افتتح المتحف الفلسطيني اليوم عرض “مَدى البُرتقال: رحلات بصرية في المشهد الطبيعي: ملصقات سياسية فلسطينية مُختارة من مجموعة المتحف”، والذي يستمر حتى 5 نيسان 2020. ويبحث العرض في تمثيلات الأرض والجغرافيا والطبيعة الفلسطينية في جزء من الملصقات السياسية الموجودة في المجموعة الدائمة للمتحف الفلسطيني.
يحاور “مدى البرتقال” فكرة المشهد الطبيعي، والتغييرات التي شهدتها جغرافيا فلسطين، والتي حُملت على كتف المشروع السياسي، ومُثلت على شكل حالة بصرية ولغة فنية ظهرت في الملصق السياسي الفلسطيني. ويحاول العرض طرح ارتباطات بين أساليب وطرق التمثيل البصري المختلفة للمشهد الطبيعي في الملصق السياسي، فكريًا وجماليًا، وعلاقتها المتذبذبة بالمشروع السياسي والظرف التاريخي. كما يرفد المعرض سابقه، “اقتراب الآفاق”، ويوفر المجال لاختبار المشهد الحضري والطبيعي بوسيلة فنية إضافية هي الملصق السياسي.
يتجول الزائر في “مدى البرتقال” في 7 أقسام: بذور التحرر، والنضال كفعلٍ مؤنث، والدمار كمشهد، وفلسطين تتجلّى، وفدائي، وزهر وحنّون، وردّ البرتقال. وتعرض الأقسام طرقًا مختلفة استخدمت فيها رموز وموضوعات، وعلاقتها بالمشهد الطبيعي.
ويعدُّ هذا العرض العرض الأول من مجموعة المتحف الفلسطيني الدائمة، وتحديدًا من مجموعة الملصقات السياسية الفلسطينية، والتي قدمها السفير الفلسطيني السابق علي قزق كمنحة للمتحف، وتحوي 540 ملصقًا، صُمِّمت بين أواخر الستينات وحتى أوائل التسعينات. بدأ قزق بتجميعها عام 1970، حين وصل أستراليا وعمل مع عدد من المناصرين والناشطين على دعم الرواية الفلسطينية ودحض الرواية الصهيونية، من خلال التواصل مع مكاتب الإعلام في منظّمة التحرير، للحصول على المواد الإعلامية والملصقات التي تصدرها، لنشرها في أستراليا. واحتفظ قزق منذ ذلك الحين بنسخة أو نسختين من كل ملصق.
تقول د. عادلة العايدي – هنية: “تأتي أهمية هذا العرض في أنه يعرض للمرة الأولى جزءًا من مجموعة المتحف الفلسطيني الدائمة للجمهور، ويعيد قراءتها وتقديمها بطريقة فنية، خاصة وأن هذه المجموعة تكتسب أهمية بتوثيقها لمراحل مفصلية في التاريخ الفلسطيني. ونتطلع إلى مشاركة جمهورنا في الأعوام القادمة الفرصة للتعرف عن قرب على مقتنيات المتحف الدائمة”، مشيدة بالمنحة السخية من السفير علي قزق، ومثمّنة ثقته بالمتحف.
من ناحيتها، قالت قيّمة العرض أديل جرار: “يقدم هذا العرض تجربة تاريخية وسياسية، وبشكل ثانوي جمالية، فيطرح الملصق الفلسطيني وعلاقته المتشابكة مع المشهد الطبيعي، من خلال رمزيات مختلفة، فالقضية الفلسطينية
أشعلت مخيلة ثورية عابرة للحدود، فجمعت حولها فنانين من عدة مدارس فنية حول العالم، فاختلفت هذه الملصقات بأساليبها ومدارسها الفنية وأشكال اللغة البصرية فيها، واتفقت بموضوعها: عدالة القضية الفلسطينية”.
هذا واستلهم الاسم “مدى البرتقال” من مذكرات الكاتب والناشط الفرنسي جان جينيه، والتي يتحدث فيها عن رؤيته لأضواء الجليل في المدى من الحدود الأردنية، أثناء تخييمه مع الثوار الفلسطينيين أوائل السبعينات حين انضم للثورة.