني على مستوى العالم فيما وضعته تحت مُسمى “قدرات صناعة الترفيه” الخاصة تحديدا بالسينما وبثقافة الصورة، وقد كرمت قريبا في واشنطن أثناء حفل عشاء سنوي ضم الكثير من نجوم السينما المصرية والعالمية، السيناريست المصري وحيد حامد ونجله المخرج مروان حامد ضمن ما تقوم به الجمعية بالبحث عن أصوات عربية تستحق التكريم والاحتفاء لنقلها ثقافتها الأم.

وقد أطلقت الجمعية مبادرة Screen Buzz وهي سلسلة من الورش الاحترافية في صناعة السينما والدراما التليفزيونية، انتقلت هذه الورش بين عدة دول مختلفة وخصصت ورشة 2018 في تطوير مشروعات كُتاب السيناريو من الوطن العربي، وأقيمت بالتوازي مع فعاليات المهرجان في دورته الحالية على مدار خمسة أيام.

الكاتب: وائل سعيد

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع