أشتهر رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة (1978) برسومه المناهضة لدولة الاحتلال الصهيوني، كما عُرف برسومه الكاريكاتيرية ذات المضامين السياسية الناقدة ضد مختلف التيارات والأحزاب السياسية الفلسطينية. وهو عضو في الشبكة العالمية لفناني الكاريكاتير “كارتون موڤمنت”، شارك في مؤتمر لرسامي الكاريكاتير الأمريكيين في ولاية اوريجون، عام 2010، واستُخدمت أعماله للمؤتمر الدولي حول الربيع العربي الذي نظمه “البيت العربي” في إسبانيا عام 2011. وهو حاصل على العديد من الجوائز والتكريمات الفلسطينية والدولية.
نجري معه هذا الحوار بمناسبة صدور كتابه الأول “أبيض وأسود”، عن دار نشر (Just World Books) في الولايات المتحدة الأمريكية.
“أبيض وأسود” هو عنوان كتابك الأول، الذي يحتوي على 180 لوحة كاريكارتيرية تقريبًا، والذي اخترت أن يكون صدوره في الولايات المتحدة الأمريكية، حدثنا عنه.
الكتاب في الأصل هو محاوله للخروج من كل ما قمت به سابقًا ومحاولة ابتكار خط جديد وأسلوب جديد في انجاز العمل الكاريكاتوري. قمت بعملية تقييم صريحة لكل ما أنجزته من رسوم منشورة من قبل، ولعدم إيماني أصلًا بوجود حركة نقدية في فلسطين قمت بنقد ذاتي، ولا أريد أن أكون قاسيًا على تجربتي السابقة ولكن دعني أقول إني بحاجة لشيء جديد أضيفه لمسيرتي الفنية، بحاجة للتجديد وإضافة شيء جديد على هذا الفن فلسطينيًا وعربيًا وربما عالميًا أيضًا، بدأت التجربة بمحاولة خلق شخوص جديد وبيئة جديدة للعمل الكاريكاتيري بطرق تنفيذ تقليدية جدًا، أقلام وأحبار وريش بعيدًا عن جهاز الكومبيوتر أو أي وسيلة من وسائل التكنولوجيا، وكانت الخطوة الأولى في إنجاز الكتاب تجميع الرسوم التي كان من المقرر أن تكون مادة لمعرض فني قادم، إلا أن حجم التجربة وكم الأعمال جعلت صديقي رسام الكاريكاتير العالمي الأمريكي كيفن كال كيجل ينصحني بأن تكون هذه اللوحات مادة لكتابي الأول، ذلك أن المعرض على أهميته لا يبقى في الذاكرة بينما الكتاب يكتب له البقاء، ويصل لأكبر عدد من الناس، ولأني مؤمن أن فن الكاريكاتير هو فن الجماهير/العامة، فقد رأيت أن الكتاب سيوفر الفرصة الأكبر للناس لمشاهدته واقتنائه، لذا أعجبتني فكرة صديقي، فرأيت أنها فكرة جميلة وبدأت العمل على هذا الكتاب. لأباشر فيما بعد بمراسلة دور نشر عالمية إلى أن حصل اتفاق مع دار نشر أمريكية، حيث تبنوا الفكرة وقمت بتوقيع عقد معهم، وبعد مضي 3 سنوات على البدء في هذا المشروع أصبح الكتاب اليوم إنجازًا ملموسًا، وآمل أن يلقى النجاح والقبول الجماهيري.
ما الذي يميّز هذا الكتاب؟ وماذا عنى لك على الصعيد الشخصي؟ وماذا عنى لك أيضًا من ناحية صدوره في أمريكا؟
الأهم من كون هذه الماده الفنية جُمعت في كتاب هو محاولة إقحام مساحة تقنية في هذا النوع من الفن، أتمنى أن يكون ما قمت به من تجربة علامة فارقة في فن الكاريكاتير، أما عن صدوره في أمريكا فقد كان لأسباب عدة أهمها أننا بحاجه للتوجه لشعوب أخرى غير شعبنا العربي ومخاطبتها بأكثر من أداة ووسيلة، هذا ما تحتاجه القضية الفلسطينية اليوم بعد خطاب داخلي طويل لم يقدم للقضية الفلسطينية أي جديد بل بالعكس.
