مهند يعقوبي: “مؤسسة الفيلم الفلسطيني” استعادة لسينما النضال

جناح فلسطين في مهرجان كان السينمائي

مهند صلاحات

كاتب من فلسطين

والأن بعد أكثر من عشرين عاماً على اتفاق أوسلو الذي كرّس لدينا مفهوم أننا فقط ضحايا للاحتلال وتم تسويقنا بهذه الطريقة، نحتاج لتغيير هذه الرؤية في داخلنا، والخروج من ثوب الضحية لثوب المضطهدين الواعين لاضطهادهم وأسبابه ويناضلون لتغييره بالعمل المشترك مع المضطهدين حول العالم.

للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
خمس ممثلات إيطاليات أيقونيّات (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

09/05/2018

تصوير: اسماء الغول

مهند صلاحات

كاتب من فلسطين

مهند صلاحات

صانع أفلام وصحافي فلسطيني مقيم في ستوكهولم. يعمل مخرجاً ومنتجاً مستقلاً مع عدد من الشركات السويدية والأوروبية والعربية في مجال الإعلام وصناعة الأفلام. كتب عدداً من سيناريوهات الأفلام الروائية والوثائقية، إضافة لمسلسلات تلفزيونية.

قبل أقل من ثلاثة شهور، نشر إعلان موجه لصناع الأفلام الفلسطينيين حول العالم لتقديم مشاريع أفلامهم لـ ”مؤسسة السينما الفلسطينية“، ليجري اختيار عددٍ منها للمشاركة في أول جناح لفلسطين في مهرجان كان السينمائي، لكن الإعلان لم يشر لما هي “مؤسسة الفيلم الفلسطينية“ التي تستقبل الطلبات، ومتى تأسست، كيف نظّمت أول جناح رسمي لفلسطين في واحد من أهم مهرجانات السينما في أوروبا وأهم مفاتيحها لسوق السينما الأوروبية، من هم القائمون على المؤسسة وكيف يعملون، ما هي خطط عملهم، وغيرها الكثير من الأسئلة التي دارت في بالي حينها ولاحقاً، مثل الكثير من صناع السينما الفلسطينيين حول العالم الذين وصلهم الإعلان ورأوا فيه فكرة مجنونة وتشجعوا لها، وتقدم بعضهم بمشاريع لأفلامهم إلى المؤسسة، والبعض الآخر ربما توجس من الفكرة التي أثارت في داخله العديد من الأسئلة.

من خلال مجلة رمّان الثقافية، التي ترعى إعلامياً هذا العام أول جناح لفلسطين في مهرجان كان السينمائي الذي يقام ما بين ٨-١٩ أيار، التقيت في رام الله؛ بالمخرج والمنتج الفلسطيني مهند يعقوبي، أحد المؤسسين لمؤسسة الفيلم الفلسطيني والمنظمين للجناح الفلسطيني في كان، وكذلك أحد مؤسسي شركة (Idioms Film) في فلسطين، والتي أنتجت وساهمت بالإنتاج لعدد من الأفلام الفلسطينية التي أنتجت بالسنوات الأخيرة، ولم يكن آخرها بالتأكيد، فيلم مهند يعقوبي «خارج الإطار .. ثورة حتى النصر» الذي يعتبر باعتقادي واحدة من الوثائق السينمائية المهمة التي أرّخت لوحدة أفلام فلسطين التي أسستها حركة فتح في نهاية الستينيات، لتكون أول مؤسسة سينمائية في سينما الثورة الفلسطينية.

يجيب يعقوبي عن العديد من الأسئلة، عن ماهية ”مؤسسة الفيلم الفلسطيني“ (Palestine Film Institute) التي تنظم الفعالية الفلسطينية في كان، من هم القائمون عليها والداعمون لها؟ ولماذا اختارت المؤسسة اسم ”مؤسسة الفيلم الفلسطيني“، الذي يذكر بالمؤسسة التي تأسست منتصف السعبينيات في لبنان، لتجمع كل أقسام السينما لدى المنظمات الفلسطينية وتوقفت مع الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وأسئلة أخرى حول جناح فلسطين ومشاريع الأفلام العشرة التي تم اختيارها للمشاركة.

مؤسسة الفيلم الفلسطيني

يقول يعقوبي: مؤسسة الفيلم الفلسطيني هي جسم أو هيكل، من خلاله نستطيع أن نمثل دور أننا مؤسسة لها مجموعة مخرجين وصناع الأفلام فلسطينيين حول العالم، ليسوا فقط تابعين لأوسلو أو للسلطة الفلسطينية أو يعيشون في الشتات بالمفهوم الجغرافي، كيف يمكن أن تمثل كل هؤلاء الذين يعيشون حول العالم بسبب الشتات الفلسطيني؟ نحتاج لمظلة جامعة تشبه فكرتها فكرة منظمة التحرير كمؤسسة جامعة لكل الفلسطينيين أينما كانوا، لكن هذه المؤسسة لا تعنى بالسياسية وإنما تختص بالأفلام وصناع الأفلام الفلسطينيين في فلسطين كلها أو في الشتات.

جاءت فكرة المؤسسة من حاجتنا كصناع أفلام فلسطينيين لوجود هذا الجسم الجامع لنا، مثلاً لو كان هنالك مخرج تشيلي من أصول فلسطينية يقوم بصناعة فيلم ويريد مدخلاً للعالم العربي وفلسطين، ولا يملك أي اتصالات أو مداخل، هنا تكون المؤسسة هي العنوان الذي يعود إليه ويجمعه بصناع الأفلام أينما شاء، وكذلك بتوفير قاعدة معلومات له حول سبل الدعم وصناديق الدعم وغيرها.

إحياء فكرة مؤسسة السينما الفلسطينية

يشير يعقوبي إلى أن هذه الفكرة ليست جديدة، فقد سبقها العديد من المحاولات، أحدها ”مؤسسة السينما الفلسطينية“ التي تأسست عام 1974 في لبنان، كواحدة من أقسام الإعلام الموحد، وهي الفترة التي بدأت فيها منظمة التحرير في إنشاء وتأسيس مؤسساتها لتمثل كل فلسطيني، فجمعت فيها كل أقسام السينما التي أسستها المنظمات الفلسطينية المختلفة، وكان أحدها وحدة أفلام فلسطين التابعة لحركة فتح، وأقسام السينما لدى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكذلك لدى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وغيرها. واستمر هذا المشروع من 1974 حتى عام 1982، وتوقف بسبب الاجتياح الإسرائيلي إلى لبنان الذي أدى إلى تدمير معظم مؤسسات المنظمة والسطو على أرشيفها. وقد شهدت هذه الفترة إنتاجات مهمة وكثيرة مقارنة بالفترة التي سبقت تأسيس المؤسسة.

من هنا جاءتنا فكرة إعادة إحياء الفكرة وليس المؤسسة السابقة، في محاولة لوصل هذه المؤسسة الجديدة بإرثها السابق، ومحاولة خلق تراكمية واتصال بالماضي، والتأسيس لاستمرارية مؤسساتية.

الفكرة أننا حين نؤسس مؤسسة الفيلم الفلسطيني اليوم، نحمل فكرة ضمنية بأننا نكمل المشروع السينمائي الفلسطيني، ولهذا حتى اللوغو الذي صممناه خصيصاً للمؤسسة، تم اختيار نوع الخط الذي استخدمته مؤسسة السينما في السبعينيات، وهذا النوع من الخط الذي كان يكتب باليد لم يعد موجوداً اليوم ضمن الخطوط العربية المتوفرة ديجتال، لذلك قام المصمم باستنساخ الخط وإعادة تصميمه من جديد، وكذك فعلنا مع الخط الإنجليزي الذي كتب بالسبعينيات وتلاشى اليوم فقمنا بإعادة إحياؤه.
 

رشيد عبد الحميد ومهند يعقوبي أمام جناح فلسطين

آن الأوان لأن نكون مؤسسة في سوق السينما العالمية

يؤكد يعقوبي على أن صلب فكرة تأسيس المؤسسة، هي أن نتعامل اليوم مع سوق السينما العالمية باعتبارنا مؤسسة ولنا بُعد تاريخي، وأيضاً لدينا مؤسستنا التي نستلهم منها الإحصائيات والجماليات وتستفيد من الخبرات السابقة فيها.

لا بد من الإشارة إلى أن مسيرة السينما الفلسطينية مقسمة لثلاث مراحل تاريخية قد تبدو إلى حد ما منفصلة عن بعضها البعض، وهي مرحلة سينما ما قبل النكبة، سينما الثورة، والمرحلة الثالثة التي نشأت من جديد بفلسطين نهاية الثمانينيات، وتخللها ما يسمها مهند يعقوبي، بسينما أوسلو، وهي تسمية سياسية لشكل السينما التي نشأت مع توقيع الاتفاق وإنشاء السلطة الفلسطينية.

سألتُ يعقوبي من كوني صانع أفلام فلسطيني يعيش في أوروبا ومثلي كثيرون من صناع الأفلام الفلسطينيين حول العالم، نشعر بحاجتنا الملحة للتواصل مع جسم مؤسساتي فلسطيني سينمائي، يجمعنا، ليس فقط من أجل الحصول على الدعم للأفلام وإنما أيضاً الوصول إلى معلومات، نصائح، أرشيف، وعناوين لمشتغلين بهذا المجال سواء مصورين، منتجين، موزعين وغيرهم، فإلى أي مدى يشعر بأن هذه الفكرة للمؤسسة ستكون هذا الهيكل القادر على أن يكون المؤسسة “المِظلة الجامعة”، لكل صناع الأفلام الفلسطينيين؟

يؤكد مهند على أن ما ينقصنا في الوقت الحالي وهو ما يعملون عليه كمؤسسة، بالإضافة لقاعدة البيانات، كذلك صندوق دعم للسينما الفلسطينية، يمكن لهذا الصندوق أن يوقع الاتفاقيات مع الدول الداعمة، وتوفير الدعم لصناع الأفلام من بلدهم  ليمكنهم من عمل شراكات الإنتاج والحصول على دعم خارجي.

يقول يعقوبي: بالوقت الحالي لا نرى أن دورنا خلق سياسيات، بقدر ما نسعى لتسهيل احتياجاتنا كصناع أفلام وعاملين في هذا المجال ولتأسيس سوق الصناعة، لنعمل من خلاله جميعاً، وبالتالي إثبات وجودنا في سوق صناعة السينما العالمية بأننا موجودون ونعمل من كل مكان بالعالم. كما الإسرائيلي اليوم موجود من خلال شتاته بكل مكان بالعالم، أنا أيضاً موجود في كل مكان بالعالم من خلال شتاتنا. ودور هذه المؤسسة أن تنظم العلاقة بيننا، وأن تضمن أن يظهر اسم فلسطين على الأفلام بالطريقة الصحيحة.

المهمة الثالثة للمؤسسة كما يرى يعقوبي، هي “البرموشن” أو الترويج للأفلام، معظم أفلامنا الفلسطينية ينقصها الترويج، لأنه غالباً بسبب موازناتنا المحدودة التي نعمل بها، تنتهي موازناتنا مع نهاية مرحلة ما بعد الإنتاج، وبالتالي لا يتبقى منها ما هو مخصص لمرحلة الترويج وهي مرحلة لا تقل أهمية عن بقية مراحل صناعة فيلم. كون الترويج “البرموشن” هو غالباً عمل مؤسساتي للدولة، فمثلاً من يصنع البرموشن للأفلام الدنماركية في المهرجانات الدولية مثل مهرجان “كان” أو ”إدفا” هي مؤسسة السينما الدنماركية، بالتالي دور هذه المؤسسة أيضاً أن تتواجد في كل هذه المحافل والمهرجانات السينمائية الدولية لتسويق الفيلم الفلسطيني وترويجه، من خلال أجنحتها التي توزع فيها كتالوجات وبوسترات الأفلام ومعلوماتها التواصل عن صناعها، وإلا كيف سيعرف العالم عنّا؟

السينما أداة المضطهدين للتعبير عن قضاياهم، ولكن ليس الضحايا

بحسب اليعقوبي، على الفلسطيني أن يختار إما أن يكون ضحية أو مضطهد، وهنالك فرق شاسع بين المضمونين، ففي حالة اخترت أن تكون المضطهد بسبب الاحتلال والسياسيات العالمية فأنت قادر أن تتحدث عن نفسك، وإن اخترت أن تكون الضحية ستكتفي بالبكائية والقول بأننا لا نملك شيئاً. ما يميز المضطهد عن الضحية أنه يعي الظلم، يعي أسبابه، وبالتالي يناضل من أجل تغييرها، من خلال تفاعله مع قضايا المضطهدين الآخرين حول العالم، عبر خلق شبكة عالمية مناهضة لأسباب الاضطهاد حول العالم،  سواء كانت الأنظمة الاقتصادية العالمية، الاحتلال، أو سطوة الشركات أو المؤسسات، وغيرها من سياسات تكرس اضطهاد الناس لخدمة أفراد وأنظمة.

والأن بعد أكثر من عشرين عاماً على اتفاق أوسلو الذي كرّس لدينا مفهوم أننا فقط ضحايا للاحتلال وتم تسويقنا بهذه الطريقة، نحتاج لتغيير هذه الرؤية في داخلنا، والخروج من ثوب الضحية لثوب المضطهدين الواعين لاضطهادهم وأسبابه ويناضلون لتغييره بالعمل المشترك مع المضطهدين حول العالم.

تشارك الخبرات الفلسطينية

هذا صلب فكرة مؤسسة الفيلم الفلسطيني، يقول اليعقوبي: خلق فرص اللقاء والتضامن، وتشارك الأفكار والقضايا والمعلومات والخبرات، وتعزيز العمل مع الخارج، وفتح آفاق للسوق العالمي. وأن تخلق وعي التفكير كمؤسسة بيننا كصناع أفلام، وهذه الفكرة التي جمعتنا سواء أنا، رائد أنضوني، رشيد عبدالحميد، آن ماري جاسر، والآخرون الذين مروا فعلياً بتجارب الإنتاج المشترك، أن يعملوا بدورهم كمستشارين لتطوير الأفكار والمشاريع من خلال استغلال الخبرات التي تراكمت من العمل مع أنظمة الإنتاج المشترك حول العالم في أن توضَع في مكان واحد يخدم السينما والأفلام الفلسطينية لكون السينما هي أفضل ما يمكن أن نقدم فيه القضية الفلسطينية للعالم.

نحن نثق بأن لدينا الكثير لنقدمه، لأن رأسمالنا اليوم هو التضامن، أن نخلق شبكة الوصل بيننا في كل مكان بالعالم،

فكرة المؤسسة وفريق العمل

يشير يعقوبي أنه: عندما بدأنا مناقشة الفكرة، لم يكن ببالنا مؤسسة الفيلم الفلسطيني، كان لدى المنتج رشيد عبد الحميد فكرة ذهب بها لوزارة الثقافة الفلسطينية وعرض عليهم فكرة تنظيم جناح فلسطيني في مهرجان كان السينمائي، وكان وزير الثقافة إيهاب بسيسو شجاعاً في قراره حين دعم المشروع وطلب المضي به قدماً، حينها جاء رشيد عبدالحميد عندي كون لدي خبرة سابقة في تنظيم فعالية في مهرجان كان قبل 3 سنوات قدمنا فيها عشرة مشاريع أفلام فلسطينية، وعرض عليّ الفكرة، وسألته من هي الجهة المنظمة للفعالية، فأخبرني بأنه بشكل شخصي ينظمها، فاقترحت عليه أن يجري تنظيمها ضمن مؤسسة وهمية، لتسهل مهمة التواصل مع المؤسسات بدلاً من التواصل الفردي، ثم جاءت فكرة إحياء مؤسسة الفيلم الفلسطيني. بدأنا التواصل مع عدة أشخاص، وواجهنا في البداية مشاكل متعلقة بالتسجيل، ولم يكن لدينا حينها أي فكرة ما هي المؤسسة، اكتفينا بأنها هي الهيكل المنظم لجناح فلسطين في مهرجان كان.

بدأنا نحضر أنفسنا ونطور أفكارنا، فالمسألة ليست سهلة، كنت قد حجزت “الدومين” باسم المؤسسة، وبدأنا نعمل على التصميمات، اللوغو، مواقع التواصل الاجتماعي، وكان هذا في شهر فبراير الماضي 2018، وكان لدي الفريق الذي أعمل معه دائماً، ومن هذا الفريق كان “كيسي أسبرغ جاكسون” وهو مخرج كذلك وعمل في فلسطين معي وكان له فيلم عن سرقة السيارات في فلسطين ويعرف الأوضاع جيداً، ومتواجد في النرويج يكمل دراسته للماجستير هناك، ونعمل أنا وهو أون لاين، وكذلك رنا عناني، وهي منسقة مشاريع وكاتبة، ولديها خبرة كبيرة في إدارة مشاريع دولية، ورشيد عبدالحميد، والمصمم حمزة، لدينا أيضاً محرر إنجليزي يعيش في كندا  “نيكلاس ديفيس”، هذا هو كل الفريق.

فعاليات جناح فلسطين في مهرجان كان

يضيف يعقوبي: مع وجود الفريق خططنا لإقامة مجموعة فعاليات في الجناح في مهرجان كان السينمائي تحت إطار المؤسسة، وليكون أهم هذه الفعاليات يوم 15 أيار الحالي، حيث سيجري عقد ندوة عن ماهية هذه المؤسسة، وما هي الخطوة التالية، وسيحضر هذا اللقاء وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو، منتجون، مدراء مهرجانات ومؤسسات دولية، بالإضافة لصناع الأفلام الفلسطينيين المتواجدين هناك، لنفتح النقاش حول كيف نريد لهذه المؤسسة أن تكون. كما وسيعاد فتح هذا النقاش من جديد في أكتوبر برام الله، ضمن فعاليات مهرجان “قلنديا الدولي”، لنناقش التوصيات التي خرج بها النقاش في مهرجان كان، ونعيد تطوير تلك التوصيات بأفكار جديدة من خلال مساهمة صناع الأفلام في فلسطين، لنتمكن بعد هذا النقاش أن نقرر ما هي الخطوة الثانية.

هنالك أيضاً “ريسبشن” ملتقى، للقائمين على مهرجانات الأفلام الفلسطينية حول العالم، حيث سيلتقي لأول مرة فيها كل منظمي المهرجانات الفلسطينية من بوسطن، تورنتو، باريس، أستراليا، وفيلم لاب في رام الله، وغيرهم. وأيضاً هنالك لقاء تعارفي بين منتجين فلسطينيين ومنتجين من حول العالم، سيناقش قضايا الإنتاج المشترك، وغيرها من المسائل.

من المشاريع

عشر مشاريع أفلام فلسطينية في مرحلة التطوير في مهرجان كان

إجابة عن كيفية اختيار مشاريع الأفلام العشرة في مرحلة التطوير، التي تم اختيارها للمشاركة في جناح فلسطين يقول يعقوبي: بالإضافة لإدارة جناح فلسطين في مهرجان كان، مؤسسة الفيلم الفلسطيني أيضاً أحد الرعاة لشبكة المنتجين في مهرجان كان، وبالشراكة معهم سينظمون لنا فعالية “ريسبشن” من أصل خمسة تقام بالمهرجان نرعى نحن أحدها، سيدعى إليها أكثر من 500 شخص من المنتجين والمخرجين ومدراء المهرجانات والفعالية والمؤسسات من سوق الأفلام العالمي، ومن خلال الفعالية يجري عادة تقديم من ستة إلى سبعة مشاريع، لكننا جعلناها عشرة مشاريع.

ومن أجل اختيار هذه المشاريع العشرة ارتأينا ضرورة وجود لجنة اختيار دولية لاختيار المشاريع العشرة التي ستشارك، وأعلنا لمن يريد التقديم، وصلنا 37 مشروع ما بين وثائقي طويل وقصير، وروائي طويل وقصير، اختارت اللجنة عشرة منها على أساس خمسة وثائقية وخمسة روائية.

وفي إجابة على سؤال: كيف توزعت المشاريع ما بين الداخل الفلسطيني والضفة وغزة، والشتات يضيف يعقوبي:

إن المشاريع العشرة تم اختيارها من بين المشاريع التي تقدمت للمؤسسة، ولا أعتقد أن اللجنة التي اختارت المشاريع والتي كانت موزعة ما بين أعضاء من أوروبا، الأردن، فلسطين، قد راعت الكوتة في التقسيم، وإنما راعت الجودة في المشاريع المتقدمة. ثانياً كان هنالك دعوة عامة لتقديم المشاريع أطلقناها في الإعلام وأطلقتها كذلك أكثر من مؤسسة مثل ”آفاق“ و”دوت دوكس“، ونشر الإعلان بشكل كبير ولذلك وصلنا 16 مشروع فيلم من صناع أفلام فلسطينيين يعيشون في الشتات حول العام، في المقابل وصلنا فقط مشروع واحد من داخل فلسطين المحتلة 48، لا أعرف حقيقة هل هذا له علاقة بعدم وصول إعلان التسجيل للمشاريع لصناع الأفلام في الداخل، أم أن هنالك ما يجري حظره على المواطن الفلسطيني في الداخل من معلومات تصل إليه، لم يكن لدي تفسير، لكن وصل الإعلان للعديد من دول العالم وبناء عليه تم تسجيل مشاريع أكثر من الشتات.

سألت يعقوبي، هل يمكن لكون فكرة المؤسسة، والإعلان عن تسجيل المشاريع جاء بوقت قصير، وكذلك كون المؤسسة لم تكن معروفة وبالتالي لا يُعرف من يقف خلفها، ربما يفسر العدد القليل من المشاريع التي تقدمت لها؟

أجاب بأنّ الفكرة كانت من البداية هي أن نعمل على المؤسسة دون أن نظهر كأشخاص، والهدف كان لأن يعرف الناس المؤسسة من خلال منجزها وليس من خلال القائمين عليها، لأن الهدف ترسيخ المؤسسة كهيكل يجمع كل صناع الأفلام الفلسطينيين حول العالم، يقومون لاحقاً باختيار من يدير هذه المؤسسة، واعتقدنا أنها فكرة ثورية، أن نبقى بالظل. هنالك أناس آمنوا بالفكرة، وأرسلوا مشاريعهم دون أن يعرفوا من يقف خلف المؤسسة، وهنالك من تشككوا بمن يقف خلفها وبالتالي لم يقدموا، ولكن يبقى الباب مفتوحاً للتقديم في المرات القادمة. هدفنا أن تقوم المؤسسة وتستمر. والمؤسسة ماضية في مشروعها أن تكون حاضرة في معظم المحافل السينمائية الدولية الهامة لتقديم مشاريع فلسطينية وفتح آفاق تعاون مشترك ودعم لصناع السينما الفلسطينيين أينما كانوا بالعالم، وتأسيس صناعة سينما فلسطينية مؤسسية.

التمويل والشراكات

يشير كاتلوج الجناح الفلسطيني، بأن جناح فلسطين في مهرجان كان السينمائي، تقيمه مؤسسة الفيلم الفلسطيني بدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية، ويقام بالتعاون مع القنصلية الفرنسية بالقدس. ما طبيعة هذه الشراكات؟

يجيب يعقوبي بأنّ تنظيم الجناح كان بدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية، بالشراكة مع صندوق الدعم الثقافي الفلسطيني، وكذلك القنصلية الفرنسية بالقدس، وأيضاً من دخل الدعايات التي وضعت في كتالوج الجناح.

ما تحتاجه المؤسسة من صناع الأفلام

هدف المؤسسة كما يقول يعقوبي هو تسهيل عمل صناع الأفلام مادياً ولوجستياً، لكن ما الذي يمكن أن يقدمه صناع الأفلام من جهتهم للمؤسسة، بالإضافة لدعمهم للفكرة بحد ذاتها، وكثيرون من صناع الأفلام اليوم لا يحتاجون المؤسسة لإنتاج مشاريعهم، لكن المؤسسة وأعضاؤها الآخرون يحتاجون خبرة هؤلاء، في آلية خلق أفق الإنتاج المشترك، وكيفية كتابة وتقديم مشاريعهم، وأين يمكنهم التقديم والحصول على دعم، وغيرها من المسائل التي بحاجة نحن لنراكم خبراتنا في داخل مؤسسة ليستفيد منها الجميع.

تسجيل المؤسسة

كما يقول يعقوبي بأن النقاش يجري الأن ضمن مسارين، الأول يرى أنه يمكن أن نسجل مؤسسة الفيلم الفلسطيني كمؤسسة شبه حكومية في الضفة الغربية، مفصولة عن وزارة الثقافة، وهذا يحتاج لقرار من الرئاسة ومصادقة المجلس التشريعي الفلسطيني في حال انعقاده، وميزانيته تكون من رئاسة الوزراء، وفي هذه الحالة نحتاج لطاقم عمل صغير، بالتالي نتجاوز البيروقراطية، وهذا يساعد في النظر بالقوانين والتشريعات كالتخفيضات الضريبية لشركات الإنتاج، أذون العمل، تصاريح التصوير في مواقع معينة، خدمات متعلقة بتوفير أماكن التصوير وغيرها. بالإضافة لإقامة علاقات بين الدول، والمتعلقة بتوقيع الاتفاقيات بين الدول والمؤسسات الرسمية فيما يخص رفد الصندوق بدعم مالي ليقدم مشاريع الأفلام.
 

ملصق الجناح
الكاتب: مهند صلاحات

هوامش

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع