فنون من أجل الأسرى

للفلسطيني منذر جوابرة

أوس يعقوب

كاتب من فلسطين

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

06/05/2017

تصوير: اسماء الغول

أوس يعقوب

كاتب من فلسطين

أوس يعقوب

يعمل كاتباً ومراسلاً صحفياً لعدد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية منذ العام 1993. صدر له عدة كتب ودراسات في الشؤون الثقافية الفلسطينية والعربية. وله مجموعة دراسات منشورة ضمن موسوعة "أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين"، الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) في تونس.

تعددت أوجه وأشكال الفنّ الفلسطينيّ المقاوم انتصاراً لقضايانا الوطنية العادلة، وفي مقدمتها قضية الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية، وقد استخدم الفنّان الفلسطيني داخل الوطن المُحتل وفي الشتات كل الطرق المتاحة لكشف أحد أوجه الظلم الموجود في واقعنا الفلسطيني، ونشر معاناة الأسرى وواقعهم الأليم بكل الطرق. 

في هذا التحقيق الذي يشاركنا فيه عدد من الفنّانين المبدعين، هم: فنّان الجرافيك حافظ عمر، ورسّام الكاريكاتير ناصر الجعفري، والفنّانين التشكيليين منذر جوابرة، وبشار الحروب، والخطاط والفنّان الموسيقي أحمد داري، نسلط الضوء على أعمالهم وإبداعاتهم الفنيّة التي كرسوها لخدمة القضية الفلسطينيّة عامة، وقضية الأسرى خاصَّة، انطلاقاً من إيمانهم بأن الفنّ بكل طرقه وأساليبه وأشكاله يعتبر أحد طرق خدمة قضايانا العادلة في العصر الرقمي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي. 

منذ السابع من الشهر الجاري، يوم دخل أكثر من 1600 أسير فلسطينيّ في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على سوء معاملة المُحتل، تحولت مضامين الصفحات الشخصية للكثير من مستخدمي موقع الفيسبوك من فلسطينيين وعرب ومتضامنين أجانب من أنحاء العالم، إلى مواد منوعة حول الأسرى، بالعربيّة والإنكليزيّة، وكأنه “تسونامي” بنّي اللون اجتاح تلك الصفحات، في إشارة تحمل مدلولاً واحداً: نحن معكم ولن ننساكم. 

حيث وحّد الآلاف في أصقاع الأرض، صورهم الشخصية (البروفايل) في صفحاتهم، فظهر الزيّ البنّي الموحّد للأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال، فيما كُتب على الكثير من التصميمات في الزاوية اليسرى باللغة العبرية حروف (שבס) وهي اختصار لـ (שירות בתי הסוהר) «أي شيروت بيتي هسوهير»، والتي تعني باللغة العربيّة «مصلحة السجون الإسرائيلية». 

هذا التصميم الفني يقف خلفه فنّان الجرافيك حافظ عمر، المقيم في مدينة رام الله، وصاحب صفحة “حيطان” في الفيسبوك، والذي يقول لـ”رمان”: ما أحاول القيام به اليوم من خلال تصاميم الجرافيك، هو إسناد الخطاب المدافع عن قضية الأسرى في سجون الاحتلال، في الوقت الذي يزدحم فيه الفضاء الفلسطينيّ العام بالمواد البصرية التي تغيّب القضايا الوطنية وتعمل على تشكيل وعي مزيف يقصي القضايا الوطنية من اهتمام الجماهير. 

يتابع حافظ عمر قائلاً: الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني مستمر وعلى أكثر من مستوى وجودي، لكن المشهد البصري المهيمن في الفضاء العام الفلسطينيّ يعيد صياغة الأولويات لدى الناس بما يتوافق مع رؤية مشروع التسوية. لذا فإن دور التصميمات الوطنية هو محاولة التذكير بالقضايا الوطنية المختلفة من حق العودة ووحدة الشعب والالتفاف حول المقاومة والوفاء للأسرى، إضافة إلى جعلها في متناول الأجيال اليافعة في ظل الكم الهائل من المعلومات التي تتعرض لها هذه الأجيال عبر شبكة الانترنت والفضائيات، والتي تجعل هذه الأجيال في حالة اغتراب مع قضاياها الوطنية، خاصَّة في ظل تراجع التثقيف الوطني الذي كانت تمارسه الأحزاب والتنظيمات السياسية الفلسطينيّة بسبب تراجع السياسة الفلسطينيّة بشكل عام. 

أسئلة الفنّ ودوره .. 

بدوره قال الفنّان التشكيلي منذر جوابرة، المقيم في مدينة بيت لحم، إنّ تساؤل الجمهور حول قيمة وماهية الفنّ ودوره في تبني الدور الاجتماعي هو واحد من الأشياء التي ساهمت في التفاعل ما بين الفنّ والمجتمع لا سيما في فلسطين، حيث أن القضايا الوطنية تحديداً أخذت دورها عبر أشكال عدة كان من بينها الفنّ؛ وهو حاجة إنسانية ضرورية وملحة فيكون الفنّ إحدى أدوات التعبير عن قضايانا الإنسانية والوطنية 

ولكن ما يمكن التساؤل عنه أيضاً هو تورط الفنّ في الإفراط والتقليدية في بعض الأحيان أو استعمال الفنّان هذا الهم من أجل أمور خاصة به، لكن في المقابل لمن يوجه الفنّان رسالته وماذا يريد أن يقول؟ هل على الفنّ التعبير فقط؟ أم يمكنه المساهمة في التغيير؟ وهل من واجب الفنّ الالتزام بهموم وطنه وقضاياها فقط؟. يضيف جوابرة مؤكداً أنّ لدينا مشكلة هائلة في المنظومة الفكرية الفلسطينيّة ونحن تنطبق علينا عبارة غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع، لافتاً إلى أنّ قمة السخافة هي أن يصبح فنّنا “مناسباتياً”؛ أي أن يكون حسب الأحداث دون وعي ودون تنبؤ مسبق؛ ودون تبني وجهة نظر واضحة. مبيناً أنه حينما ينتهي إضراب الأسرى لا أحد يعود ليتساءل ماذا يفعل الأسرى في هذا الوقت! وكذلك الجرحى والشهداء وأمهاتهم وعائلاتهم. ويكشف جوابرة في حديثه معنا أنّ قضايانا الوطنية أصبحت ذات طابع مناسباتي نستخدمه للحصول على شهرة أكثر؛ وإذ يعتبر الفنّان نفسه أنه يتضامن مع الحدث فهذه كارثة ودليل على عدم وعيه؛ لأن هذا معناه أن الفنّان أصبح هو التابع للحدث، وهذا يعني أنه تحول من الحالة الإبداعية أصلاً لحالة هشة فنّياً ولا موقف أو وجهة نظر له وإنما يستخدم الفنّ -أداته الوحيدة- أمام الناس ليبهرهم بقدراته. ويرى جوابرة أنّ وقوف الفنّان الفلسطينيّ مع قضيته العادلة فقط وأن يكون شغله الشاغل فلسطين، دون الالتفات إلى ما في العالم من قضايا إنسانية أخرى فهذا اسمه “شيزوفرينيا”، والتسلق والنفاق هما من يوجهانه. ذلك أنّ القضية الفلسطينيّة بكافة تفاصيلها وخيوطها لا تقبل التجزئة، هي مثل الحريّة فلا يمكن أن تكون متضامناً أو تدعم قضية الأسرى وفي نفس الوقت تقف ضد مقاومة الاحتلال، كذلك لا يمكن الوقوف مع الشهداء بينما لا نعتني بذويهم إلّا أمام الكاميرات والصحافة، ولا يمكن لنا أيضاً أن نكون فلسطينيين حقيقيين إلّا حينما نعود لمسارنا النضالي الصحيح، وأن نعلن عن موقفنّا هذا ليس في وجه المُحتل فقط وإنما في وجه كل الظلم والظالمين، ابتداءً من القيادات الفلسطينيّة مروراً بالاحتلال وأمريكا وغيرهما. 

ويشدد منذر جوابرة على أنّ الفنّان موقف، وإن سقطت مواقفه فهو لا يعني لنا شيئاً، فالفنّ حياة وصدق ولا ينفع فيه التقلبات واستغلال المواقف. وبألم وحسرة يضيف أنه بعد إضراب الأسرى سيموت بعضهم ولا أحد سيتذكرهم. لذا أقول إنه إذا كان للفنّانين الفلسطينيين موقفاً حقيقياً فإن عليهم أن يقدموا رؤيتهم لعدالة قضيتنا للرأي العام العالمي، لأننا أبناء هذه القضية ونحن من يعرف ويعلم ماذا يحدث ولكل منّا تجاربه الخاصة. وعلى الفنّان أن يترجم تعبيره للغة بصرية مقروءة ويوجهها للعالم؛ عندها يمكنني التأكيد أنّ الفنّ أصبح ذو قيمة أخلاقية وإنسانية وفنّية. 

أما التشكيلي بشار الحروب، المقيم في مدينة رام الله، فيقول: إنّ الفنون بأشكالها المختلفة تلعب دوراً مهماً في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية سواء من خلال إثارة تساؤلات حول هذه القضايا أو زيادة الوعي لدى المتلقي، ففعل الصورة له دور أسرع بكثير للوصول للآخر من قراءة مقال أو سماع تقرير. فمثلاً الملصق (البوستر) أو رسم الكاريكاتير أو اللوحات والأعمال الفنّية بشكل عام تختصر الكثير من الكلام والشرح، لأنها تحمل وظائف متعددة يمكن أن تكون جمالية أو دلالية أو تمثيلية، أيديولوجية، إعلامية، إخبارية اقتصادية أو تربوية، خصوصاً عندما نتحدث عن نشر هذه الأعمال على “السوشيال ميديا” فلها الأثر السريع، الذي ينتقل بسرعة لأن الفنون ليست بحاجة إلى ترجمة فكلمة واحدة على الملصق قادرة أن تختصر الكثير. كما أن هناك ثقة في الصورة أكثر من الكلمة لدى المشاهد. 

ويبين الحروب الذي عمل قبل سنوات مديراً لـ “متحف أبو جهاد (خليل الوزير) لشؤون الحركة الأسيرة”، أنّ قضية الأسرى من القضايا النبيلة على الصعيد الوطني والعربيّ والعالمي، لما تظهره من بشاعة المُحتل وأساليبه في قمع الحريّة، والتي هي شرط أساسي لحياة الإنسان، حيث لعب الفنّ، ولا يزال، دوراً مهماً في تسليط الضوء عليها. كما أن قضية الحريّة من القضايا التي تثير أي فنّان تشكيلي أو غرافيك أو رقمي أو رسّام كاريكاتير، لذلك نجد الكثير من المواد الفنّية التي تتحدث عن الأسرى الفلسطينيين أو القضية الفلسطينيّة بشكل عام في كثير من مناطق العالم. كما أنّ هذا واجب على الفنّان الفلسطينيّ ليقوم بدوره ويوظف فنّه في خدمة قضايانا الوطنية. 

الكاريكاتير في المعركة .. 

من جهته يرى رسّام الكاريكاتير ناصر الجعفري، المقيم في عمّان، أنّ فنّ الكاريكاتير يعد رديفاً للحركة الأسيرة، وتسجيلاً بصرياً لمعاناة أسرى الحريّة كجزء من سياق حركة المقاومة ككل، وقد رسخ رسّام الكاريكاتير الفلسطينيّ والعربيّ في الوجدان الجمعي تجربة السجون بمشاهد بصرية كثيرة تجمع ما بين قسوة السجان من جهة وصلابة المقاوم وانتصار إرادته من جهة أخرى. ويشير الجعفري إلى أننا نرى عبر منصات التواصل الاجتماعي أرشيفاً عربياً بلغة بصرية وبلغات غير العربيّة ينقل ولو بحجم محدود معاناة الأسرى وحراكهم النضالي داخل المعتقلات، ويقاربها في الذهنية الغربية مع كل قيم حقوق الإنسان وحريّته، بالتالي فان هذا الدور المحدود على أهميته بحاجة للتوسيع وأخذ الشكل التوثيقي لهذا النضال. أما إذا كان هذا المقدم بحجم التضحيات والبطولات التي يسطرها البطل الحقيقي للرسم فأعتقد أنّ أي عمل إبداعي هام لكنه لا يصل لمستوى البذل الذي يقدمه الملحميون الحقيقون في السجون والمعتقلات بأبسط وسائل الحياة، الماء والملح. 

أيقونات في ذاكرة الشعب الفلسطينيّ .. 

من باريس نحاور الخطاط والفنّان الموسيقي أحمد داري، الذي أطلق قبل يومين دعوة للمثقفين والفنّانين الفرنسيين يطالبهم فيها بدعم أسرانا، والذي قال: إنّ الإنتصار لقضية الأسرى مسأله أخلاقية وأدبية بالدرجة الأولى، وواجب وطني وإنساني مطالبين به جميعاً”. يضيف داري: أتوقف عند دور النخب من مثقفين وفنّانين، وهم أصحاب التأثير الأهم من الناحية المعنوية لمؤازرة الأسرى، بعيداً عن الشعارات وفي محاولة للاقتراب أكثر من مشاركة الأسرى ولو عن بُعد همومهم التي لا تختلف كثيراً عن هموم الشارع الفلسطينيّ.

يتابع أحمد داري قائلاً: تميّز المشروع الثقافي الفلسطينيّ بكافة جوانبه ونخبه بالانحياز الدائم لقضية الأسرى، وهذا ما نجده مثلاً في أعمال التشكيليين والسينمائيين والفرق الفنّية والشعراء والروائيين والمسرحيين وغيرهم، ممن قدموا أعمالاً تعتبر اليوم أيقونات محفورة في ذاكرة الشعب الفلسطينيّ، استطاعت أن تنوب عن الأسرى لرفع صوتهم وتقديمهم أمام الرأي العالم العالمي، وأيضاً توثيق تراجيديا السجن والاعتقال في كافة تطورات ومسار القضية الفلسطينيّة، ناهيك عن أنّ هذه الأعمال ساهمت وبالدرجة الأولى في رفع معنويات الأسرى ووحدت الهم الفلسطينيّ المشترك في داخل وخارج المعتقلات. 

يضيف داري: ربما كنّا حالياً بأمسّ الحاجة لتظافر الجهود الجماعيّة من أجل قضايا الأسرى، حيث أن المرحلة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينيّة اليوم تختلف عن ما سبقها من مراحل كانت آمال الأسرى بها معلقة بعمليات التبادل، التي كانت المؤسسة السياسة الفلسطينيّة قادرة على القيام بها نتيجة للحروب والمواجهات التي أتاحت أسر إسرائليين تمت مبادلتهم بأسرى فلسطينيين وكان آخرها عميلة تحرير ألف مناضل فلسطيني مقابل تسليم الجندي شاليط، إلّا أنه من المعروف حالياً أنّ هذه الآلية شبه معدومة مما يؤثر سلباً على معنويات الأسرى. 

وكانت بلدية مدينة رام الله قد أطلقت قبل أيام بالتعاون مع رسّام الكاريكاتير محمد سباعنة، وضمن حملتها الخاصة بمساندة الأسرى، مشروع لافتات مرورية في المدينة تحت عنوان “قف مع أسرانا”، لنرى اليوم في عدد من شوارع مدينة رام الله لافتات تبدو للوهلة الأولى إشارات مرور، غير أنها فكرة جديدة ابتكرها سباعنة بالتعاون مع البلدية، من أجل التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام. 

وقال سباعنة إن هذا المشروع يأتي ضمن مجموعه أنشطة يقوم بها دعماً للأسرى وإضرابهم ودعماً لتحقيق مطالبهم، ويحتوي هذا العمل التركيبي الذي يغير من شكل إشارات المرور دلالة على أهميه تنبيه الشارع لما يحصل في سجون الاحتلال ومما يعكس وظيفة الإشارات المرورية التي تحذر من خطر قادم أو تنبه السائقين أو توجههم، حيث تم تغيير دور هذه الأداة لتكون منبهاً عن خطورة الوضع داخل سجون الاحتلال، وتنبيه الشارع إلى ما يحصل خلف القضبان، وعلى أهميه دعمهم وإسنادهم، فنقرأ على هذه اللوحات كلمات مثل: “انتبه.. أحرار على الطريق”، و”انتبه .. أطفال في المعتقلات”، و”قف مع أسرانا”، و”إضراب عن الطعام”، و”انتبه.. سجون تنهار”، وغيرها من الشعارات التي حملتها اللافتات التي تتزين برسومات إبداعية تخترق إشارات المرور لتتناسب مع إضراب الأسرى الفلسطينيّين. 

وفي هذا العمل الفنّي قامت بلدية رام الله بطباعة العمل الفنّي وتركيبه بالتعاون مع ملتقى “نبض” الشبابي على الأعمدة في مركز المدينة ومحيطها. 

من أعمال الفنانين:
 

لحافظ عمر

لحافظ عمر

لحافظ عمر

لبشار الحروب

لمنذر جوابرة

لناصر الجعفري

لمحمد سباعنة

لمحمد سباعنة

لمحمد سباعنة

لأحمد داري

الكاتب: أوس يعقوب

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع