يركز الفنان حسني رضوان في آخر انتاجاته الفنية لمعرضه المقبل “القدس، مدينة التناقضات” على التناقضات التي تلف المدينة المقدسة. وباستخدام ألوان الفحم والأكريليك يحاول رضوان في هذا المعرض الذي ينظم في صالة غاليري زاوية الافتراضية أن يعكس افتتانه بالمدينة المقدسة باستخدام الألوان الصاخبة جنبا إلى جنب مع الظلال الشاحبة التي تغطي مساحات واسعة من المدينة.
رأى رضوان القدس للمرة الأولى بعد اتفاق أوسلو ووقع في حبها. فقد تشردت عائلته في عام ١٩٤٨ إلى العراق وعاش في بغداد في طفولته ومن ثم انتقل مع المنظمة إلى بيروت فقبرص وتونس حتى عاد إلى أرض الوطن. ويعبر رضوان من خلال أعماله عن حبه للمدينة بمعمارها وأقواسها ورائحتها وألوانها والضجيج فيها وطريقة الحياة المميزة. وتذكره المدينة كثيرا بمدينة بغداد التي قضى فيها سنوات طفولته.
تبدو القدس في أعمال رضوان هادئة جدا على عكس الواقع. وباستخدامه الفحم على مساحات وخلطه بمساحات مجاورة من الألوان يضيف إليها لمسة تظهر تناقضات ما بين المساحات اللونية الصارخة وتلك التي تبدو باللونين الأبيض والأسود. تعكس أعمال رضوان مدينة ملونة ولكنها فارغة من سكانها لا يبدو أي أثر لهم في المكان تقريبا، كما تبدو أشجار الزيتون سوداء شاحبة وكذللك أجزاء من المدينة التي يلفها الليل واضواء المساء.
ولد رضوان في بغداد في عام ١٩٥٥ ودرس الفنون الجميلة في جامعة بغداد وتخصص في فن الغرافيك. غادر بغداد عام ١٩٧٩ إلى بيروت حيث عمل هناك في التصميم والصحافة بالإضافة إلى استمراره في الإنتاج الفني لأعمال تتناول القضية الفلسطينية.
ويعد هذا المعرض الثاني الذي ينظمه غاليري زاوية في صالة الغاليري الافتراضية. بعد النجاح الذي حققه المعرض الافتراضي الأول للفنان الشاب يزن ابو سلامة، سيواصل الغاليري برنامج من المعارض البصرية افتراضيا جنبا إلى جنب المعارض الذي ينظمها في صالتيه في رام الله ودبي.
يستمر المعرض من ٢٠ تشرين الأول/ اكتوبر حتى ٣١ كانون الأول/ ديسمبر على موقع الغاليري.