أسألك بداية: كيف اهتديت إلى الرسم قبل أكثر من خمسة عقود؟ وما الذي تبقى في الذاكرة من تلك الخطوات الأولى؟
منذ سنين عمري الأولى -بذاكرتي الضبابية- كنت أحب اللعب في الأرض خاصة في فصل الربيع حيث لا زالت الأرض رطبة، أشكل من الطين بعض الأشخاص وأُدخل الحجارة الصغيرة كتفاصيل العيون والفم إضافة إلى تشكيل البيوت بالحجر والطين، وأحببت إنشاء الطرق بصف الحجارة من الجانبين وكأنك تبني مدينة، وكنت أشكل أيضاً السيارة من الأسلاك ولها عجلات ومقود وأسير بها في هذه الطرق، وقد أدى هذا إلى لفت انتباه الأهل والجيران. لكن بدايات الرسم بدأت تظهر عند دخول المدرسة، كان لمعلم الفن في ذلك الوقت أثراً كبيراً مع أنه كان متخصصاً بتدريس الفن الإسلامي ولكن لديه حس فني عال، اكتشف هذا المعلم موهبتي وأخذت جزءًا كبيراً من اهتمامه، فأخذ يطلب مني مساعدته في مشاريع فنية تهدف إلى عمل وسائل إيضاح، وفي المعرض السنوي للمدرسة، وصار الطلاب يشيرون إلي بالفنّان ومن هنا أُلبست هذا الدور.
أذكر أنه ذات يوم دخل مدير المدرسة إلى الصف وكنت آنذاك في الصف الخامس وسأل من أكثركم فناً؟ فأجابه الطلاب ”نبيل“، فطلب مني الحضور إلى مكتبه وطلب مني مساعدته في رسم وسيلة إيضاح استعارها من إحدى مدارس وكالة غوث اللاجئين، وهي عبارة عن مراحل تكون الدجاجة من البيضة إلى الصوص ثم الدجاجة، تشبه هذه الوسيلة الخرائط الجغرافية في شكلها العام. عملت على رسمها ثلاثة أيام وألصقت الورقة المرسومة على قماش وثبتّ خشبتين من الأعلى والأسفل كما في الأصل وأرسلتها للمدير، صعق عندما شاهدها وقال عد إلى صفك وكانت آنذاك إحدى حصص العلوم، حضر المدير إلى الصف حاملاً الوسيلة وسأل أتعرفون من رسم هذه؟ فقال عدد من الطلاب ”نبيل”. قال ”نعم، ومن هو الأول في الصف؟“ قالوا ”منذر“. فقال ”أنا أتنبأ أن مستقبل (نبيل) سيكون أفضل من مستقبل (منذر).“ ازدادت حماستي في ممارسة الرسم واتخذت إحدى غرف الطابق الأرضي كمرسم. بعد إكمالي الثانوية العامة كان تخطيطي دراسة الفن في مصر على الرغم من معارضة الوالد، ولكن إصراري خلق حالة أمر واقع قبِلها والدي فيما بعد، من هنا بدأ المشوار الطويل.
ما هي المدرسة أو التيار الفني الذي تنتمي إليه فنياً ووجدانياً؟ ولماذا؟
تأثرت بعدد من المدارس الفنية خاصة في بداية مشواري الفني أولها المدرسة المصرية بسبب الدراسة، وبعد التخرج عام 1969 كان همي الرمز السياسي بتوجه تعبيري، وفي مرحلة الثمانينات ركزت على مواضيع التراث بأسلوب التعبيرية الواقعية، وأثناء اندلاع الانتفاضة الأولى وتأسيس جماعة التجريب والإبداع، واستعمال خامات محلية تحوّل أسلوبي إلى التعبيرية (المدرسة التعبيرية الألمانية) بإدخال نوع من التطويع ليناسب الخامة، وقد بقي أسلوبي يميل إلى التعبيرية مع أن المدارس الآن أصبحت من الماضي، حيث يعتبر كل فنان له أسلوبه الذي من الصعب تصنيفه ضمن مدرسة معينة. أما لماذا أميل إلى التعبيرية؟ فلأن هذه المدرسة تعبر عن المشاكل والويلات التي أوجدتها الحرب العالمية الأولى ومن ثم الثانية، وقضيتنا الفلسطينية يتناسب معها مثل هذه الأساليب، مع أنني لم اختر هذه المدرسة بعقلية المفكرين والباحثين بل جاءت بطريقة حسية ووجدانية بحتة، وعادة التعبيرية تعكس وجهات نظر العمل الثوري وحركات التحرر في العالم، مع أنني لا أحبذ وضع أي قيود من الخارج على الفنان، بل أن الفنان يسير بإحساسه نحو ما يشعر به وحاجته للتعبير عن ذاته بكل صدق وشفافية.
هل لمكان ما أثر على تحفيز مخيلتك للرسم؟ وهل للمكان خصوصية تجعلك تختار مواضيع بعينها؟
المكان بالنسبة لي عنصر أساسي ومهم، هو هوية كل الفلسطينيين، فالجغرافيا الفلسطينية مهددة وخاضعة لكل أنواع التدمير والتغيير من قبل الاحتلال الصهيوني مما أدى إلى التحكم بالفلسطينيين وتدهور أوضاعهم في المجال الاقتصادي والتعليمي والصحي، والحد من حركة الفلسطينيين جراء الحواجز العسكرية، إضافة إلى مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، من هنا تنبع أهمية المكان في أعمالي الفنية. منذ سبعينات القرن الماضي، كان اهتمامي بالمكان ظاهراً في معظم الأعمال: رسمت القرية الفلسطينية، معرض القرية الفلسطينية عام 1982، الذي أقامته رابطة التشكيليين الفلسطينيين بقاعة مسرح الحكواتي بالقدس، رسمت بلدتي حلحول وقرى عديدة مثل مسقط راسي (اللطرون)، والجيب وعمواس ورأس كركر وبيت ريما ودير غسانة والجانية وعين عريك وسلواد، وغيرها الكثير. كما رسمت مدن فلسطينينة خاصة القدس ويافا وبيت لحم ونابلس وأريحا ورام الله والبيرة وغزة، وغيرها.
عام 2005 لفت انتباهي مدى جمال حقول الزيتون غرب رام الله وشمالها ومنطقة غرب نابلس، جبال مكسوة بشجر الزيتون لها طبيعة متميزة بلونها الأخضر المائل للرمادي، ممتزجاً ببعض الصخور والسلاسل تراها على مد البصر، ولا يعكر هذا الجمال المتناغم إلا وجود المستوطنات على قمم الجبال. أما القرية الفلسطينية بطبيعة بنائها الحجري فهي عنصر متعايش مع طبيعة المكان من الناحية البصرية، فعادة ما أتجاهل في أعمالي الفنية وجود هذه المستوطنات أو الجدار الاسمنتي البشع الذي يفصل أماكن وأراض عن أخرى بقصد الفصل والمصادرة.
أتوقف معك عند “مشروع رسم حقول الزيتون”، الذي أخذ منك وقتاً طويلاً، حدثنا عنه.
مشروع “رسم حقول الزيتون” جاء بعد جولة في قرى رام الله الغربية مصطحباً كاميرا بدءًا من قرية عين عريك مروراً بالجانية ورأس كركر بإتجاه دير عمار ثم أم صفاه وعودة إلى بير زيت ورام الله، حصلت على مجموعة من الصور لحقول الزيتون مدهشة تأملتها مرات عديدة واكتشفت أن موضوع رسم مناظر طبيعية لحقول الزيتون أمر حيوي وأن هذه المناظر هي فلسطين الحقيقية.
وتنبع أهمية هذا الموضوع من صلته بالسياسة، لأن شجرة الزيتون المعمرة بعضها يبلغ من العمر مئات السنين، وهي تتعرض من قبل المحتل للتجريف والاقتلاع والسرقة، حيث ينقل بعضها إلى مفارق الطرق وحدائق عامة إسرائيلية، أو حتى لمجرد التدمير بهدف اضعاف الاقتصاد الفلسطيني وتهجير الفلسطينيين، إضافة إلى أن شجرة الزيتون تعتبر رمزاً للصمود ولها قداسة واهتمام خاص لدى الفلسطينيين. وقد ارتبط قطف الزيتون بأغان شعبية وممارسات جماعية لها أنماط خاصة على مر التاريخ، من هنا جاء اهتمامي برسم حقول الزيتون.
إلى أي مدى كانت لديك هواجس تنفيذ لوحات تشتغل على تفاصيل البيئة المحلية -البيئة التي أفسدها وهدّمها الاحتلال- برؤيا جمالية خالصة؟
فلسطين جغرافياً وسياسياً واجتماعياً مهددة باستمرار من الاحتلال الإسرائيلي لأنه يريد الأرض بلا سكان من غير اليهود، هذه سياسة التمييز العنصري وتطبيق سياسات مصادره الأراضي وبناء المستوطنات وهدم بيوت الفلسطينيين لإفراغ الأرض من سكانها الأصليين، وهنا يأتي دور كل إنسان فلسطيني وعلى رأسهم المثقفين للتعبير عن هذه الممارسات غير الإنسانية والمتعارضة مع القوانين الدولية. وأنا كفنان تشكيلي أجد نفسي أتناول مواضيع لها علاقه بهموم الناس وتعبر عن معاناتهم اليومية، رسمت الحواجز العسكرية والجدار والمستوطنات والسجون ويوم الأرض والشهداء لأنني أرى يومياً وأعاني كما يعاني الآخرون، فالبيئة هي جزء أساسي من هذه المنهجية وأنا أحاول جهدي للتغني بجمال البيئة الأصيلة وعلاقتها بالإنسان الفلسطيني والمكافح، والتعبير عن القيم الحضارية الدينية والثقافية حيث أخضعت كل هذا لأسلوبي الفني، الذي يميز أعمالي على مدار عقود مسجلاً وموثقاً هموم الوطن الذي يئن تحت الاحتلال.
متى بدأت أعمالك الفنيّة تتحوّل من رسم الشجر والطبيعة إلى رسم الإنسان؟ وما هو السبب الرئيسي في ذلك؟
بعد اندلاع ما يسمى بالربيع العربي استبشرت خيراً، كنت في هذه الأثناء منهمكاً في “مشروع رسم حقول الزيتون”، وتحوّل شجر الزيتون الذي تراه على مد البصر حتى خط الأفق، تحول إلى أشخاص متراصين كما كنت أشاهد على شاشة التلفزيون في تونس وميدان التحرير بالقاهرة. وقد أنجزت عدداً من اللوحات شاركت بها في معرض بمدينة دبي meem galery، بعدها أكملت المشوار في رسم الإنسان الفلسطيني، حياته ومعاناته اليومية، كما عملت على “مشروع العائلات الفلسطينية قبل العام 1948″، بعد أن أطلعت على صور قديمة بالأبيض والأسود خاصّة بالحياة في فلسطين، التي كانت مركز حضاري وثقافي في المنطقة العربية خاصة مدينة يافا وحيفا.
بعد ذلك انتقلت إلى العمل على مشروع آخر بعد الاتفاق مع إدارة متحف ياسر عرفات، وكان الاتفاق يقضي على تجهيز معرض عنوانه “مسيرة الثورة الفلسطينية منذ العام 1936 وحتى يومنا هذا”، فاخترت الفترة ما بين عامي 1936 و1948، فكانت اللوحة المنجزة بطول خمسة أمتار، أظهرت فيها اضراب عام 1936 وبعض رموز تلك الفترة أمثال الشهيد الشيخ عز الدين القسام، والشهيد القائد عبد القادر الحسيني، إلى جانب عدد من رموز العمل الوطني الثقافي أمثال المرحوم الشاعر إبراهيم طوقان، والشهيد الشاعر عبد الرحيم محمود، وقد وصلت بمنجزي هذا إلى أن حدثت النكبة والهجرة القسرية لأبناء شعبنا، أما تكملة مسيرة الثورة المعاصرة فقد تولاها زملاء آخرون.
لوحتك “فتاتان من بيت لحم” ما تزال تحتفظ ببعض الدلالات الرمزية التي رسختها فترة السبعينيات، فالمرأة مازالت في ثوبها التقليدي ووقفتها الأمامية الواضحة. كيف تنظر لها اليوم؟
لوحه “فتاتان من بيت لحم” تم تنفيذها كاستمرارية لـ”مشروع العائلات الفلسطينية ما قبل 1948″، على الرغم من شعوري بالعودة إلى الوراء، وهذا اندرج على العديد من الفنانين في تاريخ الفن منهم بابلو بيكاسو وجورج براك، بالنسبة لي كانت عودة الحنين لمرحله الثمانينات إضافة إلى أنني أكره الاستمرارية بنفس الأسلوب أو ما يسمى بالأسلبة. هذا قادني إلى التجريب واستعمال خامات متعددة كألون الزيت والإكريليك والجلد والحناء والخشب ورقائق النحاس والشمع والأحبار والصبغات، إضافة إلى العمل بالخزف والنحت، مرسمي به من الرفوف ما يشبه المختبر وهذا يعود إلى حبي للخامة وتوظيفها بالعمل الفني.
بسؤاله عن العلاقة بين اللغة واللوحة، رأى زميلك كمال بُلّاطه أنه “من الممكن جداً النظر إلى اللوحة باعتبارها شيئاً يُحكى”. ما رأيك أنت؟
هذا الكلام صحيح في بعض الأحيان وغير صحيح في جانب منه، أحياناً تكون اللوحة ذات موضوع تجريدي لا موضوعي، فكيف تكون هذه اللوحة شيئاً يُحكى؟ وأحياناً أخرى اللوحات تعبر عن مناظر طبيعية مع أنها معبرة وذات مضمون جمالي حسي ولكنها ليست بالضرورة أن تحكي قصة. أما الأعمال الفنية المعاصرة عادة ما يكون هناك رسالة لها فلسفتها الخاصة ونابعة من فكر الفنان لمواضيع سياسية أو اجتماعية، وربما يتعدى الموضوع حدود المكان وأكثر عالمية كالاحتباس الحراري وغيره من المواضيع.
“الإنسان والأرض”، هو عنوان معرضك الفني الذي افتتحته في منزلك، وكان المعرض الأوّل من نوعه في فلسطين. كيف جاءت الفكرة وما هي دوافعك؟ وأيّ هدف كنت تنشد من إقامة هكذا معرض؟
معرض “الإنسان والأرض” الذي أقيم في منزلي الجديد في البيرة 2012. أطلقت عليه open house أي (المنزل المفتوح). أحببت أن يشاهد الجمهور المعرض في مكانه الطبيعي المكان الذي أعيش فيه، المعروضات علقت على جدران المنزل حتى في غرف النوم والمطبخ والممرات والمرسم، بعيداً عما تعودنا عليه أي العرض في الجاليريات أو صالات العرض الرسمية، وكان أن طلب مني أصدقائي مشاهدة البيت الجديد بعد أن سكنته ولكنني أجلت الاستجابة لطلبهم هذا إلى حين موعد افتتاح المعرض، وكان لهم ما أرادوا. المعروضات بشكل عام تحكي قصة الإنسان الفلسطيني وتمسكه بأرضه. الحقيقية أن هذه التجربة الأولى من نوعها في فلسطين لاقت استحساناً من الزوار حيث تمت استضافتهم في أجواء غير متوقعة، خاصة أن المنزل الذي صممه ابني المهندس يزيد عناني صمم بشكل فني معاصر.
يقول بيكاسو: “الرسم طريقة أخرى لكتابة المذكرات”، هل توافق هذا الرأي؟ ومن ثمّ هل تفكر في كتابة مذكراتك؟
نعم بيكاسو محق لأن الفنان يرسم ترجمة أفكاره ومشاعره على مدى مراحل حياته، منذ البدايات وحتى نهاية حياته هو يرسم ذاتيته بخلفياتها الإبداعية والثقافية وأعماله تعطي كل أفكاره وأحلامه وتطلعاته، وربما تظهر على الأعمال الحالة النفسية للفنان، حزنه أو سعادته وكأنها مذكرات كتبها بالألوان والأشكال. في عام 2003 بدأت كتابة مذكراتي وأنهيتها 2007، وأعتبر أنها مسودة وتحتاج إلى مراجعة وتحرير وتعديل وإضافة حتى تكون جاهزة للنشر.
كيف ترى واقع التشكيل في فلسطين اليوم؟ وكيف تتصور مستقبله؟ وبرأيك هل نجحت اللوحة الفلسطينية في طرق أبواب العالمية؟
الفن التشكيلي الفلسطيني بمفهوم اللوحة بالمعنى الحديث أو الفنون المعاصرة، عمرها الزمني تاريخياً قصير بالقياس لمصر أو العراق أو سوريا، فاللوحة أخذت مكانها الحقيقي في الخمسينيات من القرن العشرين، وقد بدأت مع الفنان الراحل إسماعيل شموط. أنا أتكلم عن اللوحة وعلاقتها بالجمهور، المعارض الجاليريات، وليس هذا الكلام أنه قبل شموط لم يكن في فلسطين فنانين يتعاملون مع اللوحة، من المعروف أن هناك لوحات أيقونات، ورسامين مثل داوود زلاطيمو وزلفا السعدي وفاطمة المحب وغيرهم، رغم أن أعمالهم كانت محدودة الانتشار.
أضف إلى ذلك فنون الحرف التي لها تاريخ طويل، وبقيت منتعشة بسبب السياحة خاصة في مدينتي القدس وبيت لحم. ولكن الفن التشكيلي الفلسطيني استطاع ضمن هذا العمر القصير اللحاق بالفنون التشكيلية الأخرى في البلاد العربية، ولربما كانت ولا زالت القضية الفلسطينية هي التحدي الأكبر الذي ساعد الحركة التشكيلية على النمو والحركة والانتشار. وهناك اليوم عشرات المنابر الفنية العالمية التي يشارك فيها فنانون فلسطينيون، بعضهم أخذ جوائز عديدة، ومن الفنانين الذين تخطوا عتبة المحلية أذكر: منى حاطوم، وسامية حلبي، وأملي جاسر، وهاني زعرب، وغيرهم.
كما أن هناك طلب كبير على اقتناء اللوحات (collectors) ،كذلك هناك طلب على لوحات وأعمال فنية معاصرة لفنانين فلسطينيين من قبل المتاحف في عدد من الدول العربية وفي العالم. لقد أثبت الفن التشكيلي الفلسطيني وجوده في المحافل الفنية المهمة في العالم العربي خاصة، وفي أنحاء العالم أيضاً.
سأذكر بعض الأسماء تاركاً لك التعليق عليها بكلمات: سليمان منصور، كمال بُلّاطه، إسماعيل وتمام شموط، مصطفى الحلاج، والتشكيلي فلاديمير تماري الذي غادرنا مؤخراً.
سليمان منصور: صديق العمر، عرفته أوائل السبعينيات وعملنا سوياً في بناء الحركة التشكيلية في الأرض المحتلة، بدءًا بتأسيس رابطة التشكيليين، ومركز الواسطي للفنون بالقدس، مروراً ببعث قاعة الحلاج، وانتهاءً بإنشاء أكاديمية الفنون المعاصرة برام الله، وذلك إيماناً منا بأن الفن التشكيلي الفلسطيني بحاجة ماسة إلى مؤسسات داعمة. ويعد سليمان من أهم الفنانين الفلسطينيين المعاصرين.
إسماعيل شموط: من الرواد الذين أطلقوا الشرارة الأولى التي أشعلت جذوة الفن التشكيلي الفلسطيني، وقد حمل هموم القضية الفلسطينية وواكبها بكل مراحلها على مدار أكثر نصف قرن. أما زوجته الفنانة تمام الأكحل فقد واكبت حياة إسماعيل الفنية، وأعمالها ذات صبغه انطباعية تعبيرية .
كمال بُلّاطه: نشط إلى جانب انتاج الأعمال الفنية في الكتابة والنقد الفني، وله العديد من المؤلفات في مجال الفن التشكيلي الفلسطيني.
مصطفى الحلاج: فنان متميز عاش حياه التشرد، ورسم أحلامه من غياهب الميثولوجيا متعمقاً في دراسة حضارات المنطقة. ابتكر أسلوبه الخاص مستعملاً ألوان الأسود والأبيض، وأحياناً قليل من الألوان الأخرى.
الراحل فلاديمير تماري: الإنسان، المفكر، العالم، الفنان، الذي عانى من الغربة في اليابان مكرهاً بعد أن سجنته سلطات الاحتلال. مارس فنه بقداسة بعيداً عن وطنه وقد تمنى أن يقضي آخر أيامه في رام الله، البلدة التي أحبها.