يفتتح غاليري زاوية يوم الخميس المقبل (١٦ حزيران/يونيو) معرض “غَ ت” للفنانيّن شدى الصفدي وأكرم الحلبي. ويضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية التي أنجزها الفنانان مؤخراً وتتناول قصصاً من الجولان السوري المحتل.
يعيد الثنائي اكتشاف المكان من خلال تقديم مشاهد بصرية وصوراً تمَّت معالجتها وتحويرها وتحويلها باستخدام مجموعة من التقنيات، فيتناولان سرديات الذاكرة والأسطورة والممارسات الحياتية اليومية في الجولان السوري المحتل، فيقدما تأملا في المكان والحياة اليومية، وينظرا في تناقضاته والتباس العلاقة بين المألوف وغير المألوف فيه.
يقدم الفناناّن تأليفاً مفاهيمياً مشتركاً باستخدام تقنيات بسيطة وبخلق علاقة بصرية بين الصورة واللون والشكل باستخدام مجموعة من التقنيات التي يغلب عليها التجريد والألوان الثنائية (المونوكروم). ولكن لكل من الفنانيّن أسلوبه في تناول موضوعاته، فشدى الصفدي تنفض الغبار عن ذاكرة الطفولة وعن معتقدات متجذرة مرتبطة بالواقع المعاش ورمزية المكان في محاولة لاستعادة قصص شخصية من الطفولة من خلال التجريد والكولاج وطباعة السينوتايب والمجسمات التركيبية. أما أكرم الحلبي، فيعتمد في إنتاجه على صور فوتوغرافية للحياة اليومية من المكان، يعالجها باستخدام الألوان والخطوط والأحرف. يختار الحلبي رموزاً وتمثيلات ويولِّف بينها، وينسج علاقة بين الصورة المركبة المعالجة التي تظهر كواقع تجريدي والحروف التي يحاول أن يصنع منها أصواتاً قوية مرتبطة بالمشاهد.
المعرض هو حالة من التأمل في واقع متغير وفي زمن يمضي ببطء في مكان مألوف تكتنفه التناقضات، بعضها مفروض ويأتي إثر الاحتلال والوضع السياسي السائد. ويبقى الـ “غت” جزءاً هاما من الأعمال التي تكتنفها غشاوة الذاكرة في مساحة تكشف فيها تناقضات المكان، والتباس العلاقة بين الأساطير والمعتقدات، من جهة، والحياة اليومية المعاشة، من جهة أخرى.
ويذكر أن الفنانان هما من الجولان السوري المحتل، أما الـ “غت” هو ما يطلقه الجولانيون على الغيمة المحملة بقطرات الماء التي تلتقي بقمة جبل، وتعرف كذلك بـ “غطيطة” أو “ضباب”.
يستمر المعرض يوميا حتى ١٦ آب ٢٠٢٢.