يبتكر فريق مشروع “ذاكرة ابداعية للثورة السورية” المشاريع المتتالية التي يمكن أن تعتبر نماذجاً في التعامل مع الأرشيف، وذلك من خلال تصميم المشاريع القادرة على إعادة تفعيل الأرشيف بطرق وسرديات مختلفة. في العام 2017، كان كتاب “قصة مكان قصة إنسان: بدايات الثورة السورية 2011-2015″، ومن ثم مشروع “الثورة والحرب السورية بصرياً، 2019”. أما الكتاب الأحدث فيرصد ظاهرة الاعتقال والتغييب القسري في سورية بين الأعوام 2011-، 2020، يأتي في مقدمته: “نحسب أن مسألة الاعتقال والتغييب هي من أهم ما يعتمل في وجدان عموم السوريين، ولعله من المشتركات الوحيدة بينهم اليوم، عدا عن كون الاعتقال والتغييب من أهم الملفات الإنسانية السياسية الحقوقية في القضية السورية. هذا الكتاب هو حول المعتقلين والمغيبين، نرصد ونسرد من خلاله وعبر عشر سنين، حضور هذه التيمة في المجتمع السوري عموماً، وفي مجتمع الفن والثقافة بشكل خاص، وانعكاس ذلك على الإنتاج الإبداعي والثقافي والحراك المجتمعي”.
يتألف الكتاب من عشرة فصول، يستعرض كل منها سردية عام كامل، تشرح الأحداث الأساسية والتحولات المتعلقة بالاعتقال والتغييب، ويحاول الكتاب توثيق الأحداث الأساسية والمحطات الفارقة المتعلقة بهذه الممارسة، ثم تخصص فقرة لتوثيق الانتهاكات الواقعة على حقوق الإنسان من كل أطراف الصراع في سوريا، وما يستتبعها من أحداث بحسب المكان والزمان على الجغرافية السورية، وينتهي كل فصل بفقرة تستعرض الإنتاج الإبداعي المتعلق بهذه المرحلة الزمنية، فتُذكر الأعمال الفنية والأدبية والأفلام السينمائية التي حُققت في تلك المرحلة. ولذلك، يفتتح الكتاب بقصيدة “مرايا الوجه الحزين” للشاعر “مفيد نجم” والتي كتبها في سجن صيدنايا 1994، لتربط الأدب بتجربة الاعتقال:
“الشتاء الطويل، الطويل
وأنت حزين إلى آخر الروح
تبحث عن وطن، في مطاف العيون.
وفينا”.
في البحث عن أساليب التعبير الأدبية والفنية
من اللحظة الأولى، كان الإبداع الفني وسيلة للتعبير المجتمعي، وهذا ما التقطه القائمون على مشروع الذاكرة الإبداعية، وبحثوا الأساليب لتوثيقه، في العام 2011 بلغ عدد الأعمال الإبداعية الموثقة في موقع ذاكرة إبداعية 40 عملاً من أصناف مختلفة. منها ما يتعلق بالموسيقى والغناء “أغنية يا حيف، الفنان سميح شقير”، ومنها في الفن التشكيلي “لوحات الاعتقال، الفنان أسامة دياب”. ويذكر الكتاب، بظهور أغان عدة ذلك العام، حول قضايا الاعتقال والحرية، والتجربة السجنية، مثل أغنية “بدنا نعبي الزنزانات، لفرقة أبطال موسكو الأقوياء”، وأغنية “لأكتب ع بواب الفرع، لأحمد القسيم”، وكذلك أغنية “غني غني للسجان، لتجمع نبض للشباب المدني السوري”. وقد تناول بعضها الآخر أسماء معتقلين استشهدوا تحت التعذيب: كأغنية “الشهيد غياث مطر، للفنان وصفي المعصراني”، وأغنية “كلنا حمزة الخطيب، للفنان يوسف السوطري”. أما من أبرز الأعمال الفنية في تلك الفترة، والمتعلقة بالاعتقال فنجد عمل فوتوغرافي بعنوان “جثة في منفردة، شادي أبو كرم”، ولوحة الفنان “ياسر صافي” بعنوان “جثة بملايين الجدران”، ولوحة الفنان “اسماعيل الرفاعي” بالألوان الزرقاء الغامقة بعنوان “شهيد يدلي بروحه على شاشة مغرضة”. لقد تكررت في تلك الفترة الرسومات التي تجسد وجوه وبورتريهات الأشخاص الذين تعرضوا للاعتقال. وقدم النحات “خالد ضوا” عملاً بعنوان “الحرية للجميع” التي تجسد حضوراً إنسانياً طينياً محبوساً على شاشة اللوحة خلف مجموعة من القضبان
المعتقلون يلهمون أعمالاً فنية وأدبية
شهد العام التالي، 2012، تصاعداً ملحوظاً في مستوى العنف، وكلك تزايداً في اعتقال الفنانين/ات والمثقفين/ات، وبلغ عدد أعمال أرشيف ذاكرة إبداعية الموثقة 125 عملاً. تناولت الأعمال الفنية العديد من هؤلاء المعتقلين، مثل عمل “سلام النابلسي” عن كاتب السيناريو “عدنان الزراعي”، وعمل فنان الكاريكاتير “موفق قات” عن فنان الرسوم المتحركة “نزار الحمد”، وعمل التشكيلي “عمار خطاب” عن المونتير”محمد حجازي”، وعمل التشكيلي “محمد عمران” عن المخرج السينمائي “عروة النيربية”، وعمل الفنان “عمار البيك” عن التشكيلي “وائل قسطون”. ومن الأعمال الفنية التي يضمها الكتاب عن ذلك العام، مجموعة رسومات “عبد الكريم مجدل بك” بعنوان “في المعتقل” حيث الحضور الإنساني المهمش والمهشم في اللوحة، وحيث الخطوط والألوان من الأسود والأبيض تشكل أجساداً في وضعيات الانكماش أو التفتت. وفي سلسلة رسومات حملت عنوان “مفقود” يسعى الفنان “وليد المصري” إلى تجسيد التعابير الوجهية، من الألم والأسى وصولاً إلى الغياب، لأطفال أو شباب رحلوا في الغياب. وتميز العام 2012 بظهور منشورات مطبوعة في عذابات تجربة الاعتقال في عهد الأسد الأب، مثل كتاب “مفاتيح السجن السوري، مشروع أمم للتوثيق والأبحاث”، وكتاب “بالخلاص يا شباب، ياسين الحاج صالح”، ورواية “السجن، نبيل سليمان، ورواية “يسمعون حسيسها، أيمن العتوم، وشهادة “عائد من جهنم، علي أبو دهن”.
من المعتقل المعزول إلى الجموع في زنزانة
تميز العام 2013، بالحملات الناشطية المتعلقة بموضوعة الاعتقال والتغييب كان منها: “حملة اسبوع المطالبة بالمعتقلين في السجون السورية، حملة أحرار خلف القضبان، حملة وثّق، رسالة مفتوحة إلى العالم على موقع آفاز، حملة كل اسبوع معتقل” وقد كان لهذه الحملات أعمالها الفنية التي تعبر عن غاياتها وأهدافها. في العام 2103، بلغ عدد أعمال أرشيف ذاكرة إبداعية الموثقة 155 عملاً، وتميز بكونه العام أكثر إنتاجاً للأعمال الفنية المتعلقة بموضوعة الخطف، التي طالت إعلاميين وفنانين ورجال دين معروفين. قدم الفنان “ربيع كيوان” لوحة تجسد فيها وجوه إنسانية متراصة تنظر إلى المتلقي مباشرة، وكأنها تجسد وجوه المعتقلين/ات الناظرة مباشرة بإتجاه الرائي. لقد تعدد الحضور الإنساني المعتقل داخل اللوحة، وأصبحت الوجوه الحزينة المتراصة تعبر عن تجارب الاعتقال، لتظهر تالياً لوحة “شهداء معتقلون، للفنانة هبة العقاد” حيث تنحو اللغة البصرية للتعبير عن هشاشة الحضور الإنساني، وجوه مركبة في مربعات، تحاول أن تنظر إلى الخارج، إلا أن أشكال كولاج تتموضع فوقها، وتحجب عنها الحضور الكامل لملامح الوجه.
