لا أتذكّر لحظة الارتطام
لكنّي أتذكّر صوتي يصرخ
من ألمٍ شاسعٍ
في أسفل الظّهر
ويدي اليمنى تتحرّك طلباً للنجدة
رغم كسورها
رجلٌ غريبٌ
يفتح باب السيارة
ويسألني إن كنت على ما يرام
دمٌ يسيل من وجهي
وصوتي يصرخ
مستقلّاً
كأنّه ليس لي
في الإسعاف
أفكّر:
ما الّذي كنت أفعله
طيلة هذه الحياة؟
في المستشفى
المورفين يجعلني أضحك
كأني ذاهبة في نزهةٍ
إلى غرفة العمليّات
صوت أمّي
يطمئنني
ويدها تحلّ مكان يدي
تطعمني كأنّي عدت
ثلاثين عاماً إلى الوراء
كلّ المشاكل
تختفي
ويصبح لديّ حلمٌ واحدٌ:
أن يعود جسدي
كما كان
يدي اليسرى
تلومني على إهمالي لها
حياةً كاملة
ظهري يعاتبني
على عمرٍ أمضاه
على الكرسيّ والكنبة
أقسم أنّي، لو نجوت،
سأركض
وأرقص
وأعيش كما لم أفعل من قبل
يزورني أبي
عشرة أيّامٍ
فأشكر الكون،
فيما بعد،
على حادث السّير
تتركني أمّي
وتذهب لإطعام أبي
على سرير مستشفىً آخر
لا أفهم معنى
أن أستعيد جسدي
بينما يفقد أبي جسده
أؤمن بالطاقة تارةً
وبالعشوائية تارةً أخرى
يمضي عامٌ
وأنا أعتني بجسدي
كأنّه طفلي الوحيد
أتعلّم ألّا أقول “حتماً”
بل أقول “ربّما” أكثر
وأذكّر نفسي
كلّ يومٍ
أن أختار أحزاني
بعنايةٍ شديدة.