التغريبة الفلسطينيّة بين دَفّتي “أيّام البلاد” و”حكايا المخيّم”

إيمان بديوي

كاتبة من الأردن

يحضر الكاتب وليد سيف وعائلته في أبرز شخصيات عمل "التغريبة الفلسطينيّة"، تلك الشخصيات التي تشكلت سِماتها وملامحها من وسطه الاجتماعي فكانت مرجعيته في السرد، حيث تقاطعت قصة جدّه مع قصة عائلة "أبو أحمد" التي تدور حولها الأحداث، والتي جسد فيها واقع حياة أبيه، أمه، أعمامه وواقع مرحلة من عمره هو. 

للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

28/11/2022

تصوير: اسماء الغول

إيمان بديوي

كاتبة من الأردن

إيمان بديوي

حاصلة على درجة الماجستير في علم الاجتماع من معهد الدوحة للدراسات العليا في قطر

في أيلول الماضي، صدر عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع رواية “التغريبة الفلسطينيّة” للكاتب والشاعر والباحث وليد سيف، والتي تتألف من جزأين؛ “أيّام البلاد” و”حكايا المخيّم”. يأتي هذا الإصدار كجزء جديد من مشروع قيامه بتحويل أعماله التلفزيونية إلى أعمالٍ روائية، فيؤرخ فيه للنكبة والنكسة أدبيّاً بعد أنّ وثق تاريخ أحداثهما دراميّاً عام 2004 في مسلسل “التغريبة الفلسطينية”، الذي روى للمُشاهد قصّة أسرة فلسطينيّة في الفترة الزمنية الممتدة بين ثلاثينيات وستينيات القرن الماضي، التي شهدت وقائع الانتداب البريطاني مرورًا بالتهجير القسري وحرب حزيران، فما الجديد من تحويل المسلسل لنصٍّ روائي بصورةٍ مغايرة للسائد عربيًا عن تحويل النص الأدبي إلى سيناريو درامي أو سينمائي، وليس العكس؟

فلسطين في رواية الروائي الفلسطيني 

يحدثنا الكاتب وليد سيف في روايته “الشَاهدُ المشْهُود” عن مرحلة كتابته لسيناريو “التغريبة الفلسطينية”، وكيف هو “عمل سيكون المشهود فيه هو عين المشاهد الشاهد نفسه(١)، حيث أنّه اسْتَحْضَرَ نصّ السيناريو مما عايش من أحداث ليحافظ على ذاكرة المكان حيّة ونشطة، فكَتَبَ منطلقًا من تجربته ومخزونه المعرفي المتشكل من احتكاكه بذلك الواقع الاجتماعي،إذ أنّ القضية الفلسطينية “قضية نشأ الكاتب وعاش في قلبها وكان لها الإسهام الأكبر في تشكيل وعيه ووجدانه وأحلامه وأحزانه وذاكرته ومخيلته، بل شرط وجوده على الجملة”(٢). من هنا، تتجلى فكرة أحقية المجتمعات بأنّ تُنتج معرفة عن ذاتها وتكتب ثقافتها وتاريخها بنفسها، من خلال العلاقة التي تربط الكاتب بالمجتمع باعتباره فرداً فاعلًا في السياق ولم يكن بمعزل عن التفاعلات الاجتماعية. وعليه، أذكر أنّ أبرزّ ما يميّز رواية وليد سيف “الشَاهدُ المشْهُود” هو فلسفته في كتابة سيرته الذاتية، فيراها “مراجعات فكرية” للكيفية التي تشكّلت بها ذاته وتوسع بها وعيه. أضف إلى ذلك، تجاوزه لفكرة التدوين، فالقارئ للكتاب يلاحظ انتقاله من حدود فرديته إلى سيرة الجماعة الفلسطينيّة ككلّ. 

يحضر الكاتب وليد سيف وعائلته في أبرز شخصيات عمل “التغريبة الفلسطينيّة”، تلك الشخصيات التي تشكلت سِماتها وملامحها من وسطه الاجتماعي فكانت مرجعيته في السرد، حيث تقاطعت قصة جدّه مع قصة عائلة “أبو أحمد” التي تدور حولها الأحداث، والتي جسد فيها واقع حياة أبيه، أمه، أعمامه وواقع مرحلة من عمره هو. 

وكان أبرز ما ميّز هذا العمل، تصوير الكاتب وليد سيف الصراعات الداخلية بين ذات أفراد الشعب الفلسطيني، بين من يحارب باسم الثورة والمقاومة والنضال وبين من يتخذ من الثورة رداءً يحجب به خيانته. وسرد العديد من المشكلات الاجتماعية في تلك الفترة من الزمن- سيجرى ذكرها لاحقًا- بالتالي، يمكن أنّ نقول، أنّ وليد سيف صَدَقَ التوثيق ونقل الواقع بمنأى عن عمليات تحوير المعاني أثناء عملية الكتابة، حيث يتم تغييب بعض التفسيرات وتهميشها باستبعاد حضورها في النصّ. 

على ضوء ما سبق، يمكن أن يكون كل أديب فلسطيني هو الشاهد المشهود، كونه ابن بيئة القضية الفلسطينية الذي عايش واقعها وكان جزءًا فاعلاً فيه وشاهداً على أحداثه. هذا ما يمكن أن نتلمسه عند قراءة روايتي “عائد إلى حيفا” و “رجال في الشمس” لغسان كنفاني أو رواية “رأيت رام الله” لمريد البرغوثي، على سبيل مثال.

بين الدراما والسرد… ما فارق الرواية عن المسلسل؟

إنّ ما يميز “التغريبة الفلسطينية” في الرواية عن “التغريبة الفلسطينية” في السيناريو، هو قدرة الكاتب على وَصَفَ مجريات الأحداث الاجتماعية والسياسية بكامل تفاصيلها وحيثياتها، دون اختصار أي منها، كما يحدث عادةً في المعالجة الدرامية لمقتضيات التصوير والإخراج. والشاهد في هذا، قول وَليد سَيْف في كتاب سيرته، عن مرحلة كتابته لنصّ السيناريو، أنّ “الذاكرة ممتلئة بالمشاهد والتجارب والأخبار والقصص، وكلها تتدافع للحضور في نص لا يمكن أن يتسع لها جميعاً.. والانتقاء من كثير متزاحم أعسر من التوسّع بالقليل”(٣). لكن، مما لا شك فيه، أنّ الرواية والمسلسل عَمَلان يرفد كلّ منهما الآخر في محاولة خلق توازن معرفي للقارئ والمتلقي، ولتكاملهما الدورَ في تمكين الأفراد على التحليل والتفسير، من خلال اتساع دائرة الوعي والإدراك.

إنّ وظيفة القارئ هي أن يتعامل مع هذا الإبداع الأدبي في حركته الاجتماعية، فالرواية تقدم المجتمع كحقل معرفي، يُمكّنه من فهم الظواهر الاجتماعية بصورة شمولية وأكثر عمق، وعليه هو أنّ يغوص في تحليل وتفسير سلوكيات الفاعلين في الأحداث الاجتماعية من داخلها، واستنتاج كافة المعاني المحتملة لها ضمن السياق الواقعة فيه (سياق الممارسة). وهذه الأخيرة، هي إحدى فوارق الرواية عن المسلسل، فهي تفرد للكاتب مجالًا أفضل لنقل الأحداث وإيصال المعنى؛ لأنّ فرصة الشخوص للتعبير أكبر، فيرى د. وَليد سَيْف”أن العقل الروائي يفرد مساحات واسعة لعوالم الشخصيات الداخلية وكيفية تلقيها لما هو حولها”.(٤)

على صعيدٍ آخر، يحمل النصّ معنى متعدد أوجه التأويل، كما لا يكتفي بمعنى واحد وإنّما يفرز العديد من مستويات المعاني والتفسيرات، وعلى القارئ أن يعتمد على ذاته في التأويل واستنباط المعاني وقراءة الحدث التاريخي. التأويل الذي يُقصد فيه فحص واستخلاص جميع المعاني الكامنة في النص، إذ ينتهي دور الكاتب عند دار النشر بعد أنّ يصدر كتابه، لتبقى محاولة فهم القضية الفلسطينيّة مهمة القارئ الواعي. وهذا ما أكدّ عليه وَليد سَيْف مؤخرًا بقوله:”أريد أن أوجه القارئ لكيفية قراءة الرواية، فيجب أن يقرأها على عاتقه، ويتصورها كما تتفتت في وعيه.”(٥)

البعد الاجتماعي في النصّ اللغوي

تُعدُّ الرواية حقلاً أدبياً مُحمّلاً بالموروث الثقافي والتراث الاجتماعي للسياق الزماني والمكاني الذي تدور فيه الأحداث. فلا تقتصر وظيفة الرواية على السرد، بل تتجلى أهميتها لدى الباحثون والقُرّاء على قدرتها في الكشف عن تمظهرات القضايا الاجتماعية في البنية السردية، وذلك من خلال العلاقة التي تربط النصّ بالسياق الاجتماعي؛ نظراً إلى تصوير الرواية لشبكة الأحداث التاريخية والعلاقات الاجتماعية، عبر رصدها للتفاعلات الاجتماعية وتناولها لمكونات الحياة الاجتماعية المختلفة، والنبش في مختلف أبعاد متغيرات الواقع الاجتماعي. وهذه إحدى ميادين اهتمام الباحثون في سوسيولوجيا الأدب، حيث “إن علم اجتماع النص يهتم بمسألة معرفة كيف تتجسد القضايا الاجتماعية والمصالح الجماعية في المستويات الدلالية والتركيبية والسردية للنص”(٦)، إذ إنّ المضامين الدلالية للنص والمعاني الكامنة فيه رهينة النظام الاجتماعي، والأنساق السياسية والاقتصادية والثقافية في المجتمع.

يبرز البعد الاجتماعي لرواية “التغريبة الفلسطينية” في تجسيدها للواقع اليومي للمجتمع الفلسطيني، في الفترة الممتدة ما بين ثلاثينيات وستينيات القرن العشرين، في سردٍ نَقَلَ لنا العديد من الظواهر الاجتماعية في ذلك الزمان والمكان، حيث أنّه عمل يُحاكي مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية التي أبدع وليد سيف في رصد يومياتها وتفاعلاتها. ففيها، مثلًا، المناضل، المتعلم، الفلاح والإقطاعي. وعليه، كانت أداةً رصدت لنا، على سبيل التعداد لا الحصر: فوارق المدينة والقرية، الإشكالية الطبقية بين الفلاحين والإقطاعيين، النظام الاقتصادي للبيع والشراء الذي كان يتم عبر مقايضة السلعة بالسلعة (تبادلها)، حياة القرية وعاداتها وتقاليدها، نمط الإنتاج وعلاقة الفلسطيني بالأرض، تركيبة الأسرة، نظام الزواج وقضاياه، واقع التعليم وظروفه، والصور النمطية السائدة عن الحب، الأرملة، اللاجئ وغيره.

أيضًا، “تمثل الرواية .. مواقف وأفعالاً اجتماعية وتاريخية. إنها تجمع وصف الحياة النفسية “الداخلية” للفرد ليس فقط بتصور الأوساط الاجتماعية بل أيضاً بتحليلات “اجتماعية” لهذه الأوساط”(٧)، يتجلى هذا في وصف الكاتب للظروف الاجتماعية التي أحاطت بشخصيات الرواية؛ كرصده لقضايا اللاجئين من خلال سرد معاناتهم وأحوالهم الاجتماعية، والوصمة الاجتماعية التي لحقت بهم جرّاء وقائع المخيم، المخيم الذي يراه د. وليد سيف “عنوان المأساة الفلسطينية، وحاضنة الكفاح والمقاومة”.

أضف إلى ما سبق، بُعدًا آخر، وهو تجليات الهوية في النصّ. إذ أنّ الحديث عن المكونات الثقافية والاجتماعية للمجتمع يعتبر جزءًا مهماً في عملية بناء الهوية، في أبعادها الاجتماعية والسياسية والقومية والإنسانية، حيث يمكننا اعتبار رواية “التغريبة الفلسطينية” أداة مقاومة في وجه سلطة تزييف الحقائق وطمس الهويات وخطط التطبيع وصفقاته، وما يقوم به الاحتلال من عمليات اغتيال للذاكرة وسلب حق العودة وانتقاص قصص الكفاح والثبات.

إنّ الحديث عن تاريخ النكبة والنكسة والتهجير وجرائم الاحتلال، في أدبٍ لازم الفعل الثوري وفعل المقاومة، من شأنه أن يُسهم في تأصيل قيمة ومكانة القضية، بالإضافة إلى بلورة وإثبات الهوية الفلسطينية في عقول الأجيال القادمة، فكيف يمكن أن تتشكل الهوية بمنأى عن ذاكرة واعية!. كما أنّه يعمق الوعي بخطط إسرائي الممنهجة لبناء ذاتها وصورتها وانعكاساتها في الداخل والخارج على أنها صاحبة حق ووجود. 

وقائع الحاضر بشواهد الماضي

يرى وليد سيف أنّ “ما يجعل من عمل ما معاصراً ليس الزمان الذي تدور في إطاره الأحداث، بل طريقة المعالجة كتابياً ودرامياً، والطرح الذي عليه أن يلامس الشطر الإنساني بالأساس”(٨). وفق هذا الطرح، تكون المعالجة الكتابية للمسلسل قدمت الحالة الفلسطينية في زمن حرب عام 1948و 1967 كحدث معاصر لأي زمن يقرأ فيه النص، من خلال استدعاء السياق الاجتماعي للقراءة. من هنا، يمكننا القول، أنّ رواية “التغريبة الفلسطينية” ستكون ذلك الفضاء المكاني والزماني، الذي سيمكّن القارئ من استنباط أو فهم واقع الحياة الاجتماعية في فترة زمنية محددة، وتفسير أحداث الحاضر من خلال وقائع الماضي الذي شكّل الأرضية التي أسست لشواهد اليوم؛ وذلك غايةً في تكوين رؤية شمولية عن قضايا المجتمع الفلسطيني في ظلِّ الاحتلال، إضافةً إلى إعادة إنتاج الوعي بالقضية الفلسطينية. على اعتبار أنّ النص حقل معرفي واسع مليء بالمعاني والدلالات والمشاهد التي يمكن أن يستحضرها القارئ ويتلقاها وفقًا لتصوراته وكيفية قراءته للأحداث الراهنة. 

إنّ المعنى من ذلك يتلخص بقول د. وليد سيف: “بقدر ما يسهم الماضي في إنتاج الحاضر، فإنّ الحاضر يسهم في إعادة إنتاج الماضي من حيث هو رواية يشيدها الوعي الحاضر”(٩). وفق هذا المنظور، يتشابك الماضي بالحاضر، حاضر تراكم الماضي. فمن منّا اليوم لا يستذكر مع كلٍّ وقائع الظلم والاستبداد، سؤال الماضي الأخير لغسان كنفاني، في روايته “رجال في الشمس”، ” لماذا لم تدقّوا جدران الخزان؟”.

كانت “التغريبة الفلسطينيّة” ولا تزال نموذجًا للرسالة التي يُجاهد صاحبها لتمهيد كلّ الطرق أمامها حتى تَصل، إذ نراها عملاً شاملاً لكافة حقول الأدب الفلسطيني، بدءًا من السيناريو إلى الشعر المُغنّى فالإنتاج الدرامي ثم ختامًا الإصدار الروائي. هذا العمل الذي بدأت شارته بكلمات الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان التي لا زالت تعزز الانتماء فينا وتعيد تأصيل الجذور؛ حيت أنّ أبياتًا كَ “وبلاداً أحبَّها .. ركنُها قد تهدًّما .. وخصوماً ببغْيِهمْ .. ضجَّت الأَرضُ والسما” لم تكن مجرد أغنية “التتر”. وقفلة مشاهد المسلسل بكلمات محمود درويش: “أيها المارون بين الكلمات العابرة .. اجمعوا أسمائكم وانصرفوا .. وخذوا ما شئتم من صور كي تعرفوا .. أنكم لن تعرفوا .. كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء .. منكم السيف ومنا دمنا .. منكم النار ومنا لحمنا .. وعلينا نحن أن نحرس دم الشهداء .. وعلينا نحن أن نحيا كما نحن نشاء .. آن أن تنصرفوا” – لم تكن مجرد موسيقى تصويرية أو معالجة شعرية للمشهد الأخير من الحلقة الأخيرة، بل رسخت مجريات التاريخ في الذاكرة وسعت لإثبات الهوية الفلسطينيّة، كي لا ننسى أنّ “لنا الماضي هنا .. ولنا صوت الحياة الأول .. ولنا الحاضر والحاضر والمستقبل”، فتكون “البارودة” بطلة المشهد الأخير، ووصية “الكايد أبو صالح” لنا : “الأرض بترجعش غير بالمكاومة”. 

واليوم، يعود المثقف الشمولي، وليد سيف لِيُحيي ذاكرة الوطن فينا؛ فيخطّ في روايته إهداءً “.. إلى كل القابضين على جمر القضية .. إلى كل حرّاس الذاكرة .. إلى كل الوطن الممتد بين الماء والماء” ؛ ليؤكد لكّلِ قارئ من الأجيال القادمة مَنْ هم أصحاب الحق والقضية، وهذه الحقيقة التي جاهد الاحتلال تزييفها بين دَفّتي روايتي. 

 

هوامش

١- وليد سيف، الشاهد والمشهود، ص476
٢- المرجع السابق، ص47
٣- المرجع السابق، ص476
٤- بديعة زيدان، “وليد سيف .. حراسة رواية الفلسطينيين”، جريدة الأيام، تاريخ النشر: 06/09/2022.
٥- المرجع السابق.
٦- بيير زيما، النقد الاجتماعي نحو علم اجتماع للنص الأدبي، ترجمة عايدة لطفي (القاهرة، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، 1991)،  ص12
٧- المرجع السابق، ص123 
٨- بديعة زيدان، مرجع سابق. 
٩-  وليد سيف، الشاهد والمشهود، ص6
الكاتب: إيمان بديوي

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع