علاء يعقوب: أوروبا تشهد إقبالاً على اقتناء الأعمال الأدبية للكتّاب الشباب

فاتنة الغرة

شاعرة وكاتبة من فلسطين

ما تضيفه صفحات هو عدة مميزات لم تتواجد في أوروبا من قبل، أهمها وجود ما يزيد عن ٧٠٠٠ عنوان في جميع المجالات كما ذكرت سابقاً بالإضافة لوجود نافذة في الموقع الالكتروني باسم (اطلب كتابك) وهدفها تأمين أي كتاب يرغب فيه القارئ من أي دار نشر عربية في غضون أسبوعين إلى ثلاث أسابيع،

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

24/02/2020

تصوير: اسماء الغول

فاتنة الغرة

شاعرة وكاتبة من فلسطين

فاتنة الغرة

لم تؤثر الاضطرابات التي يعيشها العالم العربي منذ أكثر من عقد من الزمن على الحياة هناك فقط وإنما انتقلت تبعات هذه الاضطرابات مع المهاجرين واللاجئين الذين زادوا بشكل متضخم في أوروبا لتخرج الحاجة التي هي أم الاختراع لوجود معادل موضوع للوطن من خلال الكتاب الذي يشكل بالنسبة للمثقف رئة للتنفس في أوساط محيطة لا تتنفس ذات اللغة والثقافة إلا أن توصيل الكتاب لأوروبا أفرز الكثير من الإشكاليات وأعطى مساحة للمزورين وتجار الجشع كي يستغلوا حاجة الناس إلى اقتناء كتاب عربي ورقيًا في الغربة، لكنه في المقابل أفرز بعض المبادرات الإيجابية التي ركزت على خدمة الثقافة واللغة العربية بشكل أساسي وحاولت إيجاد معادل موضوعي للمكتبات في بلداننا ومن هنا استقطب موقع “صفحات” لبيع الكتب الورقية عن طريق الانترنت العديد من القرّاء العرب الذين وجدوا ضالتهم في هذا الموقع وعليه فقد كان هذا اللقاء مع الشاب علاء يعقوب، المدير التنفيذي لصفحات ناشرون وموزعون للحديث عن كثير من التساؤلات التي تطرأ على بال القارئ العربي في أوروبا 

قمتم بتأسيس موقع لبيع الكتب عبر الانترنت في أوروبا، ما مدى جدوى هذه الخطوة في ظل واقع لم تعد الثقافة فيه تحتل مكانًا بارزًا مثلما كانت عليه في الستينيات مثلًا من القرن الماضي؟

للحقيقة لدينا ثقة كبيرة بأن الثقافة في طريقها للعودة لمكانتها البارزة والمهمة كما كانت وربما أكثر، خلال العام الماضي قمنا بعدة معارض التقينا فيها مع القارئ العربي في أوروبا ووجدنا أن الأجيال الجديدة متعطشة للكتاب وتحديداً الكتاب الورقي في ظل التطور التكنولوجي الذي وصلنا له وهذا خير برهان على أن ما نقوم به له جدوى متزايدة يوماً بعد يوم. 

ومن أين برزت الفكرة لديك؟

كان هناك عدة أسباب لبروز فكرة شركة التوزيع ومنها أن والدي يزن يعقوب صاحب دار نشر ورائد في المجال منذ أكثر من ٢٥ عاماً ولديه علاقات كبيرة ومتينة مع دور النشر ومن ناحية أخرى فأنا أيضاً تربيت في دار النشر وبين المكتبات ولدي تعلق بالكتاب عموماً، في الماضي كنت أحصل على الكتب بسهولة ولكن بعد الانتقال إلى السويد أصبح الأمر أكثر صعوبة فهناك شحٌ في تواجد الكتاب العربي بالإضافة إلى أرتفاع أسعار الشحن كما أن هناك تخوفاً أيضاً من صفحات السوشيال ميديا التي تبيع الكتب بأسعار زهيدة لأن غالبيتها تتعامل بالكتاب المزور دون حتى أن تعلن ذلك للمشتري وهذه جريمة مضاعفة، لذا قررنا اطلاق هذا المشروع وقمنا بالعمل عليه لمدة ثمانية أشهر لتجهيزه وبعدها أعلنا الانطلاق بتوكيل من ٤٠ دار نشر وبما يزيد عن ٣٥٠٠ عنوان متنوع، واليوم وبعد أقل من عام أصبح عدد التوكيلات لدينا يقدر بـ ٨٠ دار نشر وبما يزيد عن ٧٠٠٠ عنوان.

 القارئ العربي أو المهتم بالثقافة العربية في أوروبا كان لديه منافذ قليلة لشراء الكتب فما الذي تضيفه “صفحات” لهذا السوق ؟

ما تضيفه صفحات هو عدة مميزات لم تتواجد في أوروبا من قبل، أهمها وجود ما يزيد عن ٧٠٠٠ عنوان في جميع المجالات كما ذكرت سابقاً بالإضافة لوجود نافذة في الموقع الالكتروني باسم (اطلب كتابك) وهدفها تأمين أي كتاب يرغب فيه القارئ من أي دار نشر عربية في غضون أسبوعين إلى ثلاث أسابيع، كما أذكر أننا نعمل على إقامة معارض كتاب حول أوروبا ليكون لنا تواصل مباشر مع القراء ضمن أجواء وفعاليات ثقافية بارزة. 

ذكرت أنكم منذ تأسيس هذه الشركة قمتم بجولة في عدد من المدن الأوروبية، كيف تقيم الإقبال على شراء الكتاب؟ وهل هناك عناوين أو مواضيع بعينها ما تشد القارئ أكثر؟

خلال المعارض الثمانية التي قمنا بها العام الماضي نستطيع أن نقيّم الإقبال على شراء الكتاب بالجيد جداً، الناس كانت سعيدة بالأجواء وكان واضحاً عليهم الشوق لهذه الأجواء، وفي الحقيقة لاحظت أن هناك إقبال غير معهود على الأدب العربي عموماً وعلى الأعمال الأدبية للكتاب الشباب العرب على وجه التحديد، بالإضافة إلى الإقبال الكبير على كتب العلوم الاجتماعية عموماً خاصة في ظل ما يحدث في العالم العربي ورغبة الكثيرين في فهم طبيعة هذا العالم من خلال هذه الكتب والدراسات.

تبلغ أسعار بعض الكتب التي يتم شراؤها عبر الانترنت عالية بعض الشيء خاصة لو وضعنا في الاعتبار شراء أكثر من عنوان من قبل الشخص نفسه، هل تعتبر الأسعار التي تقدمونها في متناول اليد بالنسبة للقارئ في أوروبا؟

أعتقد ذلك وأتمنى أن يكون رأي القرّاء مماثلًا لرأيي، فلقد وضعنا الأسعار بعد دراسة مطولة قمنا بها بعناية راعينا من خلالها القرّاء العرب وأوضاعهم الاقتصادية التي يعيشونها، فالأسعار تكاد تكون مقاربة للأسعار التي توضع في البلد الأم لكل كتاب، لكن الأهم هو أسعار الشحن التي تشكل مشكلة كبيرة للقراء في أوروبا حينما يتم الطلب من مواقع إلكترونية مراكزها تقع في الوطن العربي وتكون أسعار الشحن فيها عالية جدا لذا فإن أسعار الشحن لدينا مجانية تماماً في السويد ومجانية أيضاً لكل دول أوروبا عند شراء أربع كتب فما فوق، ولا ننسى العروض والخصومات الدورية التي قدمناها وسنقدمها دعماً للثقافة وإيماناً بالكتاب. 

يتحدث الكثير عن لا جدوى الكتب الورقية في زمن الكتب الالكترونية هل تتفق مع هذا الطرح؟

إطلاقاً، وعلى العكس تماماً، الكتاب الورقي كان وما زال في مستواه المعهود رغم التطور الكبير الحاصل، وأنا على ثقة بأن كل قارئ يمسك الكتاب الورقي لمرة واحدة سيدمن على سحر رائحة الأوراق الممزوجة برائحة الحبر ولن يستطيع التخلي عن الكتاب الورقي، هذا من رأيي المتواضع، أما من خلال رؤيتنا فقد قابلنا في معارضنا العديد من القرّاء الذين يقرأون الكتب الإلكترونية وكانوا راغبين بالحصول على نسخ ورقية من الكتب التي قرأوها سابقاً ليعودوا لها عند الحاجة وليحتفظوا بها بشكل ملموس أمام أعينهم وهذا خير دليل عن الجدوى الكبيرة للكتاب الورقي رغم تطور العصور. 

ذكرت سابقًا أنه حتى في مجال الكتب الورقية فهناك غزو للكتب المقلدة التي تأتي بأثمان زهيدة، ما الخطر الذي يشكله هذا السلوك بحق الكتاب؟

مشكلة الكتاب المزور ليست مشكلة جديدة نتعرض لها الآن حيث أن الكتاب العربي يتعرض للتزوير منذ زمن طويل، وهناك صعوبة في تقييد هذا الجرم الذي يمارس بحق القارئ والكاتب ودار النشر ويسلب حقوقهم جميعاً ويرمي بتعبهم أرضاً، وللأسف فقد انتقل هذا الطاعون إلى أوروبا حيث هناك عدة صفحات بيع كتب ومواقع تتداول الكتاب المزور بالإضافة إلى خداعها للقارئ بعدم ذكر أن هذه الكتب مزورة، وبلا شك فإن الكتاب المزور يشكل خطر على سوق الكتاب عموماً، ويجب علينا جميعاً قرّاء كنا أو كتاباً أو ناشرين وموزعين، أن نتعاون على القضاء على هذه الظاهرة السيئة، وأهم الحلول لردع المزورين هو التوعية؛ توعية القارئ لمعرفة واكتشاف الفروق بين الكتاب المزور والأصلي، التوعية بحجم هذا الجرم وكمية المتضررين من هذا الفعل، توعية دور النشر أصحاب الأسعار المرتفعة بخطر جشعهم على عالم الكتاب الورقي لأن الكتاب العربي الآن في عصر ازدهار بعد ركود لمدة طويلة وكلّي أمل وثقة بالقارئ العربي بأن يكون على وعي أعلى تجاه هذه الجريمة.

الكاتب: فاتنة الغرة

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع