مع الموتى أو فروغ فرخزاد فقط

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

23/10/2022

تصوير: اسماء الغول

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

رمان الثقافية

صفاء سالم اسكندر

 

على كفني قصيدة الماغوط

يا خالق الموت

أيْقِظْ موتي مثلما أحلم

لم يتبدل شيء 

أريد من أحدهم أن يحملني مثل كيس خضار

إلى المقبرة

وهو يقول عن جسدي

لقد خسر هذا الرجل الوزن الزائد من وجوده

وليكن هنالك ثان

يشير إلى خفتي، ويدّعي المعجزة

بينما تتأمل امرأة

الغراب الذي يقضي حاجته على شاهدتي

التي تحمل تواريخ ليس لها أي مناسبة 

سوى أنها أخطاء جنسية

تعيش فرحًا مجنونًا لأني التصقت بالطين

تلعن من بذر ألمي

وصديقي يتذكر وصيتي بشكل جيد، يحمل قلمه العادي، ويخط قصيدة الماغوط،

حزن في ضوء القمر، على كفني

وعندما يصل إلى هذا المقطع

(خذني إليها

قصيدة غرام

أو طعنة خنجر)

لا أريده أن يسأل، هل هنالك أحد يبكي؟

تسير جنازتي، بلا نسور، ولا دموع،

قهقهاتٌ فقط

لأن الغائب كثير

منذ عيونك

وله فصل قيامة. 

 

زائرًا قبرَ بسام حجار

لأن ما ورد في النص عن سيرة الشاعر غير كاف

كان المكان غير مناسبٍ للبكاء

أقصد القبر الوحيد

الذي زرته في منامي

لا يشرح للزائر ابتعاده

قلت: لعل هذا الـ مجرد تعب

حديثٌ عابرٌ عن اختفاء الأشياء

 

(ربما حلمتُ، فبكيت

حتى ينزل كلّ شيء من رأسي مرة واحدة

لكن الدموع المرّة لا تشرح سرّا

ورجوتُ في قلبي

أن يؤلف بسام حجار صمتًا آخرَ لحضوره

لأن إحداهن سرقت هذا الصمت من قصائده

إلى مكان بعيد

حتى يكون بريق عينيها مستمرًا

وأظل أنا نكرة)

 

كنا عاشقين لا ننفي عنك صفة النبوة

لكنها تبدلت

قبل أوان الشيب

وحملت التعب وحدي

وصرت أخاف جدّا

لو منحني أحدهم وعدًا

أشعر بأني قابل للتضحية

وأظل نكرة

 

وأنتَ يا سيدي

بقيت هناك عند رأسها بكتابك الفاخر، وكسرت سكّيني

قرأت لها شيئًا من “ترجمان الأشواق”

بينما أحسدك على صمتك

 

جئت أعتب.

 

قال: أعرف أنها سوف تحيا من بعدك.

 

مع الموتى أو فروغ فرخزاد فقط

عن الحزن

والمدينة الكبيرة التي لا تعرف الانتظار

أو فروغ فرخزاد فقط

أضع سترتي الحمراء فوق أكتافها

بعد موعد تأجل كثيرًا

لأن الريح لم توقظ غرائزها

مثلما فعل صوت فيروز

عامل المقهى يسأل، لمَ غاب لمعانكما؟

لكني ختمت الكلام

تبعتها إلى آخر وعد، فضلت أن يهبط الفجر سريعًا

وقبل أن يكبر حزن هذه الليلة

جعلتني أذوب

وعند مواساتها لي

طاردتني كاليقظة

حتى أخجل من عذابي

كان على العامل أن يعرف

أني عابر يشيرُ إلى انطفائه

مثل وردة الموعد الأول

التي فشلت في البقاء حتى النهاية

أيّةُ رغبة لها

حتى أنام مثل طفل مريض

تبحث روحه عن الموت

 

لم آخذ قلبي إلى هذه المسافة من قبل

حتى أتكرر كالألم

ربما يسعدها أن تثبت لنفسها 

أنها قادرة على تعذيبي أكثر

دون أن أموت،

الجلاد

يفرح بنصف الميت.

 

المقعد العالي الذي كان يحمي ضحكتنا من فضول المارّة الذين يحملون نفس الخيبة

يحمي غباره أكثر من وعدكِ لي بالبقاء إلى الأبد.

 

تذكري أن كلامي القديم هو كلامي الجديد

أو لأقلْ إني لم أُيتِمْ يومي منكِ.

 

الوردة تموت مثل السياب

هكذا بكيت

أعني ضحكت

عندما اكتشفت صدفة

أن هنالك تبادلا للأدوار في الحظ عندما نصل إلى العالم الآخر

خبر مثل هذا جعلني أفكر، أن الوردة تموت مثل السياب

لم تكن مبالغة كبيرة أو طينًا زائدًا يُحشر في المواعيد الغرامية

أو إشارة لسد النقص كما تصورنا

فيا لعينيك الـ غابتا نخيل

لكن أين وقت السحر؟

شيء من الصمت لضجيج الحياة الهائل.

 

 

من مجموعة الشّاعر “أغنياتٌ لليوم التالي” الصّادرة حديثاً عن دار النهضة العربية في بيروت ، ضمن سلسلة أصوات الشّعريّة الحاصلة على منحة آفاق للكتابة الإبداعية لهذا العام.

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع