رسالة سان سيباستيان: “الفندق الملكيّ”… الانتقام دفعة واحدة

سليم البيك

محرر المجلة

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

27/09/2023

تصوير: اسماء الغول

سليم البيك

محرر المجلة

سليم البيك

روائي وناقد فلسطيني، مقيم في باريس. محرّر "رمّان الثقافية". يكتب المقال الثقافي والسينمائي في "القدس العربي". له ٥ كتب، آخرها روايات: «عين الديك» (٢٠٢٢ - نوفل/هاشيت أنطوان، بيروت)، و«سيناريو» (٢٠١٩ - الأهلية، عمّان)، و«تذكرتان إلى صفّورية» (٢٠١٧ - الساقي، بيروت). نال مشروعه «السيرة الذاتيّة في سياق الجمعيّة: بحثٌ في السينما الفلسطينية» في ٢٠٢١ منحةً من مؤسسة "آفاق". مدوّنته: https://saleemalbeik.wordpress.com

ضمن وَسط ممتلئ بمختلف أشكال الذكورية، ما الذي تفعله فتاتان قادمتان من بعيد، في بارٍ وسط الصحراء؟ هذا ما يدور حوله فيلم الأسترالية كيتي غرين المنافس في مهرجان سان سيباستيان السينمائي، “الفندق الملكيّ” (The Royal Hotel). يبدأ الفيلم بفتاتين كنديتين في أستراليا، ينقصهما المال فتضطران للعمل كي تكملا إجازتهما ومغامرتهما، يجدان باراً في وسط الصحراء، يبعد ساعات بالسيارة عن أقرب مدينة. هناك يتمركز الفيلم بمعظمه، بعد مقدّمة سريعة، وهناك ينتهي.

بار قذر لمالك ثمل معظم الوقت، وغير لبق، روّاده من العمّال الرجال غالباً، المنقطعين عن الحياة الاجتماعية، فظّون وذكوريون وعنيفون لظفاً وفعلاً، وثملون دائماً. مقابلهم وصلت فتاتان أجنبيتان صغيرتان ضعيفتان في حالتهما الأولى، ووحيدتان في الصحراء وتشعران بالخطر حولهما، تعملان في البار وتسكنان في غرفة أعلاه. إضافة إليهما، امرأتان فقط نراهما على طول الفيلم، زوجة المالك وهي المخلّصة للفتاتين، رغم قساوتها، وأخرى من روّاد البار، تقدّم بها العمر، تنصح إحدى الفتاتين بأن تسأل كلّ زبون عمّا يود شربه بصدر مكشوف ونافر. محاولات الاعداء على الاثنتين لا تنتهي، نفسياً وجسدياً، وذلك في خط سيرٍ متصاعد في توتّره وتناقضاته إلى أن تجد الفتاتان حلاً انقلابياً انتقامياً يهدّم الدار على من فيها.

حمل الفيلم أجواء الوسترن الأمريكي إلى أستراليا المعاصرة، مقدّماً الحبكة بيد فتاتين تلقّتا كميات من التنمّر والتحرش في المشاهد الأولى وبعض التالية في البار، قبل أن يتحول ذلك إلى محاولات اعتداء، ثم قبل أن تمسكا الحلّ بأيديهما وتلقيانه على الآخرين، بما يشبه نوعاً من التمرد والانتقام.

هو أقرب للأفلام المستقلة الأمريكية، حيث الميزانية الصغيرة، كما هي هنا، بما يبدو، وقد صوّر الفيلم بمعظمه في البار والمساحة الصحراوية حوله. وهذه سمة متكررة في أفلام “الإندي” (المستقلة) الأمريكية التي تجمع الشخصيات وحبكتها في مكان محدود، بتصوير واقعي معتمداً على السيناريو والمونتاج كوسيلة أساسية في صناعة الفيلم. لكن “الفندق الملكيّ” يبقى في المساحة الآمنة للسينما الأمريكية (أو الأنكلوفونية)، حيث كلاسيكية السرد والتصوير. أما جانبه الأقوى فكان أداء الممثلتين من ناحية، وسلوك وكلام الشخصيتين من ناحية ثانية.

 

الكاتب: سليم البيك

هوامش

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع