اختير الفيلم الفلسطيني الروائي الطويل «٢٠٠ متر» للمخرج الفلسطيني أمين نايفة، للمشاركة في مهرجان البندقية السينمائي في قسم “أيام ڤينيسيا”، ومن المقرر إقامة المهرجان ما بين ٢ و ١٢ أيلول/سبتمبر ٢٠٢٠ في مدينة البندقية الإيطالية.
يحكي الفيلم قصة عائلة فلسطينية فرقها قسراً الجدار الإسرائيلي، من خلال رحلة الأب ليصل إلى ابنه على الطرف الآخر من الجدار.
عن ظروف إنتاج الفيلم في ظل الحجر الصحي الذي عاشه العالم، قالت المنتجة مي عودة لرمّان إن الحظ حالفهم إذ كان التصوير في الصيف الماضي، فلم يكن ما يمروا به اليوم لا عالبال ولا عالخاطر. عملية مونتاج الفيلم كانت في بداية العام، وكان من المفترض أن يباشروا عملية ما بعد الإنتاج في شهر أيار/مايو، إلا أن حالة الحجر الصحي في العالم صعّبت الموضوع، فالمخرج يعيش في طول كرم، مصمم الصوت في مونتريال بكندا، استوديو ما بعد الإنتاج في السويد، المصورة في بلجيكا، وهي، المنتجة، علقت في ألمانيا. لو كان الوضع طبيعياً لكان من السهل إنجاز هذه المرحلة، بتجمعهم معاً، ومازالوا ينظرون أن ينتهي الفيلم بشكله النهائي خلال أسابيع.
بدا الموضوع معقداً خلال فترة الحجر، كما قالت مي، لكنها، هي والمخرج أمين، سعيدان بانتهاء التصوير السنة الماضية، لأن عملة الإنتاج في ظل كورونا ليست بالأمر البسيط، خصوصاً أن الفيلم كان بميزانية بسيطة.
عن قصّة الفيلم، أخبرنا مخرجه أمين نايفة أن جزءاً كبيراً من سبب اختبار هذه القصة هي أنها شخصية، هي قصة والدتي، وهي من فلسطين الـ ٤٨، يقول. أخوتي وأنا كبرنا في قرية عرعرة في المثلث. قبل الانتفاضة والجدار، كان هناك دائما إمكانية للهرب والمرور بين أراضي الـ ٤٨ والـ ٦٧. كوني من منطقة قريبة من الجدار، والناس هنا لهم الكثير من العائلات في الجهة الأخرى من الجدار، قد سمعت مثل هذه القصة من الكثير من الناس، ومع دراستي للسينما شعرت بأن هنالك ضرورة لأن أحكي هذه القصة، ببساطتها، بالطريقة التي أراها مناسبة. هنالك أناس لا يعرفون أن يعيشون حياة طبيعية مع عائلاتهم بسبب الجدار، من هنا أتت القصة.
يقول أمين إنّ لديه كذلك قصتان صغيرتان: كنت أسهر مع صديق لي على سطح دارهم، وذلك قريب من حاجز العمال، حاجز ضخم جداً، يفصل بين الضفة والـ ٤٨، كان زوج أخته حاضراً وقال لنا إن هذه القرية العربية في الـ ٤٨ قريبة جداً، قال: قبل الجدار كنت أشعل سيجارتي هنا وأنهيها هناك، في الناحية الأخرى، وهي مسافة ٢٠٠ متر. اليوم من أجل أن أذهب إلى العمل لا بد لي من المرور عبر القدس، وذلك٢ كيلو متر. هذه كانت إحدى الأفكار لقصة الفيلم.
عمّا يمكن أن تعنيه مشاركة الفيلم في مهرجان ڤينيسيا السينمائي، وهو الأول للمخرج وللمنتجة كفيلم روائي طويل، قالت مي إن الفيلم مجهود سنوات طويلة من العمل مع أمين نايفة، وكتابة السيناريو التي استغرقته أكثر من ٧ سنين، إلى تجنيد الأموال وقد كان في مرحلة موازية للكتابة، ومعها ثلاث سنوات تصوير.
عندما سمعت مي خبر المشاركة في مهرجان كهذا، يُفتتح فيه هذا الفيلم، في ظل هذه الظروف الصعبة، بدأتْ تسترجع كل تلك المراحل الصعبة التي عاشها الفيلم كي يخرج ويصل إلى ڤينيسيا. تشعر مي بالفخر بهذا الفيلم الذي يشكل وصوله إلى ڤينيسيا مكافأة لكل العاملين فيه والذين آمنوا به، والطاقم والممثلين. وجود الفيلم في المهرجان سيعطيه دفعة إلى الأمام ويفتح الطريق له، ويساعد في إتاحته لجمهور كبير. تقول مي إن على الفيلم أن يصل إلى أكبر قدر ممكن من الناس، فهو ليس فيلماً سينمائياً وحسب بل يحمل قضية إنسانية تتمنى أن يشاهدها كل العالم من خلاله.
عن ظروف إنهاء الفيلم قال أمين نايفة إنه أنهاه تماماً قبل إغلاق البلاد والبلبلة التي سببها الفيروس، كان يشتغل على المونتاج في القاهرة، ولم يكونوا قد أنهوا الفيلم تماماً لكنهم أنهو نسبة جيدة منه. بعدها كان العمل كله أونلاين وكان صعباً، وأنهوا المونتاج أونلاين، وتصحيح الألوان وتصميم الصوت والموسيقى، كله كان أونلاين، وكان غريباً كونه عمل من خلف الشاشة مع باقي طاقم العمل. المهم، يقول نايفة، أنهم أنهوا الفيلم ووصلوا إلى هذا المهرجان.
الفيلم من بطولة علي سليمان، بالإضافة إلى أوجه فلسطينية جديدة وواعدة مثل معتز ملحيس، محمود أبو عيطة، لنا زريق، غسان أشقر، غسان عباس، نبيل الراعي، علاء أبو صاع، أحمد طوباسي، عمر حطاب، سامية البكري، عامر خليل، ضياء حرب، وبمشاركة الممثلة الألمانية آنا أنتربرجر.
فيلم «٢٠٠ متر» هو الفيلم الأول الطويل للمخرج أمين نايفة أول فيلم روائي للمنتجة مي عودة. صُوّر الفيلم في مدينة طولكرم في فلسطين الصيف الماضي. يُذكر أن “عودة للأفلام” والمنتجة مي عودة، تشارك أيضا في سوق مهرجان ڤينيسيا، في قسم الواقع الافتراضي في فيلم Banksy,The Walled Off Hotel, من إخراج عامر الشوملي، وإنتاج مشترك لـ k5 Faktory في ألمانيا.