في كلمة الترحيب أكدت الأميرة ريم علي رئيسة مهرجان عمان سينمائي الدولي على مدى أهمية تطوير المشاريع وفهم واقع السينما اليوم، وتقديم الدعم الكامل لصانعي الأفلام لاستعادة قدرتهم على استكمال مشاريعهم بالصورة الأفضل، لذلك يجب أن يشكل المهرجان مساحة مفتوحة لجميع المواهب يمكن من خلالها فهم الجيل الجديد، وإدراك التحديات التي يواجهها كما قالت: “طموح مهرجاننا يتعدى ذلك بكثير فعلى خطى الهيئة الملكية الأردنية التي تأسست لتزويد الشباب الواعد بالوسائل والأدوات اللازمة لإسماع أصواتهم إلى العالم نهدف أيضاً إلى تقديم الدعم والتشجيع الملموس للأفلام التي لا تزال في مهدها ولا تزال في مرحلة المشاريع. تشمل أيام عمان لصناعة الأفلام التي أضيف إليها سوق عمان لصناعة الأفلام كوسيلة إضافية لدعم صانعي الأفلام، ورش عمل وحلقات نقاشية فضلاً عن منصات تسويق المشاريع حيث سوف يتعين على صانعي الأفلام عرض مشاريعهم السينمائية للحصول على الدعم وربما على عروض ومن خلالها ـ التفاوض الميزانية والأجر ـ كما قال كاميرون بصريح العبارة”.
لذلك يضم المهرجان لهذا العام 13 جلسة حوارية، ومشاركة متنوعة من المناقشات وورشات العمل، والندوات، التي سوف يركز فيها المهرجان على تبادل الخبرات ومسيرات العمل والخبرات المهنية التي سوف تضيء على تجارب مختلفة يمكن أن تمكّن العاملين على أفلامهم الأولى، كما سوف يتم توفير ثلاث منصات لعرض مشاريع في مرحلة التطوير وما بعد الإنتاج وتمنح لجنة التحكيم جوائز عينية ونقدية للمشاريع الفائزة، سوف يكون في لجنة تحكيم “أيام عمان لصناعة الأفلام” كل من المخرج وكاتب الأفلام الفلسطيني رشيد مشهراوي ومنتجة الأفلام ميريام ساسين والخبير في الصناعات الإبداعية والثقافية محمد بن جبور ومنسقة المتاحف المؤرخة الفنية ريم فضة والممثلة الأردنية ركين سعد.
يختبر المهرجان لأول مرة أداة جديدة لدعم صانعي الأفلام هي “سوق عمان للأفلام” وهي مساحة مخصصة لربط صانعي الأفلام بالممولين المحتملين والشركاء والموزعين وكقاعدة انطلاق للمشاريع حتى تصل إلى وجهتها النهائية وهي الجمهور.
ويشارك في المهرجان لهذا العام 52 فيلماً من 29 دولة، تنوعت بين أفلام عربية روائية وأفلاماً دولية كما يضم أفلاماً وثائقية قصيرة يتم عرضها في ثلاث مناطق مختلفة منها “تاج السينما” و “مسرح الهيئة الملكية للأفلام” و “سينما السيارات، كما سوف يضم المهرجان للسنة الثانية على التوالي عروض أفلام فرنسية-عربية تحت عنوان “موعد مع السينما الفرنسية العربية” ستكون الأفلام إما فرنسية أو من إنتاج فرنسي مشترك، وسوف تضم أربعة أفلام طويلة وأربعة أفلام قصيرة، ومن بين الأفلام العربية الروائية التي سوف يتم عرضها فيلم “كوستا برافا” للمخرجة مونيا عقل وفيلم “بنات عبد الرحمن” من إخراج زيد أبو حمدان، وفيلم “فرحة” من إخراج دارين ج. سلام وفيلم “غدوة” من إخراج ظافر العابدين.
وفي حفل الختام الذي سوف يقام في 27 تموز/يوليو الحالي سوف توزع جائزة السوسنة السوداء، التي صممها الفنان الأردني مهنا الدرة، والتي اختارها المهرجان كرمز له، وهي زهرة الأردن الوطنية ويحاكي شكلها الفريد تعقيد العملية الإبداعية والإلهام، والتي توزع على ثلاث فئات أفضل فيلم روائي عربي طويل، أفضل فيلم عربي وثائقي طويل، أفضل فيلم عربي قصير، كما سوف يحصل الفيلم العربي الطويل على منحة وقيمتها 20 ألف دولار، والفيلم الوثائقي على منحة وقيمتها 15 ألف دولار أمريكي، وتتألف لجنة تحكيم الأفلام العربية الطويلة صانعة الأفلام والمخرجة المصرية نادين خان والصحفي والناقد السينمائي لوتشيانو باريسونه والكاتبة والإعلامية الأردنية سميحة خريس، وفي لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية الوثائقية إيرين شالان التي تعتبر إحدى أعضاء المجلس التنفيذي لمهرجان الأفلام الوثائقية الدولي، ومونتير الأفلام الوثائقية فيل جندلي والكاتب والمخرج الأردني أصيل منصور، أما لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الممثلة اللبنانية كارمن لبّس والمخرج السوري أمير فخر الدين والمنتجة والكاتبة الأردنية ناديا عليوات.
يضم المهرجان أيضاً جلسة حوارية مع المخرج المصري يسري نصرالله الذي اعتبره المهرجان ضيف الدورة الثالثة، والذي سوف تعقد جلسته في يوم الثلاثاء 26 تموز/يوليو، والتي سوف يتحدث فيها عن الصعوبات التي واجهته ضمن عمله الفني، والوسائل التي طور من خلالها أفلامه، كما تعتبر الجلسة الحوارية قاعدة يمكن من خلالها سرد سيرة طويلة من رحلة يسري نصر الله وفهم آلية العمل والإخراج، التي يمكن من خلالها فهم مضمون العمل الفني، وأهم أسباب اكتماله، وتكوينه، كما يضم المهرجان جلسات بين ممثلين وممثلات مثل أشرف برهوم، ويعقد خبراء دوليون ورشات مختلفة حول مواضيع متخصصة.
للسنة الثالثة على التوالي يؤكد مهرجان “عمان السينمائي الدولي” على الدور الكبير الذي يقدمه في صناعة السينما، وما يمثله من تنوع يضمن مساعدة العاملين في المجال السينمائي، كما يضمن إتاحة الفرص وتوزيع الأدوار وتشكيل المناخ المناسب للعمل ضمن مساحات تضمن حرية التعبير، وتستعيد قدرتها على فتح أبواب النقاش وتبادل الخبرات وسرد القصص ومشاركتها لتضمن دوراً لجميع الباحثين عن الفرص والاستفادة منها، كما يشكل حاضنة واسعة للأفلام الناشئة التي تبحث عن فرص التمويل. شكل المهرجان لهذا العام هذه المساحات التي يمكن من خلالها فهم آلية العمل بحرصه على فتح مجالات جديدة يمكن من خلالها دعم جميع العاملين في السينما، وعرض أفلام لأول مرة تفتح عوالم جديدة للمشاهدين.