الثوريون لا يموتون أبداً
جورج حبش
الحوار الذي أجراه جورج مالبرينو مع القيادي الفلسطيني جورج حبش وترجمهُ عقيل الشيخ حسين لتصدره دار الساقي في طبعته الأولى عام 2009 يتناول التاريخ الفلسطيني السياسي لحياة مناضل ومذكراته في مراحل تاريخية مختلفة من حياة القضية الفلسطينية، يضيء من خلالها على أسرار العمل السياسي ومختلف جوانب نقاط الخلاف الفلسطيني، بل والأحداث التي ما زال أثرها يرتد إلى الحاضر، ويرصد الكتاب الدور القيادي الذي لعبه جورج حبش في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة القوميين العرب إذ كان من أبرز مؤسسيها، ويعيد النظر في الكتاب حول التطورات السياسية وأثرها على مرحلة مهمة من نضال الشعب الفلسطيني، ويرصد أبرز الآثار والأحداث السياسية التي طرأت على القضية في محيطها العربي والدولي، ليكون الكتاب بذلك سجلاً تاريخياً كاملاً لعالم المناضل جورج حبش ومسيرته النضالية، بل واستشرافه للمستقبل، وطريقة قراءته للحاضر السياسي الفلسطيني وأسلوب التعامل معه بل وحساسية الواقع الفلسطيني السياسي الذي نعمل عليه.
يضيء الكتاب أيضاً على مفاصل السيرة الذاتية لحياة جورج حبش من خلال الإضاءة على الأحداث السياسية التي شهدها وتعامل معها، ومن هنا تأتي أهمية الكتاب، من كونه شاهداً رئيسياً ومناضلاً بارزاً في الحياة السياسية الفلسطينية، يتحدث ويضيء على تفاصيل العمل السياسي من خلال الحديث عن أهم المجريات التي غيرت القضية الفلسطينية وطرأت عليها، ويذكر الخلافات الفلسطينية الداخلية وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، والعلاقة مع وديع حداد، وأبرز نقاط الاتفاق على المشروع الوطني وأدق نقاط الاختلاف مع الخصوم السياسية، ليكون بذلك الكتاب نقطة مهمة لتأمل التاريخ السياسي الفلسطيني من خلال أبرز مناضليه والإطلاع على سردية القضية الفلسطينية وأهم أحداثها عن قرب ويجعلنا نفهم الحاضر وأبعاده ونتعامل معه كامتداد لمرحلة متداخلة يعيشها الوعي السياسي الفلسطيني اليوم.
القضية الفلسطينية والمجتمع الأميركي
إدوارد سعيد
الكتاب الذي أصدرته مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 1980 باللغتين العربية والإنكليزية تناول دراسة أعدها المفكر إدوارد سعيد تعيد النظر حول الإطار العام للآراء المختلفة في الولايات المتحدة حول القضية الفلسطينية، ويعيد فيها إدوارد سعيد بناء المجتمع الأميركي ويضيء ضمن الكتاب على جوانب وردود فعل مهمة حول القضية وعلاقاتها الدولية التي تشمل دولة فعالة سياسياً في مختلف جوانب القضية الفلسطينية، فمن خلال الدراسة يرى إدوارد سعيد أن المجتمع الأميركي شأنه شأن أي مجتمع صناعي رأسمالي ينقسم إلى قسمين مهمين: السياسي والمدني، وفي إطار ما يصلنا من الشق السياسي يومياً في الإعلام والمواقف الدولية، يركز إدوارد سعيد على الشق المدني الذي يمثل المؤسسات الثقافية والجامعية والدينية والنقابية، وما يشهده المجتمع الأميركي من تحولات إيجابية بما يتعلق بالشعب الفلسطيني، فمن هذه النقاط الأساسية التي ارتكز عليها إدوارد سعيد يمكننا أن نشهد صورة عامة لهوية القضية الفلسطينية في المجتمع الأميركي الذي يرى فيه الكاتب هدفاً للتحرك الإعلامي للنضال الفلسطيني، الذي يمكن أن نقول أننا استطعنا أن نلتمس منه شيئاً في الهبة الفلسطينية الأخيرة، وطريقة التعامل الدولية وخاصة من المجتمع الأميركي حول الحقوق الفلسطينية، ومن هنا تأتي أهمية الكتاب ضمن السياق السياسي للحق الفلسطيني في الإطار العالمي وخاصة الأميركي، الذي يمكن من خلاله فهم آلية التعامل مع القضية الفلسطينية في المجتمعات التي يعتمد شقها السياسي على الهيمنة على الرأي العام وأخذ مواقف حادة تجاه القضية الفلسطينية بينما العمل المدني يكرس الحق الفلسطيني ويمكن أن يكون هدفاً للعمل الإعلامي الذي يعزز برأيه الحق الفلسطيني الكامل.
التطهير العرقي في فلسطين
إيلان بابيه
الكتاب الذي صدر في بيروت عام 2007 عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية يتناول أهم تفاصيل التاريخ السياسي الفلسطيني ويعيد بناء الذاكرة الجمعية الفلسطينية بإطار الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه الذي تناول الحرب الفلسطينية الإسرائيلية سنة 1948 التي هي بنظر الإسرائيليين “حرب الاستقلال” ولكنها في الواقع وستظل إلى الأبد “النكبة”، فمن تفاصيل النكبة يوضح المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه كيف جرت عملية التطهير العرقي الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، والمنهجية الإجرامية التي اتبعتها الحركة الصهيونية موضحاً كيف قامت على عمليات تطهير عرقي للشعب الفلسطيني، وبذلك يناقض الرواية الإسرائيلية التي تدعي الهروب الطوعي لسكان القرى الفلسطينية، بل كان كل الأمر عبارة عن خطة مفصلة وضعت في اجتماع عقده دافيد بن غوريون في تل أبيب يوم 10/3/1948 بحضور عشرة من القادة الصهيونيين، وتضمنت أوامر صريحة لوحدات الهاغاناه باستخدام شتى الأساليب لتنفيذ هذه الخطة ومنها: إثارة الرعب، قصف القرى والمباني السكنية، وحرق المنازل وهدم البيوت، وزرع الألغام في البيوت لمنع المطرودين من العودة إلى منازلهم، الخطة التي استمرت على مدار 6 أشهر بحسب إيلان بابيه هجرت 800 ألف فلسطيني ودمرت 531 قرية، والتي يراها الكتاب جريمة ضد الإنسانية.
ومن هنا تأتي أهمية الكتاب من التاريخ السياسي الفلسطيني، إذ يسلط الضوء على أهم أحداث القضية الفلسطينية وهو النكبة، ويوضح مدى الجريمة الممنهجة التي اتبعتها الميليشيات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، والتي تصل إلى حد التطهير العرقي وجرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية، ويستمد الكتاب أهميته من قدرته على جعلنا نفهم من خلاله واقع النكبة بوجهة نظر مؤرخ اسرائيلي، روى أحداث النكبة بواقعية كنموذج للتطهير العرقي، ويمكننا من خلاله فهم الجرائم التي أقيمت عليها دولة إسرائيل، وكيف تستمد شرعيتها من واقع الجريمة الممنهجة.
كي لا ننسى
وليد الخالدي
يجيب كتاب “كي لا ننسى” الذي أصدرته مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 1997 وترجمهُ حسني زينة عن أسئلة المصير، الكتاب يتعامل مع التاريخ السياسي الفلسطيني بأسلوب التوثيق الذي يحدد مصائر مفتوحة عاشها الشعب الفلسطيني، ويضيء على المأساة الفلسطينية من خلال الوصف الدقيق والتفصيلي لمصير 418 قرية فلسطينية دمرها الاحتلال الإسرائيلي بطرق وحشية وشرد أهلها عام 1948، ومن هنا تأتي أهمية الكتاب فهو يعيد بناء الذاكرة الجماعية ويوثق المصائر المروعة التي عاشتها القرى الفلسطينية في مراحل معقدة من التاريخ الفلسطيني، يقدم من خلالها المؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي بيانات إحصائية ولمحة تعريفية طوبوغرافية وتاريخية واقتصادية عن كل قرية من القرى الفلسطينية خلال نكبة 1948، ثم يظهر الظروف السياسية والاجتماعية التي حكمت تلك القرى والمصائر التي آلت إليها تلك القرى، ويعرض الوضع الراهن للقرى التي دمرت عشية النكبة، بطريقة تظهر مدى الوحشية التي وصل لها واقع الأرض الفلسطينية، ويشرح المستوطنات التي أقيمت على أنقاض تلك القرى، ويحتوي المرجع على مجموعة كبيرة من الصور والخرائط والملاحق التي توضح بدقة واقع القرى التي تعرضت للتهجير الجماعي.
