هو الفرقُ بينَ “النايلونِ” والإسمنتْ،
وقتهمُ الذي جلَسَتْ تَرقَبهُ يتسرّبُ من فراغاتِ الخِيامِ،
سيلاً بارداً
يحاولُ، بِخيوطِ الوحلِ، نَسْجَ أغطيةً إضافيةً حولَ الأجسادِ المصطكّةْ
يخرجُ من الطرفِ المقابلِ،
جَارّاً نزيفَ الأحلامِ المستمرِّ بوهمِ “الغدِ الدافِئ”، نحو أجسادٍ أخرى،
أكثرَ برداً، أقلَّ أحلامْ
ترقبهُ كانتْ،
وهي تحتالُ على آخرِ “دعبولةِ” عجينٍ
تَرُقّها قدرَ المستطاعِ رغيفاً شاسعاً
قدْ يتَّسعُ مع بعضِ “الإعجازِ”، لهبوطِ سربٍ من عصافيرِ البطونِ الجائعةِ،
أوّلَ الفجرْ
وكانوا في كواكبَ أخرى
يرمونَ فوائضَ الطّعامِ في مكبّاتِ كبيرةٍ للنّفاياتْ
***
هو الفرقُ بينَ الصّواريخِ التي تُطلَقُ في الأعيادِ، نحو السّماءْ
لتنيرِ عتمةَ الخوفِ الجمعيِّ الذي يثيرهُ اللّيلْ
والصواريخِ الذي تطلِقُهَا معادنُ السّماءِ نحو الأرضِ
ليعبُرَ آخرونَ، بها، بوابةَ خوفٍ، أعرَقَ، مُشتَهى
***
كانتْ تداعبُ السُّمرةَ التي وشَمَها “المَحبسُ” المَرهونُ مقابلَ “دعبولة” عجينٍ
لتتذكّرَ أنَّ لها رجلاً،
لم يبقَ لها، من سمرتهِ، سوى حلقةٌ واهيةٌ من الوجعْ
ورغيفٌ لم يتّسعْ لهبوطِ جميعِ العصافيرِ،
ماتَ بعضُها
وكانوا، في كواكبَ أخرى، يَعقدونَ الزفافاتِ الجماعيّةِ بِـ “شُقْرةِ” الذّهبْ
***
كانوا أجملَ في الصّورِ، هكذا كنّا نحبُّ رؤيتهمْ في “فريزا” الزّمنْ
هكذا كانَ يحاولُ ملتقطوَها، الصّور، أن يُشعرُونا
وكنّا خِفيةٍ، قبل كلِّ نومٍ، نتذكّرُهمْ،
نَعضُّ على قلوبنا ونبكي
***
هو الفرقُ بين العجزِ والمَقدِرةْ
أن تحملَ بندقيةْ
أو تحملَ أحبابَكَ، كلّهمْ، في محفظةِ جيبٍ قَشّرَ الوقتُ جلدَها
وأنتَ تأخذُ الشهيقَ الأخيرَ من امتزاجِ البارودِ بالأدرينالينْ
وترحلُ وحيداً
نحوَ احتمالاتٍ بِلا رصاصْ
أو نحو طلقةٍ تظنّها الأخيرةْ،
تضعها بهدوءٍ في رأسكَ المُلقى بجانبِ المحفظةِ المفتوحةْ
وقد اكتشفتَ أخيراً أنَّ المقدرةَ لم تكنْ إلا عجزاً، لمْ يَنضُجْ بعدْ
***
هو الفرقُ بين المدنِ المحَاصَرةِ
والمدنِ التي تُحاصركْ
الالتقاطُ البسيطُ لجماليّات المكانْ:
قُبَلاتُ الأقدامِ الصّغيرةِ تحتِ مقاعدِ الخشبِ في المدارسِ، بدلَ الإنصاتِ باهتمامٍ أبلهٍ، لشرحٍ عن “الأسبابِ المباشرةِ وغيرِ المباشرةْ”، لحروب البشرِ التي لا تَنتهي.
إيجادُ وقتٍ للرّقصِ الهستيّريِّ ليلاً، على حافّةِ جسرٍ، بدلَ الركضِ “الأولومبيّ” خلفَ أشياءٍ قالوا لنا ” طَاردوها”، فركضنَا.
البكاءُ الغامضُ أمامَ عِرْقٍ أخضرَ يشقُّ الإزفلتَ، بدلَ النحيبِ أمامَ قطارٍ بطيءٍ، لا ينتهي، من جثثِ الأصدقاءْ.
***
حينَ أطلقنَا أوّلَ صراخٍ في وجهِ المسّنِ اللطيفِ الذي أرادَ أن يهمسَ “تكبيراتِ الولادةِ” في آذانِنا،
لم نكنْ قد ولدنا،
كنّا، فقط، نؤجّلُ الخوضَ في لَعنةِ الثّنائِياتْ
حينَ جرّبنَا الخشُونةَ التي اعتَرتْ أصواتَنا عندَ البلوغِ، بالجعيرِ في فَمِ بئرْ
لم نكنْ قد ولدنا، بعدْ
كانت تَجربتَنا الأولى في صناعةِ القَنابلِ الصّوتيّةْ
مَتى ولدنَا، إذاً؟!
ربّما، حين اقتنَعنا أن نَشقُّ شرنقةَ الدّهشةِ بِـ “حَرْبَةِ” كلاشينكوفْ، بدلَ قُبلةْ
أن نَحلِقَ أوّلَ الزّغبِ على وجُوهِنا، بها
وبِها؛
قشّرْنَا التّفاحَ يوماً لجرحَى العدوِّ
ليُسرِعوا بالتّعافِي
ويقِفوا بـكاملِ “الاعتزازِ” لحظةَ إعدامِنا لهم بالرّصاصِ “الحيّ”.