فكرة الفيلم وصناعته
أتت فكرة الفيلم من داخل أسوار غرفة نومي، ومن الصمت الذي عايشته على مدار الشهور الماضية، والمراحل الجديدة من حالة الطوارئ والتدهور الذي يسود العالم بسبب خطورة انتشار الفيروس، وبمجرد الإعلان عن جائحة كورونا وحالة الغرابة والفوضى التي تزامنت مع فرض الحظر والحجر الصحي في كافة أنحاء العالم.
كان لا بد من عكس تجربتي الشخصية في تصوير عفوي من يومياتي التي بدأت بإغلاق المؤسسات الرسمية والمكاتب والمدارس والجامعات. كانت ردة فعلي الأولى هي حمل الكاميرا وتصوير ما يدور من حولي من داخل محل إقامتي في شمال النرويج وأجواء المنطقة القطبية، والتي تحمل نوعاً جديداً من التحدي والعزلة المفروضة وبشكل خاص بسبب طبيعة المكان وقلة عدد السكان في الجزيرة التي أسكن بها، كان الجميع ينظر بقلق نحو ما هو قادم.
بدأت بالتصوير، وقمت بتجميع مادة جيدة لفترة العزلة التي قضيتها، وفي نفس الوقت، لم يكن هناك خطة معينة للمادة المصورة. بدأت في مشاهدة المادة بعد فترة وجيزة، وقمت بتحرير الصورة وعمل مونتاج بسيط، ليعكس حالة صمت المكان، والفراغ الذي عايشته خلال الشهور الأربعة الماضية.
حيث دائماً ما أقوم بحمل كاميراتي وتصوير يومياتي، والتحديات التي نمر بها كفلسطينيين في الخارج، وربما قد تكون جزءاً من فيلمي الوثائقي القادم الذي يحكي عن تجربتي الشخصية في الغربة منذ خروجي من قطاع غزة والتحديات التي مررت بها عبر السنوات الست الماضية في المهجر.
يوميّة الحجر المنزلي
أغلب الأيام كانت تشبه بعضها، روتين قاتل، حيث كنت أحاول أن أصنع شيئاً أو أخرج بشيء مفيد من تلك التجربة والتي ما زال العالم يعيشها. كان من الصعب جداً التأقلم وخصوصاً فيما يتعلق بالعمل من داخل غرفة نومي. لم أكن معتاداً أن أعمل من داخل المنزل. حيث تم قطع وقت كبير مني للتأقلم على تلك الظروف، على الأغلب ثلاثة أسابيع، حتى بدأت وتمكنت من أن أتأقلم بشكل جيد على أجواء العمل من داخل غرفة نومي. تعلمت أشياء جديدة، وخصوصاً كيفية إعداد الخبز والمعجنات بكافة أنواعها وخصوصاً المناقيش. قمت بتنظيم أرشيفي الشخصي، وكذلك مشاهدة المواد التي قمت بتصويرها على مدار السنوات العشر الماضية. عدت بالذاكرة إلى تفاصيل كانت الأجمل خلال تجربة العزل المنزلي.