يشتمل كتاب “مفهمة فلسطين الحديثة: نماذج من المعرفة التحررية 2” على تسع دراسات أكاديمية تبحث في عناصر الهوية الوطنية الفلسطينية: أرضاً، وناساً، وحكاية، وذلك على مستويات: فلسطين المخيالية، فلسطين الميدانية، فلسطين الثقافية. وقد شارك فيه ثمانية مرشحين من برنامج الدكتوراه في العلوم الاجتماعية في جامعة بيرزيت، بالإضافة إلى المحرر، كمساهمة في القول على معاني فلسطين: هوية وقضية. ففي مجال المخيال، يناقش الجزء الأول من الكتاب مفهمة فلسطين دينياً، وذلك عبر استنطاق مستويات التفاعل بين مكوِّنات المخيال الديني في اليهودية والمسيحية والإسلامية، عبر دراسة: النص الديني، والتجربة التاريخية، والخطاب السياسي. وفي مجال الميدان، يعمل الجزء الثاني من الكتاب على إعادة الاعتبار لمفهمة فلسطين ميثاقياً، وذلك من خلال المزاوجة بين ثلاث لحظات تتعلق بالتأسيس والتأويل والاستعادة لمعاني فلسطين الميثاق عبر دراسة نماذج للمقاومة التضامنية، والمنظمة، والفردية. وفي مجال الثقافة، يتحرى القسم الثالث من الكتاب مفهمة فلسطين ثقافياً عبر ثلاثة أنماط من الخطابات الإعلامية والأدبية والاجتماعية، وذلك للإضاءة على مفهمة “فلسطين الجديدة” خلال ربع القرن الأخير من تاريخ فلسطين. واستكمالاً للجزء الأول من الكتاب، تشكل فصول هذا الجزء الثاني خطوة من داخل فلسطين المحتلة على طريق مفهمة فلسطين الحديثة من خلال مداخل حقلية ومنهجية متعددة تقارب فلسطين المذرَّرة جغرافياً وديموغرافياً والمتعددة ثقافياً، بأدوات تراعي أصلية المواد في قيد البحث وأصلانية مناهج الباحثين التي تراوح بين دراسات ما بعد الاستعمار، والدراسات الأصلانية، والبحث المحارب. وقد أتاحت التوجهات الحقلية والمنهجية للباحثين نقداً مزدوجاً للثبات الأيديولوجي لمشروع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني، والتحوّل الذي أصاب مشروع التحرر الوطني الفلسطيني، على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية.