أن تُحتجز في قبو لتترجم دان براون (ترجمة)

Roy Lichtenstein leaves - Ohhh ... Alright

باسم محمود

مترجم من مصر

الوضع من أوجهٍ كثيرة مخالِف لما وقّع المترجمون على إنجازه حين اختاروا عُزلتهم؛ خلف كواليس العمل. يصرّح المترجم اليونانيّ في فيلم المخرج روينسار قائلًا:"لو كنتُ أريد العمل في مكتبٍ مفتوح، لما اخترتُ تلك المهنة".

للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

10/06/2020

تصوير: اسماء الغول

باسم محمود

مترجم من مصر

باسم محمود

وكاتب

كتبتها جوليا ويبستر للغارديان في ٢٣ إبريل ٢٠٢٠.

في مارس 2013، سافرت كارول ديلبورت إلى مدينة ميلانو لإنجاز مهمةٍ كانت مُرشَّحةً لأدائها، وفي الأخير، وقع الاختيارُ عليها. لم يُسمح للمترجمة الفِرنسية- التي كانت في السابعة والثلاثين من عُمرها- أن تكشف عن المكان الذي قد ذهبت إليه سوى لأولئك الذين تركتهم من ورائها في منزلهم بباريس؛ زوجها، وابنتيها الصُّغريين.

بعد أن بلَغَت الفندق، شقّت طريقها إلى مبنى مُشيَّدٍ على الطراز العصريّ، كان ذلك المبنى الفخَم مُنتَصِبًا وسط رقعةٍ صِناعية ممتدّة في ضواحي المدينة. حين وصلت، اُقتيدَت إلى القَبو، وهناك، أخد منها اثنان من حرّاس الأمن هاتفها النّقال، وحقيبة يدها، وأودعاهما في خزنة. بعدها، دلفت إلى حجرةٍ فسيحة، حيث يمكثُ فريقٌ مكوَّنٌ من عشرة أفراد قَدِموا من ست دُولٍ مختلفة، كلٌّ منهمكٌ في الضرب على لوحة مفاتيح الحاسوب المخصص له. طوال الشهرين التاليين لهذا، تعيّن على ديلبورت أن تقيم في ذاك المكان، لتعمل في سريّة تامّة على ترجمة رواية “الجحيم”، الرواية الرابعة، التي لم تكن قد صدرت بعد وقتئذٍ، للمؤلف الأميركيّ الأكثر مبيعًا: دان براون.

بعد عشر سنواتٍ من صدور رواية براون “شيفرة دافنشي” التي تصدّرت قائمة الأكثر مبيعًا في كلّ العصور، تَبعتها روايته “الجحيم”، حيث فيها، روبرت لاندنغون، أستاذ علم الرموز بجامعة هارفارد، يفكّ شيفرة ألغازٍ دينيّةٍ مُعقَدة، ليحبط وقوع أحداثٍ كارثيّة- والحدث كان في تلك المرّة: وباءً مُهلِكا.

غير أنّ تجربة مُترجمي براون الاستثنائيّة كانت باعثًا مُلهِمًا لصناعة فيلم: المترجِمون، الذي أخرجه الفرنسي ريجيه روينسار، تدور الأحداث فيه عن تسريب عشر صفحات من العمل المترجَم ( وهو بعنوان: ديدالوس)، وقد أُمهِلَ المترجمون مدةً قصيرة حتى يجدوا مصدر التسريب بأقصى سرعة. أمّا في واقع الأمر، لم يُوكَل إلى الأحد عشر مترجمًا المحتجَزين بالغرفة المحصّنة بميلانو سوى مهمّةٍ واحدةٍ فحسب: ترجمة “جحيم” دان براون، وأن يضمنوا نشر الرواية عالميًا في وقتٍ متزامن.

أمّا المكان الذي قد وجدت ديلبورت نفسها فيه فكان مقرّ غروبّو موندادوري، أكبر دار نشرٍ إيطاليّة. فمنذ عام 1975، اتُّخِذ لمقرّ الشركة مبنى أيقونيًّا، صمّمه المعماريُّ البرازيليّ أوسكار نايمار: وهو معمارٌ من المسلَّح يتألّف من سلسلة أقواس منحوتة، تتخلّله في الواجهة نوافذ قد طُليت بطلاءٍ أسود، حيث يتجلّى البناء وسط بحيرةٍ تبلغ مساحتها عشرين ألف كيلومترٍ مُربّع. “الوضع كان يشبه قليلًا أن تعمل داخل وحدةٍ لإدارة الأزمات. كنّا نعمل تحت ثِقل الوقت الضاغط، وكُنّا مُلزَمين بإنجاز عملٍ فائق الجودة. لا بد ألّا تنسى أنّ ذلك العمل سوف يقرأه الملايين” هكذا تقول ديلبورت.

بخلاف فيلم المخرج روينسار، لم تكن الغرفة المحصّنة النُّزُل المُترَف القائم يوم القيامة. بل كانت غُرفة اجتماعات فسيحة، مزوّدة بماكينة صنع القهوة، ثلّاجة، مايكروويف وطابعة. رغم كونه قَبوًا، تتذكّر ديلبورت أنّه كان مكانًا مريحًا، به نافذتان واسعتان تمنحان المكان مصدر نورٍ طبيعيّ، وكما شارة الألعاب الأوليميّة (يتجلّى هذا الطابع المميز في فيلم روينسار)، ثمّة عَلم موضوعٌ فوق كلّ مكتبٍ، يشيرإلى اللغات العديدة في المكان، والتي تشمل: الإسبانيّة، الإيطاليّة، الفرنسيّة، الألمانية، البرتغالية، والكتالونيّة.

بينما كان بعض المترجمين رشيقي الحركة يعملون بشكلٍ فرديّ، معظمهم كان يناضل في المخطوط المكوّن من ثلاثة آلاف صفحةٍ أزواجًا. أما ديلبورت، التي عُيِّنَت من قِبَل دار النشر الفرنسيّة JC Lattes كانت تعملُ رفقة دومينيك ديفرت، حيث كانت قد تعاونَت معه مُسبَقًا في ترجمة أعمالٍ أخرى من المتصدّرة قوائم الأعلى مبيعًا، من بينها: سيرة ستيف جوبز، لكاتبها والتر أيزاكسون. “الأمر يحتاج أشخاصًا متماسكين من الناحية النفسية. فالعملُ مدة شهرٍ ونصف وأنتَ في مخبأٍ لهي تجربةٌ استثانيّةً على نحوٍ بالغ”.

كان الغرض هو توقِّي حدوث أي تسريبٍ يؤدّي إلى كارثة. قبل خمس سنوات، وقعت مؤلِّفة رواية “شفق” ستيفاني ماير في ورطةٍ بسبب كتابها الخامس في سلسلة روايات مصّاصي الدماء الأكثر مبيعًا، “شمس منتصف الليل”، بعد أن عُثِر على مسوَّدة عير منتهيةٍ للرواية على الإنترنت. ثمة افرادٌ مُسلَّحون منصَّبون لحراسة مدخل الحجرة المحصَّنة على مدار الساعة. الاتصال بالانترنت مقطوع. لا يُسمَح بمغادرة أي لابتوب يخصّ المترجمين خارج الحجرة. ولأجل استخدام الإنترنت لأغراضٍ بحثيّة (فيما يتعلَّق بصميم كتُب براون) يتعيّن على المترجمين أن يتشاركوا استخدام أربعة حواسيب أخرى متّصلة بالإنترنت، وأن يدوّنوا ملاحظاتهم مكتوبةُ يدويًّا. وفي الليل، تؤخَذ النُّسخ الورقيّة الإنجليّزية لتُحفَظ داخل خزنة. أما مشاوير الذهاب إلى الحمام فلها سِجلٌّ خاص يدوّنه حرس الأمن. عُمِّمَت على المترجمين أوامر صارمة بألّا يتحدّثوا مع أيّ شخصٍ في باحة الكانتين فيما يخصّ عملهم، وألّا يتحدّثوا خصوصًا إلى العاملين في مونودادوري- فقد كان بعضٌ منهم صحافيين. “كان علينا أن نضمن ألّا تصير محتويات الكتاب بين يديّ أيّ إنسانٍ خارج الحجرة” هكذا يقول فرانشيسكو أنزوليمو، مدير التحرير في مونودادوري.

في زاوية من زوايا الحجرة، ثمّة سبّورة بيضاء مُعلَّقة، حتّى يكون في متناول المترجمين أن يدوّنوا عليها الأسئلة، التي بدورها تُرسَل إلى براون. “كنّا جميعًا نطرح الأسئلة نفسها، وهو أمرٌ طيبّ، حيث كان في وسعنا أن نتناقش بخصوصها سويًّا” تقول ديلبورت. “هل توقيت فتح السوق أبوابه يتوافق مع التوقيت اليومي الذي تحدث فيه الواقعة؟ هل كان من الممكن أن يطلق أحدهم النار من تلك الزاوية وهو على السلالم؟”لا بدّ أنّه كان يقول في نفسه: “هؤلاء المترجمون مجانين!” تقول ديلبورت، “لكن، كنّا نحن بشكلٍ ما، قُرّاَءَه الأوائل”.

