فكرة الفيلم وصناعته
بدأت الفكرة كفيلم مع الاطفال بشكل كامل، لكن بسبب ظروف الحجر ومحدودية الحركة وحاجتي للتصوير مدة أطول مع الاطفال، غيرت الفكرة (أو بالأحرى أجلتها) لتصبح بالشكل الذي شاهدته… فيلم يرصد الحياة اليومية مع عائلتي في الحجر، مع اسقاطات رمزية على الوضع العام والمحيط الأوسع. كما كانت لدي رغبة بالتجريب بالشكل والأسلوب الفني للفيلم وعناصر مرتبطة بعلاقة الفيلم بالمشاهد وصانع الفيلم والممثلين/الشخصيات، واللعب بالحدود (الوهمية برأيي) بين الوثائقي والروائي، وهكذا.
تمت صناعة الفيلم بإمكانيات بسيطة ووقت محدود، واستمرت الكتابة حتى نهاية مرحلة مونتاج الفيلم. حيث تغير السيناريو عدة مرات. وقد يكون ضيق الوقت المتاح لتطوير الفيلم سبباً، لكنه ليس الوحيد. فكوني أعمل في الفيلم الوثائقي بشكل أساسي، أستمتع بعملية الفك والتركيب المستمرة من بداية التصوير وحتى نهاية الفيلم. وأعتبر هذه العملية والمرونة والانفتاح الذهني المرتبطان بها مكون أساسي من مكونات صناعة الفيلم. وقد أكون محظوظة كون بشار وسامي، أبنائي، يعملان معي. حيث ساعداني في التصوير والمونتاج، وحتى تطوير فكرة الفيلم.
يوميّة الحجر المنزلي
قضيت فترة الحجر كغيري، في البيت، ولم أغادره لمدة طويلة حتى لزيارة والدتي التي تعيش على بعد عشر دقائق مني. ما ميز الحجر بالنسبة لي أن عائلتي الصغيرة كانت معي طوال الوقت، وعشت معهم مشاعر كنت قد افتقدتها مؤخراً مع مشاغل الحياة، فكانت الأجواء العائلية الحميمة إحدى إيجابيات للحجر. وأنا برأيي أن الحجر رغم سلبياته الكثيرة، كان له بعض الإيجابيات، فقد كانت فرصة للتفكير والتأمل وتذكر أشياء مهمة، وقد تكون الأهم في حياتنا، ننساها في خضم المشاغل اليومية.