تكرِّس مؤسسة عبد المحسن القطَّان، ضمن برنامجها للثقافة والفنون، هذه الدورة الخاصة من مسابقة الفنان الشاب (اليايا)، وتحمل عنوان “عرافات: فن تذكر المستقبل” بإشراف عدنية شبلي، وبمساعدة زينة زعرور، لتكون محطة تأمليَّة فارقة لتخيل شكل المستقبل، وما ينطوي عليه من فرص وإمكانات ومخاطر. خلافاً للدورات العشر الماضية، توجّهت المؤسسة بدعوة للفنانين/ات، والباحثين/ات، والأكاديميين/ات، والممارسين/ات من الحقول الفنية والثقافية المختلفة، لتقديم مشاريع تركز على العملية البحثية والإنتاجية بدلاً من المنتج النهائي، لمحاولة تصور مستقبل يقلب ظروف الحرمان الإنساني الحاضرة التي يخضع لها العديد في كل أنحاء العالم، في ظلّ الاضطهادات المحلية والعالمية السياسية والاجتماعية الراهنة.
وبعد عملية تشاركيَّة لنقاش وتطوير المشاريع مع المتقدِّمات/ين، اختيرت مشاريع لفنانين/ات، وممارسين/ات ثقافيين/ات يعملون في حقول فنية مختلفة تطرق أبواب المستقبل، وكذلك الحاضر والماضي، محاولة الإجابة عن تساؤلات تتعلق بالشكل، والممارسات الفنية وبمساراتها، والعلاقة بالأرض وبحبها، وبالبيئة وتدميرها، وباللغة وباستخداماتها وبحدودها، وبالأصوات وبغيابها، كل ذلك باستخدام أدوات، ومناهج، ونماذج بحثية وتساؤلية مختلفة، وبتوجهات متنوعة، وهي:
“دليل المتوتر واللامتعمد من حب الأرض (مستقبلاً)”- آلاء يونس (عمان)
يقترح المشروع/المساق تخيلاً عملياً لفلسطين عبر التساؤل حول العجز، والثغرات، والفشل، والفساد. ويرتكز المساق الفكري على دعوة عامة وجهتها الفنانة آلاء يونس لتقديم مقترحات لأسئلة تثير تصوراً مستقبلياً حول العلاقة بالأرض؛ بأرض فلسطين كنموذج، ومن ثم محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة في جلسات نقاش مفتوحة يحاور فيها المشاركون/ات باستخدام وسائط مختلفة أفراداً آخرين يتحدون آراءهم وركائزهم. وستُجمع تسجيلات الجلسات، والنقاشات، والمواد؛ ليعاد إنتاجها في فيديو تجريبي للفنانة، يخمن الجغرافيا/العمارة/المشهد الطبيعي/الاقتصاد كوجوه لفلسطين المستقبل.
“مسار الوادي”- رنا بطراوي وشريف سرحان (غزة)
بالتركيز على منطقة وادي غزة، يقدّم الفنانان تساؤلات متعلقة بالمجتمع، والطبيعة، والثقافة، والتهميش، والإقصاء، وذلك عبر استدعاء مفهومي الوقت والصوت. بالتعاون مع موسيقيين/ات، وكتّاب، وأخصائيين/ات بيئيين/ات، سيحاول المشروع استكشاف مفاهيم وأصوات مستقبلية من الوادي وساكنيه من البشر والحيوانات والنباتات، وتخيّل مستقبل مختلف عن حاضر هذه المنطقة.
“تجمّع” – روبيرتو سانتاجيدا (تورونتو)
يبحث المشروع في تجارب بصرية لشباب وشابات في البلدة القديمة في القدس، تقترح رؤية نقدية للمستقبل انطلاقاً من ذكريات الماضي وتجارب الحاضر المعاش التي تظهر فيها مفاهيم الحصار، والاستعمار، والتهميش بشكل مكثَّف. ويرتكز المشروع على ورش تدريبية لإنتاج فيديوهات تجريبيَّة تنطلق من الحياة اليوميَّة لهؤلاء الشباب/الشابات. كما يسعى الفنان لإنتاج فيديو تجريبي يطرح رؤية مستقبلية انطلاقاً من تجارب المشاركين/ات وأعمالهم/ن.
“عبر الأثير” – دنيا جرار (لوس أنجلوس)
يغوص هذا المشروع في المجال الصوتي و”الأثير”، ويستكشف بالتعاون مع موسيقيين/ات من مناطق مختلفة في فلسطين والخارج، العناصر التقليدية الخمسة (الأرض، والهواء، والماء، والنار، والأثير) صوتياً، ويراجع مكانة ومعاني هذه العناصر في ظل واقع السلب والاستعمار في الحاضر، لتخيل وجود هذه العناصر، سواء منفردة أو مجتمعة، في مستقبل صوتي لفلسطين.
“المستقبل باعتباره بناء يخبئ عجائب” داليا طه ومجد كيّال (رام الله وحيفا)
يسعى هذا المشروع إلى تصور المستقبل بإمكانياته، وأسئلته، وقلقه على المستوى الأدبي واللغوي، وفي الوقت ذاته يتساءل عن دور الحاضر والذاكرة في تصور هذا المستقبل. ويدعو الأديبان، داليا طه ومجد كيال، بالأساس، فلسطينيّات وفلسطينيين لكتابة نصوص أدبيّة تجريبيّة ترفض الالتزام بأنماط وأساليب ووسائط الكتابة التقليديّة، وتتجرأ على محاورة مجالات حياتية وفكريّة وثقافيّة أخرى، كالعمارة والفنون والفلسفة والنميمة وغيرها. وستُجمع النصوص في نهاية المشروع في عمل واحد يحدد شكله بناء على سير وتوجه عملية الإنتاج.
ستستمر العملية التشاركية لإنتاج المشاريع الخمسة خلال العام 2021، وقد تُعرض مخرجاتها في بداية العام 2022، لنقاشها بإمعان، بهدف التأمل في المستقبل، وكذلك إعادة تخيل “اليايا” كمبادرة قادرة على الاحتفاظ بدورها في الانفتاح على تساؤلات مشهد الفنون البصرية في فلسطين وخارجها، وتحدّياته الحالية، وفي السنوات المقبلة.
للمزيد من المعلومات حول المشاريع والمسابقة بإمكانكم/ن زيارة الموقع الإلكتروني.