صدر كتابك تزامناً مع ذكرى المئويّة الأولى لإصدار بريطانيا الوعد المشؤوم. ما الذي توصلتم إليه في هذا الكتاب؟
يعالج الكتاب عدّة أمور منها ما هو معروف ولكن بحاجة إلى إعادة صياغة وتذكير للقارئ العربيّ، ومنها ما هو مؤسّس على تحليل وفق نظريات بحثيّة معاصرة ظهرت في العقدين/الثلاثة الأخيرة، تعمل على التعمق في منظومة العلاقات بين حركات سياسية ودول، وفي هذه الحالة الحركة الصهيونيّة ذات الأهداف الاقتلاعيّة والعنصريّة، وبريطانيا بعد محاولات للحركة مع دول أخرى كألمانيا وفرنسا.
طريقة بناء منظومة العلاقات مبنية على الابتزاز السياسيّ والنفاق الدبلوماسيّ والاحتيالات باللجوء إلى استعمال المال السياسيّ الذي يعزز في نهاية المطاف المصالح المشتركة للحركة الصهيونيّة وللحكومة البريطانيّة. وتوصلنا إلى نتيجة مفادها أنّ “تصريح بلفور” هو بلوغ درجة عالية من تمازج وتوافق المصالح بين الحركة الصهيونيّة والاستعمار البريطانيّ.
خصصت فصلاً لمناقشة قانونيّة التصريح وشرعيّته من حيث القانون الدوليّ. هل لك أن تقدم لنا أبرز الاستخلاصات عن هذا المحور؟
الكتاب غير مبني على مفهوم القانونيّة، إنّما يطرح إمكانيّة رفع مستوى النضال الفلسطينيّ إلى المحافل الدوليّة من خلال باب القانون الدوليّ، وكيفية الاستفادة منه. وخصوصاً أنه في الآونة الأخيرة يلوح فلسطينيّون وهيئات رسميّة بإمكانيّة اللجوء إلى هذا الفعل، لكنهم لا يُقدمون عليه. ولهذا، يطرح الكتاب مقولة أهميّة خوض هذه التجربة بهدف تحريك العالم من جديد ولفت نظره نحو أهميّة القضيّة الفلسطينيّة وضرورة التوصل إلى حل لها.
ألا تتفق مع سائلك أن كتابك بمضامينه يجب أن يصل للغرب بلغتهم، أيّ أنّ أهميته تكمن بصدوره باللغات الأجنبيّة خاصّة الإنكليزيّة والفرنسيّة؟
نحن نواجه بطبيعة الحال في العقد الأخير أزمة قراء، بل أيضاً أزمة باحثين متخصصين في مواضيع نقاشيّة وجدليّة، ومن بينها بل أهمها ما له علاقة بالصراع الصهيوني/الفلسطيني–العربي… ولأن العرب بحاجة إلى أدبيّات، فأعتقد أنه من الضروري جدّاً التعريف بمثل هذه القضيّة أي “تصريح بلفور“. وأعتقد أنه من الأهمّيّة بمكان أيضاً أن نخاطب المجتمعات الأخرى، وفي مقدمتها الغرب بلغاته المتعدّدة.. لكن هذا الأمر يتطلب مؤسّسات تسعى إلى تحقيق هذا الأمر.
وأنا كباحث مهتم بالتاريخ الفلسطينيّ وخصوصاً ما له علاقة بالوجود الفلسطينيّ، أواجه رزماً من المشاكل والعوائق، ومن أبرزها عدم توفر مؤسّسات داعمة ماليّاً ومعنويّاً. بالإضافة إلى عدم توفر دور نشر تأخذ على عاتقها عمليّة النشر. لكن في حالة كتابي هذا، وفي هذه المرّة بالذات تلقيت دعماً وموافقة على إصداره باسم المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر بإدارة مديرها الأستاذ ماهر الكيالي.
أما كتبي السابقة، وهي كثيرة، فمعظمها نشر على نفقتي وبدعم لبعضها من قطاعات خاصّة لا صلة مباشرة لها بموضوع طباعة ونشر الكتب. لكنّها أي هذه القطاعات تميل إلى تشجيع العمل البحثيّ الدؤوب.
شهدت السنوات الأخيرة دعوة عارمة للحكومة البريطانيّة إلى تقديم اعتذار للشعب الفلسطينيّ عن تصريح بلفور. برأيكم أليست هذه المطالبة من باب طرق المستحيلات في ظلّ اختلال موازين القوى وانحياز الغرب التام للكيان الصهيونيّ؟
أعتقد أنّ ما يجب أن يسبق طلب الاعتذار، هو اعتراف بريطانيّ على مستوى الدولة بالشعب الفلسطينيّ وبحقّه في إقامة دولة له. وأنا أقصد هنا عدم جعل بريطانيا تفلت من هذا الأمر. حينها يجب مطالبتها بالاعتراف بالخطأ التاريخيّ الذي ارتكبته من خلال تصريح بلفور. لهذا، لا يمكن التوجه نحو المطالبة بالاعتذار دون هذه الخطوة. بمعنى آخر، خطوة الاعتراف بالشعب الفلسطينيّ وبحقوقه القوميّة في بداية الأمر هي خطوة نحو تصحيح خطأ تاريخي أقترفته بريطانيا.
وأنا أعرف كإنسان واقعيّ ومطلع على حيثيات الأمور أن هناك صعوبة في إعادة العجلة إلى الوراء. لكن في الحدّ الأدنى خطوة كهذه تساهم في تمهيد الطريق أمام خلاص الشعب الفلسطينيّ المتألم والجريح من مخلفات تاريخيّة قاسية وموجعة.
قد يكون هذا الكلام تخيلي أو وهمي وحلم يقظة، لكن كثير من الأحلام تحققت. ولما لا . فالشعب الفلسطينيّ مثابر وعنيد ولا يتنازل عن حقّه مهما جار عليه الزمن، ومهما تآمرت عليه حكومات غربيّة وشقيقة، فما يريده سيحققه بكلّ الطرق المؤاتية. ومن جملتها السير في طريق اللاعنف، عله يثمر بعد فشل المقاومة المسلحة في تحقيق أهدافها.
من واقع تجربتك؛ ما أبرز المعوقات التي واجهتك كمُؤرخ يعيش في الداخل المحتلّ؟ وهل من قيود تفرضها مؤسّسات الاحتلال الرسميّة والأكاديميّة على الأرشيفات؟ وبالتالي كيف تعمل لتجاوز أيّ صعوبات أو عراقيل تواجهك في هذا السياق؟
طبيعيّ أن تكون هناك معوقات تتعلق بالأرشيفات، وخصوصاً في حالة قيام باحث عربيّ فلسطينيّ بطلب الاستعانة بها لوضع بحث له صلة بتاريخه وصراعه. الأرشيفات في الداخل وهي خاضعة لقانون رسمي تحت إشراف الدولة. وبالتالي هناك ملفات كثيرة جداً في هذه الأرشيفات، منها ما يعود إلى فترة حكم الدولة العثمانيّة ومنها ما يعود إلى الفترة الانتدابيّة وما له علاقة بفترة النكبة وما تلاها. لهذا تدرس إدارات الأرشيفات كلّ طلب لاستعمال ملفاتها وتقرر ما هو متاح وما هو غير متاح. لهذا، من يقوم بالأبحاث الكبرى هم إسرائيليون، وبالتالي ينقلون الرواية الإسرائيليّة إلى العالم… عددهم كبير ومدعومين من الدولة وصناديق مانحة. وبالتالي قليلة هي الأبحاث التي يصدرها فلسطينيّون بسبب هذه العوائق.
