فكرة الفيلم وصناعته
بأسلوب ارتجالي صريح وبشكل عفوي بدأت بتسجيل المحادثة مع صديق أردت مشاركته أحد المشاهد التي راودتني، عندما سمعت التسجيل في الصباح التالي وجدت أن ما آلت إليه المحادثة هو فكرة الفيلم، فالشخصية مثيرة والموضوع نابع من واقعنا المقدسي. كيف يتم توظيف الحجر لتعميق الفصل بين الأحياء الفلسطينية والأحياء الإسرائيلية في القدس.
بدأت من مونتاج التسجيل الصوتي ومن ثم كتبت بعض المشاهد المكملة لما جاء في الحوار، وعليه تم تصوير بعض المشاهد، ومرة أخرى في المونتاج تم إعادة بنية الفيلم وجاءت كانعكاس لحالة التفرقة، فالمشاهد كل منها يتطرق لشيء منفرد ولكنها تحمل معاني وتتواصل فيما بينها.
لقطة البداية كنت قد صورتها قبل عدة سنوات ولسبب ما كانت عالقة معي، وها قد حان وقت استخدامها. فيها الشعور بالوحدة، والأبواب المغلقة، فتوحي لي بشيء مريب قد يحدث، ولقطة الدرون أو الكاميرا الطائرة، كنت دائما ما أردت تصويرها وها قد تبلور السياق، ففيها وضوح صارخ لواقع القدس اليوم. أما الشخصية التي تقود السرد، فتشاركنا بمعلومات توضع النقاط على الحروف، فالفيلم يبدو مبهماً في البداية دون إتجاه واضح، وكان هذا مقصوداً حيث أننا لا نعلم ما الذي يحدث في العالم الآن، حتى يتجسد الفيلم بشيء محدد مثل الخارطة التي توضح معاناة المقدسي تحت الإحتلال.
يوميّة الحجر المنزلي
أنا معتاد الجلوس خلف مكتبي في البيت للكتابة والقراءة. ومع وجود الأطفال بالبيت فاللعب وقضاء الوقت مع العائلة جعل من الحجر فترة أشبه بالعطلة المنزلية، خاصة وأن الهدوء كان جميلاً. أما العمل بالحديقة فكان أيضاً مهماً لتوطيد العلاقة بين الأطفال والأرض.