موسى حوامدة: التمرد مهنتي

إيهاب محمود الحضري

صحفي مصري

كل ما لم يتحقق معي، هو الحياة، العودة إلى مسقط الرأس، القدرة على زراعة شجرة في تلك الأرض التي ورثتها عن أبي، النوم بحرية بين أشجار التين والزيتون هناك، والنظر للسماء بمعزل عن ظلم التاريخ، وغدر الجغرافيا، والتمتع بطرح الفكرة حتى المغلوطة عن الكون، دون رقباء، هذا كله لم يتحقق.

للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

11/12/2017

تصوير: اسماء الغول

إيهاب محمود الحضري

صحفي مصري

إيهاب محمود الحضري

في مجلة الهلال، وصحفي سابق بجريدة أخبار الأدب وكاتب بموقع المدن ومراسل لجريدة الحياة اللندنية

الشاعر الفلسطيني موسى حوامدة (1959) ثائر دائمًا، ومعترض على الدوام، وربما أمدته الحياة بأسباب هذا التمرد فخرجت قصائده مصبوغة بهذه الروح، وقد صدر ديوانه الأخير «سأمضي إلى العدم» عن ”الهيئة المصرية العامة للكتاب“ بالقاهرة، مؤخرًا، ليؤكد ذلك بقوة ويعلن عن استمرار حوامدة في تمرده الذي يعتبره مهنة. هنا يتحدث حوامدة لمجلة رمان الثقافية عن الديوان، الشعر، الحب، وأمور أخرى.

كلما قرأت لك سيطرت علي حالة من الثورية وتشبعت بروح التمرد بقدر كبير.. وفي ديوانك الأخير تقول “حين يتوقف التمرد/ تموت القصيدة/ قبل أن تولد”.. هل يمكن القول أن مهمة الشاعر عندك هي أن يكون متمردًا ثائرًا على الدوام؟

كما قال محمد الماغوط: الفرح ليس مهنتي، سأقول رداً على سؤالك: التمرد مهنتي، انظر منذ ولادتك حتى حياتك أقول لك كإنسان عربي يعيش في عالم اليوم منذ أكثر من نصف قرن، ومنذ قرون خلت، وقرون مضت هل هناك ما يدعو للرضا في حياتنا، ربما من ولد في فلسطين مثلي لديه أسباب كثيرة للسخط وعدم القبول وخاصة في وجود كيان سرطاني مدعوم، منذ القرن التاسع عشر، ولكن حتى العربي الموجود في مصر أو المغرب العربي، هل ما يجري حوله يدعو للرضا.

كل هذا الخراب والفساد السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي ألا يدعو للتمرد. ما الذي يدعو لعدم التمرد والسكينة، أي نافذة تفتح اليوم على حقل الأمل والرضا يا صديقي. لست مختلفاً عن غيري ولا مميزاً، لكي لا أعرف الرضا والتسليم، لا، ولكن علتي أنني حقيقي ونافر من كل ظلم ومراوغة وشعوذة وخداع. كل ما حولنا يرواغ، من الوطن، للحياة، للبشر، فهل يحتاج ذلك إلى انصياع وتقبل دون اعتراض.

وهل حالة الرفض والتمرد هذه وليدة ظروف عشتها وما زلت أم هي طبيعة شخصيتك؟

ربما ولدتُ جملةً معترضة، منذ البدء، اعترضت على كل شيء، وكانت الحياة تمدّني بأسباب الاعتراض، وأحقيته، وحتى اليوم، لا أعرف طريقةً لإسكات روحي وعلاجها من حالة التمرد، لست يائساً ولا عدمياً، رغم كتابتي عن اليأس والعدم، متفائل باستمرار، لكن حالة القلق والخراب ومخزون الطاقة القادرة على إدامة شعلة الرفض داخلي قوية، لذا قد يكون الشقّ الأخير من سؤالك دقيقاً.

تقول في الديوان: “سأمضي إلى العدم/ فلستُ نادماً على شيء/ ولست طامعاً في شيء/ سرابٌ كلّ الذي مرّ بي”.. ما هي الحياة عندك؟

كل ما لم يتحقق معي، هو الحياة، العودة إلى مسقط الرأس، القدرة على زراعة شجرة في تلك الأرض التي ورثتها عن أبي، النوم بحرية بين أشجار التين والزيتون هناك، والنظر للسماء بمعزل عن ظلم التاريخ، وغدر الجغرافيا، والتمتع بطرح الفكرة حتى المغلوطة عن الكون، دون رقباء، هذا كله لم يتحقق.

ليست الحرية فقط في تتبع أنماط عيش الآخرين، وترديد نصوصهم بل في تمزيقها ونفيها وتجاوزها، المأساة أن التشبث بالمرويات أقوى من تماسك الصوان، والنفور من النص المتهافت جريمة كبرى لدى الآخرين فأين هي الحياة ؟؟

سنتقبل وجودنا بشتى الطرق، ونتقبل هذه السلالة البشرية التي أنجبتنا كبشر، ولكن هل نحن مجبرون على تقبل كل هذه الثقافة الرعوية والنمطية والهمجية والجمود والبلاهة وعدم استعمال العقل حتى الناقص الذي ورثناه من سلالاتنا.

لم أجبك عن السؤال، وقصدت ذلك، فالحياة عندي ليست هذه الحياة، ولم أجد الحياة شبه الفاضلة التي تحدث عنها أحد الفلاسفة الكبار، في جمهوريته الفاضلة، الحياة التي أتمنى، هي نقيض هذه التي نعيش في كل شيء، لكن ملامحها غائبة عني الآن، فالطعم الذي ابتعلناه أفقدنا حلاوة الخيال وتحويله إلى مادة منظورة وحياة متحققة ومدركة ينبغي أن تكون، إنّ تعوّد الأذن على موسيقى رديئة زمناً طويلاً سيحرمها من متعة تذوق الموسيقى الراقية، فخراب الروح وفساد العقل أدى إلى استحالة إيجاد بديل عن هذه الحياة التي نحيا.

“كلّ الشعراءِ الذين أحببتُهم لصوصُ أوراقٍ وكتب/ كلّ النبلاءِ الذين تبعتُهم أوغاد/ كلّ الصعاليك الذين أحببتُ أسماءَهم جُبناء/ كلّ الناسِ أشباهُ أشْياء/ حتى النساء اللواتي أحببتُهن/ على خطاي أسير/ حتى النساء اللواتي أحببتهن/ …لا لن أقول”.. أنت هنا تصف الشعراء باللصوص والنبلاء بالأوغاد والناس بالأشباه ثم جئت عند نسائك ورفضت أن تصفهن.. لماذا؟

لم أجد المرأة التي أريد، كما لم أخترع الحياة المتخيلة التي أبحث عنها، وجدت ما لا أريده من حياة، ووجدت ما لا أريده من صورة عن المرأة، ووجدت كتاباً وشعراء كذابين يسرقون نتاج غيرهم، ويوهمون الناس بالموهبة، وتجاراً يبيعون الوهم للمرضى الموهومين أساساً، هنا تمارس الخديعة بكل تراجيديتها المضحكة، هناك عرض مسرحي يجري، ونحن النص المسرحي، ونحن الجمهور، ونحن من نمثل الأدوار على الخشبة وبحماس أبله وشديد، نتقن التمثيل أكثر من البحث عن الحقيقة بل لعلنا نطلي الحقيقية، بكل الخدع، كي لا نعترف بها، ونظل نعيش في الوهم، وكثيرون منا يبالغون في الدور، فيحتقرون حتى من ينبههم، أو يدلهم على خلل ما، في النص أو في الأداء.

حدثني قليلًا عن المرأة في حياتك؟

حين تكون المرأة أماً أو أختاً أو بنتاً أو زوجة أخ أو صديق، أو زميلة، أو جارة، فهي رائعة وحنونة وطيبة ويمكن فهمها لكن حين يدخل الحب في العلاقة فتصبح نقيضاً غير مفهوم، أما في حياتي فهي حاضرة، حاضرة بطيبتها ونبلها وحنوها، حاضرة بماهيتها وكينونتها، وتقلبها، وشرها، وتفهمها، وسوء فهمها، وإن كانت قد تسببت في طرد آدم من الجنة فأعتقد أنها قد لا تكون السبب المباشر في تلك الواقعة الأسطورية، ولكنها قد تكون الدافع الأول لمغادرة آدم قبل الطرد، فحين نكبر ونتمرد على حضن الأم، نبحث عن حضن آخر حنيناً للعودة إلى الحضن الأول، وغالباً ما نفشل، فكلما وصلنا هبطنا، وكلما وجدنا فقدنا، وكلما عرفنا خسرنا، وهذا هو السر.

فالمرأة كائن غير مفهوم، لا أعني كل النساء، لكن المرأة التي تشب النار بينها وبين الرجل، فهي لا تكتفي بتحويل الرجل إلى وقود بل ترغب في الاستحواذ عليه لدرجة الملل، حتى إذا ما تشربت به شاءت أن ترتوي به وتبتلعه حتى الموت، وهكذا، كملكة النحل، التي تقتل ذكر النحل لحظة اللقاح.

