ترجمتها من المالطية مارية باكلا
نوفمبر
أشتاق أن أنظر إلى أفكاري
مثلما أنظر إلى أوراق شاحبة
تُراقصها رياح نوفمبر.
أشتاق أن أنظر إلى أفكاري
مثلما أنظر إلى السَّحاب
قطن يتدلّى من السماء.
أشتاق أن أنظر إلى أفكاري
مثلما أنظر إلى ريشة
تتهاوى ببطء على الأرض.
الشمس تغيب في البحر
أمي، علّميني أن أغفو
الشمس غابت وراء البحر
والنوم غائب عن عيني.
هكذا قلت لي.
ابني،
عُدّ العصي التي تجدها
في طريق عودتك من المدرسة،
عدّ الحصى والصدف
المملوء بأغاني البحر.
شُمّ رائحة الموج
يمد ويجزر.
استكِنّ في قوقعة الحلزون
التي تحب أن تخبئها في جيبك.
غمرتك بذراعي
وفي أذني همست لي أسرارك:
سأغمض عيني،
وأهدهد نفسي وأخلد للنوم،
ولكن لا تخبري أحدًا.
في كُمّي
أ حفظُ البوسات
التي طيَّرْتِها لي هذا الصباح
عندما كنتُ
أتظاهر
بالنوم.
كل مرة
كل مرة ترتدي معطفك
وتغلق الباب وراءك
أبقى أنا في عُري الفراش
في حضن الأرق.
في مرارة ليلة عاصفة،
أتعلق بكل ذكرى،
أتأرجح في الفراغ
مع كل نظرة
أُغفِلتْ،
مع كل كلمة
أُخرِستْ.
نجوم
الشمس تعبت وأنا
أشتاق أن أرقد في ظلام عينيك
لكي أقع في قلبك
وأبقى في فكرك.
أريد أن أرقد جنيناً في رحمك
لكني أخاف من الظلام.
قلتِ لي ورأسُك على المخدة:
عصافير بطني تزقزق لك
تريد أن تحادثك.
تريدك أن تحكي لها أسرار القمر
سألتِني وشفتاك علامة استفهام:
تُرى يكون لك مكان على القمر؟
وجمعتِ النجوم الذهبية،
ألصقتِها بشريط لاصق
على ورقة بيضاء.
وقلتِ:
هذه لك يا ماما.
القصائد منتقاة من كتاب يصدر قريباً عن دار صفصافة في القاهرة.