ما هي الشواغل/ التيمات/ المواضيع التي اشتغلت عليها في كتابك هذا، الذي يحفل بشخصيات جديدة، وخطوط وتقنيات وأسلوب جديد أيضًا؟
الحديث عن الكتاب ينقسم لعدة عناصر، أولها، المشهد: المشهد في الأعمال المنشورة في الكتاب كثيرة ومتعددة المحاور، الشيء الذي يتعب القارئ ويشتته أحيانًا، فيضيع مع تفاصيل المشهد دون أن يعرف مركز هذا العمل، ويدلل هذا على حالة الاكتظاظ الموجودة في مدن محاصرة بالجدران ونقاط التفتيش والمستوطنات، وكانت عناصر العمل أيضًا محاصرة في مساحة الورقة، أما في قسم القصص المصورة فيظهر المشهد وكأنك تنظر بين قضبان شباكك في السجن للعالم الخارجي، فيظهر تسلسل القصص بخمسة مشاهد طولية، وكأني أريد القول للقارئ إن هذه القصص تحصل خلف جدران سجن كبير.
ثانيًا، الألوان: لم يعد هناك خيارات للفلسطيني، إذ هناك شح في خيارتنا سياسيًا ووطنيًا اقتصاديًا، وهذا الشح انعكس لونيًا في هذه اللوحات، كما أرى أن التعريف العالمي للوضع الفلسطيني ينتقص من حقيقه ما يحصل، فقد اُتفق عالميًا على تسميه الجاري “بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني” ولكن الحاصل هو احتلال، وفي التعامل مع الاحتلال لا يمكن أن يكون هناك مواقف وسطية، فإما أن تكون مع الاحتلال (الأسود) وإما أن تكون ضده (الأبيض) ومن هنا أيضًا جاء اسم الكتاب “أبيض وأسود”، فتجد كامل اللوحات بالأبيض والأسود.
ثالثًا، الشخصيات: تنقسم شخصيات الكتاب كما الخيارات بالألوان المستخدمة خيارين لا ثالث لهما، المضطِهد (الديكتاتور، الاحتلال)، وهو يتميز بقبح شديد في محاولة للغوص في مكنون شخصيته الداخلية ومحاولة ترجمة شخصية هذا المضطهد من صفات إلى ملامح، أي تحويل المعنوي لبصري، فتجد القبح الكبير، فالعامل المؤثر في شكل هذا المضطهد هو عامل داخلي، أما من وقع عليه فعل الاضطهاد، فالتغيير والقبح فيه يظهران بصريًا كنتيجة لفعل الآخر أي المُضطهد، وأيضًا تحمل بعض التغييرات في صفاته الآدمية دلالة لممارسات نضاله، فتجد أن الفلسطيني الأسير دون فم دلالة على إضرابه عن الطعام، وهو دلالة أيضًا على أهمية فعله الذي تجاوز أهمية قوله.
رابع هذه العناصر، الرموز: استخدمت في هذا الكتاب رموزًا فلسطينية هي مستخدمة من قبل، كمحاولة على تأكيد مفاهيمها وأهميه ما ترمز إليه، مثل (المفتاح) الذي يرمز للعودة، وقد استخدمته بكثرة في لوحات هذا العمل.
خامسًا: التحديات التقنية: استخدمت في عملي على لوحات الكتاب تقنيات جدية، مثل تقنية “الحفر على الينوليوم”، وكان لزومًا توفير متطلبات هذه التقنية وأدواتها التي لم يكن سهلًا توفرها في فلسطين، فأحضرت معظمها من الولايات المتحدة كما حاولت إيجاد بدائل أخرى.
كما واجهت تحديات على مستوى الأسلوب، حيث كان عليَّ انجاز شيء جديد، محمولًا برغبة في التخلص من إرث أعوام من العمل، ومحاولاً خلعه كاملًا لاستبداله بأسلوب آخر، وهذا لم يكن أمرًا هينًا، لكنه كان ممتعًا في محاولة خلق جديد، وقد تطور الخط الجديد الذي ابتدعته في عملي على الكتاب.
لا تكتفي في كتابك بالرسوم الكاريكاتيرية والكومكس (قصص مصورة)، حيث يلاحظ تضمينه مجموعة من الشروح والتعليقات باللغة الانكليزية، ما هي أسباب ذلك؟
الكتاب، بعيدًا عن المحتوى الفني، هو أيضًا خطاب للعالم حول القضية الفلسطينية، وهو جزء من دوري كرسام كاريكاتير في محاولة نقل معاناة الشعب الفلسطيني للعالم في إطار فني، وهو ما تطلب مني أن تكون هناك بعض الشروحات، التي ساعدني في صياغتها مجموعة من الأصدقاء، خاصة الصديقة نانسي صادق، وزوجتي آثار الهودلي، وأخي ثامر الذي تحدث عن الأسرى، والشاعر فارس سباعنة، وتم تدقيقها من قبل الصديقة عايدة خلف، وهي فلسطينية مقيمة في الولايات المتحدة، لتكون هذه الشروح مفيدة في فهم مجريات الأحداث هنا.
لنتوقف عند إحدى لوحات الكتاب (الجدارية)، التي تتحدث عن تاريخ الشعب الفلسطيني. حدثنا عنها.
“الجدارية”، عبارة عن لوحة بانورامية بقياس (40 سم × 280 سم)، وهي تتحدث عن تاريخ القضية الفلسطينية منذ فترة الانتداب البريطاني وحتى التحرير، مرورًا بتفاصيل وأحداث القضية الفلسطينية كلها ما عدا الانقسام الفلسطيني، الذي أعتبره جزءاً أسود لا يمكن أن يظهر في هذه الملحمة الكاريكاتيرية.
تمر تفاصيل الجدارية/اللوحة بأحداث تاريخية مهمة، ويحمل مفتاح العودة الرمزية التي تشمل تفاصيل اللوحة جميعها، حيث يكون البوصلة والسارية والسلاح والأمل ، العودة هي أساس قضيتنا التي تتجاوز كل محاولات الاتفاق على طمس هذا الحق ونكرانه.
في الوقت الذي يتجه فيه معظم رسامي الكاريكاتير بالعالم إلى المزيد من استخدام التكنولوجيا الحديثة في أعمالهم، نراك تعود إلى طريقة/تقنية قديمة في الرسم هي “الحفر على اليونوليوم”، لماذا؟ وما هي خاصيات هذه التقنية؟
عام 2015 شاركت في مؤتمر في باريس لفنانين كاريكاتير من أنحاء العالم، جذبتني تجربة رسامة كاريكاتير صحيفة “الواشنطن بوست” واسمها أنا التنس، والتي تقوم بعمل “أينيميشن” من خلال رسم عدة لوحات، أي بالطريقة الأولى لعمل أفلام الرسوم المتحركة، ومن ثم كان لقائي مع الرسامين الأمريكيين كيفن كال كيجل ومات وولكر، ورأيت أن ثلاثتهم ينجزون لوحاتهم بالطرق البدائية للرسم، بالألوان المائية والأحبار والريش أيضًا، وبعيدًا عن وسائل التكنولوجيا التي ارهقتنا، فبدأت بمحاولة العودة لما قمت به داخل السجن حيث لم تتوفر لي هناك أي وسيلة تكنولوجية، وأنجزت عدة سكتشات بالأحبار إلى أن وصلت لمرحلة اقتنعت بعدها أنه يمكنني الرسم بهذه الطريقة والاستمرار بها. كذلك حدث معي وأنا أجرب استخدام طريقة “الحفر على اليونوليوم” بعد أن شاهدت عدة رسامين من ضمنهم الأمريكي سيث توبوكمان، وهو ينجز قصص كومكس بهذه التقنية، فجلبت أدوات للاشتغال عليها وأنجزت مجموعة لوحات تم نشرها في هذا الكتاب.
قلت إنك باستخدام هذه التقنية تُحدث نقلة نوعية في فن الكاريكاتير الفلسطيني بل والعربي، وضح لنا ذلك.
لا أستطيع أن أجزم بذلك، هناك أصدقاء في الأردن مثل الفنان التشكيلي حسان مناصره يستخدم هذه التقنية في لوحات لكتب الأطفال، وقد ساعدني كثيرًا في توفير مواد بديلة لإنجاز بعض اللوحات، لكن في ميدان فن الكاريكاتير لا يوجد من استخدمه من قبل عربيًا، وأتمنى أن يلاقي عملي هذا صدى في أوساط رسامي الكاريكاتير العرب، مع الإشارة إلى أن هذه التقنية غير عملية لإنجاز رسوم يومية، فهي تتطلب وقتاً كبيراً ولا يمكننا ذلك في عملنا الصحفي اليومي.
كان من المقرر أن يطلق الكتاب في احتفالية بالكلية البصرية للفنون الجميلة في منهاتن، في شهر أيار/مايو المُقبل تزامنًا مع إحياء الذكرى الـ 69 للنكبة، غير أنه تم تقديم الموعد ليكون أوائل الشهر القادم. ما هي الأسباب؟
هذا صحيح، لكن الذي حصل هو أننا أبقينا موعد إطلاق الكتاب كما اتفقت مع دار النشر قبل ثلاث سنوات، وهو الثاني من شهر أيار/ مايو تزامنًا مع ذكرى النكبة، مع إجراء تعديل على تواريخ بعض الفعاليات لتسبق ذلك الموعد تزامنًا مع انتهاء الفصل الأكاديمي للطلبة في الجامعات الأمريكية، لذا سوف تكون هناك عدة فعاليات في جامعات وكليات في مدينة نيويورك ومنها أيضًا فعالية في الكلية البصرية للفنون الجميلة في مانهاتن. كما سيكون هناك جولة في عدة ولايات أمريكية، وكان من المفترض أن أعرّج على بلجيكا في طريق العودة، لكن لأني لم أمنح تأشرة الدخول تم إلغاء الزيارة أو تأجيلها لشهر أيلول/سبتمبر المُقبل حيث سأكون في هذه الفترة في فرنسا للمشاركة في مهرجان دولي خاص بفن الكاريكاتير.
لديك مخاوف من تحرك اللوبي الصهيوني، والأشخاص والجمعيات الداعمة لدولة الاحتلال في أمريكا، لمحاربة الكتاب ومنعك من التحرك بحرية لإطلاقه في عدد من المدن الأمريكية. ما الذي تتوقعه؟
إن إسرائيل تعي أهمية هذا الفن، والدليل أن أنشطتهم في السنة الأخيرة من معارض ومسابقات قام بها رسامو الكاريكاتير الإسرائيليون وبدعم مباشر من حكومة الاحتلال. وأعتقد أن هذا الكتاب، وكأي فعل ثقافي فلسطيني، سوف يزعجهم. ولكن لا يمكنني توقع ما يمكن أن يحدث، فقد يمر إشهار الكتاب في أمريكا دون أي نقد أو هجوم من طرف سلطات الاحتلال أو مناصري إسرائيل هناك.
بعد جولة أمريكية ستنظمها دار النشر، هل سيكون هناك فعاليات خاصة في فلسطين؟ وهل تفكر بنشره في عالمنا العربي؟
أكيد سوف يكون هناك معرض في فلسطين تعرض فيه بعض لوحات الكتاب، وسننظم، إذا استطعنا توفير مجموعة نسخ، حفل إطلاق للكتاب ببعض المدن الفلسطينية، أما في الوطن العربي فلن أتوانى عن تلبية أي دعوه لإطلاق الكتاب هناك، غير أنه لحدّ الآن لا يوجد أي خطط.
هل هناك مؤسسات رسمية فلسطينية أو خاصة دعمت هذا العمل، الذي تعتبره مشروعًا وطنيًا؟
للآن لا تجاوب أو تفاعل مع المؤسسات الرسمية، أتمنى أن يحصل ذلك لاحقًا، ولكن إن لم يحصل فأنا ماضٍ في مشروعي. لقد أطلقت حملة إعلامية حول الكتاب ساعدني بها أصدقائي الصحفيين الفلسطينيين، كما راسلت عدة مؤسسات رسمية لإبلاغهم بصدور الكتاب، حتى لا يكون عدم المعرفة سببًا لتجاهل هذا المشروع.
في الكتاب فصل عن الأسرى وعن “الزنزانة 28” التي قضيت فيها خمسة شهور، ما هو أول ما تعلمته من تجربة السجن في معتقلات العدو الإسرائيلي وماذا أضافت لك تلك التجربة، وما الذي أخذه منك السجن؟
أرفض أن يكون السجن ذا فضل في أي شيء، السجن يسرق من أعمارنا وأعمار إخوتي هناك، ولا يمكن رصد أي إيجابية لهذا المكان الحقير، ما تعلمته كان من محاولة محاربتي لهذه الشيء المقيت، داخل السجن كانت اللوحات التي رسمتها وسيلة للمقاومة، مقاومة الوحدة، التحقيق، العزل الانفرادي.
أوقات طويلة قضيتها وحيدًا داخل الزنزانة، تخيلت نفسي مراسلاً صحفياً أرسَل إلى منطقة منكوبة أو منطقة حروب، يذهب لهناك حتى ينقل معاناة من هم هناك لبقية الناس، لقد حاربت العزلة بهذه الأفكار، استخدمت ما علّمته للأطفال في المخيمات، وبدأت باستخدام الفن لمحاربة الوحده والخوف، قررت أن أقوم برسم كل ما يمر به المعتقل الفلسطيني، بدأت أفكر في الرسوم التي ستنقل معاناة الأسرى الفلسطينيين، من لحظة الاعتقال فالتحقيق والسجن وغير ذلك من التفاصيل.
بدأت أفكر -فقط لأحارب الوحدة- أن أعرض لوحاتي في معرض للناس، وقررت أن أقيم معرضًا، وفكرت عندها من سيدعى إليه؟ وأين سيقام؟ وما هي رسالته؟.. كانت هذه الأفكار والتساؤلات سلاحي لمحاربة الوحدة والخوف، خلال إقامتي في الزنزانة وحيدًا.
وفي إحدى جلسات التحقيق سرقت ورقة وقلم رصاص صغير وضعتهما في جيبي، كانت هذه الفعله بالنسبي لي حينها نصرًا كبيرًا على دولة الاحتلال.
بدأت أدوّن أفكار رسوم الكاريكاتير حتى لا أنساها، استغليت كل إنش في هذه الورقة، كنت أحيانًا أرسم ما أريد ثم أقوم بمحيه لأرسم ثانية على الورقة، كانت هذه الورقه كل ما أملك، كنت أحارب كي تبقى هذه الورقة معي، نقلتها معي من زنزانة لأخرى، احتفظت بها كثروة، قمت بتهريبها حين نقلوني للسجن وبقيت معي، وقد قمت بوضع صورتها في هذا الكتاب.
غلاف الكتاب:
من رسوم الكتاب: