خلود الزغيّر: مفهوم الدولة الوطنية في سورية مايزال قضية إشكالية

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

اليوم وبعد أكثر من عشر سنوات من بدء الانتفاضة الشعبية، وانطلاق حراك سياسي متنوّع وجديد سواء داخل أحزاب سياسية عقائدية أو حركات وتجمعات شبابية غير حزبية. نجد أنّ سؤال الهوية لايزال محور خلاف وسجال سواء على مستوى النخب أو الشارع. ولايزال السؤال حول وجود هوية سياسية-اجتماعية لسوريا أو هوية وطنية سورية مطروحاً.

للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
خمس ممثلات إيطاليات أيقونيّات (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

13/09/2021

تصوير: اسماء الغول

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

رمان الثقافية

في كتابها «سورية الدولة والهوية: قراءة حول مفاهيم الأمّة والقومية والدولة الوطنية في الوعي السياسي السوري (1946-1963)»، الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2020، تقدّم الشاعرة والباحثة الأكاديمية السورية خلود الزغيّر قراءة لمفاهيم الأمة والقومية والدولة الوطنية داخل خطاب الأحزاب والحركات السياسية التي تصدرت المشهد السياسي بعد الاستقلال. عن مضامين الكتاب وإشكالية سؤال الهوية والدولة السورية بين الماضي القريب وإكراهات الواقع الذي عصفت به المقتلة الكبرى التي يعيش تفاصيلها ملايين السوريين في بلادهم المنكوبة بالاستبداد والطغيان منذ أكثر من خمسة عقود كان لنا مع المؤلفة هذا الحوار…

في مستهل حوارنا، نود أن نسأل الشاعرة والباحثة خلود الزغيّر كيف كانت أجواء البدايات، ومن كان له دور أساسي في اختياراتك الأدبية والفكرية؟

بدأت بكتابة الشعر مبكراً، وكانت اهتماماتي وقراءاتي بدايةً أدبية. صدرت أول مجموعة شعرية لي عام 2007 عن “دار التكوين” في دمشق، والثانية عام 2010 عن نفس الدار في بيروت، والثالثة في باريس عام 2017. وحالياً لدي مجموعة شعرية قيد النشر. أما دراستي الجامعية فكانت علم الاجتماع في جامعة دمشق. هناك بدأ تكويني الأكاديمي واهتماماتي البحثية، لأنتقل لاحقاً إلى باريس حيث حصلت على الماجستير من قسم اللغات والآداب والفن والمجتمعات المعاصرة في جامعة “السوربون الجديدة” (باريس 3)، ثم الدكتوراه من الجامعة ذاتها. في الحقيقة كان هناك بدايتين في حياتي ومشروعي الفكري: دمشق وباريس.

كيف تقدمي لنا كتابك «سورية الدولة والهوية: قراءة حول مفاهيم الأمّة والقومية والدولة الوطنية في الوعي السياسي السوري (1946-1963)»؟ وما هو سبب اختيارك لهذا الموضوع؟ 

كنت قد اشتغلت في رسالة الدكتوراه على خطاب وممارسات النخب السياسية السورية بين عامي 1946-1963. وكان موضوع الهوية واحداً من المفاهيم المدروسة. وجدت أنّ مسألة هوية الدولة السورية والمفاهيم المرتبطة بها، والظروف التي تشكّل ضمنها الكيان السوري الحديث تستحق الوقوف عندها أكثر والتوسع بمعالجتها ومقارنة حضورها في خطاب النخب السياسية. من هنا ظهرت فكرة هذا الكتاب.

حاولت في كتابي الإجابة على مجموعة تساؤلات من قبيل: هل سورية المعاصرة جزء من كل أكبر، أم دولة – أمة، أم تجميع لهويات وأجزاء مختلفة؟ هل ساهم عدم إنجاز الدولة الوطنية الحديثة القائمة على العقد الاجتماعي بشكل تام وفعلي والذي يؤسس لدستور يتوافق عليه الجميع، إضافة إلى حالة الالتباس النظري حول مفاهيم الوطنية والقومية والدولة في الوعي السياسي السوري، بأن يبقى مفهوم الأمة وهويتها مفهوماً إشكالياً ومتبدلاً من تيار سياسي إلى آخر؟ وبالتالي، لأن تبقى مسألة الهوية والانتماء الوطني موضوعاً للانقسام والتناحر بين الأحزاب السياسية منذ الاستقلال وحتى اليوم.

تناولت في كتابي الطروحات المتعلقة بهوية الدولة السورية والمفاهيم المركزية التي قام عليها النقاش، مثل مفاهيم الأمّة والقومية والدولة الوطنية داخل خطاب الأحزاب السياسية السورية التي تصدرت المشهد السياسي بعد الاستقلال التام لسورية عام 1946 وحتى وصول اللجنة العسكرية لحزب البعث للسلطة عام 1963، سواء الأحزاب التي تواجدت في السلطة أو التي كانت في المعارضة. جاء اختيار هذا الموضوع من اعتقادي أنّ أي تحليل أو قراءة في سؤال الدولة والهوية اليوم، يحتاج لفهم الإشكاليات والظروف والسياقات التي تشكّلت ضمنها الدولة السورية وهويتها في المراحل السابقة. خاصة وأنّ السؤال حول وجود هوية سياسية-اجتماعية لسورية أو هوية وطنية سورية جامعة لا يزال مطروحاً.

ما هي الصعوبات التي رافقت مراحل العمل على هذه الدراسة؟

أبرز الصعوبات كانت الوصول للوثائق المتعلقة بالمرحلة، خاصة الموجودة في دمشق. من جهة أخرى، الدراسات التي تناولت سورية في هذه المرحلة كانت إما سياسية، أو تاريخية، أو اجتماعية. لذلك فإنّ محاولتي الربط بين السياسي والتاريخي والاجتماعي في هذه المرحلة، واستخدام منهج تحليل الخطاب من خلال إدخال المذكرات الشخصية ووثائق وأدبيات الفاعلين تطلبت مني جهداً أكبر. 

هل كان للناشر أي تدخلات أو توصيات، لإتمام هذا الكتاب؟

لم يكن للناشر تدخلات بالنص أو توصيات تتعلق بالأفكار أو المنهجية. لكن بالطبع خضع الكتاب للتحكيم العلمي من قبل لجنة مختصة أعطت ملاحظات بعد قراءتها للنص. اشتغلت على هذه الملاحظات بما يخدم ويطور الكتاب.

اشتغلتِ في الكتاب على تقديم قراءة لمفاهيم الأمة والقومية والدولة الوطنية داخل خطاب الأحزاب والحركات السياسية التي تصدرت المشهد السياسي بعد الاستقلال. سؤالنا: ما هي نظرتك اليوم لهذه المفاهيم الثلاثة؟ 

تبدو لي مفاهيم الأمة والقومية والدولة الوطنية عناصر لإشكالية قديمة/جديدة هي عدم الإجابة عن سؤال “ما هي هوية الدولة السورية؟” في مرحلة ما بعد الاستقلال، سيطرت نماذج من القوميات كان أبرزها النموذج القومي الاشتراكي. وكان ثمة أحزاب تُنظّر إما للأمة السورية أو الأمة العربية أو الأمة الإسلامية أو ترى سورية جزءاً من أممية عالمية. كما كان الكيان الوطني يتعرّض لضغوط إقليمية وسياسية حالت دون ظهور بدائل ديمقراطية، أو إجهاضها أحياناً أخرى بتدخلات العسكر. وهو ما جعل من النموذج الوطني ومن هدف الديمقراطية صيغة أقل جاذبية أمام النماذج الأكبر. 

اليوم، إضافة لبقاء بعض هذه النماذج الما فوق وطنية جاذبة للبعض، نلاحظ حضور قوي لطروحات ما تحت وطنية. ففي حين كان يُنظر لسورية سابقاً كجزء من كُل أكبر (قومي، إسلامي، أممي.. إلخ) بفعل رفض التيارات السياسية آنذاك للجغرافية السياسية لسورية الصغرى بعد تقسيم المنطقة من قبل الدول الغربية. بات اليوم الحفاظ على حدودها الحالية مسألة صعبة. كما ظهرت انقسامات جديدة على أساس إثني أو ديني أو أيديولوجي. كل ذلك أبقى مفهوم الدولة الوطنية قضية إشكالية وبعيد عن أن يتشكّل توافق حوله.  

ما هو تعريفك لمفهوم الهوية بعد كل ما جرى ويجري في بلادك من مقتلة كبرى، ومع تصاعد العنف والتطرف والتكفير بين مكوّناته الدينية والطائفية والمذهبية والإثنية؟

برأيي، لا يمكن لشخص أو جماعة أو حزب أن يتبنى وحده تعريف هوية الدولة. الهوية الوطنية عملية تاريخية وسياسية وقانونية وثقافية، وهي أيضاً رغبة وإرادة جماعة من الناس بالعيش المشترك. لن ينجح أن تحمل الدولة هوية دينية أو إثنية وتفرضها، لأنّ الدولة مؤسسة ونظام حكم لجميع مواطنيها، وليست إنساناً يمتلك معتقدات وانتماءات ونوازع. لا يمكن للهوية الوطنية أن تكون مجرد تجميع وتركيب لهويات مختلفة، ولا أن تكون هوية الأغلبية العددية أو الجماعة الأقوى، ولا أن تقوم على التعايش ومراعاة الأقليات، بل على المساواة القانونية على أساس المواطنة. الهوية الوطنية هي ما يتوافق عليه جميع المواطنين من أصغر وأضعف الجماعات إلى أقواها، هي ما يرتضونه ويجمعهم ولو كان عنصراً واحداً، هي ما يصون حريتهم وكرامتهم ويشعرهم بالانتماء والفخر ويضمن مشاركتهم على حد سواء.  

من منظورك، ما الذي يميز النخبة السياسية بعد الاستقلال عن النخبة السياسية التي تتصدر اليوم المشهد السياسي السوري المعارض، بعد ثورة الحرية والكرامة في 2011؟

في الواقع، وعلى الرغم من إشكاليات وإخفاقات النخب السياسية في فترة ما بعد الاستقلال، إلاّ أننا لا نستطيع إنكار مشروعها الفكري والسياسي، خاصة وأنّ معظم قادة الأحزاب كانوا مثقفين ومنظرين أيديولوجيين. إضافة لأنّ معظمهم قبلوا بالعملية الديمقراطية، وإن كان النظام السائد حينها شبه ديمقراطي. ودافعوا عن النظام الجمهوري والدستور الذي يحمي مشاركتهم بالسياسة وحقهم بالتعبير والعمل. كما أن تحالفاتهم مع المحاور الإقليمية في المنطقة لم يكن، في العموم، على حساب مصالح سورية وشعبها.

بالمقابل، وإذا كان يمكن أن نسمي الطبقة السياسية المتصدرة المشهد السياسي المعارض أو الموالي اليوم ب “النخب”، من حيث شرعيتها وتمثيلها وفاعليتها السياسية والأيديولوجية، فنجد أنّ هذه الطبقة السياسية قد ورثت إخفاقات النخب والمرحلة السابقة دون أن تستفيد من إنجازاتها أو تبني على مشاريعها. لذلك نجدها تعاني من ضعف التنظيم والفردية والانقسام على حساب العمل الجماعي. كما نلحظ استمرار فاعلية البني التقليدية كالعائلة والطائفة والعشيرة والعصبية والزعامة في عمليات الحشد والتنظيم داخل نشاطها السياسي. يمكننا أيضاً ملاحظة انتشار لغة التخوين والاتهام فيما بينها لا لغة السياسة، واعتماد التناحر بدلاً من التنافس السياسي المشروع، وسيطرة المصالح الشخصية والصراع على المناصب على حساب المصلحة العامة، والعزلة عن الشعب واعتماد التمثيل من أعلى. أما الأسوأ فهو ارتهان معظم التشكيلات المعارضة للتمويل الخارجي، وبالتالي خضوعها لإملاءات دول خارجية تحمل مشاريع ومصالح متناقضة في سورية. نضيف لكل ذلك مشكلة العلاقة بين الحقل السياسي والعسكري، والإخفاق بجعل العسكر ملتزمين بالقرار السياسي، وبتحييدهم عن التدخل بالعمل السياسي. وهو ما جعل نشاط الفصائل المسلّحة تابعة حيناً ومنفصلة أحياناً أخرى عن القرار السياسي للمعارضة. 

شهدنا بعد عقدٍ من الثورة/الحرب السورية عودة قوية لدور العائلة والعشيرة والمنطقة والطائفة والقومية، في تحديد وتوجيه سلوك النخب السياسية. كيف تنظرين إلى هذه المسألة، ما هي نتائج هذه الردّة إن صحّ التعبير؟

لم تسمح بنية النظام الديكتاتوري والأمني بأي سجال سياسي أو فكري حول هوية سورية أو بين مكوّناتها، بل على العكس كان على جميع الهويات الأخرى سياسية كانت أم ثقافية أم دينية أن تنطوي داخل الهوية المُعتمدة من قبل أيديولوجية السلطة: “الجمهورية العربية السورية”. بعد عام 2011 عاد سؤال الهوية ليُطرح على الواجهة، وليشكّل أرضية للجدل السياسي والاجتماعي حول سورية المستقبل ونظامها السياسي والقانوني. لكن تفكك الدولة والمجتمع السوري بعد سنوات من الحرب ومن التدخلات الإقليمية والدولية وما حملته من مشاريع تقسيم وتحالفات، وكذلك عامل الرفض الشعبي لكل ما يمثّله النظام الحاكم، ساهم بصعود هويات مناطقية وطائفية وإثنية وسياسية أيضاً، مزقت قميص الهوية العربية السورية الذي قبعت فيه عقوداً. هذه الهويات ما تحت الوطنية، هي من جهة نتيجة فشل تحقيق دولة مواطنة ومساواة وقانون سابقاً، كما إنها بنفس الوقت نتيجة خوف وعدم ثقة بأن يتم إنجاز هذه الدولة العادلة والحامية للجميع بعد ما آلت إليه الأوضاع بعد الثورة.

كيف تبدو لك اليوم صورة ما يحدث في بلدك، وإلى أين نحن ماضون برأيك؟

اليوم وبعد أكثر من عشر سنوات من بدء الانتفاضة الشعبية، وانطلاق حراك سياسي متنوّع وجديد سواء داخل أحزاب سياسية عقائدية أو حركات وتجمعات شبابية غير حزبية. نجد أنّ سؤال الهوية لايزال محور خلاف وسجال سواء على مستوى النخب أو الشارع. ولايزال السؤال حول وجود هوية سياسية-اجتماعية لسوريا أو هوية وطنية سورية مطروحاً.

يبدو أن ما يجعل هذا السؤال حاضراً ومشروعاً حتى الآن هو بقاء الشروط والظروف التي تنتجه. فإلى اليوم ما تزال سورية مسرحاً لصراع وتنافس مشاريع إقليمية ودولية تسعى لإيجاد مناطق نفوذ لها على الأراضي السورية. ولا يزال التهديد الخارجي لحدودها قائماً من قبل قوى إقليمية عديدة. ولا تزال علاقة الدولة بالدين واللغة والجغرافية والتاريخ أرضية لتصورات متباينة ومتصارعة. كما أنّ السجال حول هوية الدولة السورية لا يزال يطرح في كثير من الأحيان بناءً على انتماءات فوق أو تحت وطنية تجد نفسها سابقة على الهوية السياسية للدولة. خاصة منذ انهيار الإطار السلمي الذي تشكّلت فيه الثورة السورية عام 2011 والانتقال للصراع المسلّح، وما رافقه من توحش للنظام الحاكم في الدفاع عن وجوده قاد لتفكك المجتمع السوري، ومن تدخلات إقليمية في الدعم والتمويل مشروطة بولاءات أيديولوجية. كل هذه الظروف ساهمت بإطلاق هويات عديدة مذهبية ومناطقية وإثنية لساحة الصراع، هويات كانت مُنصاعة سابقاً للهوية العربية السورية المُتبناة في الخطاب السياسي الرسمي للنظام الحاكم. بالمقابل فإنّ “الهوية الوطنية” التي تبنتها الثورة في بداية انطلاقها ولاحقاً داخل بعض تياراتها العلمانية كهوية سياسية جامعة، انهارت أيضاً أمام هذا الانفجار للانتماءات الهوياتية الأخرى، وعجزت عن الصمود أمام التسييس الداخلي والخارجي الذي تعرّض له تنوّع المجتمع السوري القومي والمذهبي.

برأيك هل أثّرَ “ربيع دمشق” على مجرى الأحداث السياسية لاحقاً، وعلى الثورة السورية؟

لا شكّ في أنّ أي نشاط سياسي معارض ظهر في سورية سابقاً سيترك أثراً ما على مجريات أحداث ما بعد 2011. كانت تجربة “ربيع دمشق” على قصرها غنية، وتعبيراً عن رغبة قوى وأحزاب بإعادة الفاعلية للحراك السياسي في سورية. هذه القوى والتيارات سوف تشكّل بعد عام 2011 ما يسمى “المعارضة التقليدية”، في مقابل جيل جديد من شباب غير مسيس انخرط بالثورة ونشط في العمل الميداني. المشكلة كانت في ضعف أو حتى انقطاع التشبيك بين القوى التقليدية والقوى الجديدة من جهة، وفي انقسامات الطبقة السياسية التي أحيت “ربيع دمشق” ثم أصدرت “إعلان دمشق” عام 2005 من جهة أخرى، وفي عجزها عن قيادة وتمثيل الحراك الشعبي والانخراط الفاعل فيه، واتباعها أسلوب التوافقات والائتلافات الهشّة. 

ماذا عن قراءتك لطبيعة الحراك الشبابي في الساحة السورية منذ آذار/ مارس 2011 بالنظر إلى ما سبق من تراكمات من الحراك العلماني، المتنوّع المشارب والرؤى، والذي كان الهدف منها كسر شعار “سورية الأسد إلى الأبد”؟

يمكن النظر للحراك الشبابي بعد 2011 من خلال تقسيمه لعدة أجيال. الجيل الأول الذي رفع شعارات جامعة تحمل بذور مشروع ديمقراطي علماني لسورية، لكن تمت تصفية معظم أفراده داخل وخارج السجون أو أصبح بالمنفى دون فعالية سياسية بعد أن تم تهميشه في مؤسسات المعارضة. الجيل الثاني الذي انقسم بين خيار التسلّح وخيار الأسلمة وخيار النشاط المدني وخيار المنفى والخلاص الفردي. اكتسب الحراك الشبابي السوري خبرته من الميدان وليس من العمل السياسي الحزبي، وخيباته من وحشية النظام وفشل المعارضة ونفاق المجتمع الدولي.

صدر لكِ -حتى الآن- ثلاث مجموعات شعرية والرابعة قيد النشر، فإلى أي درجة أثّر الشعر على كتاباتك السياسية؟ 

لم يؤثّر الشعر على كتاباتي الأكاديمية والسياسية ولا العكس. هما مجالان مختلفان ولكل واحد منهما لغته وروحه. أكون شخصاً مختلفاً حين أكتب في كل منهما، والشخصية الإنسانية عالم غني ومتنوّع ومتشابك.

العيش في وضع عاصف يشهد تحوّلات استثنائية، يفرض على الكاتب/ة هواجس تجاه كتاباته/ا: ما هي هواجسكِ الآن في هذا الصدد؟

في الشعر أكتب لأتنفس، لأشعر بالحرية، لأحتمل الواقع، لأنجو من الألم، لأحب وأحيا. لا هواجس لدي أكثر من كتابة قصيدة تنقذني. أما في مجال البحث، فأتمنى أن تكون كتاباتي وعملي البحثي ملتزماً قدر الإمكان بالمنهجية العلمية، ومفيداً لباحثين آخرين، ويساعد على فهم مرحلة أو مسألة أشتغل عليها. 

في الختام؛ ما المشاريع التي تعملين عليها حالياً؟ 

اشتغلت في السنة الماضية على موضوع علاقة الجيش بالسياسة في سورية، صدرت الدراسة باللغة الإنكليزية ضمن مشروع “الشرعية والمواطنة في العالم العربي” في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية. تم نشر النسخة الإنجليزية من هذا البحث في مجلة أكاديمية بجامعة “سانت أندروز.” سأعمل على تطوير هذه الدراسة لكتاب ونشره باللغة العربية. كما بدأت العمل على بحث يتناول إشكالية التمثيل السياسي لدى النخب السياسية السورية وغياب المؤسسات الوسيطة. كذلك سوف يصدر لي قريباً مجموعة شعرية بعنوان “ندوب”. 

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع