تنطلق اليوم الأربعاء الساعة السابعة مساءً فعّاليات “أيام فلسطين السينمائية” الدولية في دورتها الخامسة في قصر رام الله الثقافي وبمشاركة أكثر من 60 فيلـماً دوليًا عربيًا ومحليًا، يشمل أفلامًا طويلة (روائية ووثائقية) وأفلامًا قصيرة وأفلامًا متحركة للأطفال. فعاليات أيام سينمائية سوف تعقد في خمس مدن فلسطينية تشمل العاصمة القدس ورام الله وبيت لحم ونابلس وغزة. الأفلام المشاركة قدّمت من أكثر من عشرين دولة.
ويفتتح أيام سينمائية هذا العام فيلم «البرج» بعرضه الأول في العالم العربي للمخرج النرويجي ماتس غرود، الذي يتحدث عن واقع اللاجئين الفلسطينيين من خلال الطفلة وردة التي تعيش في مخيم اللاجئين الفلسطيني في لبنان “برج البراجنة”، والتي تتعرف على تاريخ عائلتها من خلال القصص التي رواها ثلاثة أجيال سابقة من اللاجئين في المخيم. وقد تم اختيار هذا الفيلم تحديدًا، تزامنًا مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية والخطوات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية ضد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ومساعيها لإلغاء حق العودة.
كما ينظم للسنة الثانية على التوالي وضمن مهرجان أيام فلسطين السينمائية “ملتقى صناع السينما” وبمشاركة أكثر من خمسين ضيفًا وضيفة من السينمائيينات وصناع السينما العرب والأجانب الذين نجح المنظمون في استقطابهم هذا العام، بهدف تبادل الأفكار السينمائية وفتح المجال أمام المشتركين لتبادل ثقافة وتجربة صناعة الأفلام متعددة الثقافات وتطوير الرؤية السينمائية. كما ويهدف إلى توفير منصة تعارف وتشبيك لمحترفي عالم السينما المحليين والدوليين في فلسطين. كما ويهدف إلى تسليط الضوء على الأفلام ذات الميزانية المنخفضة نظرًا لنقص فرص التمويل في المنطقة، بهدف فتح المجال لفرص تمويلية وشراكات إقليمية ودولية، وبإمكان صناع السينما المحليين والطلاب المشاركة مجانًا.
هذا إلى جانب مسابقة “طائر الشمس الفلسطيني” والتي خصصت لأفلام فلسطينية أو أفلام صنعت عن فلسطين. حيث يتنافس هذا العام ستون فيلمًا، أربعة أفلام ضمن فئة الأفلام الوثائقية، وثلاثة عشر فيلماً ضمن فئة الأفلام القصيرة بالإضافة إلى خمسة مشاريع لأفلام متسابقة على جائزة الإنتاج. ولأول مرة منذ انطلاقته، وبعد ان كانت كافة العروض مجانية على مدار الأربع سنوات الماضية، قررت إدارة المهرجان تخصيص تذاكر بقيمة خمسة عشر شيقل للعرض بهدف دعم صناعة الأفلام الفلسطينية أو التي عن فلسطين. حيث سيذهب ريع التذاكرة كافةً لدعم الفائز أو الفائزة عن فئة الإنتاج في المسابقة.
وللمرّة الأولى يتعاون المعهد الثقافي الفرنسي في القدس مع مؤسسة فيلم لاب بهدف دمج “الركن الفرنسي – عربي” ضمن مهرجان “أيام فلسطين السينمائية”. هذا إلى جانب دعم المعهد “ملتقى صناع السينما” وذلك من خلال دعوة سينمائيينات فرنسيينات لحضور الملتقى والمساهمة من خلال عقد حلقات نقاش ومحاضرات وتبادل الخبرات مع الجمهور الفلسطيني المشارك في الملتقى.
في هذا السياق أكد موسى حديد، رئيس بلدية رام الله، أن مهرجان “أيام فلسطين السينمائية” هو حدث سنوي هام وأساسي يضاف لرزنامة المدينة الثقافية، وهو مساحة لتقديم أفلام فلسطينية وعربية وعالمية احترافية، تثري النقد الفني والمناخ الثقافي في المدينة، وتساهم في التنمية الثقافية، وتبني تدريجيًا جمهورًا أوسع للسينما على المستوى الفلسطيني العام، وتستقطب عشرات المبدعين لزيارة المدينة والتفاعل ضمن واقعها الثقافي والسياسي والاجتماعي.
وأكدت المديرة التنفيذية لمؤسسة فيلم لاب فلسطين بريجيت بولاد إلى أن المؤسسة تحرص بشكل دؤوب على إقامة هذه الفعالية السنوية كونها تشكل قيمة إضافية ونوعية للحيز الثقافي المحلي عامةً والسينمائي الفلسطيني خاصةً. كما وتحرص المؤسسة على أن يشكل المهرجان كما كل عام، رافدًا من روافد الخطة الاستراتيجية للمؤسسة والذي ويهدف إلى إعادة إحياء الثقافة السينمائية في فلسطين واستقطاب أكبر عدد من المشاهدين إلى صالات العرض وإلى مشاهدة الأفلام المستقلة المحلية منها والعربية والعالمية.
وتنظم أيام سينمائية هذا العام بالشراكة مع وزارة الثقافة الفلسطينية وبلدية رام الله، وبتمويل من البنك الاسلامي للتنمية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والممثليات السويسرية والفرنسية والنرويجية والألمانية والأرجنتينية، والبيت الدنماركي في فلسطين ومؤسسة عبد المحسن القطان. وبرعاية رئيسية من شركة “جوال” وشركة المقاولون العرب CCC ورعاية ذهبية من مؤسسة غياث ونادية سختيان الخيرية وبنك الاتحاد. وبرعاية إعلامية من تلفزيون فلسطين وإذاعة راية إف إم. و TV5 Monde ومجلة رمان الثقافية وموقع ميدل ايست مونيتور. وبالتعاون مع العديد من المؤسسات والمراكز الثقافية الفلسطينية المحلية.
وتدعو مؤسسة فيلم لاب – فلسطين الجمهور إلى زيارة موقعها الإلكتروني وصفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك وانستغرام للاطلاع على برنامج الفعاليات من عروض أفلام وورشات عمل.