الّذين لا يأبهون بالموت
أحسدهم
أولئك الّذين لا يأبهون بالموت..
فأنا لست منهم:
أطلّ من النوافذ والشرفات بحذرٍ
خوفاً من وقوعٍ عن طريق الخطأ
أقفل باب بيتي بالمفتاح
وأنظر من عينه
أخاف،
إذا سمعت صوتأ غريباً،
من لصّ
يسرق حياتي..
أقود السّيارة على مهلٍ..
أخاف أن أصبح جثّةً في الشارع
يبحثون عن هويّةٍ لها..
أحسدهم
أولئك الّذين لا يأبهون بالموت
وهم على الأرجح
يحبّون الحياة
أكثر منّي.
السّاعة الثانية بعد منتصف الّليل
يدك تداعب شعري
إلى أن أغفو
رأسي على صدرك
خالٍ من الأفكار المقلقة
قلبي سعيدٌ كطفل
السّاعة الثانية بعد منتصف الّليل
كلّ ذلك يحدث
في خيالي فقط.
عن المدن
للمدن مثلنا
أمزجةٌ وطباع
بعضها يصحو باكراً
بعضها لا ينام إلّا متأخّراً..
بعضها يأخذ قيلولةً وقت الظهيرة
لكي لا يطيل السّهر ليلاً..
بعضها مصابٌ بأرقٍ مزمن
ويفكّر، من وقتٍ إلى آخر،
بالإنتحار.
إلى تشارلز بوكاوسكي
لو أنّك ما زلت حيًّا
لسألتك:
قل لي كيف أكون مثلك..
كيف لا أبالي بشيء
وأبالي بكلّ الأشياء
في وقتٍ واحد؟
كيف أمسك القصائد بيدٍ
وزجاجة البيرة بالأخرى
وأقرأ الشعر
دون القلق من رهبة المسرح؟
كيف أنتقل من وظيفةٍ إلى أخرى
ثمّ إلى أخرى
ثمّ إلى غيرها
أو أكون عاطلةً عن العمل
دون مبالاة؟
لو أنّك ما زلت حيًّا
لسألتك
قل لي
كيف أعبر، بيأسٍ
ومن دون يأسٍ،
هذي الحياة؟