ما أود الإشارة إليه، أنّ الصورة التي ينقلها المؤرّخون الإسرائيليّون هي ما تريده المؤسّسة الحاكمة. هذه الصورة تعرقل نشر الرواية الفلسطينيّة التي لها اعتماد كبير على ما تحتويه أرشيفات إسرائيل من ملفات ووثائق. من هذا المنطلق يسعى الفلسطينيّون في الداخل المحتلّ إلى البحث عن طرائق للاطّلاع على الوثائق لا حاجة لتبيانها من خلال هذه المقابلة… قد يأتي الوقت ونقوم بذلك. ولكن لا بد لي من الإشارة إلى أنّ هناك صعوبات جمة أواجهها في كلّ مرّة أرغب في الاطّلاع على الأرشيفات، ومن أبرزها الأسئلة التحقيقية الكثيرة، وأيضاً عدم توفر بدائل. بمعنى أنّني مضطر إلى استعمالها.
إلى أيّ مدى ترى أهمّيّة كتاباتك التاريخيّة التي قدمتها على مدى الأعوام الماضية في مواجهة الرواية الصهيونيّة؟
أنا شخصياً لا أبادر إلى كتابة أيّ مادة تاريخيّة متوفرة، أو سبقني أحد الزملاء إلى كتابتها. اهتمامي في الأساس في مادة تاريخيّة أصلية، أي لم يبادر أحد إلى بحثها ومعالجتها من قبل لتكون إضافة قويّة للمكتبة التاريخيّة الفلسطينيّة والعربيّة.
وأؤمن أنّ ما أضعه من دراسات وكتب يصب في خدمة المعرفة التاريخيّة التي يحتاج إليها الفلسطينيّ لتكون له نبراساً ونوراً يستضيء به ليواجه الحقيقة ويقارع خصمه وعدوّه بما يمتلك. وكان تركيزي في الأعوام السابقة بموضوع أثار اهتمامي وهو تاريخ المدينة الفلسطينيّة، وبوجه خاص تاريخ مدينتي حيفا التي ولدت فيها وأعيش فيها، بل تعيش فيّ من خلال المكان الذي أبادته آلة الهدم الإسرائيليّة عبر السنوات بدواعي التطوير والعصرنة، وأيضاً لأنها حاضرة في وجداني بفعل ما خزّنته في مستودع ذاكرتي من تفاصيل على لسان والدي (رحمه الله) وأعمامي وأقاربي الكبار وأهل بلدي الذين عاشوا في الزمن الجميل ووضعوا أحلامهم التي تحطمت على موجات القمع السياسيّ والعسكريّ الصهيونيّ والإسرائيليّ إبتداءً من عام 48 وإلى يومنا هذا.
بقاؤك في الداخل المحتلّ كيف أثر في كتاباتك التاريخيّة؟ بمعنى أوضح، كيف يؤثّر المكان في كتابتك لتاريخنا الوطنيّ وأنت تعيش تحت الاحتلال؟
المكان حاضر بكلّ تفاصيله في وجداني. حتى المكان المدمّر والمخفيّ على يد سياسات حكومات إسرائيل المتعاقبة. المكان ليس فقط بالحجارة التي أُزيلت، بل بكلّ مكوّناته البشريّة والثقافيّة التي يحملها عبر الزمن. المكان الحاليّ ليس هو نفس المكان الذي كان قائماً والذي بناه أهلنا وصاغوا من خلاله أحلامهم المستقبليّة. لهذا، أحاول دائماً من خلال دراساتي وجولاتي التي أنظمها للشرح عن المكان أن أعيد رسمه وتصميمه بقالب تاريخيّ وحضاريّ وثقافيّ يساعد المستمع والقارئ والمهتم بولوجه والعيش فيه. المكان مفقود مادياً لكنه حاضر وجدانيّاً وفي الذاكرة الفرديّة والجمعيّة التي نحييها بواسطة أبحاثنا وكتاباتنا على أنواعها المختلفة.
هل ترى أن المثقّف الفلسطينيّ استطاع أن يقدم قضيّته بالشكل المطلوب؟
بكلّ تأكيد، أن المثقّف الفلسطينيّ الملتزم بقضيّته والمثابر على تبنيها وعدم التنازل عن أيّ بند فيها، هو من يحمل القضيّة في فكره وقلمه. هو من يستطيع أن ينقلها إلى الخارج، وليس فقط إلى أبناء شعبه العطشى، إلى من يثقّفهم ويشد من أزرهم ويعزز علاقتهم بوطنهم وبأرضهم ونضالهم الشرعيّ والإنسانيّ والأخلاقيّ من أجل استعادة الوطن المفقود. ليس المثقّف هو من يكثر من إصداراته ومشاريعه البحثيّة وأشعاره ونصوصه، إنّما من يؤثر على قرائه ومستمعيه والمهتمين بما يكتب.
والمثقف الفلسطينيّ يحمل قضيّة، بل هو صاحب قضيّة تؤثر عليه وتدفعه إلى فعل ما خدمة لقضيّته. فالمثقّف الفاقد لقضيّته والذي يعتبر نفسه فوق القضايا الصراعيّة، ويعمل من باب الثقافة لأجل الثقافة، هو بمثابة ورقة في مهب الريح. لن يترك أثراً بالمرّة، بل بالعكس قد يكون تأثيره سلبيّ. لهذا أنا أؤمن بأهمّيّة لفظ مثل هؤلاء الطفيليّين، والإبقاء على ما يجب أن يبقى دفاعاً عن القضيّة وعن مستقبلها.
ما قدمه المثقّف الفلسطينيّ هو تراكمات من قوّة الكلمة التي تؤثر وتتفاعل بقوّة في أوساط الفلسطينيّين. ونحن نعلم كيف تحارب إسرائيل مثقّفينا عبر الزمن. لقد اغتالت بعضهم، بل كبارهم في عمليات إجراميّة يتوجب على العالم المستنير محاكمة هؤلاء القتلة.. عرفت إسرائيل دور الكلمة في أوساط شعب مناضل.. فذهب غسان كنفاني وكمال ناصر وناجي العلي وعبد الوهاب الكيالي وغيرهم ضحايا سياسات إسرائيل الإجراميّة بتصفية كلّ ما له صلة بالقضيّة الفلسطينيّة، وفي مقدمة ذلك المثقّف صاحب الكلمة الحرّة.
أصدرت ثلاثة كتب عن مدينتك حيفا، هي: «حيفا، الكلمة التي صارت مدينة»، و«خارطة حيفا العربيّة»، و«شوارع حيفا العربيّة». فما الذي تمثله حيفا بالنسبة لك؟
حيفا كما كانت والدة الشاعر الحيفاويّ المرحوم أحمد دحبور تقول له: “إنّها الجنة”. وهي حقيقة كذلك. وبعيداً عن الوجدانيّات فإنّني كابن لهذه المدينة وأعرف حواريها وشوارعها وأزقتها وناسها أحببت أن أنقل لأبنائها تاريخها وأبرز أحداثها برواية فلسطينية حقيقيّة بقلمي ولساني. ومن بين الدوافع الأخرى لقيامي بنشر عدد من الكتب وعشرات المقالات، هو الأكاذيب والتلفيقات واختلاق قصص كاذبة على يد مؤرّخين وباحثين صهيونيّين وإسرائيليّين، صوروا حيفا كأنهم أسّسوها، وتجاهلوا بل أقصوا وهمشوا دور أبنائها العرب الفلسطينيّين في تأسيسها وتطويرها وتنميتها عبر القرون. عمليّة التهميش غير مقتصرة على خطوات شكليّة كتغيير أسماء شوارع ومناطق، بل مسألة بنيويّة تميز الحركة الصهيونيّة الاحتلاليّة، من حيث تغييب اسم المكان، وتغيير ناس المكان، ثم لا يكونون حاضرين في النصوص التاريخيّة. فالنصّ يعتمد على الكلمة، والكلمة مؤثرة وفاعلة ولها دور.
لهذا فإن الرؤية الإسرائيليّة العامّة سواء في حيفا وغيرها من المدن العربيّة التي وقعت تحت الاحتلال منذ عام 48 تغيير معالم المدينة العربيّة بكلّ مركّباته، حتى لا يبقى أيّ ذكر للفترة العربيّة أو لمساهمة العرب في بنائها.
وبالتالي تعمل المؤسّسة الرسميّة من حكومة ووزارة تربية وتعليم وبلدية على صياغة نصوص تاريخيّة تتماثل مع الرؤى الصهيونيّة وسط إبادة كاملة للمكان عمرانيّاً وتاريخيّاً. من هنا وجدت لزاماً أن أتعرض وأواجه هذا التيار اللئيم وغير الإنسانيّ بحقّ شعبنا من خلال وضع نصوص وتجميع صور تعكس الحقيقة وتنقل روايتنا في مواجهة الرواية الصهيونيّة والإسرائيليّة.
لهذا، حيفا ليست مجرد مدينة أعيش فيها، إنما مكان يحمل ذاكرة شعب. وهذا المكان يخاطبني يومياً ويحثني على عيشه. وأود توضيح هذا الأمر، بأنّني وغيري أيضاً لا نعيش في الماضي أو على الماضي الجميل.. نحن نعيش في ظروف استثنائيّة فرضت علينا في العام 48 ولا تزال آثارها تتفاعل بيننا. فأن تكون صاحب حقّ وتواجه من اقتلع أهلك ويرغب في اقتلاعك هو النضال من أجل البقاء والاستمراريّة. هذه هي حالنا في حيفا، وهذه هي شهادتنا نحو مدينتنا التي نحب.
هل تشعر اليوم بالرضى عمّا أنجزت؟ وما الذي تطمح إليه وتتمناه؟
أنا راضٍ بالتمام عمّا قمت به، وما أقوم به. ولو أنّني غير راض لما وجدتني مستمراً في مهامي البحثيّة عن تاريخ شعبي وجذوري.
سؤالي الأخير، ما هي المشاريع التي تعمل عليها الآن؟
أعمل الآن على دراسة ثلاثة نصوص مخطوطة لسير ذاتيّة لأفراد من حيفا، أُرسلت إليّ لهذه الغاية. أعتبرها آخر ما يمكن أن نحظى به لمن عاش قبل عام النكبة. آمل أن يتسنى لي نشرها، حال توفر من يدعم مثل هذا العمل التاريخيّ والأدبيّ. وطبيعيّ أنّ هناك مشاريع عديدة، أتمنى أن أوفق في إنجازها كلّها، أو على الأقل بعض منها.
يمكن قراءة الفصل الأول من الباب السادس من الكتاب… هنا.
جدير بالذكر أنّ المؤرّخ والباحث الأكاديمي الدكتور جوني منصور، من مواليد عام 1960 في مدينة حيفا بفلسطين المحتلّة. يعمل في حقل التربية والتعليم منذ 38 عاماً، وهو ناشط اجتماعيّ وسياسيّ في أطر وطنيّة مختلفة. له إصدارات وأبحاث عديدة في مجال التاريخ، منها: «شوارع حيفا العربيّة» (1999)، «الاستيطان الإسرائيليّ» (2005)، «مسافة بين دولتين» (2004)، «إسرائيل الأخرى» (2009)، «الخطّ الحديديّ الحجازيّ» (2008)، «الأعياد والمواسم في الحضارة العربيّة» (2006)، «المدينة الفلسطينيّة في فترة الانتداب البريطانيّ» (2010)، «المؤسّسة العسكريّة في إسرائيل» (2009)، «خارطة حيفا العربيّة» (2014)، «حيفا، الكلمة التي صارت مدينة» (2015)، و«مئويّة تصريح بلفور (1917 – 2017): تأسيس لدولة، وتأشيرة لاقتلاع شعب» (2017).