عرضنا النسخ المرممة من “بيروت اللقاء” و”رسالة من زمن الحرب”

“نادي لكل الناس”: لقاء برهان علوية، والسينما البديلة في لبنان 

المعتصم خلف

كاتب فلسطيني سوري

اللقاء الأول كان في بيروت عام 2005 وكان هناك ظروفاً صعبة في البلد، والمفارقة أننا مازلنا نعيشها، اليوم اللقاء الثاني، كان التحضير له منذ عامين ولكن بسبب الظروف الصحية والظروف التي مر بها لبنان دفعتنا للتأجيل حتى اليوم، كان من المفترض أن يكون برهان علوية معنا في هذه العروض ولكن للأسف خسرته السينما اللبنانية والعربية. 

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

06/03/2022

تصوير: اسماء الغول

المعتصم خلف

كاتب فلسطيني سوري

المعتصم خلف

صدر له كتاب "أقرب من البعيد بقليل"

تضيء تجربة “نادي لكل الناس” على حياة ثقافية تشكل السينما العنصر الأساسي فيها، ومن خلالها يمكننا أن نفهم أهمية العمل الثقافي في مراحل مختلفة من الحياة السياسية، منذ الانطلاق عام 1998 حتى اليوم مر النادي بتجارب نلخص من خلالها تجربة معايشة الفن والبحث عنه ونشره بين الناس، بل والإضاءة من خلاله على واقع هش طالما حرصنا على مواجهته من خلال الفن، يعمل نادي لكل الناس اليوم على ضوء المتغيرات التي يفرضها الواقع ولكن مع التجربة الطويلة استطاع أن يؤرشف الكثير من الأفلام ويوثق ويقدم الكثير من العروض في مختلف قاعات لبنان، أجرينا هذا اللقاء مع مدير النادي، نجا الشقر، لتوثيق التجربة أكثر والبحث عن فكرة تأسيس النادي وأين هو اليوم في ظل الانهيار الاقتصادي الذي يعيشه لبنان وما الذي تم إنتاجه من مشاريع. 

من البداية نود أن تحدثنا عن نادي كل الناس كيف بدأ؟ وما الأفكار الأساسية التي يبحث عنها؟

من البداية نحن بدأنا بإحدى الجامعات اللبنانية وكان لدينا هم ثقافي، ببداية عام 1998 كانت النشاطات بسيطة، ولكن مع عام 2000 خاصة بعد اندحار الاحتلال الإسرائيلي عن لبنان بدأت الناس تبحث في الملفات الداخلية والثقافية اللبنانية أكثر، نحن وجدنا السينما أحدى الوسائل لفهم تاريخ بلدنا ومن هنا بدأنا بعرض الأفلام، وتم تأسيس مجموعة اسمها “بدون عنوان لكل الناس”، بعد ذلك بدأنا بالذهاب إلى المسارح خاصة المركز الثقافي السوفيتي كان ما يزال موجوداً، أصبح لدينا نشاطات حول لبنان وفلسطين تحديداً لمخرجين معاصرين مثل برهان علوية ومارون بغدادي محمد ملص، أول البدايات كانت بهذا النوع من السينما “سينما المؤلف”، وأنطلق النادي من خلال تجميع الأفلام وعرضها، ومازلت أذكر أول عرض كبير للنادي كان في المركز الثقافي السوفيتي كان فيلم لسمير حبشي باسم “الإعصار” حول الحرب الأهلية اللبنانية كان يومها أول حوار وأول نشاط كبير للنادي، ويومها امتلأت الصالة، وكان أول فيلم يعرض بلا رقابة، وبعد هذا النشاط نظمنا أنفسنا ووضعنا نظاماً داخلياً كجمعية، ومن هنا انطلقنا بالبحث عن الأرشيف، حرصنا على المخرجين الذين لم يتم عرض أفلامهم مثل رندة الشهال و جان شمعون. وهنا أخذ النادي خطوة منذ البداية وهي التركيز على فكرة جيل الشباب والجيل القديم من خلال مشاركة تجربتهم وعرض أفلامهم والحفاظ على التراث وأرشفة الأفلام. 

لأي حد تشكل السينما الفلسطينية اليوم جزءاً من نادي لكل الناس حدثنا عن هذه التجربة؟

السينما الفلسطينية تشكل الجزء الأساسي خاصة وحدة أفلام فلسطين والمؤسسة العامة للسينما الفلسطينية التي كانت في بيروت، وأنا لا أفرق ضمن هذه الفترة بين المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية لأنهم أنتجوا أفلاماً لمخرجين مثل فيلم “كفر قاسم” للمخرج برهان علوية، مارون بغدادي وأفلامه الوثائقية “الحركة الوطنية”، أعمال كريستيان غازي، ويوجد مخرجين مثل قيس الزبيدي ومحمد ملص فيلمه “المنام” ورندة الشهال وفلمها “خطوة بخطوة”… كل هذه الأفلام ضمن أعمال المؤسسة العامة للسينما الفلسطينية، حتى لو أردنا التحدث عن فترة السبعينات والثمانينات التي يتحدث عنها “نادي كل الناس” التي أسست لنوع من السينما البديلة في لبنان كان جزء منها المؤسسة العامة للسينما الفلسطينية، كان لها علاقة في فلسطين ولبنان لأنهم كانوا شركاء. 
نجا الشقر

يتميز نادي لكل الناس بفكرة تأمل ماضي السينما والبحث عن المستقبل من خلال الشباب. إلى أي حد يشكل الحاضر خاصة في ظل الانهيار الذي يعيشه لبنان نقطة مهمة في تاريخ السينما وعن دورها في الحوار اليوم؟

هذه نقطة مهمة، خاصة يتميز النادي بأنه يحرص على الحوارات دائماً بعد العرض أو من خلال الندوات، الحوار هو جزء أساسي من نشاطاتنا وهي نقطة مهمة خاصة في هذه الفترة السياسية التي يمر بها لبنان والمنطقة، لقد تغير النظام كله منذ ثورة 17 تشرين وانفجار الرابع من آب أثر أيضاً حتى حياة الناس تغيرت، لذلك فإن السينما يجلس من خلالها الناس مع بعضهم يفتحون نقاشات وحوارات. هناك شيء يجب أن يتغير في هذه المنظومة السياسية والاقتصادية والثقافية. وللحقيقة، لبنان ضمن السنتين الأخيرتين، انكشف وهذا الانكشاف ولّد قلقاً عند الناس جعلهم يبحثون عن وسائل جديدة وهذه نقطة جيدة للمستقبل، نحن منذ اندحار جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأنا نسأل أسئلتنا الشخصية حول الحرية والديمقراطية، وهذه الأسئلة والبحث التي لدى الناس نضجت الآن وطرحت الأسئلة الصعبة التي أجلها الشعب اللبناني، وهنا تكون السينما بديلاً، الثقافة هي التي تجمع الجهات المتناقضة في لبنان، وأظن أن هذه الحوارات التي نطرحها لم تكن تحدث ضمن المجلس النيابي أو في الحكومة ولكنها لم تكن لتحدث، لأن الحكومة كانت تقدم الوعود فقط. وهذا ما كان يحاول قوله برهان علوية منذ سنوات في فيلمه “خلص” الذي كان رسالة في عام 2007 ولم يسمعه أحد، لذلك نحن نعيد صياغة أسئلتنا ونحاورها من خلال اللقاءات التي نسعى لها بين الناس في كل نشاط نقوم به. 

في الحديث عن صعوبة الانهيار حدثنا عن الصعوبات التي تواجهونها في ظل الانهيار وتأثيره على الثقافة بشكل عام وعلى النادي بشكل خاص؟

أكيد يوجد تأثير، خاصة من الوضع الاقتصادي، أغلب أعضاء فريق العمل أصبحوا خارج لبنان، ولكن للحقيقة لا نريد أن نتوقف عند هذه النقط كثيراً، نريد أن نعمل ضمن الممكن، والأهم الآن هو حماية الأرشيف الذي لدينا، وبالتأكيد سوف نستمر رغم الصعوبات، ونحن في حالة استقبال دائم للأعضاء الجدد ضمن فريق العمل، وبالتأكيد هناك الكثير من المشاريع التي تأخرت خاصة المشاريع المكلفة التي تحتاج إلى تمويل مالي كبير، جميع المشاريع سوف تتأخر ولكن لن يتم إلغاء أي شيء، ويوجد ثقة بشركائنا في لبنان وبعض الدول العربية وفرنسا تحديداً، ونحن نحاول أيضاً أن نصل لمرحلة يعتمد فيها النادي على نفسه لتفادي الأزمات، لذلك سوف نحرص ألا يؤثر الانهيار على الثقافة التي نبحث عنها ونريد إيصالها للناس، ولتأكيد ذلك سوف نفتتح مكتبة سينمائية خلال الشهرين القادمين سيكون فيها أرشيف سينمائي لتاريخ المنطقة لبنان وفلسطين وسوريا والعراق ومصر هذا الأرشيف سوف يكون متاحاً للباحثين والصحفيين وجمهور السينما، لذلك حقيقةً سوف نحرص على الاستمرار. 

تعتبر ثورة 17 تشرين نقطة مهمة في تاريخ لبنان، حدثنا عن تجربة النادي ضمن ثورة 17 خاصة افتتاح “البيضة” في وسط البلد وإقامة العديد من العروض السينمائية؟

نحن مثل جميع المواطنين كنا مع هذا الحدث التاريخي، وكنا كأفراد وتم التنسيق معنا مثلما تحدثت عن العروض ضمن قاعة “البيضة”، قدمنا ثلاثة عروض كانت مهمة جداً مثل فيلم جورج نصر “إلى أين؟!” ومارون بغدادي تحديداً من خلال فيلمين “أجمل الأمهات” و”كلنا للوطن”، وكان الاستقبال من قبل الناس كبيراً جداً لدرجة أن دائرة المهندسين نصحتنا بعدم استقبال عدد كبير من الناس لأن من الممكن أن يتعرض المبنى للانهيار، لذلك في الفترة المتاحة لدينا قمنا بعدد من النشاطات وكنا سوف نستمر، ولكن العنف الذي قابلت به السلطة المتظاهرين دفعنا للتوقف، لأن فعلياً هذه الوحشية التي مارستها السلطة لم تبقِ للثقافة مكان، ولكن كان هناك تخطيط لعروض في الهواء الطلق، ولكن ذهبت الأمور باتجاه سيء.  

للنادي تجربة اجتماعية مهمة خاصة في عروضه ضمن المخيمات الفلسطينية حدثنا عن نشاط النادي داخل المخيمات الفلسطينية وما طبيعية الأفلام التي عرضها النادي هناك؟ 

لو عدنا بالذاكرة للحظة تأسيس النادي نحن كان لدينا خطة ليس فقط ثقافية بل تعليمية أيضاً، كان هناك فريق عمل في النادي يساعد في تعليم اللغة وأساسيات الحواسيب واستمرت هذه الخطة في مخيم شاتيلا وبرج البراجنة تحديداً، بدأ هذا العمل في موسم 2002 -2003، وكان لدينا خطة تدريب الشباب والصبايا على المسرح وصناعة الدمى وعلى الرسم وطبعاً صناعة الأفلام، وفي المخيمات الفلسطينية قدمنا العديد من العروض ضمن قاعات مثل قاعة الشعب في مخيم شاتيلا حتى الهواء الطلق في مخيم الرشيدية ومخيم البص، وأيضاً في طرابلس ذهبت معنا ريم بنا وسناء موسى إلى مخيم البداوي، وأهمية هذه الخطوة أن نذهب نحن إلى الناس، ليست العروض فقط في الحمرا والأشرفية. هي أيضاً موجودة في المخيمات. وآخر عرض قدمناه في المخيمات كان فيلم “3000 ليلية” لمي المصري، تم عرضه في كافة المخيمات الفلسطينية تقريباً. وبالتأكيد لا ننسى شراكتنا مع مؤسسة الجنى الفلسطينية والتنسيق المهم معهم وكنا من خلالهم ندخل إلى المخيمات، ومازلنا نوفر لهم أرشيفنا. 

“برهان اللقاء” عنوان العروض التي تمت أخيراً في المركز الثقافي الفرنسي في بيروت، حدثنا عن هذه التجربة وأهميتها؟ ولأي حد تتقاطع أفلام برهان علوية اليوم مع الواقع؟ 

اللقاء الأول كان في بيروت عام 2005 وكان هناك ظروفاً صعبة في البلد، والمفارقة أننا مازلنا نعيشها، اليوم اللقاء الثاني، كان التحضير له منذ عامين ولكن بسبب الظروف الصحية والظروف التي مر بها لبنان دفعتنا للتأجيل حتى اليوم، كان من المفترض أن يكون برهان علوية معنا في هذه العروض ولكن للأسف خسرته السينما اللبنانية والعربية. 

هذا اللقاء جداً مهم لسينما المؤلف المستقلة، عرضنا من خلالها أغلب أعمال المخرج برهان علوية، كان هناك ندوات حول سينما برهان علوية شارك فيها عدد من الكتاب والمخرجين والباحثين، وأكيد هناك لقاء مع أصدقاء برهان علوية، عرضنا الأفلام على مدى خمسة أيام، ركزنا في آخر يومين على علاقة علوية مع مدينة بيروت من خلال ندوة ” بيروت برهان علوية” مع عدد من الكتاب، واليوم الأخير عرضنا فيلم “بيروت اللقاء”. 

أهمية هذه العروض أنها نقدية وتحكي الحقيقة كما هي مثل عرض فيلم “إذا الشعب يوماً” حول الحرب الأهلية وغياب المسائلة والمحاسبة، وفيلم “إليك أينما تكون” أتى في فترة كانت بيروت في فترة إعادة الإعمار وكان لديه موقف نقدي من هذه المرحلة. الأهم أننا نعرض النسخ المرممة من فيلم “بيروت اللقاء” و”رسالة من زمن الحرب”، وهذه النسخ عملنا عليها بشكل كبير لكي تقدم بأفضل صورة ممكنة. وسؤال التقاطع مهم جداً لأن التقاطع كبير فبرهان علوية كان مدركاً للمشكلة اللبنانية، وكانت لديه أحلام مع جيله، كان يبحث عن التفاصيل المهمة في الفترة التي عاشها، ولكن الجيل الجديد اليوم لم ينتبه لها، قبل أيام مثلاً، بعد عرض أول فيلم من أفلامه كانت ردة الفعل الأولى لدى الشباب حول أهمية ما قاله علوية ولأي حد يشبه واقعنا اليوم.

أخيراً حدثنا عن مشاريعكم القادمة وما الذي تبحثون عنه في المستقبل؟

المشروع الأهم هو “وحدة أفلام فلسطين”، لمناسبنة 53 سنة على إنشاء مؤسسة السينما الفلسطينية، هذا المشروع سوف يتم مع شركائنا في دار النمر ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، سيكون لمدة خمسة أيام، وبالتأكيد لدينا مشاريع في فرنسا يجب أن تنفذ أهمها فيلم للمخرج العراقي قيس الزبيدي وفيلمه “واهب الحرية”، ويوجد فيلم للمخرج مارون بغدادي لم يعرض حتى الآن بعنوان “نتابع المسيرة” ويوجد فيلم للمخرج برهان علوية بعنوان “أسوان”. 

محلياً في لبنان سوف نفتتح نادي سينما للعروض الشهرية في “بيت المينشن” في بيروت سوف نعرض أفلاماً مهمة وسوف نضع أرشيفاً سينمائياً منوعاً. المكتبة السينمائية من المشاريع المهمة القادمة لأنها ستكون أول حدث في لبنان أن يوجد مقالات وصور وسيناريوهات وموسيقى حول السينما العربية. عربياً سوف نشارك بعدة مهرجانات في تونس قريباً جداً. 

الكاتب: المعتصم خلف

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع