شهد الجمعة ٢٣ تشرين الأول / أكتوبر، الرابع من النسخة السابعة من مهرجان “أيام فلسطين السينمائية”، عروضاً لأفلام في عدة أماكن في مدينة رام الله وكذلك في مدينة بيت لحم التي بدأت فيها أول العروض يوم الخميس، في ظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا المستجدة، حيث تقام عروض المهرجان الذي تنظمه مؤسسة “فيلم لاب: فلسطين”، بالتعاون مع وزارة الثقافة وبلدية رام الله، في الفترة ما بين ٢٠ و٢٦ تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، والذي كان مفترضاً أن تقام فعالياته بالتزامن في خمس مدن فلسطينية في كل من العاصمة الفلسطينية القدس، رام الله، بيت لحم، حيفا وغزة، إلا أن الظروف التي فرضتها الجائحة والاغلاقات الناتجة عنها، ألزمت بتأجيل عروض الأفلام في كل من العاصمة الفلسطينية القدس وحيفا وغزة لأجلٍ غير مسمى.
عروض أفلام في بيت لحم
بدأت عروض الأفلام في يومها الأول في مدينة بيت لحم، بعرض للفيلم السوداني الروائي الطويل “ستموت في العشرين” في دار يوسف نصري جاسر للفن والبحث، في الثامنة من مساء يوم الخميس، لمخرجه أمجد أبوالعلا، والذي صنع واحداً من أوائل الأفلام في بلدٍ عانى ولسنوات من انقطاع صناعة السينما التي كان النظام السوداني السابق يراها بدعة وتهديداً.
الفيلم (١٠٢ دقيقة) الذي أنتج بشكل مشترك بين السودان وفرنسا ومصر وألمانيا والنرويج، حصد مخرجه في عرضه الأول في الدورة ٧٦ من مهرجان فينيسيا السينمائي على جائزة أسد المستقبل، في أولى تجاربه الروائية الطويلة، ليكون بذلك أكبر إنتاج في تاريخ السينما السودانية بميزانية قاربت المليون دولار.
عروض أفلام في رام الله، الجمعة: رابع أيام المهرجان
أما في مدينة رام الله فقد استكملت عروض الأفلام الروائية والوثائقية الأربعة، من عدة دول، ابتداءً من الساعة السادسة مساءً يوم الجمعة ٢٣ تشرين الأول/أكتوبر بتوقيت القدس، بعرض للفيلم الوثائقي “البحث عن جبل كارون”، في المسرح البلدي – دار بلدية رام الله.
“البحث عن جيل كارون”
هو فيلم وثائقي فرنسي طويل (٩٣ دقيقة)، تبحث فيه مخرجته الفرنسية ماريانا أوتيرو، بقالب استقصائي يحاكي عملية التحقيق، من خلال صور المصور الصحفي الفرنسي الراحل “جيل – كارون” الذى توفى فى كمبوديا عام 1970 عن عمر يناهز 30 عاما، والذي استطاع خلال ثلاث سنوات أن يقدم بعض الأيقونات فى الصور الصحفية من حرب الستة أيام المصرية الاسرائيلية فى عام ١٩٦٧ إلى أحداث مايو الفرنسية فى عام ١٩٦٨ إلى براغ وأيرلندا الشمالية وحرب فيتنام.
تحاول ماريانا استرجاع حضور المصور ورواية قصة عدسته، وكيف تمكن من تغطية النزاعات المهمة التي عاصرها خلال وقت قصير.
“عفواً لم نجدكم”… روائي طويل لكين لوتش
كما عرض في الثامنة مساءً في قصر رام الله الثقافي، الفيلم البريطاني الروائي الطويل “عفواً لم نجدكم”، للمخرج البريطاني الشهير كين لوتش، الذي يعرض لقضية استغلال الإنسان باسم الحرية واستعباد الرأسمالية الحديثة للبشر وإعادة إنتاج العبودية القديمة بسلطة المال والتحكم في البشر، وذلك من خلال حكاية أسرة تعيش في مدينة نيو كاسل، جرب فيها الأب، ريكي، كل أنواع الأعمال، رغم انغلاق سبل العيش في وجهه، حتى يتم ترشيحه للعمل في شركة توصيل بضائع إلى المنازل، هذا العمل الذي يوحي بدايةً بأنه له كعامل الحرية المطلقة، ولكنه يكتشف أن ضوابط العمل جعلت منه عبداً حقيقياً ليس بشكله الكلاسيكي القديم المباشر المعروف في بدايات الرأسمالية المبكرة وإنما من خلال الذكاء الاصطناعي، الذي يتحكم في خط مسار البشر إلى جانب القوانين، التي يضعها الرأسمالي لزيادة ثروته. كذلك الأمر بالنسبة إلى الزوجة، آبي، التي تعمل زوجته في قطاع الرعاية الصحية، حيث تزور عدة بيوت، تقوم على خدمة المرضى وكبار السن، الذين يعيشون فيها لعدة ساعات يوميا، ولا تستطيع العودة مبكرة إلى البيت لرعاية ابنتها الصغيرة وابنها المراهق، فتنهك نفسيا وجسديا، إلا أنها لا تلغي تواصلها الإنساني مع مرضاها.
الفيلم، رغم قتامته، يوضح حقائق تجري على الأرض في زيادة استغلال الإنسان والعمال في ظل التقدم التكنولوجي الحاصل على الأرض وحلول الروبوتات مكان الإنسان في العديد من المواقع، بحيث أصبحت تحتل في بعض المدن البريطانية عشرين وثلاثين في المائة من نسبة العمالة، بما يعنيه ذلك من ارتفاع نسبة البطالة.
“فارس حلو… حكاية ممثل خارج عن النص”
عرض أيضاً في الثامنة مساءً في مؤسسة عبد المحسن القطان، الفيلم الوثائقي الطويل “فارس حلو… حكاية ممثل خارج عن النص” (١٢٠ دقيقة) للمخرج رامي فرح، ومن إنتاج مشترك بين الدنمارك، فرنسا، النرويج، قطر، الأردن.
الفيلم هو سرد بصري لثورة وحرب شهدها الشعب السوري، تغيرت بناءً عليها حياة فارس حلو بشكل جذري عندما انضم إلى المتظاهرين في شوارع دمشق مطالبين بإسقاط النظام السوري. اضطر نتيجة لذلك للاختفاء، ورافقه المخرج رامي فرح بكاميرا عندما اضطر فارس إلى الفرار من سوريا إلى فرنسا. تبعه رامي ومع ذلك، لم يكن لدى الممثل ولا المخرج نص لهذا الفصل الجديد في حياتهما: المنفى. فصل مليء بالأسئلة وخيبات الأمل والاغتراب، وأيضاً بالسخافة والارتباك الثقافي الذي يدعو للضحك. “فارس حلو.. حكاية ممثل خارج عن النص” تصوير حميم للعنف النفسي والاغتراب الذين يعيشهما المخرج وممثله المفضل.
المجموعة الأولى من برنامج الأفلام القصيرة
وفي مسرح وسينماتيك القصبة، عرضت المجموعة الأولى من الأفلام القصيرة الروائية والوثائقية، وهي: فيلم الدراما الفلسطيني “بيت لحم ٢٠٠١” للمخرج إبراهيم حنضل. الفيلم الوثائقي الفلسطيني “غزة أونلاين” للمخرج محمد الجبالي. الفيلم التجريبي “الشمس والعدسة المكبرة” للمخرجة الفرنسية ميلينا ديسيه. الفيلم الدرامي سلام للمخرجة زين الدريعي. والفيلم الدرامي “الفخ” للمخرجة ندى رياض.