فكرة الفيلم وصناعته
بسبب الحجر الصحي ووجود متسع من الوقت قررت أنا والعائلة أن نعاود مشاهدة أشرطة الفيديو العائلية القديمة، وخلال مشاهدتي للمشاهد المصورة خلال الانتفاضة الثانية بدأت تتبلور الفكرة في رأسي لأني بدأت أتذكر الاجتياحات ومنع التجول وكيف كنت أتعامل مع ذالك الوضع الغريب كطفل في الحادية عشر من العمر فبدأت بتحليل ما كان يدور في ذهني في ذلك الوقت من منظوري اليوم كرجل في الثانية والثلاثين. بدأت ألاحظ عاملاً مشتركاً بين ذلك الوقت ووقت منع التجول واليوم في الحجر الصحي، وكان هذا العامل هو الكاميرا. فقررت عمل فيلم يتحرى عن المعنى من وراء انجذابي لفكرة حمل الكاميرا وتصوير واقع الأوقات العصيبة التي نعيشها.
قمت بمشاهدة حوالي ١٠ أشرطة وكل شريط حوالي ساعتين، يعني ما يقارب ٢٠ ساعة وكتبت بعض الملاحظات ولكن العملية الأصعب كانت مواجهة هذا الماضي ومواجهة ذكريات حزينة كنت قد قررت دفنها من سنوات عديدة ولكن هذه المواجهة الذاتية ساعدتني في حل ألغاز في داخلي وهذه النتائج كانت السبب في خلق النص لهذا الفيلم. مرحلة المونتاج كانت معقدة تقنياً والسبب بأنه لم يكن من السهل إيجاد طريقة لتحويل تلك الأشرطة القديمة إلى ملفات رقمية والطريقة كانت معقدة وأخذت الكثير من الوقت.
يوميّة الحجر المنزلي
أنا شخص عاشق للترحال والسفر ومن ٨ سنوات كنت أسافر ولا أقضي وقتاً طويلاً في مكان واحد، خصوصاً البيت أو الغرفة، ولكن في الحجر الصحي لم يكن هناك فرصة للخروج إلى أي مكان فقررت أن أتحدى نفسي وأن أقوم بعمل أشياء لم أكن أقوم بعملها في حياتي قبل الحجر الصحي مثل التحليل الذاتي، الرياضة، إعادة التفكير في طموحاتي وأحلامي، التقرب من أفراد عائلتي وتقدير الأشياء الصغيرة في الحياة.