اختتمت مؤسسة “فيلم لاب: فلسطين” فعّاليات الدورة السابعة والاستثنائية لمهرجان “أيام فلسطين السينمائية” الدولي هذا المساء في قصر رام الله الثقافي مع عرض فيلم “بين الجنّة والأرض” للمخرجة الفلسطينية نجوى نجّار في عرضه الأول في فلسطين. وكان المهرجان قد امتد على مدار سبعة أيام حيث انطلقت فعالياته الأسبوع الماضي في مدينة رام الله وبحضور معالي د. عاطف أبو سيف وزير الثقافة ممثلاً عن دولة رئيس الوزراء د. محمد شتيه ومعالي د. مروان عورتاني وزير التربية والتعليم ومعالي د. آمال حمد وزيرة شؤون المرأة وسعادة المهندس موسى حديد رئيس بلدية رام الله. وبسبب جائحة فيروس كورونا أقيمت فعاليات المهرجان هذا العام وسط إجراءات ومعايير صحية ووقائية مشددة لضمان سلامة الجمهور في مدينتي رام الله وبيت لحم في حين تم تأجيل عروض المهرجان في كل من القدس وحيفا وغزة نظرًا لاستمرار الإغلاق المفروض بسبب الجائحة.
وافتتحت امسية الختام بشكر كافة الشركاء والداعمين والمتعاونين حيث أقيم المهرجان بالشراكة مع وزارة الثقافة الفلسطينية وبلدية رام الله وبدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، والبيت الدانماركي في فلسطين، ومنظمة دعم الاعلام الدولي (IMS) والقنصلية الفرنسية في القدس، وشبكة الشاشات البديلة (ناس) وبرعاية بنك الاتحاد وشركة المشروبات الوطنية، وبرعاية إعلامية من تلفزيون فلسطين، وراديو 24 أف أم، ومجلة رمان الثقافية ومنصة الاستقلال الثقافية. وبالتعاون مع المراكز والمؤسسات الثقافية في المدن الخمسة. في القدس مع المعهد الفرنسي ومؤسسة المعمل للفن المعاصر وفي مدينة رام الله مع كل من مؤسسة عبد المحسن القطان ،مسرح وسينماتك القصبة وسرية رام الله، وفي مدينة بيت لحم مع دار يوسف نصري جاسر للفن والبحث، وفي مدينة حيفا مع جمعية الثقافة العربية وفي مدينة غزة يقام بالتعاون مع المعهد الفرنسي في المدينة.
وعلى هامش المهرجان تم الإعلان عن منصة “وقتنا” ضمن برنامج الجيل القادم، من خلال لقاء خاص نظمته مؤسسة “فيلم لاب: فلسطين” وبحضور الشركاء الحاليين والمحتملين للبرنامج، وهي المنصة الاولى من نوعها في العالم العربي والتي تستهدف الأطفال واليافعين (6 – 15 سنة) وتهدف إلى بناء ثقافة سينمائية لدى الأطفال. وتتميز في كونها تبث محتوى غير استهلاكي أو تجاري للأطفال والعائلات، وتتضمن عدداً من البرامج والأفلام الجيدة المترجمة والمدبلجة للعربية بالاضافة الى كونها منصة مجانية خالية من الإعلانات موجهة للأطفال في فلسطين.
وضمن برنامج الجيل القادم تم الإعلان عن المشروعين الفائزين في برنامج “حكايات طائر الشمس” والذي تنظمه مؤسسة “فيلم لاب: فلسطين” بالتعاون مع شركة سينيفيليا للإنتاج حيث فاز كل من المشروع “أورنينا والغولة” للمخرج وكاتب السيناريو إميل سابا وكاتبة السيناريو بيان شبيب والمشروع “خالد ونعمة” للمخرج وكاتب السيناريو سهيل دحدل. وحصل كل منهما على جائزة قيمتها 10,000$ ومساعدة عينية في خدمات مرحلتي الإنتاج وما بعد الإنتاج. وصُمم هذا البرنامج بهدف توفير محتوى فلسطيني للأطفال واليافعين. تم تطوير 7 أفلام قصيرة سردية للأطفال واليافعين – من قبل صناع الأفلام الفلسطينيين الشباب الذين التحقوا ببرنامج إقامة مكثف لتطوير مشاريعهم وتجهيزها للإنتاج: كتابة السيناريو والإخراج – وخاصة العمل مع الممثلين الأطفال – والإنتاج.
تبع ذلك الإعلان عن المشروع الفائز في مسابقة “طائر الشمس الفلسطيني” عن فئة الإنتاج والذي تنافس عليها هذا العام 12 مشروع إنتاج سينمائي لأفلام روائية قصيرة، لصنّاع سينما فلسطينيين من فلسطين والشتات، حيث أعلنت لجنة التحكيم والمؤلفة من المخرج ومحرر الأفلام وكاتب السيناريو الدينماركي برامي لارسن والمخرجة والمنتجة الفلسطينية آن ماري جاسر والمستشار ومصمم برامج تطوير الأفلام ماثيو دراس عن فوز “دماء كالماء” للمخرجة ديما حمدان بجائزة طائر الشمس الفلسطيني عن فئة الإنتاج. وتبلغ قيمة الجائزة عشرة آلاف دولار بالاضافة الى إتاحة استخدام معدات التصوير والصوت المتوفرة في مؤسسة فيلم لاب فلسطين خلال مرحلة الإنتاج والحصول على تسهيلات من المؤسسة في مراحل ما بعد الإنتاج والتوزيع. وحال الإعلان عن المشروع الفائز تم عرض فيلم “بين الجنّة والأرض” للمخرجة الفلسطينية نجوى نجار.
وعلى الرغم من الوضع الاستثنائي في ظل جائحة كورونا إلا أن المهرجان نجح في استقطاب اكثر من 30 فيلمًا عالميًا وعربيًا ومحليًا، كذلك، نجح في بناء شراكة مع المهرجان الفرنسي “كليرمونت فيراند” وهو أحد أهم المهرجانات العالمية للأفلام القصيرة. كما وحصل كل من لقائين الماستر كلاس مع كل من المخرج الفلسطيني العالمي ايليا سليمان والمخرج البريطاني الشهير كين لوتش على مشاركة جماهيرية واسعة من خلال تطبيق الزوم.
وفي هذا السياق صرح المدير الفني لمهرجان أيام فلسطين السينمائية المخرج حنا عطالله “بالرغم من التحديات التي واجهت تنظيم المهرجان الا اننا تمكنا من تحقيق أهدافه المرجوة من حيث الحضور ونوعية الافلام بالرغم من الظروف الاستثنائية، ونأمل استكمال عروض المهرجان في العاصمة القدس وحيفا وغزة”.
من الجدير ذكره أن “فيلم لاب – فلسطين” تأسست عام 2014 كمؤسسة غير ربحية، تقوم رؤيتها على صناعة إنتاجية وديناميكية للأفلام في فلسطين عن طريق توفير فضاء مثالي للجمع بين صناع السينما بهدف التحفيز على التعلم، وتبادل الخبرات، وتشكيل مصدر إلهام لبعضهم البعض، بالإضافة إلى إنتاج أفلام فنية، من خلال عرض مخزون متنوع من الأفلام للجماهير.