يتيح لنا هذا المعرض الوقوف على الأثر الذي تخلّفه عوامل التاريخ الجغرافيّ والسياسيّ على لغة التعبير البصريّة. ففي العاشر من حزيران عام 1967 الساعة 9:30، أُعلن سقوط القنيطرة وفُرض خطّ وقف إطلاق النار فوق مجرى مياه نبع “عين التفاحة” شرقيّ الشريط الفاصل. ولأوّل مرّة منذ تلك الساعة، تلتقي فنانات وفنانون من الجولان السوريّ والجولان السوريّ المحتلّ ونازحون منه في غرفة واحدة. تتكشف فيها أراضي صراعاتهم الشخصيّة والسياسيّة والفنية.
يشارك في المعرض ١٣ فنانة وفنانًا هم: أكرم الحلبي، حسن خاطر، حمادة مداح، خالد بركة، رندا مداح، شذى صفدي، علاء أبو شاهين، فهد الحلبي، ماجدة الحلبي، ميس الصفدي، نعايم مداح، نُهاد الحلبي، وائل طربيه. بحيث تقدّم أعمالهم تنويعة لافتة من حيث الوسائط: الرّسم، النحت، الإنشاء ، الفيديو آرت، والطباعة.
ويجيء المعرض، الذي يستمر حتى الأول من شباط 2020، كجزء من موسم كامل تفتتحه جاليري فتوش تحت عنوان “جغرافيا سائلة”، الذي يبحث في معنى المكان في الفنّ المعاصر. منطلقًا من مدارك علاقة المكان المتحوّلة والسائلة بالفرد والجماعة. فالمكان والحدود والخرائط التي وضعها البشر بعد نشوء فكرة الدولة، وإن بدت متصلّبة وثابتة، تُنشئ علاقاتٍ مركّبة مع أصحابها المنتمين واللامنتمين إليها، الشرعيين والممنوعين عنها، سيّما في الجغرافيا المشرقيّة التي تتغذى على اللجوء والنزوح والحروب والحظر. لقد اختارت جاليري فتوش هذه الثيمة لما فيها من ارتباط عضويّ بحياتنا المعاصرة، ومن تأثير على هويّاتنا السياسيّة والاجتماعيّة والنفسيّة كشعوب وأفراد. فسؤال الهويّة وهويّة الفنّ الجغرافيّة/ الوطنيّة، أصبح في زمن العولمة واللجوء الهادر للمجتمعات من أوطانها سؤالاً ذا إجاباتٍ ضبابيّة ومعقّدة.