لم تُقَم غرفةٌ أدبيّة مُحصَّنة من هذا النوع في إيطاليا فحسب. ففي لندن، مرّ المترجم الألمانيّ، والنرويجيّ، والسويديّ، والدانيمركيّ والتركيّ بتجربةٍ مماثلة في قبوٍ مملوكٍ لـ Transworld Publishers، وهو قِسمٌ تابع لدار Penguin Random House. “كان في متناولنا كلّ شيءٍ احتجناه. الشيء الوحيد الذي لم يكن في متناولنا كان الإنترنت” هكذا يحكي المترجم التركيّ بيتِك ديمير إنسيك “كان لِزامًا علينا أن نوقِّع معاهدة تنصّ علي شرطٍ جزائيّ ندفعه، لو حصل، وأخبرنا، أيّ إنسانٍ عن العمل الذي نقومُ به”. العِلّة التي لها قُسِّمَ المترجمون إلى فريقين قد أفضت إلى إرساء إجراءٍ آخر من إجراءات الأمان، يقول أنزيلمو: “كلّما قلّ عدد الأشخاص الموجودين في نفس الحجرة؛ تراجعت احتماليّاتُ تسرُّب اي معلومةٍ إلى العالم الخارجيّ”.

التجهيزات العالمية المُعدّة لأجل روايات براون خصوصًا كانت تتوافق والاستراتيجيّة الجديدة. تشهد “الجحيم” سفر لاندنغون من فلورانسا إلى إلبندقيّة ومنها إلى اسطنبول، بينما روايته “الأصل” تجرى معظم أحداثها في إسبانيا. “كانت (الجحيم) ذات أهمية بالنسبة لنا على وجه الخصوص نظرًا لأنّ مسرح الأحداث فيها إيطاليا. كنّا نشعر أنّنا متورِّطون في الكتاب لأسبابٍ ثقافيِّةٍ ودوليّة”.

أمّا عن العملية المبتكرة الجارية بخصوص “الجحيم” فكانت الأولى من نوعها. تبدأ ترجمة روايات براون في العادة بعد أن تكون الطبعة الإنجليزيّة قد وصلت بالفعل إلى قائمة الأفضل مبيعًا، وعلى إثرها يتدافع النّاشرون الأوربيّون للتحصُّل على نسخٍ لعرضها في مكتباتهم. هكذا كان الحال بعد صدور رواية “الرمز المفقود”؛ الجزء الرائج المتمّم لشيفرة دافنشي، حيث أسفر الأمر عن فيلمين رائجين من تمثيل توم هانكس، وهو ما جذب أنظار عددًا غفيرًا من الجماهير حول العالم. في الوقت الذي كسرت في “الرمز المفقود” أرقام المبيعات في اليوم الأول لصدورها، في أميركا، وبريطانيا وكندا، لم تظهر الترجمات الأولى لها- الإيطالية والإسبانيّة والفرنسية- إلّا بعد شهر من النسخة الإنجليزيّة.

أنّاماريا روفّو، واحدة ضمن المترجمين الثلاثة في الغرفة المحصّنة، في مسار حياتها الترجمية التي نافت الثلاثين عامًا، ترجمت لمؤلِّفين أمثال: كين فولت، روبرت هارِس. قبل أن تتولّى ترجمة “الجحيم”، عملت مع فريقٍ مكوّنٍ من خمسة مترجمين أكِفّاء، لأجل الانتهاء من النسخة المترجمة إلى الإيطاليّة من الرمز المفقود، وذلك في غضون مدّةٍ قدرها أسبوعان. “رغم أنّنا كنّا نعمل على قدرٍ كبيرٍ من السرعة، ضاع مجهود الخمسة عشر يومًا هذا. ففي تلك الأثناء، اشترى بعض القرّاء (الإيطاليين) النسخة الإنجليزيّة لأنّه لم يطيقوا صبرًا على الانتظار” هكذا تقول روفوّ.

في الوقت الذي أُعلِن فيه عن صدور “الجحيم”، كان جليًّا أنّه من اللازم أن يتزامن صدور الطبعات الأوروبّية  مع النسخة الإنجليزيّة، خاصةً وأن شراء النسخة الإنجليزيّة لم يكُن بمثل هذا اليُسر كما هو في الوقت الحاضر:”في أيامنا هذه، منذ لحظة صدور الكتاب في أميركا أو بريطانيا، يمكن للمرء أن يطلبه للشراء من على أمازون، ويصله في بِضعة أيّام. لم تكن تلك هي الحال قبل عشرين عامًا”. يقول أنزيلمو. يصِحُ هذا بشكلٍ أكبر على دولٍ من أمثال هولندا، حيث يمثّلُ انتشار المعرفةٍ تحدّيًا حقيقيًّا بالنسبة لهذا الأمر. “بات الآن أمرًا بالغ الأهمية أن تُنشَر الترجمات في توقيتٍ متزامِن”.

قرر الناشرون أن يعيدوا الكَّرّة في 2017، مع “الأًصل”، الرواية الخامسة في سلسلة لاندنغون. هذه المرّة، اجتمع 26 مترجِمًا في برشلونا، حيث في تلك المدينة يدور جزءٌ من أحداث الرواية. جروبو بلانِتا هي مَن نظّم الحدث، وهي مجموعة نشر بارزة في إسبانيا وأميركا اللاتينيّة. تقول روفّو:”في حالة رواية الأصل، كانت العملية أكثر إتقانًا”. ففي هذه المرّة، وُضِع المترجمون الذين زاروا ميلانو ولندن في الغرفة نفسها. شُدِّدَت إجراءات الأمن، لم يُسمَح لأيٍّ من المترجمين أن يصطحب معه حاسوبه النّقّال. وبدلًا من المكوث في قَبو، كانوا في حجرةٍ بلا نوافذ في الطابق الخامس من مبنى بلانِتا معزولين تمامًا. تتذكّر رافّو أنّ مُكيِّف الهواء كان يعمل بشكلٍ متواصلٍ وبكامِل طاقته. “في ميلانو، كان يُدعى الغُرفَة المحصَّنة (المخبأ)، أما في برشلونا فكُنّا ندعوه كوخ الإسكيمو”.

“كانت صدمةً ثقافيّة بعض الشيء”، تقول ديلبورت واصفةً شروط ساعات العمل المتّفق عليها. سكّان شمال أوروبّا كانوا يرغبون بدأ العمل في الثامنة صباحًا، أمّا أهل البحر المتوسّط فكانوا يُفضّلون الاستيقاظ مُتأخّرًا ويعملون في المساء. وباعتبارهم موظّفين مُستقلِّين، اعتادوا العمل في بحبوحة أجواء بيوتهم، كان عليهم التأقلم مع الأجواء الجديدة. “لقد جمّع الظَّرُف ثُلّة من النُّسّاك سويًّا، كلٌّ له عاداته” هكذا تقول كلوديا كوند، واحدة من المترجمين الإسبان. “لهذا كان العمل سويّا غريبًا نوعًا ما. لقد كان وضعًا استثنائيًّا”.

وأخيرًا، كُوفِئ الجمعُ عن مجهوداته. حين صدرت ترجمة “الجحيم” في مايو 2013، بيع منها أكثر من خمسين ألف نسخة في إيطاليا في أول 24 ساعة. أما في إسبانيا فقد نفدت النسخ سريعًا، وبعد طبعةٍ أولى قدرها 600000 نسخة، أعلنت كلٌّ من مونودادوري وبلانِتا عن 100000 نسخة إضافية لمواكبة حاجة القرّاء الإيطاليين والإسبان.

في فيلم “المترجمون”، يتحوّل المترجمون إلى قاماتٍ بارزة، يماثلون العملاء السِّريّين وهم يتقصّون عن مصدر تسريب صفحات الرواية. لم تكن مهارات ديلبورت وزملائها بمثل هذه الفِتنة من قبل. “من الممتع أن يُصنَع عن مِهنتنا فِيلم. إنه أمرٌ طيب، فهو يثير جِدالًا بخصوص عملنا”.

الوضع من أوجهٍ كثيرة مخالِف لما وقّع المترجمون على إنجازه حين اختاروا عُزلتهم؛ خلف كواليس العمل. يصرّح المترجم اليونانيّ في فيلم المخرج روينسار قائلًا:”لو كنتُ أريد العمل في مكتبٍ مفتوح، لما اخترتُ تلك المهنة”.

لكن، في الحقيقة، بسبب تلك التجربة، نمت روحٌ من التضامن من نوعٍ ما. “قلة من المترجمين فحسب بإمكانهم الادّعاء أنّهم قد عملوا سويًّا على نفس النص” تقول روفّو. “لقد كان من اللطيف أن يتبادل المرء الأفكار. فالترجمة في العادة عملٌ يتّصف بالعزلة” يقول ديمير إنسيك. فأن يتسنّى التوصل لحلٍّ للمعضلات معًا، وأن يُفسِّر كلٌّ واحدٍ إلى الآخر الإحالات التاريخيّة والثقافية، كانت تجربةً وجدها الكثيرون باعثةً على الانطلاق- رغم كونهم محبوسين. تقول روفّو متنهِّدة:” لقد كانا شهرين من المعاناة. غير أنّي على استعدادٍ لتكرار التجربة في المستقبل”.

الكاتب: باسم محمود

هوامش

...للكاتب/ة

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع