رائد سينما المؤلف السورية
تتعدد الألقاب التي تطلقها الكتابات النقدية والصحفية على المخرج السينمائي السوري محمد ملص، لكن يبدو أن أكثرها قبولاً من قبله، والأكثر ارتباطاً ومهنية بعالم السينما، هو لقب رائد سينما المؤلف السورية، وكذلك هو من روادها الأوائل على المستوى العربي. فالسينمائي الذي ولد في القنيطرة عام 1945، درس الفلسفة وعمل كمدرس، قبل أن يكون واحداً من أبرز المخرجين العرب الذين توجهوا إلى مدرسة موسكو للسينما، ليعودوا فيما بعد إلى بلدانهم ويشكلون تيارات جديدة في السينما السورية والعربية. وقد كان حاضراً قبل أيام في “مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أوّل فيلم” في دورته الثانية، في الثلاثين من آب/أغسطس، ضمن ندوة بعنوان “الأول والأحدث”، يحكي فيها ملص عن أوّل أفلامه وأحدثها.
يكتب الناقد محمود القاسم: “لعبت مدرسة موسكو السينمائية دوراً مهماً للغاية ومحورياً، وساعدت من خلال خريجيها على تغيير شكل السينما في سورية”. ويحدد الناقد الملامح الأساسية التي تجمع الأعمال السينمائية لخريجي مدرسة موسكو بأنها أفلام جادة بعيدة عن إنتاجات السينما الخاصة والقطاع التجاري، وأنها اعتمدت على سيناريوهات كتبها المخرجون أنفسهم، بتعاون أو شراكات في بعض الأحيان، لكن موضوعات السيناريو تحمل الكثير من السير الذاتية لصناعها ورؤيتهم الشخصية، حيث يتناول كل منهم الفئات، المنطقة، والبيئة الاجتماعية والسياسية التي ينتمي إليها.
تنويعات على أحلام المدن
إن المطلعين على الأفلام القصيرة التي حققها المخرج أثناء مرحلته الدراسة الروسية: “حلم مدينة صغيرة”، “اليوم السابع”، “الكل في مكانه وكل شيء على ما يرام سيدي الضابط” يجدون فيها العناصر الكاملة التي ستحضر في أفلامه الروائية التي سيحققها لاحقاً، يكتب المخرج هيثم حقي عن الفيلم الأول: “فيلمه القصير الأول في المعهد “أحلام مدينة صغيرة” كان بروفة لفيلمه الطويل الأول. لكنه لم يكن يخلو من خصوصية، وهو يحكي قصة طفل يعمل في دكان ميكانيكي. يستيقظ الطفل قبل الجميع في الصباح الشتائي البارد ويغسل وجهه في فيجة الحارة، ويتجه إلى دكان معلمه، يفتحه وينظفه. ويمر التلاميذ أمامه ثم يمر الأستاذ وهو ينتظر قلقاً. وأخيراً، يأتي معلمه الميكانيكي. فيركض الطفل مسرعاً ليرى التلاميذ من النافذة ينظرون إلى اللوح بإصغاء شديد فيحس بأن الدرس قد بدأ وأنه قد تأخر ثانية ولن ينجو من عقاب عصا الأستاذ التي رأيناها تتدلى أثناء مروره أمام محل الميكانيكي”. هذا الثقل الذي تؤثر فيه العلاقات الاقتصادية والاجتماعية على عوالم الطفولة، ستحضر كأبرز المحاور في سينما محمد ملص القادمة.
الطفولة كموضوعة، الطفولة كحامل سردي
ستلعب الطفولة، سواءً كموضوعة أو كحامل سردي للسيناريو، دوراً أساسياً في فيلمه الطويل الأول “أحلام المدينة”، 1984، الذي يروي تجربة نزوح عائلة بعد فقدان الأب، من القنيطرة إلى دمشق في العام 1953. الطفل ديب ووالدته حياة وشقيقه عمر، يضطرون للعودة للعيش في منزل الجد، الرجل البخيل، بالغ الخشونة، والقاسي، ويضطر ديب ابن العاشرة أن يعمل في محل لكوي الملابس، إلى جانب الدراسة، يكتب عن ذلك المخرج صلاح دهني: “الطفل نموذج لجيل برمته، هو جيل الزمن الأسود والخيبات المرة والانتهاكات المستحيلة”. وكما في الفيلم السابق فإن عمالة الأطفال حاضرة كموضوعة، لكنها في “أحلام المدينة” هي الحامل السردي لاكتشاف الحياة اليومية لدمشق الخمسينيات من القرن الماضي بين الأحداث السياسية، الأوضاع الاقتصادية، والسلوكيات العائلية. وهكذا الطفل المتنقل في يومياته بين العمل والمدرسة والمنزل يعكس لنا طبيعة العلاقات الاجتماعية القائمة على السلطة الجنسية-الذكورية، والمالية والسياسية. وفي فيلمه “الليل”، 1992، تتوسع الرؤية الطفولية إلى العالم وتصبح أكثر ذاتية في هذا الفيلم الذي يعود بمجرياته إلى ماضي العائلة وتجربة لجوئها إلى دمشق، حيث يحاول الابن البحث في كيفية وفاة والده. فبين تعدد الروايات حول وفاته، بين حكاية الأم، وحكاية المحيط الاجتماعي، يؤسس الابن أيضاً رؤيته الذاتية التي تتشكل من تداخل بين الحدث الحقيقي وبين المتخيل والمشتهى من قبل الابن عن كيفية وفاة والده.
من السّيرة الذاتية إلى التاريخ
يؤكد النقاد على التقاطع بين سيناريوهات أفلام محمد ملص مع أجزاء وجوانب من سيرته الذاتية، فهو إن روى في “أحلام المدينة” انتقال العائلة من القنيطرة إلى دمشق في الخمسينيات، فإن “الليل”، 1992، يعود سالفاً في الزمن في سيرة المخرج الذاتية، وذلك إلى مرحلة البدايات والطفولة في القنيطرة. وهكذا، كما في أدب السيرة الذاتية تصبح الحكاية الشخصية مدخلاً لاكتشاف الحدث التاريخي والسياسي. يكتب محمود القاسم عن التاريخي في “أحلام المدينة”: “يمر الزمن من أمام البيت شاهداً على ما يراه الوطن من أحداث. بينما الشام تشهد أحداثاً عظاماً خصوصاً منها فرحة السوريين حين قام عبد الناصر بتأميم قناة السويس، وتنتفض الأم تحت ضوء المصابيح الزرق المرتفعة في شتاء العدوان الثلاثي، ثم ها هي تستحم بالأضواء والزينات والزغاريد عندما يتم لإعلان الوحدة بين مصر وسورية”.
دمشق والقنيطرة وفلسطين بين النكبات والقمع
في “الليل” ترتبط حكاية مدينة القنيطرة بالقضية الفلسطينية، فالحكاية عن المواطن المتحمس، تمثيل فارس الحلو، الذي ينخرط في العام 1936 في القتال من أجل فلسطين وحين يعبر مدينة القنيطرة للمرة الأولى ليعود للعيش فيها. ومن جديد يذهب الرجل إلى فلسطين مع جيش الإنقاذ، ويعود إلى القنيطرة مع أولى بوادر الهزيمة وضياع فلسطين، ويصور الفيلم أثر الانقلابات العسكرية في الواقع السياسي السوري والقمع الذي مارسته، حيث يعتقل البطل لمعارضته بيانات الانقلابات السياسية على الراديو. وإن كان الفيلم يسجل المثالية والحماس البعيد عن دراسة الواقع في محاولة استعادة فلسطين من قبل العرب المشتركين في جيش الإنقاذ، فإنه يبين أثر القمع في الداخل السوري على اعتباره أساساً في فشل تحقيق الحلم الفلسطيني. كما أن الفيلم برمته مهدى: “إلى الذين جاهدوا في سبيل فلسطين وماتوا بصمت”.
في فيلمه “سلم إلى دمشق”، 2013، التاريخ هو بين عام 2011 وسنة إنتاج الفيلم، سلسلة من الأحداث التاريخية التي تروي الانتفاضة الشعبية، المظاهرات ودور الشباب، القمع والاعتقالات، الاختفاء القسري والعنف. كلها ظواهر سياسية واجتماعية عرفها المجتمع السوري بالتزامن مع الثورة الشعبية المطالبة بالتغيير. ويرصد الفيلم عبر حكاية عاشق السينما فؤاد الذي يحاول صناعة فيلم لينقل لوالده ما يحدث في المدينة، وحكاية الشابة غالية التي تبحث عن والد صنوها، متقمصتها زينة، المختفي قسراً. وإن كان هذا الفيلم الأخير لا يصور الحدث التاريخي مباشرةً، لكنه يسعى إلى وسائط سينمائية أخرى كالوثيقة التاريخية المستمدة من فيديوهات اليوتيوب، أو المشاهد المصورة مع الكاتب والمخرج المسرحي غسان الجباعي الذي يروي تجربة اعتقاله لخمسة عشرة سنة وتجربة الخروج الأول إلى الاحتكاك في الحياة بعد هذه المدة من الحبس، وكذلك عبر الأغاني التي ترمز إلى الحراك الشعبي المطالب بالحرية والتي تؤديها بعض الشخصيات، أو عبر القنوات التلفزيونية والراديو فتظهر أسماء شخصيات ارتبطت بتلك المرحلة مثل برهان غليون وعبد الباسط الساروت، وباسل شحادة، ويحضر التوثيق التاريخي عبر الحكاية الاجتماعية أيضاً، فحكاية خروج الحجة فضيلة كل جمعة إلى الصلاة توثق بردة فعلها ما كان يحدث في الشارع في أيام التظاهر من عنف وضحايا. يبدأ “سلم إلى دمشق” بزيارة عاشق السينما إلى قبر المخرج السينمائي الراحل عمر أميرالاي يحادثه فيها، ويخبره بأن “الطوفان” قد حدث، في إشارة إلى التظاهر السياسي الذي انطلق بعد وفاته.
النسيج الحكائي الواقعي وحضور الفانتازي
وإذا كان “الليل” تحية إلى مجاهدي فلسطين، فإن “سلم إلى دمشق” تحية أولاً إلى المخرج السوري عمر أميرالاي، والذي يحضر فيلمه “وقائع الحياة اليومية في قرية سورية”، 1972، في أكثر من مشهد، والذي يبدو مؤثراً في الفكر السينمائي لمحمد ملص. ففي أفلامه الطويلة الثلاثة ينسج المخرج شبكة من الحكايات الفردية لتشكل بتجاورها حكايات المدن. في “أحلام المدينة” تتألف دمشق من الجد الخشن والمتقشف، الأم الحنونة الرقيقة لكن المقموعة، وفي الحانوت يكتشف عالمَ الحارة العتيق، هناك شقيقان أحدهما سكير، الآخر يتعاطى الحشيش، كما أن هناك الفتوة يقوم بالفتك برجل يجند أهل الحارة في صفوف أحد الأحزاب السياسية التي لا تروق لهذا الفتوة، وهناك شاب في مقتبل العمر يجد أن الهجرة خارج الوطن هي الحل الأمثل لتحقيق طموحه المفتقد، وقوادة تتمتع بالكثير من اللحم وخفة الظل، والفتى الذي يموت أمام عيني أخيه بينما أمه تقدم مجبرة على الزواج من رجل جديد.
