أعلن المتحف الفلسطيني، وفي مبادرة هي الأولى من نوعها، عن إطلاق 17 منحة بحثية حول الثقافة الفلسطينية، تنفيذًا لأحد أهم محاور استراتيجيته البرامجية الأولى، والتي تغطي الأعوام 2019 – 2023، وفي إطار تأسيس دائرة متخصصة بالبرامج المعرفية والبحثية في المتحف، يقع ضمن أهدافها تحفيز المشاركة المجتمعيّة الفكريّة، وإنتاج ونشر المعرفة حول فلسطين، وسدّ الفجوات المعرفيّة حول التاريخ والثقافة الفلسطينيّين. وينفذ البرنامج السنوي الأول للدائرة الجديدة بتمويل سخي من غالية وعمر القطان.
وعليه، فقد وجه المتحف الفلسطيني دعوة مفتوحة للباحثين الأكاديميين والميدانيين لتقديم أوراق بحثية حول أربعة مواضيع أساسية، وهي: تاريخ الفنّ في فلسطين من القرن التاسع عشر وحتّى أواخر القرن العشرين (التسعينيّات) وخطاباتهِ، والسّاحل الفلسطيني من أواخر العهد العثماني وحتّى الوقت الحاضر، وتاريخ الطّباعة في القدس، ورؤى جديدة للثّقافة الفلسطينيّة المُعاصرة، بحيث يكون الموعد النهائي لتقديم الملخّصات وخطط البحث هو الأول من نيسان 2020.
ويأتي المشروع البحثي المطروح حول “تاريخ الفنّ في فلسطين” في إطار مشروع جديد للمتحف بعنوان “سد الفجوة المعرفية”، يستمر لمدة سنتين في مرحلته الأولى، ويهدف لسد الثغرات المعرفية في موضوعات معينة في التاريخ والثقافة الفلسطينية، يليه موضوع بحثي جديد لمدة سنتين تاليتين. واختير موضوع الفن كأول محور لهذا المشروع المعرفي لتعميق البحث في تاريخ ممارسات ثقافية فلسطينية هامة قلَّ التأريخ لها. هذا ويخطط المتحف لتغطية ثماني منح بحثية تسلط الضوء على مجالات الممارسات الفنيّة والجغرافيّة المستبعدة من التّأريخ الأساسي للتاريخ الفنّي الفلسطيني وبنيتهِ المنهجيّة، ولإفساح المجال للبحث عن منهجيّات ووجهات نظر جديدة، تعكس ارتباطًا واسعَ النّطاق بتأريخ الفنّ في سياق فلسطين والشّتات.
أما المشروع البحثي حول “تاريخ الطّباعة في القدس” فيرتبط بمعرض يحمل ذات العنوان، سيقيمه المتحف الفلسطيني خلال العام الجاري، ويسعى إلى تعميق وتعزيز البحث الكيفي حول تاريخ الطّباعة والنّشر في القدس، بالتّركيز على سياقات هذا التّاريخ الماديّة والاجتماعيّة- الاقتصاديّة، والسّياسيّة، من خلال إنتاج بحثين اثنين.
ويأتي المشروع البحثي حول “السّاحل الفلسطيني” ضمن إطار معرض حول الساحل سيقيمه المتحف بين العامين 2020-2021، ويسعى لإنتاج خمسة أبحاث لتعميق وتعزيز البحث الكيفي حول تاريخ السّاحل الفلسطيني، بالتّركيز على سياقاتهِ المادّية والاجتماعيّة- الاقتصاديّة، والسّياسيّة والاستعماريّة الاستيطانيّة، وبالتركيز على مفهوم المستقبليّة في السّياق الفلسطيني.
ويسعى المشروع البحثي حول “رؤىً جديدة للثّقافة الفلسطينيّة المُعاصرة” إلى تعميق وتعزيز البحوث الكيفيّة النّقديّة حول الثقافة الفلسطينيّة، بالتّركيز على سياقاتها الماديّة والاجتماعيّة- الاقتصاديّة، والسّياسيّة. وسيكون التركيز على إنتاج بحثين، بهدف تقديم بيانات جديدة من حقل أو نصّ أو أرشيف ضمن موضوعات مقترحة، ومشاريع المتحف الفلسطيني الرّقميّة: أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي، ورحلات فلسطينيّة.
من ناحيتها عبّرت د. عادلة العايدي- هنية، مدير عام المتحف الفلسطيني عن فخرها بهذه النقلة النوعية في عمل المتحف الفلسطيني، من خلال تقديمه لسابقة هي الأولى من نوعها في سياق تشجيع وتوسيع الإنتاج البحثي المعرفي حول الثقافة والتاريخ الفلسطيني، وأن إطلاق هذا المشروع هو ترجمة لرؤى المتحف وتوجهاته الأساسية في تعزيز رواية الفلسطينيين، وإنتاج واحتضان المساعي الفكرية الخلاقة حول الثقافة الفلسطينية، معربة عن امتنانها للمنحة السخية من غالية وعمر القطان.
وتأتي هذه المشاريع في سياق إطلاق المتحف أوّل برامجهِ للبحث والمشاركة المُجتمعيّة، الذي يشمل، على سبيل المثال لا الحصر، فعاليّات إطلاق كُتب وفعاليّات أدبيّة، وندوات وحلقات نقاش وورشًا مُختلفة، وجولات وعروض أفلام، وكذلك مؤتمرًا مُتعلّقًا بالمعرض القائم في حينهِ، ومنشورَيْن لتوثيق المخرجات البحثيّة والأكاديميّة سنويًّا، بالإضافة إلى وقائع المؤتمرات والأوراق المُقدّمة.