حماس: صعود المقاومة الفلسطينية ومحاولات الاحتواء” كتابٌ يقدم تاريخاً لحركة “حماس” (حركة المقاومة الإسلامية) على امتداد ثلاثين عاماً، ويُسرَد من زاوية الحركة ذاتها منذ بداياتها، كدعوة إلى الكفاح المسلح لتحرير فلسطين التاريخية وصولاً إلى صعودها الديمقراطي إلى الزعامة والحكم السلطوي، ومن ثم إلى احتوائها ومحاولة إخمادها في قطاع غزة.
يبيّن الكتاب أن الحركة هي حركة تحرير ذات أبعاد معقدة، ولها مطالب يجيزها القانون الدولي؛ مطالب طالما وسمت النضال الفلسطيني من أجل الحق في تقرير المصير. كما يعالج، وبعمق، الدوافع السياسية التي تحرّك وتُنشط الحركة في استراتيجيتها، وفي علاقاتها بإسرائيل وبالفصائل الفلسطينية الأُخرى. ويشرح المؤلف كيف تواجه “حماس” احتلالاً لا هوادة فيه يرمي إلى تقويض الوحدة بين الفلسطينيين، وكذلك يوضح كيف نُزعت الشرعية عنها في المجال الدولي، وكيف أن مطالبتها بالسيادة الفلسطينية جرى تعطيلها من خلال احتوائها داخل بقعة جغرافية محددة، حيث تخضع للحصار منذ سنة 2006.
ويصمم المؤلف خريطة زمنية لهذا التاريخ الاستثنائي المذهل لـ “حماس” والذي يعتمد على مقابلات جرت مع أعضاء في الحركة في قطاع غزة والضفة الغربية وخارج فلسطين، كما يستند إلى معرفة عميقة بأرشيفات الحركة ومنشوراتها.
يوضّح هذا الكتاب كيف أصبحت إدارة الصراع، لا حلّه، هي الوجه السائد لتعامل إسرائيل مع الفلسطينيين القابعين تحت سيطرتها. ويحث المؤلف قادة المجتمع الدولي، من الشرق الأوسط وصولاً إلى الأمم المتحدة، على أن ينعموا النظر في دورهم في الإبقاء على هذا الجمود في الموقف، الأمر الذي يتسم بشراسة يدفع السكان المدنيون أغلى أثمانها.
تشتمل هذه النسخة العربية من الكتاب على مقدمة محدثة تعكس التطورات الأخيرة فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك بهدف توفير فهم أعمق للسياق الحالي. علماً بأن هذا الكتاب كان صدر في عام 2018 باللغة الإنكليزية عن دار نشر جامعة ستانفورد.