إليكِ هناك
هُنا
في أقاصي الجنوبِ
قَريباً مِن اللهِ والمعجزاتِ
تُحلِّق شَذراتُ روحي طيورَ حَجلْ
تَحطُّ على حَجرٍ أسودٍ
أبيضٌ قَلبهُ مِثلَ ريشاتيَ الشائباتِ
تُهدهِدُ ما فاضَ مِن لَهفةِ الشوقِ بي راحَتاها
أميرةُ ريحٍ بِتاجينِ مِن فِضَّةٍ
يُنيرانِ عَتم الليالي بِنجماتِ وَردٍ
وأقمارِ فُلْ
أنا نَورسُ الغيبِ
مِن ألفِ وَجدٍ أجوبُ الشَواطي
تَعبتُ وَهَدَّ جَناحيَّ هذا الجفافُ المريرُ
فَمدّي شِفاهِكِ نَحوي
يَنابيعَ خَيرٍ
لِتروي ظَمايَ
بِنهرِ قُبَلْ
ألا يا ابنةَ العشبِ
يا رَبّةَ الخصبِ
بي ظَمَأٌ مُنذُ طوفانِ نوحٍ
خُذي ما تَيسّرَ مِن خَفقِ قَلبي بِبَحرِ يَديكِ
انثريني بذوراً عَلى وَجنَتيكِ
ازرعيني جذوراً تَغلغَلُ كلَّ مساماتِ قَلبِكْ
(بَحبِّك .. بَحبِّك .. بَحبِّكْ)
وَجودي عَليّ بِنسماتِ صُبحٍ
وَشلّالِ طَلْ
أنا ما نَأيتُ
ابتعدتُ قَليلاً
وَظلَّت خُطايَ تُراوحَ عينَ المكانِ
ارتَحلتُ طَويلاً
وَظلَّت أنايَ تَحومُ على قَلقٍ
مِن رُؤى غابِراتِ الزمانِ
ارتديتُ الحِجارةَ هذي
تَشرَّبتُها في كياني
كَروحٍ تَقمَّصتُها
مُنذ فَجرِ الأزلْ
أنا ضِلعُ أغنيةٍ
وُلدَت ها هُنا
فرعُ داليَةٍ شَرَّشَت في العميقِ
وَمدَّت لِسابِعِ كَونٍ شِغافي مَدىً مُستقيماً
لَهُ رأسُ هذا الفضاءُ انحَنى
مَن أنا !!
مَن أنا !!
يا قِلادةَ بوحي
إذا لم أكُنكِ !!
تَكونيني أنتِ !!
أنا سِندبادُ الشتاتَاتِ
والبرِّ والبحرِ والسُحبِ الماطراتِ
أنا اللاجئ اللّا يُفَتُّ
أضَعتُ طَريقي وَضِعتُ
شَريداً هُنالِكَ كُنتُ
شَريداً هُنا لمْ أزَلْ
أيا أنتِ
يا لَوحةَ السهلِ
يا نَقشَ صَخرِ الجبالِ العوالي
وَيا زَنبقاتِ الفيافي
خُزامى صِبايَ المُفَتِّحُ في غَفلةِ الماءِ
فَوقَ انثِيالِ ضِفافي
وَيا غَيمَ كُلِّ السمواتِ
صُبِّي بِصحراءِ قَلبيَ مُزناً
تَعتَّق من خَمرِ عنقودِ كَرمٍ تَسلّقَ عَرشَ الإلهِ
هَبيني غَداً لِلحياةِ
وَداوي صدى خَيبةٍ
في مَغاوِر صدري تُراوِغُ بَردَ السُباتِ
رَدى طَعنةٍ
في فناجينِ قَهوتي البارداتِ
تُلاحِقني في المنافي
وَداري انكساري
داريني
انشِليني إليكِ بِحبلِ أملْ