اختتم المتحف الفلسطيني ورشتيّ عمل فنيّتين مخصّصتين لطلبة المدارس، وهما: “مساق كوميكس”، بالتّعاون مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، بإشراف الفنان خالد جرادة والكاتب محمد الزقزوق، والتي عُقدت في مكتبة جمعية المغازي للتأهيل المجتمعي في مخيم المغازي. وورشة عمل “فنّ الأرض”، بالتعاون مع مؤسسة “هوب” والفنّانين مؤمن خليفة وماهر داوود ومحمود الحاج وسوزان غروثيز، في مقرّ جمعيّة الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس.
وتأتي الورشتان ضمن أنشطة البرنامج التعليمي المُرافق لمعرض المتحف الحالي “اقتراب الآفاق: التحولات الفنية للمشهد الطبيعي”، حيث شكّلت الورشتان محاكاة لعلاقة الأطفال بالمكان؛ بهدف خلق فرصة أمامهم للتفكير بهذه العلاقة، وإعادة إنتاجها من خلال النّظر في بيئتهم ومحيطهم بطريقة مُغايرة.
انطلقت الفكرة المفاهيمية لـ “مساق كوميكس: قصص من المخيم الفلسطيني” من كون المخيم الفلسطيني يُمثّل آلاف التحوّلات المُدمجة، والتي لا يمكن إدراكها أحيانًا، فإذا ما أراد أحدٌ ما تعريف المخيم، فإنه سيتطرق، بالضرورة، لأسئلة ثلاثة: ما كان؟ ما الآن؟ ما سيكون؟ أجاب الأطفال عن هذه التساؤلات من خلال تعرّفهم على “فن الكوميكس”، وخوضهم لنقاشات طويلة عن المخيم. بالإضافة إلى مشاركتهم في تمارين للكتابة الإبداعية، لينتجوا ثلاث قصص تتناول حياة المخيم الفلسطيني خلال ثلاث مراحل زمنية: الأولى قصّة المخيم قديمًا، التي اشتملت على التهجير والنكبة واللجوء. والثانية قصّة المخيم في الحاضر، والتي اشتملت على واقع المخيم والانتفاضة ومفرداتها. والثالثة تضمّنت أفكارًا مُتخيّلة لواقع المخيم مُستقبلًا.
جاءت ورشة “فنّ الأرض” من منطلق إدراكنا أنّ العلاقة بين الأرض والأطفال تحمل خصوصيّة ما، مع حاجتهم المُستمرّة للتعبير عن هذه العلاقة ضمن مساحتهم الطبيعيّة في اللعب والابتكار والتعبير. جمعت هذه الورشة بين الأرض والشّعر والفنّ، حيث نقل الأطفال تجربتهم النفسية في غزّة على شكل عمليْن فنيّين، قاموا بإنتاجهما من مُركّبات الطبيعة، مثل: أغصان وأوراق شجر، وحجارة، ومخلّفات بيئية، ليصنعوا طائرة وسفينة.
كانت تحلم، إحدى الطفلات، بشكلٍ مستمرّ بالسفر، وبعد صنع طائرة حملتْ أحلام الأطفال المشاركين، نظرت الطفلة للطائرة بتأملٍ ورفرفت بيديها عاليًا وقالت: “أنا اليوم أُسافر بأحلامي”. وضمن هذا السّياق، يحرص المتحف على تنفيذ أنشطة في غزّة مُنطلقة من البرنامج التعليمي، وعلى إشراك طلبة المدارس وعائلاتهم في الورش الفنية التفاعلية هادفًا لخلق مساحة تعلّمية وتعريض الطلبة لتجارب فكرية مختلفة.
والمتحف الفلسطيني هو مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والدولي، يقدم المتحف ويساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها، كما يوفر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعية والبرامج التعليمية والأبحاث المبتكرة، وهو أحد أهم المشاريع الثقافية المعاصرة في فلسطين، وأحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون، وهي مؤسسة أهلية غير ربحية، تعمل في مجال التنمية وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في فلسطين ولبنان.