«أرض الكلام»… بين الخلاص الجمعي والفردي

علاء رشيدي

كاتب من سوريا

عدد من الحكايات تنتهي بطريقة مأسوية، فالمصور الفوتوغرافي نازي مثلاً، يقوم بإحراق ألبومات صوره الفوتوغرافية بالكامل، وهي التي تؤرشف بصرياً للكثير من الأحداث الجمعية التي عايشتها منطقة السماقيات، وحكاية نهب مكتبة السماقيات بالكامل بعد شجار بين أبناء المنطقة.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

26/07/2019

تصوير: اسماء الغول

علاء رشيدي

كاتب من سوريا

علاء رشيدي

صدرت الطبعة الأولى من رواية «أرض الكلام» للروائي السوري  ممدوح عزام في 2005 عن “دار المدى”، لتعيد إصدارها “دار سرد” في 2018. أما أحداث الرواية فتجري بين عامي 1959 – 1960، وهي من جهة مرحلة الوحدة السياسية بين سورية ومصر، ومن جهة أخرى، كانت سنة من سنوات القحط على المنطقة التي تجري فيها أحداث الرواية، أي السماقيات، إحدى مناطق الجنوب السوري، والمعتمدة اقتصادها بشكل أساسي على الزراعة.

الحكاية الإفتتاحية في الرواية، هي تلك التي يسعى فيها أهالي منطقة السماقيات لتأسيس مكتبة عامة للمنطقة. فيشكلون لجنة المال الخاصة بهذا المشروع، وبأسلوب التقرير الأمني الذي يدمج المعلومات بالكوميديا نتعرف على الشخصيات التي اختيرت لتكون من لجنة المال للمكتبة. اختار المؤلف أسلوب التقرير المباشر، وكأننا نقرأ تقرير شرطة لتعريف القارئ بأعضاء لجنة المال، الذين هم أبرز سكان المنطقة، وهم أيضاً الشخصيات الأساسية في الرواية. 

توفيق الخضرا، معلم متقاعد، وهو يهتم بالقراءة، ولديه في بيته مكتبة تضم الكثير من الكتب. حليم الزهر، فلاح متدين متعصب، ولديه مكتبة يستعملها لترهيب الناس من عذابات القبر وعقوباتهم في حال ارتكبوا الأخطاء. أما عمار التوت، فلا علاقة له بالقراءة، رشحه أخوته ليكون بين أعضاء لجنة مال المكتبة، ومن حينها بدأ يتحدث عن محبته للكتب. لقمان لقمان، عضو في الحزب القومي السوري، يقرأ الكتب التي زوده بها الحزب وحسب، ومنها مؤلفات الزعيم أنطوان سعادة، ورغم أنه استقال من الحزب في مرحلة لاحقة فقد اعتقل على إثر اغتيال العقيد عدنان المالكي في دمشق. سليم الصخري، وهو الملقب بالفسدي، ويعتبر لغماً زرع بين أعضاء لجنة مال المكتبة.

يحرص المؤلف التنويع في الخلفيات الثقافية لشخصيات الرواية، وذلك بغاية عكس التنوع السياسي والاجتماعي للمرحلة التي تتناولها الرواية، فمن المهن الفلاح، المعلم، التاجر، والنصاب، وعلى مستوى العقيدة لدينا شخصية المتشدد الديني، وعلى مستوى الانتماءات الحزبية والفكر الإيديولوجي لدينا الشيوعي والقومي السوري الاجتماعي.

في المرحلة التاريخية التي تتناولها الرواية، كانت تجربة الوحدة بين سورية ومصر، ومن المعروف أنه أثناء الوحدة، طلب عبد الناصر إلغاء جميع الأحزاب، مما جعل حياة الحزبيين معرضة للخطر، وأصبحت الأنشطة الحزبية تتم في الخفاء وفي حال من المغامرة، وهذا ما يركز عليه المؤلف بين حكايات الرواية. أن يرصد الحياة الحزبية لشخصيات مثل كريم الزهر في ظل واقع التضييق والملاحقات التي طالت الشيوعيين في تلك الفترة: “بدأت الاتهامات تشكل خطراً على الناس، بسبب اندفاع السلطة لاعتقال الشيوعيين الذين لم يعلنوا تأييدهم للوحدة، وأبدوا تحفظات مكتوبة تجاهها، قد انتشرت التهمة كقرار إدانة، يستخدمه الخصوم بعضهم ضد بعض، للتعجيل في تصفية الآخرين.”

الجوانب العاطفية لحياة كريم الزهر تمتد مع القارئ على كامل صفحات الرواية، منذ الفصول الأولى ندرك مشاعر الحب الذي يشعرها تجاه محمودة، منذ سنواته المدرسية ينتظرها في كل ليلة، وهو يعوي ليلفت انتباهها دون جدوى وحيداً في الليل. قصة الحب من طرف واحد هذه لن تكتمل، فمحمودة لا تعير كريم أية انتباه، ومن بعد تالياً في الرواية، ستنتقل للعيش في بيروت دون لقاء بينهما. تحاول زينب شقية كريم أن تساعده على تجاوز أزمة الحب الذي يكنه للغائبة محمودة، تنصحه بالنسيان: “النسيان هو المكان الأخضر الوحيد بالدنيا، كانت زينب مغمرة بإسباغ الألوان على كل شيء.” بينما يدافع كريم بأن النسيان أصفر اللون وهو شبيه بالصحراء: “أصفر وما ألو نهاية.”

كريم الزهر، سيعيش صراعاً بين حبه الطوباوي لمحمودة، وبين مغامرات الجسد الذي يعيشها مع من تؤجره غرفة في منزلها، وهي لؤلؤة الجزيري التي يشرع معها بعلاقة جسدية: “محمودة، انتبه إلى الاسم. تمنى أن يراها الآن، أن تأتي مرة واحدة فقط، ليعرف كيف صارت، وماذا بات يحب فيها. ثم انتبه أيضاً إلى أنها صارت مثل شبح، مثل غلالة، وربما كانت مثل ملاك حارس. ولكن لؤلؤة موجودة هنا، تقدم له حباً حاضراً، يتنفس ويعيش، ويمكن الإمساك به، وسماع اختلاجاته.” في النهاية سيخسر كريم كلا الإمرأتين، ويستمر وحيداً يعوي في الليل كما كان في بداية الرواية. 

بين التشدد الديني والفكر الشيوعي

حين يجعل المؤلف في عائلة واحدة شخصيتين، إحداهما متعصب ديني والآخر شيوعي، فهذا سيكون أرضية مناسبة لصراع بين شقيقين، أي حليم وكريم الزهر، تتطور تفاصيل هذا الصراع الأخوي، الإيديولوجي، وكذلك المتعلق بطبائع كل منهما. على كامل صفحات الرواية. يعتقد كريم أن الطبيعة مخلوقة منذ الأزل، وأن الله فكرة بشرية محض، أما الجنة فلن يجدها أخوه بعد الموت بل سوف تكون على الأرض. هذه السلسلة من المعتقدات التي يجاهر فيها الأخ الأصغر كريم أمام أفراد العائلة مما يزعزع أفكار الجميع ويقتحم تحصيناتهم، وخصوصاً أخيه المتشدد حليم.

وحين تستبد بالفلاحين فكرة أنهم لن يزرعوا الأرض إلا وفق شرط خاص جازم وضعوه أمام إرادة الله، وهو: “أمطر، نزرع”، سيعتبر الأخ المتدين حليم أن هذا الفعل تمرد على إرادة الله، وأنه سيؤدي إلى عقوبة جماعية تحيق بالمنطقة كاملةً، وسوف يقف وحده ضد قرارات الفلاحين الجماعية ويحاول ترهيبهم بعقاب من الله. أما زوجته خيرية فهي الشخصية الأنثوية التي رسمها المؤلف لتمثل الإمرأة الشجاعة، التي تعارض العادات والتقاليد، وتواجه أهالي السماقيات، في رغبتها من الطلاق من زوجها، وتنجح في تحقيق ذلك، حكايتها، هي حكاية المرأة التي تواجه المجتمع لتحقق ما ترغب به في التحرر من زوجها.

تنقسم النصوص السردية التي تشكل متن الرواية إلى ثلاثة أقسام: أولها: الفصول التي تروي الأحداث بلسان الراوي مباشرة وهي مؤرخة بالأشهر والسنة التي تجري فيها الأحداث. ثانيها: مجموعة نصوص مأخوذة من «كتاب السفرس وهو كتاب أيضاً يسهم في شرح المرحلة وتاريخ المنطقة والتغيرات الاجتماعية والسياسية التي تجري فيها. ثالثها: عدد من القصص القصيرة التي يكتبها توفيق الخضرا، ومن بعده ابنه الصغير فيصل الخضرا، لتدخل إلى متن السرد نصوصاً من القصة القصيرة تتناول سرد حكايات بطرق أدبية متعددة ينوع فيها الراوي بأسلوب السرد بين القصة والأخرى. هذه القصص تتخلل متن السرد في الرواية، وتظهر قصة جديدة بين الفصل والآخر لتنوع في تشكيل النص الكلي للرواية.

الروي عن طريق ألبومات الصور الفوتوغرافية

يدمج الروائي في أساليبه السردية عدة طرق، واحدة من أبرزها هي تلك الطريقة التي يروي فيها الحكايات عن طريق ألبومات صور لشخصية مصور فوتوغرافي، اسمه نازي، يهوى التصوير، ومجموعة الصور التي يلتقطها تكون كل منها كتاباً ذو موضوعة محددة. وصف الصور الفوتوغرافية الملتقطة يكون باباً سردياً للحديث عن العديد من الأحداث، على سبيل المثال لدينا كتاب الصور الفوتوغرافية بعنوان «كتاب العائدين»: “وهو يضم مجموعة صور لبشر يلوحون بأيديهم، وآخرون يحملون حقائب، ويمضون رجال، نساء، فتيات، وشبان، أولاد، وأسر كاملة، وبسبب الرعب من ذلك الرحيل، وضع تلك الصور في ألبوم سماه كتاب العائدين.”

عن طريق سرد موضوعات ألبومات صور نازي، يسرد الرواي فصولاً من حياة أهالي منطقة السماقيات، مثلاً ألبوم «كهف الزنابق»، كتاب يضم صور الرجال الذين يتبعون النساء والبنات، إلى الحقول، أيام الربيع، من أجل مغازلتهن. وألبوم صور «عقد الجوز» وهي تسمية مستمدة من اسم عامي لإحدى الأفاعي القاتلة، وضعها المصور نازي عنواناً لألبوم جمع فيه صور الشجارات، والمعارك، بين عائلات البلدة.

قوائم بعناوين الكتب والخرائط

من أمتع صفحات الرواية هي تلك الفقرات التي تناقش عناوين الكتب المختارة من قبل لجنة المال لكي تقتنى لأجل المكتبة العامة في السماقيات. تدور نقاشات حول أعضاء اللجنة، كل منهم يدافع عن نوعية معينة من الكتب، ويقترح العناوين التي تتناسب وأفكاره ومعتقداته، ومن ثم يحدد السارد عدداً طويلاً من عناوين الكتب التي اختيرت للمكتبة، مما يذكر بأطروحة القوائم اللانهائية في الروايات للناقد والروائي أمبرتو إيكو، الذي شرح كيفية تمتع القارئ بلوائح سردية من عناوين كتب أو أعمال فنية، تتجاور، وتتالى خلف بعضها البعض، لتشكل لدى القارئ متعة، نجد في رواية «أرض الكلام» من بين عناوين الكتب فقرات طويلة: “اشتروا روايات جرجي زيدان، وتاريخه، عبرات الملفلوطي ونظراته، تاريخ الصحافة العربية، تاريخ آداب العرب، تحرير المرأة، المرأة الجديدة لقاسم أمين.” وهكذا تتوالى عناوين الكتب على ثلاث صفحات من الرواية، كما تضم القائمة خرائط: “اشتروا مصوراً للوطن العربي، وخرائط لدول العالم، تشير إلى المدن والمراكز والقرى والطرق والتقسيمات الإدارية في كل دولة.”

الثأر

من الموضوعات الاجتماعية التي تتطرق إليها الرواية، قضية الثأر، وذلك بعد وقوع مذبحة العين التي قتل فيها اثنان من آل الخضرا وواحد من أبناء التوت، ولكن توفيق الخضرا سيرفض الإكمال بأخذ الثأر: “اختار توفيق الخضرا تلك الآراء التي تركز على إظهار الفارق الإنساني بين قانون العشائر والقانون المدني. فالثأر القبلي يولد ثأراً موازياً، والدائرة التي تفتح تظل نازفة إلى ما شاء الله. ولكن القانون لا يريد للضحية أن تلبس رداء القاتل. وهو يكفل معاقبته بروادع بديلة تمنعه من الإنتقام مرة أخرى.” ويضيف في الرد على منتقديه لعدم أخذه بالثأر: “مش مهم مين يبدأ، المهم مين بيعرف ينهي كل شيء.”

في مديح القراءة

لنقرأ كيف وصف الروائي، اكتشاف فيصل الخضرا للمرة الأولى المكتبة: “تقدم فيصل نحو الرفوف الخشبية، وقد أذهله ذلك المشهد المثقل بالكتب، والمجلدات، راح ينظر إلى تلك الكائنات المحيرة التي لا يعرفها، تظهر على الدفة الخارجية، أو على رأس الغلاف، سوداء ثابتة لا تنمحي: سيرة عنترة، الآن تظهر أمامه كحكاية. هذا يعني أنه سوف يلقى داخل تلك الكتب إنساناً من لحم ودم، بجانبه كان يجلس حمزة البهلوان، وسيف بن ذي يرزن، ثم تتلوها أسماء وأسماء من أولئك الذين تمكنوا من دخول الحكايات والقصص.”

هكذا تصف الرواية اللقاء الأول بين فيصل الخضرا) والمكتبة، ومن التعابير المستعملة، وطريقة وصف اكتشاف المكتبة نتلمس ولعاً بالمكتبات والكتب. بعد هذا اللقاء الأول، سيصبح فيصل الخضرا مولعاً بالقراءة: “عقد اتفاقاً سرياً، رعاه المعلم، كي يستلم فيصل نسخة إضافية من مفاتيح الغرفة، ليقرأ ما يشاء، دون حاجة إجراءات الاستعارة خارج المكتبة. وهكذا بدأ فيصل يتسلل كل يوم، إلى الغرفة، منذ الصباح، يجلس على كرسي وضعه قرب النافذة، ويقرأ. اختفى من السماقيات مثل مسافر، ولم يعد يراه أحد. ولكي يتفادى المارة، بدأ يأتي باكراً، وسرعان ما أضحى لا مرئياً.”

في فقرة تالية يصف السارد بطريقة أدبية عملية القراءة: “صارت الصفحات تُلتهم، واحدة بعد أخرى، وهي تجر وراءها الفصول. وأضحى فيصل قادراً على الولوج إلى الكتب مثل خلد، يحفر أنفاق معارفه، وسط صمت المكان الممتلئ بأسرار الكون والحياة والبشر. وبعد ثلاثة أشهر، أصبح الذين يعرفهم، يزيد عن عدد أهالي السماقيات، وشعر بالفخر لأنه الوحيد من أبناءها الذي يعرف كل هذا العدد من البشر، من الشرق، والغرب، يعلم أسرارهم ومشاعرهم، ويشرف على كهوف تفكيرهم، وتفاصيل معاشهم من حب وكره ومؤامرات وسفر وأحزان وأفراح وخذلان وتدنيس وسمو ورزانة ولهفة.”، كأن ما تفعله الكتب في شخصية فيصل الخضرا، يشبه ما تفعله رواية «أرض الكلام » بقارئها. 

حس كوميدي يضمنه الروائي في أسلوبه السردي في الرواية، فالكثير من الحكايات تتحول إلى طابع الكوميديا، منها حكاية زيارة الرئيس عبد الناصر للسماقيات، وحكاية محاولة تحرير فلسطين من بين قصص فيصل الخضرا، بمعركة تسمى باسم “معركة التوافيق” نسبة للقائد فيها توفيق الخضرا، وكذلك حكاية اعتراف معتقل من السماقيات بأفعال لم يرتكبها. وكذلك حكاية شعبية يكتبها فيصل الخضرا بعنوان “يالله ماش”، وهي حكاية عن رجل يردد كل ما يقال له، فيقع في المطب تلو الآخر، من جراء عدم وعيه بما يردده خلف الآخرين.

عدد من الحكايات تنتهي بطريقة مأسوية، فالمصور الفوتوغرافي نازي مثلاً، يقوم بإحراق ألبومات صوره الفوتوغرافية بالكامل، وهي التي تؤرشف بصرياً للكثير من الأحداث الجمعية التي عايشتها منطقة السماقيات، وحكاية نهب مكتبة السماقيات بالكامل بعد شجار بين أبناء المنطقة.

في الفقرات الأخيرة من الرواية، تتوضح لنا بأنها حاولت أن تعكس تجربة مجتمع يتحول من الجمعية إلى الفردية. فبينما نتلمس في بداية الرواية الكثير من المشاريع الجماعية، مثل الأحزاب، المكتبة العامة، تعاضد الفلاحين، المشاريع التي تحاول أن تغير من حال السماقيات عبر التفكير الجمعي، نجد في الصفحة قبل الأخيرة، لحظة انكشاف الحقيقة في ذهن الشخصية الرئيسية في الرواية الشيوعي كريم الزهر، لحظة انكشاف أثر الفردية: “لا أحد يموت برفقة أحد، ولا أحد يذهب إلى أي مكان برفقة أحد، حتى لو كنا سنذهب إلى الثورة برفقة أحد، فكل واحد يذهب وحده، وينتصر وحده أو يموت وحده. إن أمور الحياة كلها تشبه الطعام أو القبلة، أشياء خاصة يلمسها ويشمها ويتذوقها ويعرفها كل شخص، كما لا يمكن أحد غيره أن يفعل ذلك.”

الكاتب: علاء رشيدي

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع