“حكاية الأخوات الثلاث”
كما عرض في الثامنة مساءً في قصر رام الله الثقافي، الفيلم التركي الروائي الطويل “حكاية الأخوات الثلاث”، ١٠٧ دقائق، والذي يروي حكاية ثلاث أخوات من قرية فقيرة وسط الأناضول ينتقلن للعيش مع عائلات غنية بهدف تحسين حياتهن (عادة تركية تشبه التبني) لكن بسبب ظروف غير متوقعة تضطر الأخوات إلى العودة إلى قريتهن. تعود ريحان إلى المنزل ليتبين أنها حامل، فيقوم والدها، شوكت، بتزويجها على عجل بفيسيل راعي القرية الفقير، ويعاملها بازدراء كل من في القرية بمن فيهم عائلتها ووالدها شوكت. أما هافا فتعود إلى البيت بعد الوفاة المفجعة لأخيها بالتبني بعد صراع طويل مع المرض. وبعد بضعة أيام من عودة هافا تصل نورهان إلى القرية برفقة نيكاتي، والدها بالتبني. ولأول مرة منذ سنوات يلتئم شمل الأخوات الثلاث.
يحاول شوكت جاهداً أن يقنع نيكاتي أن يأخذ هافا لتعيش عندهم بدلاً من نورهام. وبمساعدة رئيس البلدية يضغط شوكت على نيكاتي. أما فيسيل، الذي يملك أجندته الخاصة حيث يكره كونه راعياً، فيطلب من نيكاتي أن يوفر له عملاً يساعده على الخروج من القرية. وفيما تحاول الأخوات الثلاث التأقلم مع محيطهن الجديد والمألوف في آنِ معاً، يجتمع شوكت ونيكاتي وفيسيل على مائدة الطعام لتتكشف سلسلة من المواجهات غير المتوقعة.
“غبت طويلاً يا بني”
وفي الثامنة مساءً، عرض الفيلم الصيني الروائي الطويل “”غبت طويلاً يا بني”، ١٧٥ دقيقة، في مسرح وسينماتيك القصبة، لمخرجه وانغ هياوشواي. تدور أحداث الفيلم بداية الثمانينيات لأسرتين صينيتين تحتفلان مع صديقة وصديق – سيتزوجان لاحقا- بعيد ميلاد ابنيها واللذين اُعتبرا أخوين لا صديقين منذ طفولتهما. لا تسمح الحكومة في هذا الوقت بأكثر من طفل واحد للأسرة، إذ تخطط لأن يكون تعداد الشعب الصيني مليار وإثنين من عشرة نسمة بنهاية الألفية. ومن يخالف ذلك يتعرض لغرامة كبيرة ويفقد وظيفته. تضطر إحدى الأمهات والتي تعمل مشرفة على العُمّال أن تخبر السلطات بحمل صديقتها في الطفل الثاني ومن ثمّ تلقي السلطات القبض عليها وعلى زوجها ويتم إجهاضها ويتم منحهما جائزة العامل الأفضل.
تدور أحداثه على مدار ثلاثة عقود من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية والإنسانية في الصين. تفترق العائلتان بعد فقدان طفل في حادثة مفجعة. وتتقاذفهما الحياة وتتغير أقدارهما مع تغير البلاد. ولكن حتى مع اختلاف الأقدار فإن العائلتين تستمران في البحث عن الحقيقة ومحاولة التصالح مع المأساة. يروي فيلم “غبت طويلاً يا بني” حياة الناس والمجتمعات التي تمر بتحولات كبيرة حيث تتقاطع فيها العلاقات الإنسانية مع تطور البلدان وتغيرها.
المجموعة الأولى من الأفلام القصيرة
بالتزامن مع الفيلمين السابقين، عرضت مرة أخرى المجموعة الأولى من الأفلام القصيرة في سينما الهواء الطلق، في مؤسسة عبدالمحسن القطان حيث احتوى برنامج الأفلام القصيرة على خمسة أفلام قصيرة روائية ووثائقية.
عروض بيت لحم السبت، خامس أيام المهرجان
أما في مدينة بيت لحم، حيث ثاني أيام العروض في المدينة، وخامس أيام المهرجان، فقد بدأت في السادسة من مساء يوم السبت بعرض للمجموعة الثانية من برنامج الأفلام القصيرة، في دار يوسف نصري جاسر للفن والبحث.
المجموعة الثانية من برنامج الأفلام القصيرة
تضمن برنامج المجموعة الثانية للأفلام القصيرة على ستة أفلام روائية ووثائقية هي: الفيلم الفرنسي “نظف معي (بعد أن يحل الظلام)”، دقيقة٢١، للمخرج الفرنسي غابرائيل ستيمر. فيلم الرسوم المتحركة الفرنسي “لا يُنسى”، ١٢ دقيقة، للمخرج برونو كوليت. الفيلم الروائي الفلسطيني “الهدية”، ٢٤ دقيقة، لمخرجته الفلسطينية فرح النابلسي. الفيلم الروائي السويدي “في انتظار الموت”، ١٢ دقيقة، للمخرجين: لارس فيجا وإيزابيل بيوركلند. الفيلم الغاني – البلجيكي “تصبح على خير”، ٢١ دقيقة، لمخرجه الغاني أنتوني نتي. فيلم التحريك الأرجنتيني الفرنسي “نبض”، ٧ د دقائق، لمخرجه الأرجنتيني بيدرو كاسافيتشيا.
“مسافر منتصف الليل”
وفي الثامنة من مساء ذات اليوم السبت ٢٤ تشرين الأول / أكتوبر، عرض أيضاً في دار يوسف نصري جاسر للفن والبحث، الفيلم الوثائقي الطويل “مسافر منتصف الليل”، ٨٦ دقيقة، للمخرج الأفغاني حسن فازيلي، وهو فيلم يروي فيه مخرجه لقصته الشخصية، ويوثق لرحلة هروبه وأسرته من أفغانستان، بعد أن أعلنت حركة طالبان جائزة نقدية لمن يأتي برأسه، وتُصبح حياة عائلته مُحاصرة بالخطر. كل هذا بسبب فيلم وثائقي أخرجه وتمت إذاعته على تلفاز الدولة. قُتل بطل الفيلم، والصديق الذي سرب خبر إهدار دم المخرج الذي يعترف: “لم نكن نعرف ما الذي يجب أن نفعله، وكيف نتصرف، وإلى أين نذهب، لكننا كنا مجبرين على الهروب”.
استمرت محاولات الإفلات من القتل، كما يُصورها ثلاث سنوات قضاها المخرج الأفغاني حسن فاضيلي وعائلته على الطرقات المختلفة وفي مخيمات اللاجئين فواجهوا أثناءها أشكالاً من التعصب الأعمى العنيف ضد المهاجرين على أيدي الشرطة والأمن والمتعصبين. الفيلم حصد الجائزة الثانية للجمهور في قسم بانوراما بمهرجان برلين السينمائي الـ99 في فبراير/شباط الماضي، وكان سبق عرضه في مهرجان صاندانس السينمائي في يناير/كانون الثاني الماضي.