يشرح كتاب “كي لا ننسى” واقعاً سياسياً واجتماعياً متداخل عاشته فلسطين من خلال الأحداث التي غيرت الواقع اليومي الذي يعيشه الفلسطيني، ومن خلال المقدمة التي كتبها المؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي، يشرح فيها أوضاع وقوع الريف الفلسطيني في يد الاحتلال الإسرائيلي، من خلال شرح يوضح الواقع الفلسطيني الذي عاشه الشعب، وتحليل يعيد صياغة الذاكرة الجماعية التي يمكن من خلالها فهم القضية الفلسطينية بمعطياتها وعواملها المتفاعلة.
الفلاحون الفلسطينيون: من الاقتلاع إلى الثورة
روز ماري صايغ
الدراسة التي أصدرتها مؤسسة الأبحاث العربية عام 1980 ترجمة خالد عايد، تعتبر الأهم في دراسة واقعين الفلاحين الذين قادهم الاقتلاع عام 1948 إلى لبنان، تعيد من خلالها الباحثة روز ماري صايغ إعادة بناء البعد الاجتماعي الفلاحي للمجتمع الفلسطيني من خلال دراسة واقع المجتمع في مختلف الظروف السياسية، بل وتدرس تطور هذه الطبقة الاجتماعية وأهم التغيرات التي طرأت عليها، وترى من خلال بحثها سبل تطور طبقة الفلاحين في خضم الظروف التي حكمت الواقع الفلسطيني في مخيمات لبنان، وأن الانتقال من ظروف الزراعة في الوطن إلى مخيمات اللجوء والثورة هو التغير الكبير الذي عملت عليه روز ماري صايغ لتغطي بذلك جانباً مهماً من التاريخ الفلسطيني، من خلال تأمل طبيعة المجتمع الفلسطيني والقوى التي يعمل من خلالها، وصلات الوصل التي تحكم التشعب والتشتت الذي فرض نفسه على حياة الفلسطيني، محددة بذلك المعالم الأساسية للهوية الفلسطينية وتطورها التاريخي، وكذلك تحدد الدور الأساسي الذي لعبته الفئات الشعبية في مقاومة الاحتلالين البريطاني والصهيوني، وأدركت من خلال البحث المعنى الحقيقي لنكبة 1948 وآثارها السياسية والنفسية.
يقول أستاذ العلوم السياسية ابراهيم أبو لغد حول الدراسة: “تأتي أهمية الدراسة كونها سجلت خبرة قسم هام من الشعب الفلسطيني، وهو القسم الذي تشرد وأقام في مخيمات لبنان والذي يشكل تاريخه فصلاً هاماً من تاريخ الكفاح الفلسطيني المسلح ومحاولة الشعب المستمرة للعودة وإعادة كيانه المستقل”.
غزة بحث في استشهادها
نورمان فنكلستين
الكتاب الذي صدر عام 2020 عن مركز دراسات الوحدة العربية وترجمهُ ايمن حداد تدور فكرته العامة حول نضال الشعب الفلسطيني بشكل عام وخاصة في قطاع غزة، كما يختص الكتاب في الجزء القانوني من إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وهنا تتبلور صورة الكتاب في البحث القانوني الأساسي الذي يعمل من خلاله الكاتب على الجوانب القانونية للانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ويسعى من خلاله على تسليط الضوء على محاور قانونية وحقوقية لتشكيل وعي لدى المجتمع الدولي حول تلك الانتهاكات والإجراءات غير الإنسانية.
يتألف الكتاب من أربع أقسام وثلاثة عشر فصلاً تسرد الأقسام جميعها تاريخياً موسعاً للواقع الفلسطيني في ظل احتلال يصر على انتهاك اليومي للمواثيق الدولية، كما يرصد من خلال الشرح رد الفعل الدولي حول هذه الانتهاكات المتكررة منذ قرار التقسيم حتى عملية الرصاص المصبوب في غزة عام 2008، كما يعيد الكتاب السرد التاريخي الذي يمكن من خلاله فهم المنهجية التي يعمل عليها الاحتلال والتي يتعمد من خلالها المدافعين عن إسرائيل تبريرها، كما يُذكر الكتاب بتقرير جولدستون موضحاً بشرح تفصيلي الجهد الأميركي الإسرائيلي لتهميش هذا التقرير، كذلك يعيد الكتاب الحديث عن ما تعرضت له سفينة “مافي مرمرا” التركية التي حاولت اختراق الحصار الإسرائيلي على غزة، كذلك ينهي الكتاب أقسامه الأربعة بالحديث حول عملية الجرف الصامد على غزة عام 2014.
كما يتناول الكتاب بعد الخاتمة محلق يطرح سؤالاً في غاية الأهمية حيث أطلق عليه عنوان “هل الاحتلال قانوني؟! ” تحدث الكاتب فيه بشكل قانوني حول قانونية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وأن الاحتلال فعل مؤقت يجب أن لا يستمر أبداً حسب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الإنسان وغيرها من الوثائق والدلائل القانونية، وبالتالي يدعو المجتمع الدولي للنظر في ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية.
الكفاح المسلح والبحث عن الدولة
يزيد صايغ
الكتاب الذي صدر عام 2002 عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية وترجمهُ باسم سرحان تناول جزءاً مهماً من التاريخ الفلسطيني السياسي وهو تشكل الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة منذ النكبة الفلسطينية عام 1948 حتى عقد اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، وفي هذه الإضاءة سوف نقرأ التجربة الكاملة للحياة السياسية والاجتماعية ضمن إطار التغيرات الجوهرية التي طرأت على القضية الفلسطينية وشكلت مركزية فكرة بناء الدولة في ظهور مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وسياق تطورها في البناء التنظيمي والمجتمعي المسلح، وعرض تحديات هذا الكفاح المسلح، فمن خلال عرض التفاصيل التي عملت فيها المؤسسة في ظل غياب القاعدة الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية المستقلة، نرى التحديات وسنوات الثورة وهي تفرض على المنظمة تحديات الاستمرار، وإعادة البناء المستمر في ظروف متغيرة باستمرار، ومن هذه النقطة تحديداً يسعى الكتاب إلى شرح طريقة صنع النظام السياسي الفلسطيني، وتتبع التطور السياسي والعقائدي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية المسلحة جميعها التي عملت تحت سلطتها، وكيف استخدمت المنظمة حالة الصراع المستمر لتعبئة وحشد قاعدة اجتماعية، وتأكيد سلطة طبقة سياسية ونخبة بيروقراطية تعمل على مشروع سياسي واضح مسلح يمكن من خلاله طرح مشروع تحرر وطني شامل.
لقد استند الكاتب يزيد صايغ على أرشيفات منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى الوثائق الداخلية والمطبوعات الرسمية لأكثر من فصيل فدائي، كما أجرى ما يزيد عن 400 حوار مع أعضاء وكوادر وضباط منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها، لإنجاز هذا الكتاب الذي يعتبر من أهم الكتب السياسية التي تناولت التطور الجوهري لمنظمة التحرير الفلسطينية، وطريقة إدارتها، وتحولاتها الكبيرة التي أثرت على حاضرنا الفلسطيني اليوم.
اللاجئون الفلسطينيون في المشرق العربي: الهوية والفضاء والمكان
تحرير آري كنودسن وساري حنفي
الكتاب الذي صدر عام 2015 عن المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية وترجمته ديما الشريف، يطرح أسئلة اللجوء الفلسطيني بكامل تفاصيله ويعيد صياغة أبعاد هذا اللجوء في الدول العربية، وكيف يتطور مع السنوات، من خلال مشاركة عدد من الباحثين العرب والغربيين عبر ورشة عمل عقدت في مدينة (بيرغن) بالنرويج بعنوان (حيوات الفلسطينيين في المشرق العربي: من الهجرة الجماعية إلى المنفى) لتنتج الأبحاث كتاباً يضيء على تجربة اللجوء الفلسطيني بشكل كامل، وتعمل على صياغة سياسية واجتماعية وثقافية تعيد فهمنا لهذا الشتات المبعثر الذي يعيشه اللاجئ الفلسطيني، ويدرس الكتاب في أقسامه الشتات الفلسطيني وآثار التغيرات السياسية على المخيمات الفلسطينية، ففي القسم الأول من الكتاب بعنوان “المكان والإدارة والمحلة” تنطلق جولي بيتيت بطرح الأساليب المتبعة في تمييع قضية اللاجئين وتمييع خصوصية تجربة الفلسطينيين وإعادة صياغتها باعتبارها جزءاً من تبادل سكاني…
كما يذهب الكتاب في أقسامه التالية إلى شرح الإدارة الكبيرة للمخيمات من خلال الأبحاث التي درست خصوصية المخيمات في الدول العربية، وأوضح تجربة يراها ساري حنفي في فصل “إدارة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا” الذي يوضح من خلاله العلاقة بين السلطة والسيادة والفضاء العام في مخيمات سوريا ولبنان، وتستمر الفصول في طرحها دراسة الحقوق المدينة والوضع القانوني للاجئين الفلسطينيين، والذاكرة والقدرة على التدامج الذي عالج فيه الكتاب أثر المنفى الطويل في ولادة ممارسات اجتماعية وثقافية جديدة، مثل أهمية الذاكرة، وإعادة صوغ مفهوم العائلة، والهويات الذاتية الجديدة.
غزة في أزمة : تأملات في حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين
نعوم تشومسكي وإيلان بابيه
الكتاب الذي صدر عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر في عام 2012 بترجمة ناصر ونوس، يضيء على تجربة طويلة في سياسة الاحتلال الإسرائيلي، ومفهوم المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية، من خلال رصد تاريخ المواجهات وسياسات إسرائيل الهمجية تجاه الشعب الفلسطيني، فمن خلال حوار حرره فرانك بارات مع المفكر نعوم تشومسكي والباحث إيلان بابيه نكتشف احتمالات الصراع المفتوح والحلول المطروحة وأفكار جديدة في أصول الصراع الشائك، وأبعاد الإجراءات السياسية الإسرائيلية في غزة والمنطقة، كما تضم فصول الكتاب إضاءة تاريخية حول جذور الغالبية الأميركية في دعم الحركة الصهيونية، وجزءاً مهماً حول ولادة القومية العربية الحديثة في فلسطين، كما يسرد أبعاد الثورات العربية التي حدثت في الشرق الأوسط وتأثيراتها على الصراع العربي الإسرائيلي ونتائجه المحتملة على القضية الفلسطينية.
يقول محرر هذا الكتاب فرانك بارات: “إن هذا الكتاب يمكن أن يساعد الناس على إعادة تأطير النزاع من خلال عرض مقالات وروايات بديلة لما تعرضه الحكومة الإسرائيلية”. ومن هنا تأتي أهمية الكتاب في التاريخ السياسي الفلسطيني، أنه يعيد بناء مفهوم الصراع وأبعاده، ويعيد فهمنا لأبعاد هذا الصراع والشكل الذي قد يحمله في المستقبل، ويمر أيضاً على الحلول الضيقة التي يفرضها الواقع، والتأثيرات التي تحملها السياسات العربية وثورات الربيع العربي على القضية الفلسطينية.
اختلاق اسرائيل القديمة: إسكات التاريخ الفلسطيني
كيث وايتلام
عندما سئل الأكاديمي إدوارد سعيد عن أفضل كتاب قرأه في عام 1996 قال أنه كتاب “كيث وايتلام ـ اختلاق اسرائيل القديمة” وقال عن الكتاب أنه “عمل أكاديمي من الطراز الأول، يتميز كاتبه بجرأة كبيرة في نقد العديد من الفرضيات حول تاريخ إسرائيل التوراتي”
الكتاب الذي صدر ضمن سلسلة عالم المعرفة وترجمته سحر الهنيدي يناقش أهم نقاط التاريخ الفلسطيني اليهودي، ويقف في وجه المؤرخين التوراتيين الذين يصنعون روايتهم من خلال التزوير الممنهج للتاريخ، بحيث يسكتون تماماً عن التاريخ الفلسطيني القديم ولا يتناولونه إلا بقدر ارتباطه بدولة إسرائيل القديمة (التي اختلقوها)، كما يكشف الكتاب كيفية توظيف أحداث التاريخ في خدمة الأطماع السياسية الصهيونية المعاصرة، وفي المقابل طمس أي مفهوم مماثل لأي استمرارية لتاريخ الشعب الفلسطيني بين الماضي والحاضر.
تأتي أهمية الكتاب من كونه يكشف الادعاءات التاريخية التي تستند إليها السياسة الصهيونية، ويكشف مدى الزيف الذي صنعه المؤرخون المنحازون لدولة إسرائيل، ويركز مؤلف الكتاب على ادعاء الباحثين التوراتيين التقليديين أن التوراة مصدر أساسي للتاريخ، في حين أن الحقيقة تقدم رواية مغايرة لهذه الادعاءات وتثبت الحق الفلسطيني فوق أرض فلسطين.