أعلن مهرجان سينما فلسطين في باريس وضواحيها عن قرب موعد إطلاقه، من 7 يونيو إلى 16 يونيو، مقدماً هذه الدورة بالتالي:
منذ نشأته عام ٢٠١٥، يثبت مهرجان سينما فلسطين نفسه كملتقى أساسي في الأجندة الثّقافيّة لمدينة باريس وضواحيها، بغايته الأولى في التّأكيد على جودة السّينما الفلسطينيّة والمساهمة في نشرها. يتيح مهرجان سينما فلسطين للفنّانين/ات الفلسطينيّين/ات فرصة اللّقاء مع جمهورهم وخلق مساحة من النّقاش واللّقاءات الحوارية حول السّينما الفلسطينيّة، متجاوزًا القيود الّتي تفرضها الحدود.
تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي الأرشيف الفلسطيني بشكل متعمد عبر سرقة الكتب والمخطوطات من المنازل الفلسطينية، وذلك منذ نكبة 1948 إلى يومنا هذا. كما شهدت الحرب على غزة تدميراً للمباني التي تهدف إلى حفظ الذاكرة الثقافية – بما في ذلك الأرشيف المركزي في مدينة غزة – وكذلك العاملين فيها الذين تم تهجيرهم وقتلهم.
خلال اجتياح بيروت عام 1982، استهدف الاحتلال الإسرائيلي وحدة الإعلام لمنظمة التحرير الفلسطينية ودمّر العديد من أشرطة الأفلام المُنتجة والمحفوظة. البحث عن هذا الأرشيف المستعاد هو محور هذه الدورة من المهرجان كالأفلام “ملوك وكومبارس” (عزة الحسن)، “طريق الآلام” (عريب طوقان) و” مشاهد من الاحتلال في غزة ” (كمال الجعفري).
منذ بدايته، اهتم المهرجان بإعادة عرض الأفلام التي اعتُبرت مفقودة أو مهمشة لفترة طويلة مثل “عائد إلى حيفا” (قاسم حوّل)، “المخدوعون” (توفيق صالح) و”فلسطين، سجل شعب” (قيس الزبيدي) من خلال البرمجة والترجمة إلى اللغة الفرنسية. كما نظّم المهرجان عدة ندوات وطاولات مستديرة لتنمية الحوار بين الأجيال المختلفة من السينمائيين الفلسطينيين. وفي هذه السنة، يواصل المهرجان عمله بالتركيز على عملية استعادة الأفلام، وكذلك بإلقاء الضوء على المخرجين/ات والموثقين/ات والباحثين/ات في المجال السينمائي الذين ساهموا في رقمنة وإحياء الأفلام المؤرشفة (عريب طوقان، أسماء العطاونة، رامي نيحاوي، أناييس فارين، مهند يعقوبي، رشا صلتي ومارجو شالينسون).
نرغب أيضًا، ولأول مرة تسليط الضوء على أهمية حضور الأرشيف العائلي في استمرارية الإبداع الفني، وذلك من خلال عرض أفلام “ثلاثة وعود” (يوسف سروجي)، “عائدة” (كارول منصور) و”وداعًا طبرية” (لينا سوالم)، وكذلك إقامة مناقشات حول إعادة استخدام الأفلام العائلية.
هذا وسيشهد المهرجان كما كل عام، مسابقة الأفلام القصيرة الأفلام المختارة: “غزة اتليه” (منتصر السبع)، “غنينا قصيدة” (آني سكاب)، “ذاكرة مهمشة” (حياة أمجد لبان)، “زوايا” (ميرا حج حسن)، و”السور” (آلاء أبوزينه). كما يتضمن المهرجان أمسية في الهواء الطلق، وهما حدثان أصبحا أساسيين في المشهد الثقافي في مدينة باريس وضواحيها. وسيعرض لأول مرة أمام الجمهور الأفلام “الأستاذ” لفرح نابلسي و”إلى أرض المجهول” لمهدي فليفل و سيتبعه نقاش بحضور كلا المخرجين
بالإضافة إلى ذلك، ينظم المهرجان الدورة الثالثة من برنامج Mentorship الذي يهدف إلى مرافقة ودعم مخرجين/جات فلسطينيين/ات من قبل مخرجين/جات فلسطينيين/ات محترفة, يتضمن البرنامج دورات لتطوير كتابة مشروع السيناريو السينمائي للفيلم القصير الخاص بكل مشارك/ة وذلك من خلال إقامة فنية لمدة شهر في مركز Artagon الثقافي.
بمناسبة الذكرى العاشرة لمهرجان سينما فلسطين، يكرّم المحور “فلسطين في العين” العضو المؤسس لوحدة السينما الفلسطينية (PFU) هاني جوهرية، وهو عنوان فيلم أعدّه زملاؤه السينمائيون بعد استشهاده حاملاً كاميرته في عام 1976. نسلّط الضوء على أهمية الأرشيف الفلسطيني كسلاح للمقاومة ضد محاولات الاحتلال في محو الهوية الفلسطينية، ونؤكد أن عيوننا باقية على فلسطين، على غزة.