ما هو تأثير “صفقة القرن” على مستقبل القضية الفلسطينية؟ وكيف ينظر المثقف الفلسطيني إلى محاولات الإدارة الأمريكية لتمرير هذه الصفقة بالتعاون مع جهات عربيّة وبهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال عقد «ورشة البحرين» الاقتصادية في المنامة يومي 25 و26 حزيران/ يونيو الجاري؟ وما هو دور المثقف الفلسطيني في مواجهة صفقة الأوهام والعار وسبل التصدي لها؟ أسئلة وجهتها “رمان” لعدد من المثقفين الفلسطينيين داخل الوطن وخارجه، وهذه إجابات عنها.
أعدّ الملف: أوس يعقوب.
منذ أن انتشرت الأخبار عن احتمال طرح مشروع أمريكي لحل الصراع ضمن ما بات يعرف بـ«صفقة القرن» ارتفع منسوب الشكوك والريبة لدى فلسطينيي الداخل، ليس لأنهم أصحاب حساسية سياسية مبالغ فيها إنما بسبب كونهم قد وضعوا بفعل اتفاقيات أوسلو اللئيمة في صف هامشي وكأنهم ليسوا فلسطينيين أو أنّ القضية لا تهمهم، إنما فعلياً القضية الفلسطينية هي جوهرهم وصلبهم.
من جهة أخرى، اعتاد فلسطينيو الداخل على اعتبار أنفسهم من طلائعيي مناصرة القضية الفلسطينية ويقفون دائماً إلى جانب القضية ونصرة شعبهم، ولهذا فإنّ الموقف العام هو ليس مع الصفقة التي تلغي القضية وتثبت وجود “إسرائيل” كنظام دولة نهب وسلب. وأيضاً كدولة تقدم خدمات للاستعمار والكولونيالية الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهة أخرى، علينا ألّا ننسى أنّ لفلسطينيي الداخل التزام تجاه الثوابت الفلسطينية والشرعية الدولية وفي مقدمتها حق العودة، فالعودة وفقاً لهذا الحق تعني حق كل لاجئ فلسطيني بالعودة إلى أراضي 48. ولهذا هم ينظمون مسيرات العودة في كل عام في ذكرى النكبة.
من هنا فإنّ هذا الالتزام لن تلغيه «صفقة القرن» بل تدعوهم إلى المزيد من التحرك للتصدي لهذه الصفقة. وبالرغم من أنّ صورة «صفقة القرن» ليست واضحة بما فيه الكفاية فإنّ فلسطينيي الداخل قد أدركوا أنّ عملية تصفية تجري للقضية الفلسطينية، وهم لن يرضوا بمثل ذلك. إذن، يسود الغضب في صفوف فلسطينيي الداخل كما هو سائد في صفوف عموم الفلسطينيين، والرفض ليس لنقطة واحدة في هذه الصفقة بل لمجمل ما تحتويه من بنود وفق التسريبات.
الآن تم تأجيل الصفقة كما أعلنت الإدارة الأمريكية إلى ما بعد الانتخابات في “إسرائيل”، إنّ ما يبدو هو فهم هذه الإدارة أن الصفقة لن تمر حتى لو اتخذت «ورشة البحرين» قرارات اقتصادية مغرية للفلسطينيين. بمعنى آخر: إنّ الصفقة في طريقها إلى الزوال من حيث مركباتها، ولكنها قد تعود بأشكال أخرى.
وأعتقد أنّ رفضها هو عبارة عن خطوة كبيرة ومهمة لتوحيد الشعب الفلسطيني.