1. من مصلحة إسرائيل أن تكون محاطة بدول عربية ديكتاتورية (ويفضل عسكرية) لأسباب عدة أولها أنه يمكنها التوصل إلى تفاهمات معها ويمكن توقع سلوكها في هذا الشأن من دون إزعاجات رأي عام وغيره، وثانيها اعتقاد هذه الأنظمة أنه يمكن الاستعاضة عن احترام حقوق الإنسان (وغيرها من القيم التي تدوسها) برضا الغرب عن علاقة النظام بإسرائيل.
2. تعمل إسرائيل مباشرة على تأجيج مسائل الهويات الإثنية والطائفية على مستوى البلدان العربية كلها، وهذه المسألة من أهم معوقات الديمقراطية لأنها تمنع الوحدة الوطنية وهي من أهم شروطها.
3. كيف يمكن لأحد يدعي الديمقراطية أن يؤيد التطبيع مع كيان استعماري مثل إسرائيل منع وجوده التطور الطبيعي لدول المنطقة، منذ أن أدى قيامه إلى رد الفعل الانقلابي على بدايات الليبرالية العربية بعد الاستقلال؟
4. ثمة من يعتقد أن هذا يفيد دولته، وأن هذا هو المفتاح إلى قلب الغرب وأميركا. هذه حجج تصلح لديكتاتور مثل السادات (وراودت الفكرة عمر البشير نفسه)، ولا تحتاجه ديمقراطية وطنية تحترم ذاتها ويمكنها أن تعمل على كسب الرأي العام وحتى المؤسسة الغربية في علاقات ندية واحترام متبادل. أما التطوير والتنمية فهي مشروع اقتصادي وطني لأي ديمقراطية والتفكير بأن التطبيع مع إسرائيل يفيد فيه، يعني أنه لا يوجد تفكير تنموي جدي.
5. ثمة دول خليجية تسعى للتطبيع مع إسرائيل لإقامة محور يعتبر التصدي للانتقال الديمقراطي في المنطقة من أهم أهدافه. فهل يعقل أن تنضم ديمقراطية لمحور يريدها ديكتاتورية عسكرية؟
6. بماذا استفاد جنوب السودان اقتصاديا من إسرائيل؟ هل استفادت الأردن ومصر اقتصاديا وتنمويا من العلاقة مع إسرائيل؟ فكروا قليلا! مشكلة الديكتاتوريات لم تكن هذه، بل السياسات التنموية الفاشلة، والفساد والاستبداد، وأيديولوجيات وسياسات مغامرة لم يطلبها الشعب الفلسطيني.
7. أي عربي يفكر أن إسرائيل سوف تخدمه لا يفكر بعقلانية على الرغم من ادعاءات الحداثة. فإسرائيل هي التي تريده أن يخدمها وسوف ينتهي به الأمر إلى ذلك.
8. متاجرة أنظمة ديمقراطية بقضية فلسطين، لا يفترض أن تمس بالموقف من قضية فلسطين، فقد تاجروا بها وتغطوا بها لأنها قضية عادلة، والديمقراطيون يقفون مع القضايا العادلة ضد نظام فصل عنصري استعماري. إن أخطر ما يمكن أن يحصل لديمقراطي ليبرالي هو الانزلاق إلى مواقف غير وطنية إرضاء للغرب. الديمقراطيون الغربيون وطنيون فيما يتعلق ببلدانهم ويحترمون الوطنيين ولا يحترمون من يلجأ إلى إثارة إعحابهم بالتطبيع مع كيان عنصري يحتقرهم.
9. لا تناقض بين إنشاء اقتصاد قوي يعتمد على نفسه في دولة ديمقراطية وبين تلقي الدعم من دول غربية وغيرها من دون شروط، فالشروط تفرض على الديكتاتوريات التابعة.
10. القول “لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين” قول ممجوج ومعلوك ومجتر! فهل يقول من يناهض الديكتاتورية قبل الثورات لا أريد أن أكون مصريا أو سودانيا أو عراقيا أكثر من هذه الشعوب لأنها لم تثر بعد! فما بالك بشعب ثائر منذ عقود وواقع تحت الاحتلال كالشعب الفلسطيني؟! أما قيادته فهي المثال الأفضل على تهافت التطبيع وأوهامه ويؤسها، فهي نفسها تعترف أنه لم يجلب لها ولشعبها غير ما ترون!!
منقولة عن صفحة عزمي بشارة.