وفي “الليل”، إنها حكايات السوريين الذين تأثروا بنداء الجهاد الفلسطيني في جيش الإنقاذ، من حلاق القرية، وقصص الخيانة وإيقاف الثورة واستيلاء هتلر على باريس، ورحيل الضابط الفرنسي كوليه مع مجموعة الفرسان الشركس من أجل الانضمام إلى قوات فرنسا الحرة. كما أن الفيلم توقف عما شعر به الناس في تلك الحقبة، فيما يخص الانقلابات العسكرية. أما في “سلم إلى دمشق” فهي حكاية الشبان والشابات القادمون من كل الأنحاء السورية ليسكنوا في منزل بأجرة مشتركة من بيوت دمشق القديمة. النحاتة القادمة من السويداء والتي تتطور منحوتاتها الطينية رويداً رويداً لتعبّر عن الوضع السياسي وخصوصا القمع، غالية العلوية التي يعاني والدها العسكري السابق من صدمة انهيار الدولة وانتشار القتل، وشخصية زرزور الكاتب المثقف الذي يشعر بعبء القمع بشدة تصيبه بانفعالات هستيرية في محاولات التعبير عن آراءه، والجامعية الثورية التي ترغب بالانضمام إلى المظاهرات متفاجئةً من تدخل عائلتها في خياراتها، والشاب الثوري الذي يتعرض للاعتقال، وكذلك يتضمن المنزل الدمشقي الشاب الفلسطيني الذي قادته الهزيمة واستلاب الإرادة إلى الانغماس في التدريب على لعبة الملاكمة. وفي أحد المشاهد، كلما زادت الأخبار القادمة من التلفاز عنفاً، كلما كانت ضربات تدريب الملاكم الفلسطيني غضباً وسخطاً.
في حوار أجرته معه مجلة “الوحدة” المغربية يقول محمد ملص عن تأثيرات الواقعية الإيطالية الجديدة في أفلامه: “أنا أعتقد أننا كلنا ننتمي بذاكرتنا السينمائية إلى لحظات، إلى عالم وجداني كبير وعميق تركته في أنفسنا الأفلام التي يطلق عليها النقاد اسم الواقعية الجديدة، إننا كجزء من الذاكرة الوجدانية في داخلنا ننتمي إلى هذه المدرسة السينمائية. ولا يستطيع أحد أن يضع الواقعية الإيطالية الجديدة في مدرسة واحدة ذات توجهات فكرة واحدة. وليست الواقعية الجديدة الإيطالية، حسب فهمي، هي الأفلام التي تصدت إلى معالجة تناقضات الواقع بمنظور فكري معين، بل الواقعية الجديدة هي اللحظة التي قرر فيها السينمائيون الإيطاليون العظماء أن يخرجوا بموضوعاتهم ومع موضوعاتهم من إطار سينما سائدة إلى سينما الشارع. والخروج إلى الشارع ليس وسيلة تقنية، إنما هو رؤية فكرية وعلاقة مع الواقع”. ورغم ذلك، فإنه يجب التذكير بأن أفلام محمد ملص دوماً تحققت وفق سيناريوهات مكتوبة، شاركه فيها كتاب آخرون من أبرزهم المخرج أسامة محمد، وكذلك فقد حضر العنصر الفانتازي في فيلم “الليل” حيث هناك أكثر من طريقة وأسلوب يموت فيه الأب، وتتداخل رؤى الفتى عن موت والده مع الحقيقة دون تمييز، وكذلك تحضر الفانتازيا في حكاية علاقة التقمص بين غالية وزينة في فيلم “سلم إلى دمشق”، وتعود روح زينة في أكثر من مرة لتتواصل مع غالية، في مشاهد فوق واقعية لكنها تحمل رمزية.
الرمزية في الأحلام، المنام، والذاكرة المشتهاة
يركز المخرج هيثم حقي في كتاباته عن أفلام محمد ملص على حضور الذاكرة: “منذ فيلمه الأول وعبر أفلامه القصيرة (اليوم السابع) عن الرحيل عن القنيطرة ونكسة الـ67، وفيلم (242) عن الحرية والحرب من خلال حرب 73، وثم أفلامه في التلفزيون العربي السوري: (القنيطرة 74)، (الذاكرة)، (الفرات)، استخدم محمد ملص طريقة في النظر إلى الماضي والحاضر تقوم أساساً على شاعرية الصورة وحميمية العلاقة مع الموضوع وجعله ذاكرة حقيقية”. ويرى هيثم حقي أن ذاكرة ملص الشخصية كمثل الأرضية القماشية التي تزركش ذاكرة الوطن في أفلامه: “تلك الذاكرة التي احتلت الصدارة، مليئة بالألم، مليئة بالشجن، مليئة بالحسرة وعدم الرضا”، وهو ما أطلق عليه محمد ملص نفسه وصف “الذاكرة المشتهاة”، والتي تحضر بوضوح في فيلم “الليل” حين تطلب الأم من ابنها أن يضع الآس على قبر والده، يرفض الابن قائلاً بأنه لا قبر للوالد، ويروي الصورة المشتهاة لموت الأب، الذي نشاهده في الفيلم يموت ضحية الخيانة في المعركة، وسنكتشف ضمن سياق الفيلم أن الأب مات قبل ذلك بسنوات طويلة. ويكتب الناقد مهدي محمد علي عن الذاكرة الشخصية والهم العام في “الليل”: “بهذا الموت المشتهى يحاول المؤلف أن يغسل عن أبيه، وعن مدينته المدمرة، عار الذاكرة”. ويكتب الناقد محمد عبيدو في هذا الإطار: “يدخل محمد ملص طقس الذاكرة في صراعها ضد النسيان، ويقوم باستخراج عناصر الرؤية بانياً ما سماه الذاكرة البصرية عبر البحث المفعم عن الزمن الضائع”.
تحضر الأحلام بكثافة في أعمال محمد ملص، في “أحلام المدينة” ندخل إلى عالم الأم الداخلي عبر أحلامها، وفي العام 1988، قدم المخرج فيلماً بعنوان “المنام” ومن خلاله استطاع أن يدخل إلى وجدان الشعب الفلسطيني لينبش ذاكرته ويرى حاضره ونظرته إلى المستقبل، وليثبت بجمالية أخاذة، ودون شعارات أو صراخ، أن الفلسطينيين الذين عانوا كل أشكال القهر والتشريد والتنكيل لا يعيشون إلا حلماً واحداً هو فلسطين والعودة إليها. وفي “الليل” تتداخل عوالم الحلم والرؤية الذاتية للشخصيات، بينما تروي أغلب الشخصيات أحلامها في فيلم “سلم إلى دمشق” المليئة بالقلق والعصاب المفروض على مجتمع غير قادر على تحقيق أحلامه. في واحد من أطول مشاهد الفيلم تركز الكاميرا على شخصية غالية وهي مستلقية عند باب البيت في الحارة الدمشقية لتروي حلماً طويلاً من القلق ورؤى الموت والاختطاف والاعتقال، وهي تضرب على باب الحديد برأسها حتى تسيل الدماء، مشهد يذكر بمماثله في فيلم “أحلام المدينة”.
وبذلك تحضر الرمزية في لغة محمد ملص السينمائية بمقدار ما تحضر الواقعية، ومن هذا التزاوج بين الشعري والسياسي، بين الذاتي والموضوعي يتشكل نسيج السرد السينمائي في أفلامه التي يمكن قراءتها كتنويع على مقام سينمائي واحد يتكون من كل العناصر السابقة. ويذكر أن المخرج قدم فيلماً عن المنشد الحلبي العريق صبري مدلل بعنوان “مقامات المسرة”، 1997، وكذلك قدم عملاً روائياً حمل عنوان “إعلانات عن مدينة كانت تعيش قبل الحرب”، دار الآداب، ونشر مؤخراً كراساته السينمائية بعنوان “وحشة الأبيض والأسود” دار نينوى.
https://www.youtube.com/watch?v=NV6Zva2khWY