ورصد موقع ذاكرة إبداعية ذلك العام صدور ثمانية كتب مطبوعة، منها: كتاب “الوحدة تدلل ضحاياها، دارا العبد الله”، والروايتان “أيام في باباعمرو” “عائد إلى حلب” للكاتب “عبد الله مكسور”، ونشر كتاب “ثورة بطعم الحرية، للكاتب أوغار”، وكتاب “ليالي الشبيحة، محمد العلي”، وكتيب “كوميك لأجل سورية،” الذي احتوى قصصاً مصورة عن تجربة الاعتقال. وأعيد إصدار كتاب “الخروج من الكهف، للشاعر فرج بيرقدار”، وكتاب “الرحيل إلى المجهول، آرام كرابيت”. وانطلقت أيضاً في ذلك العام ما سيعرف موجة الأفلام التسجيلية السورية المستقلة، منها ثلاثة أفلام لمؤسسة “الشارع للإعلام والتنمية، هي: فيلم “شباك الضوء، لمؤسسة الشارع للإعلام والتنمية”، الذي يجسد تجربة اختفاء المصور نور مطر، وفيلم “تحية إلى عبد العزيز الخير “، وفيلم “أبو مريم الحرية أولاً وأخيراً”، وقدمت المخرجة “روشاك أحمد” فيلمها بعنوان “سجين مرة أخرى”، وقدم المخرج “عامر مطر” فيلماً عن اعتقال الفنان التشكيلي “يوسف عبدلكي” بعنوان “فحم أبيض”.
الأعمال الفنية المفاهيمية والكتابات الأدبية النسوية
انطلق العام 2014، بخيبة أمل كبيرة للسوريين، إذ أعلنت الأمم المتحدة رسمياً عدم قدرتها على مواصلة إحصاء أعداد الضحايا في سوريا. وشهد هذا العام أيضاً، المخاطرة التي قام بها المصور العسكري الملقب بـ “قيصر” بغية إخفاء هويته، بالانشقاق من الجيش الحكومي واللجوء إلى فرنسا، بعد أن قام بتهريب العشرات من الأقراص الصلبة، التي تحتوي صوراً لآلاف المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في معتقلات النظام. ومن هنا نجد العديد من الأعمال الفنية التي تناولت صور قيصر، فقدم الفنان “بشار العيسى” مجموعة من الرسومات بالأبيض والأسود حملت عنوان “لائحة قيصر”، حيث تظهر الأجساد الإنسانية في حالة من الموت والهلاك متجاورة على أرضية بيضاء، عارية، ومطوية أو ممتدة الأطراف النحيلة. وظهرت مجموعة من الأعمال الفنية المفاهيمية، مثل عمل “سجن” للفنانة “سلافة حجازي” التي تصور جسداً إنسانياً يحاول الخروج من السجن الذي يشكل كامل مساحة الصورة من الجهة اليمينية، ليدخل رأسه ويديه من الطرف الثاني للصورة التي تشكل كامل السجن وذلك من الجهة اليسرى، وبالتالي إنها صورة تعبر عن جسد يحاول أو يخرج من سجن ليدخل إليه من الطرف الآخر. وقدمت “سحر برهان” عملاً يجعل من الحذاء العسكري سجناً لعصفور ملون. وفي إطار الأعمال المفاهيمية أيضاً، قدم الفنان “ديبو أحمد علي” تجهيزاً فنياً بعنوان “أرق” يعيد فيه داخل الصالة تجسيد المعتقل باعتباره انعكاساً لتجربة عبور المتلقي في الصالة. يتشكل هذا التجهيز الفني من ثلاثة زنازين منفردة متدلية من أعلى سطح الصالة كأنها مشانق، مما يوحي بالعلاقة بين الاعتقال والموت، أما على الحائط فتمتد أيضاً ثلاث غرف على شكل زنازين توحي بالعزلة والضيق الذي يعيشه المعتقل. وبلغ عدد أعمال أرشيف ذاكرة إبداعية لذلك العام 125 عملاً، وتميز هذا العام بغزارة الإنتاج السينمائي، فظهرت 7 أفلام، بعضها عن شهادات ناجين من المعتقلات، مثل فيلم “أكيد قوايا، من إنتاج مؤسسة تحت الـ 35″، وتناول بعضها الآخر الممارسات وطرق التعذيب في المعتقلات مثل فيلم “شهادة وفا، للمخرج حسن الطنجي”، وأخرج المسرحي “رأفت الزاقوت” فيلمه بعنوان “99”. صدرت في ذلك العام، 4 كتب، ثلاث منها لنساء عشن تجربة الاعتقال: مثل كتاب “نساء تحت النار، لمجموعة من الناجيات السوريات”، وكتاب “حين شرعت الجدران بالكلام، للكاتبة ريما فليحان”، وكتاب “نفق الذل، سميرة المسالمة”.
الأدب يستلهم من موضوعة التغييب والاعتقال
تطرقت الأعمال الإبداعية للعام 2015، لمجمل الأحداث الجاية، لكن الحدثين الأبرز في كم الأعمال الفنية، كانا: مقتل الفنان “أكرم رسلان” تحت التعذيب فظهرت مجموعة من الأعمال المتعلقة بذلك لفناني مثل “ياسر أحمد ومحمد سباعنة، وهاني عباس”. والحدث الثاني حملة السوريون ليسوا أرقاماً، التي تضامن معها العديد من الفنانين، مثل “أمجد غنام، عبد الرزاق شبلوط، والفنانة رؤيا عيسى. وتميز هذا العام بإنتاجه أكبر عدد من الشهادات، حيث وثقت 35 شهادة، يعود 11 منها لناجيات، أو لأمهات معتقلين روين حكايتهن بأنفسهن مثل شهادات المعتقلات: مريم حايد، ونبال زيتونة، هند مجدلي، وغيرهن. وصدرت خلال هذا العام عدة كتب مطبوعة، منها “ماذا وراء هذه الجدران، للكاتب راتب شعبو” وكتاب”سراب بري، عبد الرحمن مطر”، “لمار، ابتسام تريسي”، “أجنحة في زنزانة، للكاتب مفيد نجم”، “غائب عن العشاء الأخير، للكاتب أيمن مارديني”.
ويطلق الكتاب على الفصل المخصص للعام 2016 عنوان “إعدام شاعر” لأنه شهد اعتقال الشاعر “بشير العاني” وإعدامه. وثق مشروع ذاكرة إبداعية في ذلك العام 144 عملاً، وتميز ذلك العام بغزارة الأعمال الأدبية التي عرضت سرديات حول واقع المعتقلين وظروف تعذيبهم مثل رواية “الخائفون، للكاتبة ديمة ونوس”، ورواية “كان اسمها سورية، للكاتبة ماجدولين الرفاعي” رواية “ظل الغروب، أميرة حويجة”، رواية “ليس كما كان، منصور المنصور، ديوان الشعر “ميزان الأذى، جولان حاجي، رواية “اختبار الندم، خليل صويلح”، وكتاب “بدكن حرية، رمزي العنزي”. أيضاً قدمت النساء الناجيات من عشن تجربة اعتقال أو اعتقال قريب، شهادات في وصف تجربة الاعتقال مثل: “الخوف من الحرية، ناهد بدوية”، “وما قبل الرحيل عن والدي والخوف والثورة، حلا رجب”، “بحثاً عن الكينونة المنسية، روزا ياسين حسن”، “اغتصاب، سونيا العلي”، “سجون داعش النسائية في الرقة، مها الأحمد”. وظهرت خلال عام 2016 العديد من الأفلام، رصد بعضها لسيرة حياة معتقلين قضوا تحت التعذيب، مثل فيلم “غاندي الصغير، سام قاضي”. وأخرج فنانون أفلاماً على تجارب اعتقالهم مثل فيلم “كلبشة، حسان حسكة”، وقد ركز بعضها الآخر على تجارب المعتقلات من النساء مثل فيلم “اعتقال تاني مرة، خالد عبد”.
الشهادات والأدب والسينما في رواية تجارب الاعتقال
شهد العام 2017 تغيرات كبيرة على الصعيد العسكري في موازين القوى والسيطرة بعد تدخل النظام الروسي والإيراني بشكل كامل، ووثق مشروع ذاكرة إبداعية 85 عملاً، حيث صدرت خمسة كتب رصدت تجربة الاعتقال في عام 2017، صدرت خمسة كتب رصدت تجربة الاعتقال، وهي رواية “601 المحاكمات الإلهية، جابر بكر”، والتي تناولت تجربة ناجين مروا بالمستشفى العسكري في المزة، “جاسوس من أجل لا أحد، باسل صنيب”، الذي تحدث فيه عن سيرته الذاتية وتجربته ومشاهداته أثناء الاعتقال، والمجموعة القصصية “دم العصافير مدونة الحرب، للقاص لؤي علي خليل”، كتاب “هذه ثورتي، محمد جلال”. ودراسة بعنوان “الجحيم خارج السجن، لمنظمة ياسمين الحرية”. وأنتج خلال هذا العام فيديو كاريكاتير بعنوان “سجن صيدنايا: المسلخ البشري، عبد المهيمن بدوي”، وفيلم “لأولئك المنسيين في المسالخ الذين لا تذكرهم إلا مع التقارير الدولية، لمؤسسة الإنتاج ضجيج”. ورصد فيلم المخرجة “ياسمين فضة” بعنوان “المختفون” قصة اختفاء المهندس “باسل خرطبيل”، عبر شهادات لزوجته وعائلته والمقربين منه. وأجرى الكاتب “جابر بكر” في فيلمه “معكسر اعتقال الغوطة الشرقية” مقارنة بين معاناة المعتقلين ومعاناة المحاصرين داخل الغوطة.
وفي العام 2018، بلغ عدد الأعمال الفنية الموثقة من قبل ذاكرة إبداعية 139 عملاً، وتميز ذلك العام بغزارة المنشورات المطبوعة والافتراضية التي عرضت سرديات حول واقع المعتقلين مثل رواية “الكناعيص، خليفة خضر”، وكتاب “سلطة أصابع، ثائر الزعزوع”، وكتاب “حيث تشير البوصلة، سناء عون”، وكتاب “تمت رؤيته، إيناس عوض”، وكتاب “تسع شعرة امرأة سوريات يروين، سمر يزبك”، رواية “خمس دقائق وحسب، هبة الدباغ”. أيضاً صدرت كتاب لشهادات تروي ظروف التعذيب مثل “حين تتحدث الزنازين، إعداد جريدة زيتون وبالتعاون مع مركز البراء للطفولة”، وكتاب “قتلوهم ليكونوا عبرة، إعداد منظمة العدالة من أجل الحياة”، وأعمال أخرى تحدثت عن الاختفاء القسري مثل كتاب “خيالات المختفين، من إعداد منظمة دولتي ومنظمة النساء الآن”. بالإضافة إلى مجموعة من الدواوين الشعري منها: “لم ينتبه لموتك أحد، رامي العاشق”، والديوان الشعري “تحدي الصمت، رشا عمران”. و في مجال الأفلام، تم توثيق أربعة أفلام: أفلام: “أحياء في مقابر، إنتاج حملة أنقذوا البقية”، “عدرا الناجون والناجيات، إخراج رمزي شقير”، الحرب على هاتفي، إخراج أيلكا ساسا”، وفيلم تجريك حول قصة باسل ونورا الصفدي.
وأخيراً، نذكر عناوين مجموعة من الأعمال الفنية والأدبية التي تم توثيقها بين عامي 2019 – 2020. في العام الأول، وثق مشروع ذاكرة إبداعية 75 عملاً، وتميز هذا العام بغزارة المنشورات التي شكلت شهادات في حد ذاتها مثل: كتاب “لهذا أخفينا الموتى، وائل الزهراوي”، وكتاب “حجر الذاكرة، بسام يوسف”، وكتاب “حرش هابيل، نجم الدين السمان”. وفي مجال الفيديو والأفلام، برز خلال عام 2019، إنتاج إبداعي أنجزته فنانات سوريات، مثل فيلم “فرجة، للمخرجة لينا شقير”، وفيلم “سر حبات المطر، للمخرجة ديمة نشاوي”، وفيديو “لون الغياب، للفنانة ميريام سلامة”. أما في العام 2020، وهو العام الأخير الذي يتناوله الكتاب، فقد وثق مشروع ذاكرة إبداعية 109 أعمال. وتميز العام بصدرو العديد من الأعمال الروائية المتعلقة بموضوع الاعتقال، مثل: رواية “ربع وقت، سوزان خواتمي” ناجية، رواية “حاجز لكفن، واحة الراهب”، رواية “ملاذ العتمة، ظاهر عيطة”، كتاب “ناج من المقصلة، محمد برو”، رواية ” بيت خالتي، أحمد خيري العمري”، رواية “قضبان الربيع، عبد الله اليبرودي”. أما أبرز أفلام هذا العام فنختار منها فيلم “عيوني، للمخرجة ياسمين فضة”، وفيلم “سفر الخروج لصحيفة حبر”.
إن كتاب “معتقلون ومغيّبون: الفن يوثق والأرشيف يتحدث”، بالإضافة إلى أهميته التوثيقية، وما يحمله من جوانب بحثية وملاحظات نابعة من عمق التجربة مع الأعمال الفنية والإبداعية، فإنه أيضاً يشكل منطلقاً للباحث/ة في مجال التفاعل الإبداعي بين المجتمع وبين ظاهرة مثل التغييب القسري والاعتقال، وهو فضاء خصب لدراسة أنواع الأعمال الفنية والأدبية والإبداعية وأشكالها وطرق تعبيرها ومضامينها، تلك التي أنتجها المجتمع كرد فعل على انتهاكات التغييب والاعتقال.