الجنة بين الرجل والمرأة ليست في السماء، هي في الشغف، الذي يزول بزوال الدهشة، وبروز التناقض بين المثال والحقيقة. وسواء الرجل أو المرأة، فكلاهما سيهبط من الجنة، لا لأنهما أكلا من الشجرة المحرمة، بل لأنهما فشلا في زراعتها. الوهم هو الذي يبقي الطريق جميلاً، والتحايل هنا مناسب لترجمة الفكرة، فكرة الحب أو العشق بين الطرفين، وكثيراً ما ننشدّ للفكرة لا للواقع، نعيش الفكرة ولا نرى الواقع المتهافت، وحين ننتبه ندرك الفجوة بين الحلم والحقيقة. فنسقط في هوة الخذلان، ليس خذلان من نحب ولكن خذلان الحياة نفسها، فهي أكثر مراوغة، لتسلم زمامها، أو تفك طلاسمها.

تقول في ديوانك «موتى يجرون السماء»: “ربما يكون القارئُ دائخاً في تعداد موبقات العدم/ ربما يكون الشاعر ذاهلاً في تسريح القصائد في برية الملكوتْ/ ربما يكون العَالَمُ نائماً في نهاية التأريخ/ مُقبلاً على تلويث الدم بحبر الأرق”.. حول العلاقة بين الشاعر والقارئ أسألك: هل تكتب لقارئ معين؟

نعم أكتب لقارئ معين داخلي، قارئ متوهم، واع ومدرك وعارف ما أكتب وما لا أكتب، ما أقصد وما لا أقصد، وليس بيني وبينه مشكلة، كل ما أكتبه يريده، وكل ما يريده أكتبه، هذا هو قارئي وهو مثالي، ودافعي للكتابة، وأحياناً هو شريكي هناك في منطقة الإلهام التي تمنحني الدفقة الشعرية.

أنت قارئ جيد للفلسفة وعلى ما يبدو أنك مغرم بها وهذا واضح في قصائدك بشكل عام وليس في هذا الديوان فقط، ولكن ألا ترى أن الفلسفة قد تضر بالشعر إذا زاد استخدامها؟

نعم أخاف من ذلك، وهذا ما كان يمنعني من التعمق في الفلسفة أكثر، لكن ما يطمئنني أن الحياة نفسها صارت أكثر تعقيداً، وروحي صارت تنفر من السطحي والسهل والمباشر، وما يزيد طمأنينتي أن الفيلسوف الألماني هايدغر يرى أن الشعر والفلسفة لا يخضعان لقوانين العلوم الأخرى، بل يذهب بعيداً في مديح الشعر ويقدمه على الفلسفة، ومن هنا أعتقد أنهما ينطلقان من نفس المنطقة الغامضة، ومن هنا سوف أحرص على روح الطفل داخلي أكثر من روح الحكيم، فالطفل، طفل الدهشة الذي وصفه كازنزاكي هو حارسي من الانسحاق تحت سلطة الفلسفة، وهي مستبدة وجذابة وآسرة والصعوبة هنا، في ترك هذه المسافة بين القصيدة وبينها مهما بلغ الإغراء والإغواء.

أكثر ما أخشاه من الفلسفة توظيف العقل وما زلت أتمتع بعدم امتلاكه، وبمزيد من الطيش الذي سيحميني ويجعل تناقضي أوهن من تماسك الفلسفة، ولعل هذا سيحمي القصيدة، من العقلنة والرشد، وفي الوقت الذي يتملكني العقل ويتحكم بي النطق، سوف تموت الموهبة الشعرية.

نسمع كثيرًا عن الشاعر الذي تحول لكتابة الرواية ولكن لا يحدث العكس فلا نجد روائيًا يصدر مجموعة شعرية.. لماذا لا يكتب الروائيون الشعر؟ وهل المسألة مرتبطة بالقابلية اللغوية لدى الشاعر أكثر من الروائي؟

الروائي لا يكتب الشعر، صحيح، والشاعر قد يكتب الرواية لأن كتابة النثر أسهل، والسرد أقل خطراً، من حق الشعراء أن يكتبوا سيرهم ومدونات نثرية، والشاعر الحقيقي لا بد أن يكون ناثرًا بل متمكناً من النثر، لكن دخول الشاعر إلى منطقة الرواية يعني أنه غادر منصة الشعر، ومهما حاول العودة إلى تلك المنطقة لن يفلح، أعتقد أن الفرق بين الشاعر والروائي كالفرق بين الطائر والثعلب فالطائر يستطيع الطيران والتحليق ويستطيع المشي على رجليه، أما الثعلب فيستطيع الجري والتخفي والركض ولكنه لا يستطيع الطيران، من هنا يمكن للشاعر أن يكتب الرواية، ولا يمكن للروائي أن يكتب الشعر، لكن حين يهبط الطائر إلى الأرض، وينسى خفق الأجنحة، ويتعود على كمائن الثعلب ومراوغاته، سوف ينسى كيفية التحليق، حتى لو عاد لممارسته، قد يفعل لو أجبر نفسه، لكن سنرى تلك الرجفة في تحليقه، وقد يسقط.

بكلام آخر، القضية ليست في اللغة فقط، بل في الروح، الشعر ليس مخططاً يمكن بلوغه كالرواية التي تحتاج إلى مخططات وهندسة ومعمار وبناء يحتاج إلى جلسات طويلة وعمل دؤوب، القصيدة تشبه القنص، أو الصيد، والرواية مثل الزراعة تحتاج إلى وقت ومواسم.

وأنت.. لماذا تكتب الشعر؟ لماذا الشعر تحديدًا؟

تكويني شعري وروحي قلقة متمردة لا تتوافق مع شخصية الروائي التي تتطلب الصبر والتخطيط والتفاني في العمل والقدرة على الجلوس لساعات طويلة كل هذه الصفات لا تتوفر فيّ، رغم أني في الحياة اليومية أجيد السرد والحكي، ولذا حتى الآن لم أجد لدي رغبة في كتابة رواية، وحين أجد تلك الرغبة، وتغادرني القصيدة سأعترف أني غادرت منصة الشعر، وليس مثل الذين يتشبثون بمهمة الطيور والثعالب، فالثعلب الذي سيطير ولو مرة واحدة سينتحر.

وكيف تكتب القصيدة؟ هل تفعل ذلك على فترات أم تداهمك اللحظة فتجلس لتكتب؟

دفعة واحدة، لا وقت لدي للجلوس والبحث ومعاودة الكتابة هي دفقة حالما تنطفئ تنتهي القصيدة، ولا تجيء كل يوم وليست مثل كتابة النثر أو السرد أو المقالة، فهنا لست دائماً المتحكم في الكتابة بل هناك أمور غامضة وحالات نفسية هي التي تكون القصيدة قبل كتابتها. مرة واحدة استكملت قصيدة قي اليوم التالي، وكانت تجربة وحيدة ولم تتكرر، وهي قصيدة ”تناثري يا موسيقى الزوبعة“، ربما ظل منها شيء في البال، لم أنته منها فعادت في اليوم التالي واستكملت بعض أجزاء منها.

وهل خسرت شيئًا بسبب الشعر؟

ربما كسبت بعض الأعداء، وخسرت بعض المواقع والعمل، وحوربت في مصدر دخلي، وسحبت إلى المحاكم الشرعية والمدنية، والأحكام المتعسفة، ولكن ذلك لا أعتبره خسارة بالمعنى الحرفي للخسارة، فهو بسبب خراب الآخرين، وفساد المناخ وليس بسبب الشعر نفسه.

كيف ترى الأدب الفلسطيني المعاصر؟

يلهث وراء بعض الأسماء ولا يستطيع حتى الآن مغادرتهم وتجاوزهم، لماذا لأن الوضع السياسي أوصلنا إلى حالة الجمود والعقم التي نعيش وصار الثقافي ذيلاً تابعاً للسياسي، ولهذا خمد الأدب الفلسطيني فهو دون مقاومة وشعار تحرير الأرض، لن يوهم نفسه بالوصول إلى حالة الرضا، ولذا يدور في فلك موصد وطريق مغلق.

أخيرًا.. وأنت على مشارف الستين، كيف تنظر إلى الحياة؟ كيف تقيم التجربة؟

سؤال عميق لا يمكن الإجابة عنه، فلا أدري أين الحكمة الشادرة في كتاب الخيّرين على الأرض، لا أعلم هل نضجت التجربة أم كان العناء والمعاناة والعلقم أكثر من قدرتي على التحمل، هل عشت كما أحب، هل كتبت كل ما أريد، هل وصلت لما أبتغي؟ اعتقد أني لم أفعل وما تخبئه روحي من قصائد أعمق وأغنى بكثير من كل ما كتبت.

لست من مطّ الزمان، وسرقه، هو الذي مرّ دون أن يطرق الخزان، وخاصة في السنوات العشرين الأخيرة، فقد تم خداعي ومر عقدان دون أن أنتبه، وتمت رشوتي ببعض الشغف، لكنه الوهم الذي يتلبسك لتتم سرقتك من جهة ثانية.

ها نحن مخدوعون في كل شيء حتى العمر والزمن، ولا أسف على شيء، ففي النهاية، ستمضي حراً من هذا البلاء، الذي يسمى العيش أو الدنيا.

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع