بتنظيم من مؤسسة “فيلم لاب فلسطين” ومقرها مدينة رام الله، بمبادرة وشراكة محورية مع مؤسسة “أفلامنا” في العاصمة اللبنانية بيروت، و”أفلام س” في مصر، وبالتزامن مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم، انتظمت في 2 تشرين الثاني (نوفمبر)، فعاليات “أيام فلسطين السينمائية حول العالم”، بواقع 171 عرضاً في 41 دولة.
ومن بين الأفلام الروائية والوثائقية التي تمّ عرضها في المواقع المختلفة: “حكاية الجواهر الثلاث” للمخرج الفلسطيني ميشيل خليفي، وفيلم “نادي غزة لركوب الأمواج” للمخرجين فيليب جنات وميكي يمين، وفيلم “فرحة” للمخرجة الأردنية دارين سلام، و”اصطياد الأشباح” للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني، و”حتى إشعار آخر” للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، و”خيوط السرد” للمخرجة الفلسطينية اللبنانية كارول منصور، و”الزمن الباقي” للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان.
ومن بين الدول التي احتضنت العروض: ألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وكندا، وبريطانيا، والنرويج، وهولندا، وإسبانيا واسكتلندا، واليونان، وجمهورية التشيك، وسلوفينيا، والبرازيل، وبيرو، وتشيلي، وكولومبيا، وجمهورية الدومينيكان، والهند، وتركيا، وأندونيسيا، وبنغلاديش، ولبنان، والأردن، ومصر، والجزائر، وتونس، والمغرب، وقطر، وليبيا، وموريتانيا، والإمارات، وسوريا، واليمن.
وكان لافتاً الحضور الجماهيري الكبير في كافة مواقع العروض المختلفة، وتحوّلها إلى فعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، ومُستنكرة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، و”الإبادة الجماعية” في قطاع غزة.
ونشرت مؤسسة “فيلم لاب فلسطين” عبر موقعها الإلكتروني: بينما نتعرض للإبادة الجماعية في غزة، وتشوه وسائل إعلام عالمية الرواية الفلسطينية، عبر منهجية يحاول مسؤولون رسميون من خلاها نزع سمات الإنسانية عن شعبنا، ومحو معاناته، وفي ظل جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في حق شعبنا في غزة، أرتأينا أن ننقل قصتنا وصوتنا إلى ما وراء الحدود، بحيث ينظّم أصدقاؤنا وشركاؤنا حول العالم عروضاً لأفلام من فلسطين وعنها، يصنعون من خلالها مساحة لتمثيلنا وإيصال روايتنا.
وشدّدت الجهة المنظمة لمهرجان أيام فلسطين السينمائية الدولي، مخاطبة المنحازين لرواية القاتل في العالم، على أنه “مهما رفعتم الصوت، ومها تلاعبتم بالأخبار، ومهما ذرفتم دموع التماسيح، فلن تردّونا عن سعينا.. نقف بصلابة وعزم وحزم، ولسنا وحدنا، ولن ترهبونا”.
وقال حنا عطا الله، مؤسس “فيلم لاب فلسطين” ومدير المهرجان: هذا هو الوقت المناسب لتصل الرواية الفلسطينية الحقيقة إلى العالم، لتواجه التشويه العالمي والسردية الإسرائيلية الرامية إلى شيطنة الشعب الفلسطيني، وفي ذكرى وعد بلفور المشؤوم، لتذكير العالم بأن المأساة الفلسطينية لم تبدأ فقط منذ نكبة العام 1948، بل قبل ذلك بكثير، مؤكداً: هناك شركاء قرروا العرض في 2 تشرين الثاني (نوفمبر)، بعرض واحد أو أكثر، وهناك شركاء قرروا أن تمتد العروض على أكثر من يوم، علماً أن كل مؤسسة أو شركة أو جهة تبنّت تنظيم هذه العروض، هي من اختارت الأفلام التي ستعرضها من بين قائمة الأفلام المرسلة من قبلنا، مؤكداً: جميع العروض مجانية، والشركاء قدموا مواقع العرض كنوع من التضامن مع فلسطين، ورفضاً للعدوان المتواصل على قطاع غزة، والبعض فتح باب التبرعات.
عطا الله أشار إلى أن التفاعل الكبير مع العروض التي حوّلت فعالية “أيام فلسطين السينمائية حول العالم” إلى مهرجان عالمي، دفعت بعض الجهات الشريكة لطلب مزيد من الأفلام، أو الإعلان عن مزيد من العروض، في حين طلبت جهات أخرى تنظيم عروض في مواقعها.
وشارك العديد من صنّاع الأفلام في التواجد أو التفاعل مع واحد من عروض أفلامهم في العالم، كالمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، والمخرجة الأردنية دارين سلام، ورائد أنضوني، في حين وصف المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الحدث بأنه “أكد أننا لسنا أرقاماً، فنحن أحياء وباقون، وللحلم بقية”.
وعقّب جاد أبي خليل، المدير التنفيذي لجمعية “أفلامنا” في بيروت، قائلاً: نحن لا نتضامن مع فلسطين بل مع إنسانيتنا، فلم يبق لنا ربّما إلّانا، لكننا كثر حول العالم. لقد كان التضامن عظيماً حقاً، وكان الشيء الأكثر أهمية هو أن نجعل أصدقائنا في فلسطين يعرفون أن الناس في جميع أنحاء العالم لا يتوافقون مع سياسات حكوماتهم، أي أنهم ليسوا وحدهم”.
وكانت جمعية “أفلامنا” اللبنانية، أشارت عبر موقعها الإلكتروني، إلى أنه “بينما تنخرط وسائل الإعلام الدولية وقادة العالم ومنصات التواصل الاجتماعي الكبرى في الرقابة، وتجريف وتشويه السردية الفلسطينية، وبينما يواصلون تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم ومعاناتهم المستمرة، فإننا قررنا فتح منصّاتنا لدعم أيام فلسطين السينمائية حول العالم، ففي ذكرى وعد بلفور، ولتعزيز أصوات الفلسطينيين، ودعم فلسطين، والمساهمة في تغيير السرد المشوّه، تقرر تنظيم أكثر من 170 عرضاً سينمائياً عن فلسطين حول العالم”.