وستفتح الأيام السينمائية دورتها الحالية بفيلم ‘المطلوبون الـ 18’ لعامر شوملي، وهو فيلم أنميشن في عرضه الأول بالسويد، والذي اختير ليمثل فلسطين عن فئة الفيلم الأجنبي في الدورة الـ 88 لجائزة الأوسكار عام 2016.
ويتناول الفيلم قصة حقيقية من فترة الانتفاضة الأولى (1987- 1993) عن أحد أساليب المقاومة الشعبية التي استخدمها الشعب الفلسطيني ونفّذت تحديدا في مدينة بيت ساحور. وتدور أحداث القصة عندما حاول مواطنو المدينة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وإنشاء اقتصاد مستقل بهم من خلال شراء 18 بقرة لإنتاج حاجتهم من الحليب ومشتقاته المختلفة، لتتحول هذه البقرات إلى خطر أمني يهدد الاحتلال فيطاردهن، وتتحول البقرات لمطلوبات للاحتلال الإسرائيلي.
كما سيعرض خلال الفعالية السينمائية التي ستقام على مدار يومين، عروضاً للفلمين الوثائقيين الحاصلان على عدة جوائز، روشميا لسليم أبو جبل، وطائر الشمس لعائد نبعة. بالإضافة لخمسة أفلام روائية قصيرة هي : فيلم عودة رجل لمهدي فليفل، البقاء لسعود مهنا، قارب ورق لمحمود أبو غلوة، الببغاء لدارين سلام وأمجد رشيد، وفيلم الانيمي القصير “عيني” الحاصل على جائزة الأوسكار للطلاب عام 2016 للمخرج أحمد صالح.
عراقيون في السينما الفلسطينية:
وفي ختام الدورة التي حملت هذا العام ثيمة (عراقيون في السينما الفلسطينية) سيعرض فيلم “عائد إلى حيفا” الذي يعتبر أول فيلم روائي فلسطيني طويل أنتجته منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1983، عن رواية الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، وأخرجه العراقي قاسم حول الذي يعتبر أحد المؤسسين لسينما الثورة الفلسطينية في بداية سبعينيات القرن الماضي، والذي سيحل ضيفاً ومتحدثاً في ندوة تقام في اليوم الثاني للفعالية، ويتحدث فيها مع قاسم حول كذلك المخرج العراقي محمد توفيق، الذي عمل ضمن مؤسسة السينما الفلسطينية وأخرج خلالها عدداً من الأفلام، حيث سيتحدثان في الندوة عن تجربتهما في السينما الفلسطينية، ويستعرضان نشأتها وظروف عملهما.
وقال مدير الدورة الثانية لأيام السينما الفلسطينية في مالمو، المخرج الفلسطيني مهند صلاحات، بأن ما يميز هذه الدورة ليس فقط عرض أفلام فلسطينية وتقديم سينمائيين فلسطينيين للجمهور العربي والسويدي في جنوب السويد، إنما تقديمها أيضاً لسينمائيين غير فلسطينيين أسسوا لمرحلة مهمة جداً من مراحل السينما الفلسطينية وهي التي تسمى سينما الثورة الفلسطينية، وهي السينما التي أسستها أواخر الستينيات، منظمة التحرير الفلسطينية وعمل فيها مخرجون عرب وأجانب، ومن هنا جاء اختيارنا لثيمة الدورة الحالية، “عراقيون في السينما الفلسطينية” لاستضافة اثنين من المخرجين العراقيين الذين كانت لهم بصمة واضحة في التأسيس وحفظ الذاكرة السينمائية الفلسطينية وفتح الحوار المباشر بينهم وبين الجمهور.
كما أكد رئيس الجمعية الثقافية الفلسطينية في مالمو يحيى أبو وطفة أن الجمعية حريصة كل الحرص على إقامة هذه الفعالية السنوية كونها تشكل مساهمة نوعية للحراك السينمائي الفلسطيني في الداخل والخارج، وكذلك للجمهور الفلسطيني والعربي في أوروبا، ليتاح له التعرف على النتاج السينمائي الفلسطيني، واللقاء مباشرة بصناع الأفلام الفلسطينيين حول العالم ومناقشتهم والتعرف على تجاربهم. وكذلك أهمية الفعل السينمائي في إيصال صوت القضية الفلسطينية عبر السينما للجمهور الغربي. ولذلك تسعى الجمعية الثقافية الفلسطينية لتكون الفعالية، حدثاً سنوياً يهدف إلى تقديم الأفلام والسينمائيين الفلسطينيين إلى الجمهور في دول الشمال الأوروبي، كما وتسعى الجمعية بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجمعيات الثقافية العربية في السويد واسكندنافيا، من ضمنها مؤسسة APF السويدية، وبالتعاون مع سفارة دولة فلسطين في العاصمة السويدية ستوكهولم، لتكون ضامن استمرارية الفعالية وجذب الجمهور المتعطش للإطلاع على الواقع الفلسطيني الحالي من خلال السينما ورؤية السينمائيين، باعتبار السينما مرآة تعكس واقعها بكل ظروفه الانسانية والثقافية والسياسية.
للتواصل: Salahat.m@gmail.com