أحذية ترسمُ الأقدار

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

23/10/2022

تصوير: اسماء الغول

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

رمان الثقافية

عثمان الدردابي

أحـــــذيـــــــة

عندما ضلّت الطريقُ الطريقَ
أرشدتها أفواه الأحذية المهترئة 
إلى آخر الطريق 
بعيدا جدا عن مكانها الآن 
لتتذوق مثلها معاناة الأحذية 

عندما غرق النهر في اليابسة 
وصار خاتم الأميرة الضائع 
مكشوفا، مرميا، عاريا
صار بإمكان صنارة الصياد السيِّئ الحظ 
أن تلتقط شيئا غير الأحذية القديمة

عندما حجبت الطائرات الحربية سماء البلاد
وقذفت القرى بالقنابل والصواريخ
لم يبق فرد واحد من أهلنا 
إلا وخلع حذاءه المطاطي 

يرد به “كيد العدو”

عندما نكبر ونشيخ كالذئاب 
ونعجز عن المشي والحركة
ننظر بحسرة إلى أحذية الأحفاد
وندرك بصدق كم صغيرة هي خطوتنا 
ونحن نمر بهذه الحياة

الأحذية لا تتضرر من الطريق 
ولا تتعرّق من حرارة الشمس
ولا تتأفف من الرائحة الكريهة
الأحذية تتمزق 
إذا ما نسيت في الخزانة 

عندما يسير الحذاء على الطريق
أصِخِ السمع لحديثهما 
أرْخِ أذنيك أكثر 
إنهما يتناسلان
إنهما …
يرسمان قدرك

عندما تتورم قدماك وتنتفخان 
لا تغير الحذاء، ولا تغضب في وجهه 
صدقني، سيزداد القَيْح في قدميك
ﻷنّ الحذاء رفيق القدم …
ﻷنّ الأحذية …
ذاكرة الأقدام
 

غبار الدهشة

نفضتُ حذائي من تراب أفكار قديمة

 

أحسبني ناصعا الآن:

حذاء وُلد لتوّه

كلما خطا

علقت به الدهشة

 

ثــقــب

هأنذا أطل من ثقب في النافذة

كقنّاص بطلقة أخيرة

أسدد عيني صوب المجهول

وأمعن النظر

كأني أترصد

لا شيء

 

هأنذا بلا بندقية أو رصاصة

أطل من ثقب في نافذة

على الخارج

حيث لا شيء

لم يعد موجودا

 

هأنذا ما أزال

مجرد ثقب في نافذة

أنظر للجهتين

ولا شيء

 

كـ

كدرهم تحت أريكة

لم تحرَّك من مكانها منذ سنة

غنيّ وفقير

 

كالوحي، كالويح
أتأله أو

أتألم

 

كصفحة الماء

مقابل وجهي

أحتويني وأرتجف

 

أقـــــوال

يقول الغريب:
لولا تشابه أسمائنا في الطرقات
لما التفتنا

 

يقول اليتيم:
لولا تشابه الأغصان في الغابة
لعرفنا من أي “شجرة قـُطعنا”

 

يقول المنفيّ:
لو أن العالم بلا حدود 
لكان “منفاي” وطني

 

تقول الثكلى:
لو أن كل من سقطوا في الحرب من كبدي
فأيّ أولادي سأبكي؟

 

تقول الأرض:
باطني ذهب وبراكين وموتى
وظاهري ماء وشجر وحيوانات

 

يقول الشاعر:
لولا المجاز والصورة والتشبيه
لافتُقد المعنى… والحقيقة

 

ظــــل لــك/جــســد لـلأرض

الأرض، لا تعرف منا غير باطن القدم

وظلٌ بلا قلب

يطول ويقصر حسب الاتجاهات.

– إلى أين تمضي والضوء خلفك!

 

وأنت تلوّح، يصير ظلك مشجبا

وأنت تفرد ذراعيك لتحضن،

لا تنتبه أنك تصلبه

وأنك حين العناق، تفقده في جسد آخر

(قد لا يعود هو نفسه حالما تفترق)

 

تعرفك الأرض لأول مرة حين تموت

لا من جسدك البارد،

وإنما من اختفاء الظل

ما بين طريق المنزل والمقبرة

 

كظلك لا تبكي،

تعرف الأرض حزنك من تقلص الظل

تحت الضوء البعيد/المنخفض ولا تبكي،

عينك لن تظهر في الجدار الواقف حيث تبدو مائلا،

نصف على الأرض، ونصف على الجدار

ممزق نصفين

ولا تبكي.

 

 

من مجموعة الشّاعر “ثلاثةٌ وعشرونَ عاماً في الوحل” الصّادرة حديثاً عن دار النهضة العربيّة في بيروت. وهي ضمن مشروع أصوات الشّعري الحاصل على منحة آفاق للكتابة الإبداعيّة لهذا العام.

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع